• الحالات الحرجة تؤجل تناول وجبة الإفطار « عمدا » بقسم الطوارئ


    متعة الإفطار في شهر رمضان داخل المنزل لا تضاهيها سعادة أخرى، وتجمع العائلة على هذه المائدة ربما من المشاهد التي يترقبها الصائمون من العام للعام، إنه الاجتماع العائلي السنوي الذي يتميّز بمذاق مختلف تماماً، حالة فريدة من الدفء الأسري يشعر بها جميع أفراد العائلة صغاراً وكباراً.. عائلات تفرّقهم ظروف الحياة ومشاغلها طوال العام، لكنهم يحرصون على إنهاء هذه المشاغل وكافة الارتباطات.. ليتفرغوا لهذا اللقاء الخاص، ورغم هذه المتعة التى لا يشعر بقيمتها إلا من حُرم منها، فإن هناك العديد من الأشخاص لم يذوقوا هذه المتعة بسبب طبيعة عملهم التي تتطلب ضرورة تواجدهم فيه لكنهم يذوقون متعة من نوع آخر، وهم يؤدون عملهم..إنهم مشغولون بمهام جسيمة ..
    فبينما رب الأسرة يداعب أبناءه على مائدة الإفطار في منزله ويسترجع لحظات أخرى مع أبيه أو أمه على مائدة الإفطار ترى هؤلاء يسابقون الوقت لإنهاء مهامهم بنجاح سواء في المستشفى أو في مراكز الدفاع المدني أو الشرطة أو الدوريات وغيرها من المواقع التي تتطلب رجالاً من نوع خاص.. شغلهم الشاغل إنجاز مهامهم حتى ولو كانت وقت الإفطار.. لقاؤهم اليومي مع زملائهم في العمل بمثابة «مهمة» لابد أن تنتهي بنجاح، يعدون موائد إفطار لهم على طريقتهم الخاصة لا يشعرون بالملل أو الضيق بسبب ابتعادهم عن منازلهم، لأنهم مشغولون فقط بإنجاز مهامهم على الوجه الأمثل.. ساعات الطوارئ لديهم هي بدء موعد أذان المغرب والجميع مشغولون بتناول طعام الإفطار بينما هم يواصلون عملهم لا يعرفون طعماً للراحة.
    «اليوم» التقت مع العاملين في هذه القطاعات الحيوية التي تتطلب ظروف عملهم التواجد في العمل والإفطار في العمل بعيداً عن أسرهم، حيث ننقل على مدار حلقات يومية هذه اللحظات وكيف يقضي هؤلاء هذا الوقت لإنجاز مهامهم.
    80 حالة
    يستقبل قسم الطوارئ في مستشفى القطيف المركزي خلال فترة الإفطار 80 حالة بزمن لا يتجاوز ساعة ويعمل في القسم كادر طبي وتمريضي على مستوى عال من الكفاءة .
    وقال أحمد الجشي من قسم الأشعة: إن القسم يعتمد على الحالات الطارئة التي تأتي من قسم الطوارئ مضيفا: إن القسم يعمل بنظام الورديات وكل وردية يتواجد بها فردان ، حيث يقومان باستقبال المرضى ، مشيرا إلى أن وقت الإفطار يزدحم القسم بالمراجعين والمرضى مبينا أن القسم يستقبل أكثر من 15 حالة خلال وقت الإفطار .
    تأجيل الوجبة
    وذكر علي العمران وهو من الكادر الطبي ان قسم الطوارئ تم تهيئته لاستقبال الحالات الحرجة والطارئة والعادية حسب وضع المريض مشيرا إلى ان وقت دخول الإفطار وفي حالة وجود حالات طارئة يتم تأجيل وجبة الإفطار إلى ساعات متأخرة بسبب تقديم العلاج للمرضى والمراجعين وهذا يسبب ازدحاما في القسم ، مضيفا أن القسم في أوقات ذروة الإفطار يستقبل 80 حالة خلال ساعة واحدة في شهر رمضان، وأشار إلى وجود 4 من الكادر الطبي و6 من الكادر التمريضي مطالبا إدارة المستشفى زيادة العدد في كل وردية إلى 8 أطباء و12 من الممرضين حتى يتمكنوا من تقديم الخدمة المطلوبة على الوجه الأمثل ، مبينا أن عدد الأسرة قد لا يكفي مقارنة بعدد المرضى حيث يتوافر 10 أسرة موزعة على 5 أسرة خاصة بالنساء و5 للرجال مطالبا زيادتها إلى 20 سريرا بين قسمي الرجال والنساء.
    الجو المناسب
    وأشاد عباس مطر من الكادر الطبي في المستشفى بدور إدارة المستشفى فى توفير الجو المناسب خلال شهر رمضان الذي يسوده المحبة والمودة بين الكادر الطبي والتمريضي والمرضى والمراجعين مشيرا إلى انه خلال العام الماضي والسنة الحالية يقضي أوقات العمل في شهر رمضان في المستشفى ويتناول خلالها وجبة الإفطار مع الزملاء والأصدقاء داخل المستشفى ولم يشعر أن هناك فرقا بين تناول الوجبة في البيت أو المستشفى.
    وذكر عقيل محمد وهو من المراجعين خلال وقت الإفطار أن قسم الطوارئ يخدم المراجعين بعناية فائقة ويوفر لهم جميع سبل الراحة في شهر الخير ويسهل أمر استقبال المرضى حتى لا يتم تأخيرهم .
    وقال أيمن الرشيد " من أفراد الأمن " بالمستشفى: إن إدارة المستشفى متعاونة بشكل كبير حيث تقوم بتوفير الوجبات الرمضانية المجانية للموظفين والكادر الطبي والتمريضي مشيرا الى أن أغلب الأحيان يتم تناول وجبة الإفطار بشكل جماعي بين موظفي المستشفى .
    أوقات الدوام
    وقالت ممرضتان خلال تجوالها في المستشفى وردا على سؤالنا لهما عن كيفية قضائهما أوقات العمل خلال شهر رمضان المبارك أجابتا بقولهما: إن وقت الدوام من أجمل الأوقات في شهر الخير حيث يتم خلاله معالجة المرضى بشكل طبيعي واشارتا إلى بعض المعاناة في وقت الإفطار وذلك لصعوبة تناول وجبة الإفطار بسبب الازدحام الذي يحدث خلال تلك الفترة وأوضحتا انه تم تقسيم الطاقم التمريضي مجموعتين الكادر السعودي وهم يتناولون الوجبات بشكل جماعي كأنهم أسرة واحدة أما الطاقم التمريضي الأجنبي فيكونون في جماعات متفرقة وأضافتا ان نظام الورديات هو العائق الوحيد الذي يواجه الكادر التمريضي بسبب ان شهر رمضان هو شهر عبــادة وصيام مما يسبب عدم التوجه لتأدية العبادات بالشكل الصحيح بسبب اختلاف أوقات الـــدوام .
    وذكرت رقية آل فهيدة " من الأمن " ان نظام العمل فى قسم الأمن بالمستشفى يساعد ويعطي الجو المناسب في المستشفى بسبب التعاون من الجميع مضيفة ان المسؤولية تقع على عاتق الجميع مشيرة إلى ان أوقات العبادة في رمضان قد تكون محدودة مقارنة بباقي أيام السنة.
    وقال الدكتور قصي الصالح: إن شهر رمضان يزرع روح المحبة بين الجميع ويشعر الإنسان بالأمان تجاه الآخر خاصة عندما يجتمع الجميع على تناول وجبة الإفطار مشيرا إلى أن الكادر الطبي قد يداوم يوم واحد 14 ساعة كل 5 أيام متواصلة مما يجعله يتواجد في القسم خلال ذلك اليوم بشكل متكامل ويشرف على المرضى مبينا ان الوقت الحالي يتواجد في القسم 13 مريضة وهي نسبة عالية خاصة في شهر رمضان وأغلبهن من ربات البيوت اللاتي يعتمد عليهن المنزل في إعداد وجبات الإفطار مما يجعلنا نعمل جاهدين على توفير الجو المناسب لهن ومساعدتهن .
    وأشار عبد الله الصفار وهو مريض يرقد في المستشفى إلى توفر جميع الخدمات خلال شهر رمضان مشيرا إلى المتابعة المستمرة من المتواجدين في المستشفى وهذا يدل على اهتمام إدارته بالمتابعة والتوصيات .
    وبين المريض إبراهيم الجعص انه يرقد منذ أسبوعين ويحرص على الصيام منذ بداية الشهر ولا يشعر بوجود فرق بين المنزل والمستشفى مبينا ان المستشفى يساعد المريض على الصيام بسبب ما توفره الإدارة من وجبات متنوعة خلال شهر رمضان مما يشجع على تناول المرضى إفطارهم بشكل جماعي.
    جو أسري
    وأشارت دنيا المساعيد ممرضة في احد الأقسام أن دورها وقت الإفطار قد يكون محصورا بين مراعاة المرضى وأداء الصلاة مبينة أنها تقوم على مساعدة المرضى لتناول وجبة الإفطار مضيفة أن دوامها يعطيها الوقت لتتناول وجبة الإفطار في منزلها مع عائلتها حيث يبدأ دوامها من 2 ظهرا إلى 8 مساء مما يجعلها تتناول وجبة خفيفة في المستشفى أما وجبتها الرئيسية فتتناولها مع عائلتها في جو أسري مناسب.
    كثرة الزوار
    وذكر راشد الخالدي مريض ان المرضى يخسرون الأجواء الروحانية في البيت والمسجد بسبب أنهم يرقدون داخل المستشفى مشيرا الى أن ما يخفف المرض على المرضى شعورهم بالاطمئنان بسبب كثرة الزوار في هذا الشهر الفضيل الذين يسعون إلى كسب الأجر، مبينا ان أكثر الزوار لا تربطه بهم علاقة إنما يأتون لتخفيف العناء على المريض وكسب الثواب والأجر، مضيفا ان إدارة المستشفى فتحت أوقات الزيارة من الساعة 3 إلى 5 عصرا ومن 8 إلى 10 مساء ، وهذا يساعد الزوار على عيادة المرضى خلال تلك الأوقات .
    وأشار ضياء القفشات " من أفراد الأمن " أن المستشفى يكون على أهبة الاستعداد من بداية شهر رمضان إلى نهاية الشهر خلال ثلاثين يوما يسعى الجميع إلى خدمة المرضى والزوار .
    وذكر صيدلي بالمستشفى أن قسم الصيدلية بعيد عن الأجواء الرمضانية لتواجد صيدلاني واحد يخدم المرضى .
    وقال عبد الله البوري المدير المناوب انه خلال شهر رمضان يستمتع باستقبال أي مشكلة تواجه قسم الطوارئ من المرضى والمراجعين ويتم حلها بكل ود وسهولة مشيرا إلى إن قسم الطوارئ يكون مستعدا خلال 24 ساعة في استقبال الحالات الطارئة خاصة في شهر رمضان التي تختلف فيه الأمور من ناحية الصوم والإفطار واستقبال الحالات ومعاناة المرضى والكادر الطبي والتمريضي في هذا الشهر مبينا أن قسم الأطفال قد يستقبل 30 حالة خلال فترة وجيزة في شهر رمضان بسبب اختلاف الأجواء .
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول