• «أزمة الديزل» تخنق أسواق السمك وتقفز بالأسعارلأرقام فلكية


    انتقلت ظلال أزمة ارتفاع اسعار الديزل من الصيادين والمراكب المتوقفة في المراسي والفرضات الى أسواق الأسماك التى شهدت ارتفاعات قياسية بعد ان واصل الصيادون امتناعهم من دخول البحر لليوم العاشر على التوالى احتجاجاً على رفع سعر الديزل من 25 هللة إلى 1ريال و65 هللة ..
    «اليوم» انتقلت للسوق والتقت باعة التجزئة والمحرجين ومرتادي السوق وسجلت آراءهم حول الأسعار وقدموا اقتراحات عديدة قد تسهم فى حل المشكلة التي تواجه الصيادين ، فيما اتفق الجميع على المطالبة بإعادة تسعيرة الديزل كما كانت في السابق وحل المشكلة بطرق أخرى نتيجة تسببها فى حرق جيوب الجميع بلا استثناء وليس الصيادين فقط كما يعتقد البعض .
    أزمة أسعار
    وقال بائع السمك بالتجزئة فى سوق القطيف عبدالله محمد فندم إن أزمة ارتفاع الأسعار مرت علينا في السوق من قبل , اثناء الحرب العراقية - الإيرانية وكذلك فترة احتلال دولة الكويت وابتعد الناس وعزفوا عن شراء السمك لارتفاع أسعاره بعد ان ارتفع سعر كيلو الهامور الى 100 ريال كما مر علينا نقيض ذلك وقبل 25 عاما تقريباً بلغ سعر كيلو الهامور 8 ريالات وكان قبل 35 عاما سعر الكنعد 3 ريالات للكيلو وقبل 45 عاماً كان سعر 4 كيلو ربيان بريال واحد ونحن على يقين أن الأزمة ستمر على خير ، وقال فندم إن الأزمة قللت الزبائن لدينا وأصبحنا لا نشتري كميات مثل السابق بسبب عدم وجود الزبائن التي تطلب السمك وطالب بإعادة النظر في قرار رفع تسعيرة الديزل لحل المشكلة .

    حلول جذرية
    وارجع إبراهيم علي الرهن من القطيف ارتفاع سعر الأسماك الى قلة المعروض بالسوق نتيجة التعدي على شجر القرم المانجروف الحاضن الأول للكائنات البحرية والردم المتواصل في المنطقة ثم ارتفاع سعر الديزل الذي ساهم فى ارتفاعات غير متوقعة.

    الطريق الأسهل
    ووصف الرهن قرار رفع تسعيرة الديزل بالخاطئ وغير المدروس وأعتبره ضربة قاضية تساهم فى ارتفاع الأسعار ، مشيرا الى وجود أساليب كثيرة لتفادي مشكلة تهريب الديزل التي يقال بأنها سبب رفع الاسعار وقال : المسئولون يعرفون ذلك ولكنهم اختاروا الطريق الأسهل وهو رفع قيمة الديزل ولم ينظروا للاضرار التي يسببها للصيادين والمواطنين واضاف :إن تنفيد القرار بهذه الكيفية يعتبر هروبا من المسئولية واتخاذ أقصر الطرق لحل مشكلة التهريب وطالب باستخدام الأجهزة التي تكتشف كمية المصروف من الديزل أو تحديد الكمية التي تعبأ للنشات أو مراقبة من يقوم بالتهريب ومعاقبته وبذلك يتم القضاء على المشكلة التي سببت رفع تسعيرة الديزل.

    أهل الرياض
    وأكد مرتادي السوق عبدالرحمن المقحم انه حضر من الرياض لشراء السمك من القطيف وقال : حتى لو ارتفع سعر السمك والروبيان بسوق القطيف يظل أرخص من أسواق وباعة الرياض حيث يسيطر الأجانب على بيع السمك والتي تعتبر اليد العاملة بسوق السمك فيبالغون فى السعر هناك واضاف بأنه كان يرغب فى شراء 80 كيلو من سمك الكنعد وثلاجة روبيان ولكن الأسعار تعتبر مرتفعة بالسوق مما قد يدفعه لصرف النظر عن الشراء حاليا ، واشار الى انه حضر الى السوق في شهر شعبان الماضي وكانت الأسعار أقل مما هي عليه الآن ولكن ما أشتريه من هذه السوق بسعر 800 ريال أجده على أقل تقدير في الرياض بسعر 1300 ريال وسمعنا ونقرأ أن أسباب رفع الديزل هي التي اشعلت الأزمة ، وطالب المسئولين بالتراجع عن هذا القرار .


    مطاعم وفنادق
    واوضح بائع السمك محمد عبدالله البابا والذي يعمل منذ 18 عاما في سوق القطيف أن هناك عدة أسباب لارتفاع الأسعار .. فأزمة ارتفاع الديزل لها سبب واقعي في رفع أسعار الأسماك والروبيان في هذه الفترة ولكن نجد عمالة وافدة تشتري جميع الأصناف وخاصة الكبيرة وبكميات كبيرة للشركات والفنادق والمطاعم مما سبب ارتفاع الأسعار للسمك والروبيان ويعتبر قرار رفع تسعيرة الديزل غير صائب تماماً وفي غير محله.

    آلاف الأسر
    وحذر المحرج بسوق القطيف وتاروت عبدالله حسن البيابي من الاضرار بالسوق فى حالة استمرار الوضع بهذا الشكل خاصة مع تراجع الكميات المعروضة شيئاً فشيئاً ولن نجد الزبون للشراء ولن تكون هناك بارقة امل في جميع أسواق السمك لأن صاحب البيع بالتجزئة لن يجد من يشترى من عنده وهو بطبيعة الحال هو الوسيط بين المورد والمستهلك وسوف يعزف هو عن الشراء من الحراج مما سيخلق مشكلة في إيجاد لقمة عيش الاف من الأسر فتجد بعض بائعي التجزئة ترك العمل بالبيع مؤقتاً لحين عودة الوضع لما كان عليه سابقا وحل المشكلة القائمة .

    أصناف أخرى
    وأكد بائع السمك حبيب عبد المحسن المحسن والذي يعمل في السوق منذ 25 عاما أن السوق فقد بعض الأسماك مثل السود فكان قبل ارتفاع الديزل سعر الكيلو منه 10 ريالات والآن 40 ريالا ولا تجده كما قل سمك العندق ونجد سمك الشعري سعره قبل الأزمة 8 ريالات أما الآن فوصل الى 20 ريالا وهذا الذي يأتي من عمان أما المحلي فسعره 27 ريالا وسمك الميد سعره 25 ريالا وهو المفضل لأهل القطيف في الغالب وهذا يعتبر موسمه وكان في العام الماضي 6 كيلو بسعر 50 ريالا أما الصافي فنجد سعره اليوم 30 ريالا للكيلو وقبل الأزمة 3 كيلو 50 ريالا ويتواجد القرقفان أيضاً ولجأ الباعة والمشترون الى لسمك الصغير لقلة سعره عن السمك الكبير مثل الهامور أو الكنعد الذي كان قبل الأزمة بسعر 350 للمن وأصبح اليوم 800 ريال .أما سمك السمان فارتفع سعره من 180 ريالا للبانة إلى 560 ريالا والقادم أسوأ .

    مستورد وميد
    وأكد علي الداود أن أكثر الأسماك المتوفرة في السوق مستوردة من الخارج ، كما بين محمد العرقان أن أهالي القطيف يرغبون فى سمك الميد الذي أصبح سعره خياليا فلم يصل سعره لهذا أبداً وحسب قول التجار والمستهلكين فسعره يصل 25 أو 30 ريالا فهذا أمر مستغرب يجب النظر فيه والتأمل لأسباب ذلك .

    تجار التجزئة
    وقال مرتاد السوق هاشم نعمان الأطرش : إن ارتفاع الأسعار مبالغ فيه وستسبب هذه الأزمة تلاعبا من قبل بعض بائعي التجزئة بعد بدأ بعضهم يخلط ما عنده من سمك قديم بالجديد وجعل الماء في الكيس الذي يتواجد فيه الربيان عند وزنه خاصة وكذلك السمك .. فلو اشتريت 5 كيلو ربيان تجد فيها اكثر من نصف كيلو ماء كما أن مشتري كيلو من أي صنف اسماك بعد تنظيفه يخسر ربعه بسبب التنظيف والترتيب فيما تكون الخسائر أضعاف ذلك في الروبيان .

    ارتفاع السعر
    ونوه أحد مرتادي السوق محمد عبدالله العباد القادم من العاصمة الرياض أنه بين الفترة والأخرى يأتي لسوق السمك بالقطيف لشراء السمك الطازج والتي تخلو الرياض منه في الأغلب بسبب تحكم العمالة بالسوق وتلاعبها بالأسعار ، وقال : حضرت هذه المرة لشراء 3 أمنان من السمك ولكن بعد الذي رأيته من اسعار فلكية قد أشتري من واحد او اقل.
    100 بالمئة
    وأعتبر بائع التجزئة والمتخصص ببيع «سمك الأجانب» أحمد مهدي الضبيكي رفع الديزل أثر على سعر جميع أنواع السمك وأكد أنه متخصص ببيع السمك المفضل الأجانب وخاصة الآسيويين مثل « العوم والباغا « ، مؤكدا انها ايضا أصابتها شرارة ارتفاع الأسعار ففي السابق أشتري السمك من هذا النوع 32 كيلو بسعر 60 ريالا ارتفعت اليوم بعد ارتفاع الديزل للضعف فأصبح سعرها الآن 120 ريالا بنسبة 100 بالمئة .

    زيادة الروبيان
    وقال جهاد سعيد القويبر والذي يعمل بالسوق منذ 10 اعوام : أقوم بشراء وببيع الروبيان في موسم الروبيان وهو مصدر رزقي ويعتبر هذا العام سعره مرتفعا وجاءت أزمة الديزل ورفعت السعر 40 بالمائة دفعة واحدة وتوقع استمرار ارتفاعه في الأيام المقبلة أيضاً .


    طرد الزبائن
    وبين أحد مرتادي السوق عبد العزيز محمد المقمح من الرياض انه يتابع ما يدور عن البحر وأزمة الصيادين وارتفاع الديزل مشيرا الى ان هذا القرار سيخلق مشكلة كبيرة للمواطنين وليس الصيادين فقط وقال : احضر لسوق السمك بالقطيف كل شهرين تقريباً وكثير من أهالي الرياض يفعلون ذلك ، وفى حالة استمرار الاسعار المرتفعة ، فلن تجذب السوق أحدا بعد الان خاصة مع ما شهده الديزل من ارتفاع اسعاره بمعدل 7 مرات عما هو عليه وبالتالي ارتفاع اسماك والروبيان وناشد المسئولين النظر في القرار الذي سيرهق المواطنين وليس الصيادين فقط .
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول