بسم رب الحسين
إن هناك ارتباطاً واضحاً بين الغناء والشهوة ، إذ أن الطرب في حكم ( الخمرة ) في سلب التركيز وتخدير الأعضاء وخفّتها ، ولهذا تعارف اجتماعهما في مجلس واحد ، فترى المشغول باستماع المطرب من الألحان ، يعيش حالة من الخـفّة كالسكارى من أصحاب الخمور ..هذا السكر والطرب المتخذ من الغناء ، يجعل صاحبه يعيش في عالم الأحلام والأوهام الكاذبة ، فيصور له ( متع ) الدنيا - ومنها متعة النساء - وكأنها غاية المنى في عالم الوجود ، ويصور له ( المرأة ) التي يتشبّب بها في الغناء ، وكأن الوصل بها وصل بأعظم لذة في الحياة ، حتى إذ جاءه لم يجده شيئاً ، ووجد الله عنده فوفاه حسابه .
يقول الله تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} (6) سورة لقمان
يقول المفسّر الكبير الطبرسي (رحمه الله)، سبب النّزول للآية أعلاه، لأنّه (صلى الله عليه وآله) قال: «لا يحلّ تعليم المغنّيات ولا بيعهن، وأثمانهنّ حرام، وقد نزل تصديق ذلك في كتاب الله: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ...)».
قيل للرضا (ع) : إنّ العباسيّ أخبرني أنك رخّصت في السماع ؟.. فقال (ع) : كذب الزنديق ، ما هكذا كان ، إنما سألني عن سماع الغناء فأعلمته أنّ رجلاً أتى أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين (ع) فسأله عن سماع الغناء ، فقال (ع) له :
أخبرني إذا جمع الله تبارك وتعالى بين الحقّ والباطل مع أيهما يكون الغناء ؟.. فقال الرجل : مع الباطل ، فقال له (ع) :حسبك ، فقد حكمت على نفسك ، فهكذا كان قولي له
قال النبي (ص) : ما رفع أحدٌ صوته بالغناء ، إلاّ بعث الله شيطانين على منكبيه يضربان بأعقابهما على صدره حتى يمسك
اخوكم الشيخ
حساوي نخلاوي
المفضلات