• المليك يطمئن 500 موظف على مستقبلهم بعد معاناة عمرها 20 عاماً



    رغم أن عمر معاناتهم مع وظائف غير المرسمين عليها، تجاوز 20 عاماً، إلا ان 500 موظف يعملون ببرنامج سوسة النخيل، التابع لوزارة الزراعة، وجدوا بشائر الحل، في أقل من 24 ساعة فقط، عندما قرروا مقابلة خادم الحرمين الشريفين، فجمعوا أمرهم، وتوجهوا يوم الخميس الماضي، صوب العاصمة الرياض، لمقابلة المليك، فحصلوا على موعد في اليوم التالي مباشرة، ورشحوا خمسة منهم، لتوصيل شكواهم لملك الإنسانية، الذي وعدهم خيراً.

    الموظفون الـ500 الذين يمثلون مناطق المملكة المختلفة، ضربوا مثالاً رائعاً، في التنسيق والتكاتف والتفاهم فيما بينهم، من أجل الحصول على حقوقهم الضائعة ـ بحسب قولهم ـ فجمعوا شملهم، واتفقوا على التوجه للرياض في موعد محدد، بعد أن جاءوا من القطيف والأحساء والقصيم والخرج وتبوك ووادي الدواسر والقرية العليا وغيرها، وتركزت شكواهم في ترسيمهم، زيادة رواتبهم إلى المستوى الذي يتناسب والأخطار التي تحيق بهم، مشيرين إلى أنه في العام 1426هـ صدر قرار بترسيم من هم على البنود، وأن هذا القرار طبق على الدوائر الحكومية المتعددة في أجهزة الدولة، مستثنياً من هم ببرنامج سوسة النخيل. وكانت "اليوم" المطبوعة السعودية الوحيدة، التي رافقت الوفد لمقابلة المليك، ورصدت، آراء أصحاب الشكوى والأصداء التي صاحبت رحلتهم للرياض.
    مناطق عدة
    البداية كانت من المهندس ناجي المسلم الموظف بالبرنامج قبل 9 سنوات، والذي قال: "كانت هناك اتصالات بيننا وبين أناس من مناطق أخرى في المملكة، بعد الاتفاق معهم على ضرورة مقابلة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله، حيث اجتمعت وفود بالعاصمة الرياض، شملت القطيف والاحساء والقصيم والخرج وتبوك ووادي الدواسر والقرية العليا وغيرها، وتم التنسيق والاتفاق معهم لبث شكوانا وهمومنا لخادم الحرمين الشريفين مباشرة، وقد اتفقنا على انتخاب 5 من الوفد لمقابلة ملك الإنسانية، وعرض همومنا عليه"، مشيراً "صدر قرار في العام 1426هـ بترسيم من هم على البنود، وطبق القرار في الدوائر الحكومية، ولم يطبق على موظفي برنامج سوسة النخيل الذين يستحقون ذلك منذ زمن طويل، فبعض هؤلاء خدمته تجاوزت 20 سنة، ولم يتم ترسيمه في وظيفته"، مضيفاً "الغريب أن معاناتنا عمرها 20 عاما، والمليك في أقل من 24 ساعة، يعطنا وعدا بحلها".
    قرارات وموافقات
    ويرى عبدالله أحمد الأصيل الموظف منذ 4 سنوات في البرنامج أن " قرار ترسيم بند سوسة النخيل الحمراء ، تمت الموافقة عليه، وأقر من قبل رئيس قسم وقاية المزروعات في وزارة الزراعة، قبل 4 سنوات، ونحن قسم سوسة النخيل الحمراء، نتبع قسم الوقاية، ولكن لم يتحرك ساكن تجاهنا، رغم أننا طرقنا جميع الأبواب، حتى أننا ذهبنا قبل ذلك للديوان الملكي، ولم نترك بصيص أمل، إلا وتحركنا تجاهه، ونطالب بالنظر إلى معاناتنا"، موضحاً أنه "حسب علمنا وما يتداول من إحصاءات، فإن هناك أكثر من 500 بين مهندس وعامل وسائق في المملكة لم يتم ترسيمهم في برنامج سوسة النخيل".
    الحقوق مسلوبة
    وقال المهندسان علي أحمد آل سيف ومحمد علي آل ربيع: "إننا نعمل ببند برنامج سوسة النخيل الحمراء منذ 3 سنوات بقرية العليا، وخلال هذه المدة، لا توجد حقوق لنا، واضطررنا للتوقيع والموافقة على الوظيفة، على أمل أن تكون هذه الموافقة بوابة للترسيم، الذي طالما نحلم به في هذه الوظيفة، ولكن لم يحصل ذلك، ونتمنى أن يأتي الترسيم سريعاً، خاصة إذا عرفنا ان الرواتب للمهندسين في أحسن الأحوال لا تتجاوز 3600 ريال شهرياً".
    غلاء المعيشة
    ويقول العامل علي عبد رب الرسول الدرويش "أعمل في وظيفتي بالبرنامج منذ 20 سنة، وراتبي لم يتجاوز 1680 ريالا، وبعد إعطائنا بدل غلاء معيشة، يصل إلى 2000 ريال، وهناك بدل خطر مؤجل، وغلاء المعيشة يعصف بنا، ونحن نعيل أسراً، وهذا الراتب لا يكفي في ظل غلاء المواد الغذائية ومستلزمات الحياة، ويقابل هذا الراتب المتدني، عمل خطر، يؤثر علينا في المستقبل، لذا نطالب بالنظر في ذلك، وأن يكون الراتب بنفس المشقة التي نعاني منها".
    رش المبيدات
    ولا يتجاوز راتب العامل صديق جساس 2000 ريال، رغم أنه يعمل في البرنامج منذ 17 سنة، ويقول: "هذا الراتب على ضعفه، مضاف إليه 15بالمائة غلاء معيشة، ونحن نتعرض لمشاكل ومخاطر عدة، بسبب رش المبيدات المكافحة لأمراض المزروعات، وأحياناً نزور 3 مزارع، وأحياناً مزرعتين لرشها، وهذه المبيدات تعد ضارة على صحة الإنسان، وتسبب العقم والأمراض الجلدية، وكثير من المشاكل المتنوعة الأخرى، وكما هو الحال في المصائد الفرمونية التي نقوم بتنظيفها بين الحين والآخر".
    سريعة التلف
    ويواصل عيسى آل خميس الحديث عن المشكلات التي يواجهها وزملاؤه في بيئة العمل "أعمل في البرنامج منذ 4 سنوات ونتعرض للمخاطر العديدة، منها اللدغ والإصابات الأخرى من قبل القوارض والثعابين الخطرة الموجودة في المزارع"، مشيراً إلى أن "ما يتم توفيره من قبل وزارة الزراعة من وسائل أمان، يعتبر سيئاً جداً، وسرعان ما يتلف، سواء التي نلبسها في اليد أو القدم، وجسمي تكثر به الحبوب واللدغات المنتشرة في نواح عدة منه، إذ نعمل بين الأعشاب والحشائش المتنوعة الحجم، والتي تعتبر بيئة لتكاثر الحشرات المؤذية للأسنان ونتعرض لهذه اللدغات والتي تكون بشكل يومي".
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول