الإمام علي بن أبي طالب(عليه و على آله السلام ), من المعصومين الأربعة عشـ14ـر
نــسبه الشريف :
هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب جد النبي ، فنسبه هو نسب رسول الله نفسه ، وقد كان لعبد المطلب على ما يقال -إثنا عشر إبناً - منهم أبو لهب لعنه الله ، وكانت امهاتهم مختلفة ومتعددة ، ولكن عبدالله والد النبي وأبا طالب والد الإمام علي كانا من أم واحدة ، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم جد النبي فعلي يلتقي في نسبه مع النبي من جهة الأب ومن جهة الأم بل هو أول هاشمي وُلِدَ من هاشميين وكذا أخوته .
مـــــــولــــــده :
ولد في مكة المكرمة ، وسط الكعبة المشرفة على الرخامة الحمراء ، يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب الأصب ، بعد ثلاثين سنة من عام الفيل ، وللنبي ثلاثون سنة، وقبل الهجرة بثلاث وعشرين سنة ، وقبل البعثة الشريفة بعشر سنوات أو اثنتي عشر سنة ، وبعد زواج النبي من خديجة بثلاث أو بخمس سنوات ، ولم يولد أحد قبله ولا بعده في هدا المكان المقدس , وهي فضيلة خصه الله تعالى بها إجلالاً له ، وإعلاءً لمرتبته ، وإظهاراً لكرامته .
وقد اختص بالرسول ، حيث رباه الرسول وكان يطهره عند غسله، ويوجره اللبن وقت شربه ويحرك مهده عند نومه ، ويحمله على صدره ، وكان يحمله معه دائماً حين يطوف بجبال مكة وشعابها واوديتها .
عقيدتنا فيه وفي الإئمة الأثنى عشر وفاطمة الزهراء :
تعتقد الشيعة الإمامية أن الإمام علي والإئمة الأثنى عشر وفاطمة الزهراء ، أنهم بشر لهم مالنا وعليهم ما علينا ، وإنما هم عباد مكرمون اختصهم الله تعالى بكرامته وحباهم ولايته ، إذ كانوا في أعلى درجات الكمال اللائقة في البشر من العلم والتقوى والشجاعة والكرم والفقه وجميع الأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة لا يدانيهم أحد من البشر فيما اختصوا به ، وبهذا استحقوا أن يكونوا أئمة وهداة ومرجعاً بعد النبي في كل ما يعود للناس من أحكام وحِكم ، وما يرجع للدين من بيان وتشريع وما يختص بالقرآن من تفسير وتأويل .
رويَ عن إمامنا الصادق ( ما جاءكم عنا مما يجوز أن يكون في المخلوقين ولم تعلموه ولم تفهموه فلا تجحدوه وردوه إلينا وما جاءكم عنا مما لايجوز أن يكون في المخلوقين فاجحدوه ولا تردوه إلينا )
مـــــقــــــامـــــــــه :
هو أول من أمن بالرسول ووصيه ، وأفضل خلفائه وصفه الله تعالى في كتابه ، ومدحه بأياته ، ومدح فيه اثاره ، فهو الكريم حياً والشهيد ميتاً .
أخـلاقـه وسـجـيــاتــه :
يعجز القلم عن تسطير أخلاق وسجيات هذا العملاق كيف لا وهو ربيب الرسول ، فقد أخذ أخلاق وسيرت الرسول الذي وصفه الله تعالى بقوله ( وإنك لعلى خلق عظيم ) وقوله على ما رويَ " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبيَّ بعدي " . إذاَ من هذا الحديث يثبت لعلي ما ثبت لرسول الله عدا النبوة وعدد الأزواج .
حــــــروبــــــــــه:
شارك الإمام على في جميع حروب النبي عدا غزوة تبوك ، وبعد توليه الحكم الظاهري سنة خمسة وثلاثين للهجرة ، خاض معركة البصرة أو وقعة الجمل ، ثم معركة صفين فالنهروان وكان هو المشار إليه في الحروب بلا منازع .
زوجــاته وابـــنـــائه :
تزوج صلوات الله وسلامه عليه فاطمة الزهراء ، ولم يتزوج مع وجودها عليها السلام عليها . ثم تزوج بعد وفاتها بزوجات عديدة .
وولد له أولاد كثيرون ، بنون وبنات ، وصل البعض بعددهم إلى ثمانية وعشرين ولداً ، وكان أفضل أولاده الحسن والحسين عليهما السلام ثم زينب والعباس .
اسـتـشـهـــــــــاده :
أُستشهد في الليلة الحادية والعشرين من شهر رمضان ، وكانت ليلة الجمعة ، حيث دخل الخارجي عبدالرحمن ابن ملجم الكوفة ، واستعان برجل آخر من الخوارج يقال له شبيب بن مجرة على قتل الإمام علي وحرضتهما على ذلك فطام ( بنت أحد الخوارج ) ، فدخلا الجامع الأكبر فجر ليلة التاسع عشر من شهر رمضان ، والإمام علي في صلاته إماماً ، فضربه شبيب فأخطاه ، ثم ضربه ابن ملجم في السجدة الخيرة ، فشق رأس الإمام ، وهرب اللعينان ، فقبض عليهما ، وقتيلا بعد وفاته .
وبقي يومين بعد ذلك ، وكان له من العمر ثلاث وستون سنة على قدر سني رسول الله وحُمِلت جنازته ليلاً إلى النجف الأشرف المعروف بالغري ، البعيد عن الكوفة ما يقارب مسيرة ساعة ، ودُفن هناك على يدي ولديه الحسن والحسين اللذين اخفيا قبره بوصية منه لهما ، وقد ظل مخفياً إلى زمن الإمام الصادق جعفر بم محمد فبينه وزاره سلامُ الله عليه .
المفضلات