المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صفحه من كتاب (رائع جداً)



ام الحلوين
08-29-2008, 10:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة


اسم الكتاب: المجتمع الاسلامي الجزء الثاني - كيف نبني حضارتنا الإسلامية؟
المؤلف: آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي



بناء مجتمع حيوي
- الإسلام يبني المجتمع على أساس العقل وليس الشهوات .
- إن قاعدة المجتمع الإسلامي الرسالي هي : الحب والعطاء والإيثار .
كيف يجعل الإسلام المجتمع حيوياً فاعلاً؟
هناك مرحلتان للوصول إلى هذا الهدف:
اولاً: ايجاد التماسك داخل كيان المجتمع.
ثانياً: القضاء على العقبات التي تعترض فاعلية المجتمع.
وهنا نتساءل: كيف يربط الإسلام البشر بعضهم ببعض ويجعلهم متماسكين حتى يحقق المرحلة الأولى؟
للإجابة على هذا السؤال لابد أن نعرف، أن هناك قوتين تتجاذبان أنشطة الإنسان: قوة العقل، وقوة الشهوات، وكل مجتمع إمّا أن يكون قائماً على أساس قوة العقل، أو على اساس طاقة الشهوات، بينما نجد بعض المجتمعات تخلط بين الشهوات والعقل، ولكنها في ساعات الحسم تعود إمّا إلى العقل وإمّا إلى الشهوات. والمجتمع الإسلامي يبني أساسه على قوة العقل لا قوة الشهوات، فالقيم الزائفة، مثل قيمة الأرض، وقيمة العنصر، وقيمة المصلحة وما أشبه، ينسفها الإسلام نسفاً وينظف المجتمع منها ولا يبقي الا قيمة واحدة، وهي قيمة التقوى التي تعتمد أساساً على قوة العقل



بين الحب و الشهوة
وهذه القيمة حينما تدخل علاقات المجتمع تسمى بالحب، وهنا لا بد أن نذكِّر بالفرق الكبير بين الحب والشهوة. فحينما تقول أنا أشتهي البرتقال، فذلك يعني أنك تريد أن تأكله، وحينما تقول أشتهي السيارة فذلك يعني أنك تريد أن تركبها وتستهلكها..
أمّا الحب فهو شيء آخر.. أنت تحب الله يعني تحب أن تعبد الله، وتخضع له وتطيعه. وأنت تحب المستضعفين يعني تريد أن تخدمهم وتضحي من أجلهم، وليس أن تستخدمهم وتضحي بهم من أجل مصالحك، وأنت تحب الصالحين يعني تريد أن تعمل بهداهم وتنصرهم، اذن فالشهوة هي أنك تريد شيئاً أو شخصاً من أجل مصلحتك، ومن أجل غريزتك، ومن أجل أهوائك، أمّا الحب فهو يعني أنك تريد نفسك من أجل ما تحبّه.
إن الحب هو أعمق مشاعر العطاء والاحسان والبذل والإنفاق عند الإنسان، فكما خلق الله سبحانه وتعالى فيك قوة تدعوك إلى إتلاف الأشياء واستخدام الأشخاص من أجل ذاتك وهي قوة الشهوات، كذلك أغرز في قلبك قوة تدعوك إلى العطاء للأشياء وللأشخاص والبذل من أجلهم، وهي قوة العقل التي يولد منها الحب والإيثار . وكما تشعر باللذة والمتعة تجاه استفادتك من الأشياء، كذلك وبنفس المقدار بل وأكثر من ذلك تشعر باللذة حينما تعطي نفسك للأشياء والأشخاص.
إن لذة الإنسان الذي يجلس في مطعم كبير ويطلب مائدة من ألذ الموائد، ليست أكبر من لذة ذلك الإنسان الغني الذي يفرش لمجموعة من الأيتام والأرامل والمستضعفين والمساكين مائدة غنية فيأكلون منها وهو ينظر اليهم.
وإن لذة الإنسان الذي يعدم رجلا من أجل مصلحته ومن أجل ذاته ومن أجل سلطانه وطغيانه، ليست بالتأكيد أكثر من متعة الإنسان الذي ينقذ غريقاً من الماء، أو يقوم بجراحة ناجحة لقلب مريض مشرف على الموت. إنّ اللذة ذات اللذة، وانك في كلتا الحالتين ستحصل على نفس المطاليب، وتحقق نفس الأهداف والغايات، ولكن إمّا عن طريق الشهوات الدنيئة وإمّا عن طريق العقل الرفيع.
ان المجتمع الإسلامي مبني على أساس الحب، ونقرأ في القرآن الحكيم تلك الآية التي تحدد ملامح المجتمع الإسلامي، ملامح المجتمع الذي لا يعرف الحدود والالفاظ والشعارات وما أشبه حيث يقول الله سبحانه وتعالى:
(يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) المائدة،54




الحب في الله والبغض في الله
إن قاعدة التجمّع الإسلامي الرسالي هي الحب والعطاء والإيثار، وعندما تحب الآخرين، فإنك لا تبحث كيف تستفيد منهم وتستثمرهم وتستغل طاقاتهم، وانّما تبحث ابداً كيف تخدمهم، وكيف تضحي بذاتك من أجلهم. ونجد في كثير من الأحاديث المأثورة عن الأئمة عليهم السلام، إن أرفع درجات الايمان، أن تحب لله وتبغض لله. فإذا أردت أن تجرّب نفسك هل أنت مؤمن، أم لا تزال نسبة من الشرك والنفاق توجد في نفسك، فانظر إلى علاقتك بالآخرين: ما حقيقتها. ولماذا ترتبط بهم؟ هل من أجل أن يخدموك، أو من أجل أن تخدمهم؟
فان كانت علاقتك بهم لإستغلالهم فاعلم بأن نسبة من النفاق ما تزال تعشعش في قلبك، واذا رأيت العكس فاعلم بأنك نقي القلب، صافي الايمان، وانك اذا متّ في تلك اللحظة سوف تحشر مع المحسنين لانّ هذه هي صفتهم، فهم يحبون الناس، ويخدمونهم، وتؤكّد الاحاديث على هذه الحقيقة مرة أخرى حينما تقول:
(أحبب أخاك المسلم وأحبب له ما تحب لنفسك، وأكره له ما تكره لنفسك)2
هذا هو الايمان: إذا أردت أن تغتاب أحدا، فقل في نفسك: هل أرضى بأن يغتابني أحد؟ بالطبع .. لا، إذن لا تغتبه. وكذلك إذا أردت أن تتهم الآخرين، إذا أردت ان تسيء الظن بهم، واذا أردت أن تغلبهم، واذا أردت سوءً بهم .. كلما أردت من هذه الصفات السيئة شيئاً فاجعل نفسك مكان الطرف الآخر، فإذا كنت لا ترضى بهذه الصفات لنفسك فحريّ بك ألا ترضاها للآخرين وهم اخوتك.
اذا ثبّتنا هذه القاعدة الأصيلة وهي قاعدة الحب الاجتماعي، آنئذ نستطيع أن نبني على هذه القاعدة بناءنا الإجتماعي. وهناك بعض العقبات تعترض بناء هذه القاعدة ولكن الإسلام سرعان ما يصفيها، ثم يوجد بالمقابل العوامل التي تشجّع على الحب.




يتبع

ام الحلوين
08-29-2008, 11:05 AM
عقبات حب الآخرين

من العقبات الرئيسية الكأداء التي تعترض حبك للآخرين هو سوء الظن بهم، لذلك يقول القرآن الحكيم
(اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) الحُجُرات،12
إن بعض القلوب معقّدة، فهي تفسر كل عمل تفسيراً معكوساً. فإن صلى أحد أمام الناس قالوا: هذا مرائي، وإن صلّى في الخفاء قالوا: هذا تارك لصلاته! وإن أعطى الزكاة علانية، قالوا: يريد الشهرة، وإن أعطاها بالسِّر، قالوا عنه: إنه بخيل!
وكثيراً ما يسيء الإنسان الظن بأخيه المؤمن، بينما هو من أولياء الله. وقد جاء في الحديث الشريف أن الله سبحانه وتعالى قد أخفى أولياءه في الناس3، وكثيراً ما ترى شخصاً فتستصغره وتذكره بسوء فاذا به من أولياء الله الصدّيقين.
لنقرأ معاً هذه الرواية التاريخية ففيها الكثير من الدروس والعبر:
(قال رجل من خواص الشيعة لموسى بن جعفر (عليهما السلام)، وهو يرتعد بعد ما خلا به: يا ابن رسول الله، ما أخوفني أن يكون فلان بن فلان ينافقك في إظهاره إعتقادَه وصيتك وإمامتك ، فقال الإمام الكاظم (عليه السلام): وكيف ذاك؟ قال: لإني حضرت معه اليوم في مجلس فلان -رجل من كبار أهل بغداد- فقال له صاحب المجلس: أنت تزعم أن موسى بن جعفر إمام، دون هذا الخليفة القاعد على سريره ، قال له صاحبك هذا : ما أقول هذا : بل أزعم أن موسى بن جعفر غير إمام ، وإن لم أكن اعتقد أنه غير إمام، فعلي وعلى من لم يعتقد ذلك، لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، قال له صاحب المجلس : جزاك الله خيرا ولعن من وشى بك .
فقال له الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام: ليس كما ظننت، ولكن صاحبك أفقه منك، إنما قال: موسى غير إمام، أي أن الذي هو غير إمام فموسى غيره ، فهو إذا إمام، فإنما أثبت بقوله هذا إمامتي، ونفى إمامة غيري.
ثم أضاف الإمام عليه السلام:
يا عبد الله، متى يزول عنك هذا الذي ظننته بأخيك؟ هذا من النفاق، تب إلى الله.
ففهم الرجل ما قاله واغتم وقال: يا بن رسول الله، مالي مال فارضيه به، ولكن قد وهبت له شطر عملي كله وتعبدي من صلواتي علكيم أهل البيت ومن لعنتي على أعدائكم.
قال الإمام الكاظم عليه السلام: الآن خرجت من النار)4


نسف الحواجز الإجتماعية

أمّا العقبة الثانية التي ينسفها الإسلام فهي الحواجز الاجتماعية التي تفصل الناس عن بعضهم، وعندما يحدثنا الإسلام عن هذه النقطة فانّه يتفجّر غضباً، وتأتي كلمات النصوص لاهبة وكأنها الحمم البركانية، حينما تتحدث عن الغيبة وعن التهمة وعن النميمة وعن الفحش، بل وأكثر من ذلك تجد الإسلام مع تأكيده على حرمة الكذب وأن الكذب مفتاح الشر5، مع ذلك يقول (على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله أحب الكذب في الصلاح، وأبغض الصدق في الفساد.)6. لماذا؟
لانّ العلاقات الاجتماعية يجب أن تكون نظيفة، فحينما يأتيك شخص ويتحدث لك عن شخص آخر بحديث سوء، فهو يخلق في قلبك عقدة نفسية تجاه ذلك الشخص، وهذه العقدة تبقى، كلما تراه من بعيد تتذكر كلام ذاك الشخص في حقّه، حتى لو كان كلامه عنه خطأ، ولكن النفس البشرية تتأثر حتى بالكذب ولا يريد الإسلام أن تحدث بين الاخوة حواجز نفسية، فمن جهة يقول لك لا تغتب، ومن جهة ثانية يقول لذلك الشخص لا تسمع غيبة. فاذا جاءك أحد وأراد أن يغتاب شخصاً عندك فاذا أصغيت اليه فأنت شريكه في الجريمة، فقد جاء في الحديث الشريف: (ما عمر مجلس بالغيبة إلاّ خرب من الدين، فنزّهوا أسماعكم من استماع الغيبة، فإن القائل والمستمع لها شريكان في الإثم)7.




صفوة الكلام


1- لبناء المجتمع الإسلامي الحيوي لابد من:

ألف: ايجاد التماسك الداخلي .
باء: القضاء على عقبات الحيوية .
2- ولكي يكون المجتمع متماسكاً قإن الإسلام يبنيه على أساس العقل وليس الشهوات .
3- وينسف الإسلام القيم الزائفة (الإرض، العنصر، المصلحة) ولا يُبقي إلا قيمة التقوى التي تعتمد على العقل .
4- إن الحب - النابع من قيمة التقوى - هو أعمق مشاعر العطاء والإحسان والبذل عند الإنسان . وإذا كان الإنسان يشعر باللذة حينما يأخذ، فإن شعوره باللذة عندما يعطي يكون أقوى .
5- وحب المؤمن للآخرين ليس حباً إستغلالياً، بل هو حب العطاء والايثار من أجلهم .
6- والاسلام يصفي العقبات التي تعترض نمو هذه العلاقة الايجابية بين أبناء المجتمع . وهي: سوء الظن، والغيبة، والنميمة، والتهمة، والفحش، وما إلى ذلك .




المرجع الديني اية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي


حفظه الله وابقاه شعلة مضائه لدروب المؤمنين

اتمنى لكم المتعه والفائده

علوكه
08-31-2008, 02:25 PM
الحمد لله رب العالمين على نعمه التي لاتقاس
مشكووووره اختي ام الحلوين على الطرح الجميل
وارجو من الجميع ان ياخذ هذا الموضوع بجديه كبيره
وليعمل عمل محمد وآل محمد عليهم الصلاة والسلام
وشكرا

سما الآهات
08-31-2008, 05:00 PM
مشكورة اختي على الطرح الموفق وفقك الباري لمايحبه ويرضاه

ام الحلوين
08-31-2008, 07:45 PM
خيي علوكه

خيي الفارس الابيض

مشكورين على هالمرور الطيب

والله يعطيكم الف عافيه

ارسم العشق
08-31-2008, 08:12 PM
مشكوره خيتوا على الطرح الرائع

شذى الزهراء
09-01-2008, 05:45 AM
اللهم صل على محمد وال محمد
اختياار قيم ورااائع
تسلمي عزيزتي ام الحلوين على الطرح
الله يعطيج الف عاااافيه
وكل عام وانتي بالف خـير
موفقه بحق محمد وال محمد
دمتي بحمى الولى
تحياااااااتي

ام الحلوين
09-01-2008, 10:43 AM
ارسم العشق

شذاوي

هلا وغلا منورين

ومشكورين حبايب

الله يعطيكم الف عافيه