نور الهدى
01-17-2008, 12:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الخلق محمد وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين
اللعن: هو الطرد من الرحمة، فإن كان اللعن صادر من الرحمن الرحيم جل وعلا، فإنها الخسارة الكبرى والواقع الذي لا مناص منه، فكل خسارة دون رحمة الله ليست بخسارة، وكل شيء دون إرادة الله تعالى غير واقع لا مناص منه.
ولو أطلق اللعن مجرد لفظ يخص شخصا، حقدا أو طعنا وليس حقيقة فلا واقع له إلا أنه يعتبر سبا وسوء خلق ممن صدر عنه، وفيه جرأة على الله تعالى كبيرة، لأنه يتقول على الله تعالى بما لم يشأ. فلا يكون اللعن واقعاً إلا إذا صدر من لدن الله تعالى أو من رسوله الذي لا ينطق عن الهوى، أو من أئمة الهدى الذين عصمهم الله من الزلل وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا بإرادته جل وعلا وإرادته نافذة في خلقه.
ولقد لعن الله تعالى من خلقه ما ذكرهم في كتابه في أصناف هم: الخارجين على خيارته لبني آدم والمخالفين لإرادته من الكافرين والمشركين والمنافقين والظالمين فقال في الكافرين:
ـ (إنّ الله لعن الكافرين وأعدّ لهم سعيراً) [الأحزاب: الآية 64].
ـ (ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلاّ قليلاً)[النساء: الآية46].
ـ (فلمّا جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين)[البقرة: الآية161].
وقال تعالى في المنافقين والمشركين:
ـ (وعد الله المنافقين والمنافقات والكفّار نار جهنّم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذابٌ مقيمٌ)[التوبة: الآية 68].
ـ (ويعذّب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظّانّين بالله ظنّ السّوء عليهم دائرة السّوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعدّ لهم جهنّم وساءت مصيراً)[الفتح: الآية6].
وقال الله تعالى في الظالمين:
ـ (كيف يهدي الله قوماً كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أنّ الرّسول حقٌّ وجاءهم البيّنات والله لا يهدي القوم الظّالمين أولئك جزاؤهم أنّ عليهم لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين)[آل عمران: الآية87].
ـ (فأذّن مؤذّنٌ بينهم أن لعنة الله على الظّالمين)[الأعراف: الآية44].
ـ (ألا لعنة الله على الظّالمين)[هود: الآية 18].
والظلم كما يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) ثلاثة: فظلم لا يغفر، وظلم لا يترك، وظلم مغفور لا يطلب. فأما الظلم الذي لا يغفر فالشرك بالله، قال الله تعالى (إنّ الله لا يغفر أن يشرك به). وأما الظلم الذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضا. القصاص هناك شديد، ليس هو جرحا بالمدى ولا ضربا بالسياط ولكنه ما يستصغر معه ذلك فإياكم والتلون في دين الله. وإما الظلم الذي يغفر فظلم العبد نفسه عند بعض الهنات. نهج البلاغة الجزء الثاني: ص95.
وللخلاص من ظلم العباد يوصي أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: أنصف الله وانتصف الناس من نفسك ومن خاصة أهلك ومن لك فيه هوى من رعيتك، فإنك ألا تفعل تظلم، ومن ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده، ومن خاصمه الله أدحض حجته وكان لله حربا حتى ينزع ويتوب وليس شيء أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من إقامة على ظلم، فإن الله سميع دعوة المضطهدين وهو للظالمين بالمرصاد.
وهو بيان بليغ لمعاني لعنة الله للظالمين من لدن سيد البلغاء أمير المؤمنين (عليه السلام).
- الفئة الثانية من الملعونين:
الذين يكتمون ما أنزل الله هم والذين يحرفون الكلم من بعد مواضعه من اليهود وأصحاب السّبت والذين يطعنون في دين الله قال تعالى: (فبما نقضهم ميثاقهم لعنّاهم وجعلنا قلوبهم قاسيةً يحرّفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظًّا ممّا ذكّروا به ولا تزال تطّلع على خائنةٍ منهم إلاّ قليلاً منهم فاعف عنهم واصفح إنّ الله يحبّ المحسنين)[المائدة: الآية 13].
وأصحاب السّبت ملعونون، ومن هم في مثلهم: (يا أيّها الّذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزّلنا مصدّقاً لما معكم من قبل أن نطمس وجوهاً فنردّها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنّا أصحاب السّبت وكان أمر الله مفعولاً)[النساء: الآية 47].
وفيهم يقول تعالى أيضاً:
(قل هل أنبّئكم بشرٍّ من ذلك مثوبةً عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطّاغوت أولئك شرٌّ مكاناً وأضلّ عن سواء السّبيل)[المائدة الآية60].
وفي إشارة واضحة لليهود يقول تعالى:
(ألم تر إلى الّذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطّاغوت ويقولون للّذين كفروا هؤلاء أهدى من الّذين آمنوا سبيلاً أولئك الّذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيراً)[النساء الآية52].
وقال تعالى: (إنّ الّذين يكتمون ما أنزلنا من البيّنات والهدى من بعد ما بيّنّاه للنّاس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاّعنون)[سورة البقرة الآية159].
- الفئة الثالثة: إبليس وتابعيه من الإنس والجن وكل من تجرأ على بني آدم متعمداً في معصية الله تعالى.
قال تعالى في الشيطان ومن تبعه:
(إن يدعون من دونه إلاّ إناثاً وإن يدعون إلاّ شيطاناً مريداً لعنه الله وقال لأتّخذنّ من عبادك نصيباً مفروضا)[النساء: الآية 118].
وقال فيمن يقتل مؤمناً متعمداً: (ومن يقتل مؤمناً متعمّداً فجزاؤه جهنّم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيماً)[النساء: الآية93].
ويلاحظ أن مفردة غضب الله تكون في القرآن في الغالب قرينة لعنته سبحانه وتعالى.
وفي المتجرئين على الله والناكثين لعهده يقول تعالى:
(والّذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللّعنة ولهم سوء الدّار)[الرعد: الآية 25].
وفي إبليس يقول تعالى: (وإنّ عليك اللّعنة إلى يوم الدّين)[الحجر: الآية 35].
(وإنّ عليك لعنتي إلى يوم الدّين)[ ص: الآية 78].
الفئة الرابعة: الذين إذا تولوا في الأرض أفسدوا فيها وقطعوا أرحامهم، والذين يؤذون المؤمنين، والذين يرمون المحصنات الغافلات والذين يؤذون الله ورسوله.
قال تعالى: (فهل عسيتم إن تولّيتم أن تفسدوا في الأرض وتقطّعوا أرحامكم أولئك الّذين لعنهم الله فأصمّهم وأعمى أبصارهم)[محمد: الآية23].
وقال تعالى: (إنّ الّذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدّنيا والآخرة وأعدّ لهم عذاباً مهيناً والّذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً) … إلى قوله تعالى: (ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتّلوا تقتيلاً)[الأحزاب: الآية 57 ـ 61].
ولعن الله الذين يرمون المحصنات الغافلات: قال تعالى: (إنّ الّذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدّنيا والآخرة)[النور: الآية 23].
والصلاة والسلام على اشرف الخلق محمد وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين
اللعن: هو الطرد من الرحمة، فإن كان اللعن صادر من الرحمن الرحيم جل وعلا، فإنها الخسارة الكبرى والواقع الذي لا مناص منه، فكل خسارة دون رحمة الله ليست بخسارة، وكل شيء دون إرادة الله تعالى غير واقع لا مناص منه.
ولو أطلق اللعن مجرد لفظ يخص شخصا، حقدا أو طعنا وليس حقيقة فلا واقع له إلا أنه يعتبر سبا وسوء خلق ممن صدر عنه، وفيه جرأة على الله تعالى كبيرة، لأنه يتقول على الله تعالى بما لم يشأ. فلا يكون اللعن واقعاً إلا إذا صدر من لدن الله تعالى أو من رسوله الذي لا ينطق عن الهوى، أو من أئمة الهدى الذين عصمهم الله من الزلل وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا بإرادته جل وعلا وإرادته نافذة في خلقه.
ولقد لعن الله تعالى من خلقه ما ذكرهم في كتابه في أصناف هم: الخارجين على خيارته لبني آدم والمخالفين لإرادته من الكافرين والمشركين والمنافقين والظالمين فقال في الكافرين:
ـ (إنّ الله لعن الكافرين وأعدّ لهم سعيراً) [الأحزاب: الآية 64].
ـ (ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلاّ قليلاً)[النساء: الآية46].
ـ (فلمّا جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين)[البقرة: الآية161].
وقال تعالى في المنافقين والمشركين:
ـ (وعد الله المنافقين والمنافقات والكفّار نار جهنّم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذابٌ مقيمٌ)[التوبة: الآية 68].
ـ (ويعذّب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظّانّين بالله ظنّ السّوء عليهم دائرة السّوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعدّ لهم جهنّم وساءت مصيراً)[الفتح: الآية6].
وقال الله تعالى في الظالمين:
ـ (كيف يهدي الله قوماً كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أنّ الرّسول حقٌّ وجاءهم البيّنات والله لا يهدي القوم الظّالمين أولئك جزاؤهم أنّ عليهم لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين)[آل عمران: الآية87].
ـ (فأذّن مؤذّنٌ بينهم أن لعنة الله على الظّالمين)[الأعراف: الآية44].
ـ (ألا لعنة الله على الظّالمين)[هود: الآية 18].
والظلم كما يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) ثلاثة: فظلم لا يغفر، وظلم لا يترك، وظلم مغفور لا يطلب. فأما الظلم الذي لا يغفر فالشرك بالله، قال الله تعالى (إنّ الله لا يغفر أن يشرك به). وأما الظلم الذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضا. القصاص هناك شديد، ليس هو جرحا بالمدى ولا ضربا بالسياط ولكنه ما يستصغر معه ذلك فإياكم والتلون في دين الله. وإما الظلم الذي يغفر فظلم العبد نفسه عند بعض الهنات. نهج البلاغة الجزء الثاني: ص95.
وللخلاص من ظلم العباد يوصي أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: أنصف الله وانتصف الناس من نفسك ومن خاصة أهلك ومن لك فيه هوى من رعيتك، فإنك ألا تفعل تظلم، ومن ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده، ومن خاصمه الله أدحض حجته وكان لله حربا حتى ينزع ويتوب وليس شيء أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من إقامة على ظلم، فإن الله سميع دعوة المضطهدين وهو للظالمين بالمرصاد.
وهو بيان بليغ لمعاني لعنة الله للظالمين من لدن سيد البلغاء أمير المؤمنين (عليه السلام).
- الفئة الثانية من الملعونين:
الذين يكتمون ما أنزل الله هم والذين يحرفون الكلم من بعد مواضعه من اليهود وأصحاب السّبت والذين يطعنون في دين الله قال تعالى: (فبما نقضهم ميثاقهم لعنّاهم وجعلنا قلوبهم قاسيةً يحرّفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظًّا ممّا ذكّروا به ولا تزال تطّلع على خائنةٍ منهم إلاّ قليلاً منهم فاعف عنهم واصفح إنّ الله يحبّ المحسنين)[المائدة: الآية 13].
وأصحاب السّبت ملعونون، ومن هم في مثلهم: (يا أيّها الّذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزّلنا مصدّقاً لما معكم من قبل أن نطمس وجوهاً فنردّها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنّا أصحاب السّبت وكان أمر الله مفعولاً)[النساء: الآية 47].
وفيهم يقول تعالى أيضاً:
(قل هل أنبّئكم بشرٍّ من ذلك مثوبةً عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطّاغوت أولئك شرٌّ مكاناً وأضلّ عن سواء السّبيل)[المائدة الآية60].
وفي إشارة واضحة لليهود يقول تعالى:
(ألم تر إلى الّذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطّاغوت ويقولون للّذين كفروا هؤلاء أهدى من الّذين آمنوا سبيلاً أولئك الّذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيراً)[النساء الآية52].
وقال تعالى: (إنّ الّذين يكتمون ما أنزلنا من البيّنات والهدى من بعد ما بيّنّاه للنّاس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاّعنون)[سورة البقرة الآية159].
- الفئة الثالثة: إبليس وتابعيه من الإنس والجن وكل من تجرأ على بني آدم متعمداً في معصية الله تعالى.
قال تعالى في الشيطان ومن تبعه:
(إن يدعون من دونه إلاّ إناثاً وإن يدعون إلاّ شيطاناً مريداً لعنه الله وقال لأتّخذنّ من عبادك نصيباً مفروضا)[النساء: الآية 118].
وقال فيمن يقتل مؤمناً متعمداً: (ومن يقتل مؤمناً متعمّداً فجزاؤه جهنّم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيماً)[النساء: الآية93].
ويلاحظ أن مفردة غضب الله تكون في القرآن في الغالب قرينة لعنته سبحانه وتعالى.
وفي المتجرئين على الله والناكثين لعهده يقول تعالى:
(والّذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللّعنة ولهم سوء الدّار)[الرعد: الآية 25].
وفي إبليس يقول تعالى: (وإنّ عليك اللّعنة إلى يوم الدّين)[الحجر: الآية 35].
(وإنّ عليك لعنتي إلى يوم الدّين)[ ص: الآية 78].
الفئة الرابعة: الذين إذا تولوا في الأرض أفسدوا فيها وقطعوا أرحامهم، والذين يؤذون المؤمنين، والذين يرمون المحصنات الغافلات والذين يؤذون الله ورسوله.
قال تعالى: (فهل عسيتم إن تولّيتم أن تفسدوا في الأرض وتقطّعوا أرحامكم أولئك الّذين لعنهم الله فأصمّهم وأعمى أبصارهم)[محمد: الآية23].
وقال تعالى: (إنّ الّذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدّنيا والآخرة وأعدّ لهم عذاباً مهيناً والّذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً) … إلى قوله تعالى: (ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتّلوا تقتيلاً)[الأحزاب: الآية 57 ـ 61].
ولعن الله الذين يرمون المحصنات الغافلات: قال تعالى: (إنّ الّذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدّنيا والآخرة)[النور: الآية 23].