
لا تزال ردود الأفعال تتوالى حول التهديدات التي تحاصر الفتيات اللائي تم توظيفهن للعمل «كاشيرات» عقب قيام مكتب العمل بالشرقية بتغريم صاحب مطعم بالقطيف بخمسة آلاف ريال بحجة عدم تطبيقه لشروط توظيف الفتيات وما يترتب على ذلك من مخاطر تسريح الفتيات وضياع آمالهن في التوظيف بعد سنوات انتظرن فيها هذا « الحلم» وقد أعربت الفتيات اللائي يعملن ككاشيرات في المطاعم عن قلقهن من فقدانهن وظائفهن ، وتهديدهن بالتسريح بسبب الجولة التفتيشية التي قام بها مكتب العمل.
مواقع مناسبة
وذكرت الموظفة زينب آل فخر أن صاحب المطعم وظفهن بعد ضمان مواقع مناسبة لعملهن، وبعد ضمان عدم تعرضهن للاختلاط في العمل، وقد طبق ذلك ولكن ما نفذه مكتب العمل من فرض غرامات مكلفة لصاحب العمل بحجة عدم استيفاء موقع العمل الخاص بالنساء بالشروط مجرد حجة للضغط على صاحب المطعم لتسريح الفتيات، وانتقدت من يحتج على عملهن في وظيفة كاشير، وأضافت أن عملها محدد وواضح وتعامل الإدارة معنا متميز وتحت أنظار الجميع وبرواتب وساعات عمل جيدة وبقناعة تامة من أهالينا، مطالبة من يسعى لتعطيل عمل المرأة أن يعيد النظر في قناعاته ويدرك حاجة كثير من الفتيات للعمل بدلاً من الفراغ القاتل والانشغال بتوافه الأمور، وإيجاد بدائل وظيفية للمرأة ومجالات أخرى مشيرة إلى أن المعارضين لعمل المرأة يعارضون للاعتراض فقط.
قسم نسائي
وقالت موظفة فضلت عدم ذكر اسمها إنها بدأت العمل في المطعم في نهاية شهر رمضان ، وكان المطعم يستقبل أعدادًا قليلة من الزبائن في قسم العائلات، بينما كان عمل الموظفات يقتصر على استقبال الطلبات عبر الهاتف واستقبال الزبائن في القسم وأخذ الطلبات منهم، في حين يقوم عامل أجنبي بتقديم الطعام، إلا أن القسم أصبح نسائيًا بالكامل قبيل العيد وأضافت: إن إيجاد فرص وظيفية للفتيات تحد من ارتفاع نسب البطالة بينهن مشيرة إلى أنه لا يوجد مانع شرعي يمنع المرأة من مزاولة العمل وهي ملتزمة بالضوابط الشرعية والعادات والتقاليد المجتمعية.
وأوضحت أن عملها في المطعم وفر لها فرصة عمل مريحة ومناسبة وقريبة من سكنها، مضيفة أنها واجهت اعتراضًا من بعض أفراد عائلتها بعد تقدمها للعمل في المطعم، إلا أن موافقة والدها شجعها على إكمال هذه الخطوة. وقالت إن مهمتي تقتصر على الرد على الهاتف وتلقي الطلبات وإيصالها لإدارة المطعم، مضيفة أن الراتب والدوام في المطعم مناسبان لوضعي، حيث حدد لي صاحب المطعم 1500ريال راتبًا شهريًا ، ودوام سبع ساعات من الثالثة وحتى العاشرة، مع توفير المواصلات، وهو أفضل عرض وظيفي حصلت عليه منذ عامين حيث عملت براتب مماثل دون توفير مواصلات في منطقة بعيدة عن سكني.
شروط وضوابط
وأكد صاحب المطعم راجح علي الحجاج أنه وضع شروطاً شرعية منضبطة لتوظيف الفتيات مبنية على إجراءات عملية لتطبيق الفكرة قانونياً وأخلاقياً، موضحًا أن المطعم حصل على موافقة مكتب العمل، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واختاروا لبيع «الكاشيرات» مسارًا خاصاً بالعائلات فقط، مع حواجز كافية، مع مناسبة الوقت لطبيعة دورهن الإنساني والأسري، هذا مع الانضباط باللباس الشرعي، وتتم عمليات الدفع والمحاسبة لهن من خلال النساء. وأشار الحجاج إلى أن توظيف الفتيات منذ أواخر شهر رمضان الماضي تتم متابعته كل يوم لقياس مدى جدواه ومدى تقبل المجتمع لهذه المهنة، رغم أن المؤشرات الأولية كانت كبيرة ومشجعة، وكثير من الزبائن أثنوا على هذه الخطوة باعتبارها فتحت مجال رزق للفتيات بدون أن يصاحبها تبرج أو منع من ارتداء الحجاب ، مشددًا على أن التوظيف جاء بقنوات رسمية وبموافقة من الجهات الحكومية عبر مكتب العمل شريطة اعتماد الشروط التي أقرتها لمنع الاختلاط وأن تكون الفتاة في بيئة عمل مناسبة وفق الشريعة الإسلامية، وهذا ما أقدمنا عليه.
قراء الموقع
وتلقى موقع اليوم الإلكتروني عشرات الردود تجاوبًا مع ما نشر حول توظيف الفتيات ككاشيرات وتباين الآراء بين مؤيد للفكرة وبين معارض لها وقال أحد القراء إن موضوع الاختلاط ليس عذرًا كي يتم تسريح الموظفات ، مضيفا أنه يجب ترك الفتيات يحصلن على وظائف تحفظ لهن كرامتهن وتبعدهن من التسول والسرقات والفساد .
وقال آخر إن الاختلاط موجود في المستشفيات فما المانع أن يكون هناك اختلاط في أماكن أخرى.
وتساءل قارئ .. لماذا لا تعمل الفتاة طالما أنه لا يوجد شخص يصرف عليها ولا على عائلتها وهي بأمس الحاجة للوظيفة لكي تقاوم الحياة المعيشية الصعبة التي لا تخفى على الجميع ؟
من جانبه أيد أحد القراء قرار مكتب العمل وقال: أنا صراحة مؤيد وبشدة لمكتب العمل وبدون تحيز ، والسبب أن مكتب العمل بصفته الجهة المنظمة لعمل العمال والموظفين في الدولة وأن أي خلاف بين العامل أو الموظف وبين صاحب العمل سيقوم الموظف باللجوء إلى مكتب العمل لإنصافه ، فإذا كان المكتب لا يعلم بعمل تلك الكاشيرات والموظفات فكيف سيقوم بحمايتهن في حال تم اللجوء إليه وأنا متأكد لو قام صاحب العمل بأخذ الموافقة اللازمة من الجهة التنظيمية بهذا الشأن لقامت تلك الجهة بإعطائه الموافقة بعد تطبيق الشروط وتوقيعه عليها .
ووصف قارئ الفكرة بالخطوة الجميلة من المطعم وقال الله يبارك له فيها وأتمنى من الوزير الجديد أن يتدخل ويوقف مخالفة مكتب العمل بالدمام، وأضاف القارىء « بالله عليكم أليس هذا أفضل من استقدام 9 عمال بنغال».
وقال قارئ: المشكلة التي نواجهها نحن المجتمع الذكوري هى عدم الوعي بأن نفهم ونعرف انه لايوجد فرق في التعاملات الوظيفية بين الجنسين حيث يوجد وظائف بالأسواق التجارية المغلقة والمعروفة بحارسات أمن وهن فتيات في عمر الزهور ولكنهن يفرضن احترامهن على الغير وتلك الوظائف منذ زمن ليس بالقريب .. انا مع عمل الفتاة في كل مجال مباح وشرعي ولكن ينقصنا الوعي في بعض شرائح المجتمع.
حدثت الأخطاء التالية عند الإرسال