ِAmeer
03-12-2007, 07:13 PM
تشكلت هذه المدرسة على يد موالنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ثم تبعه أبناءه وأحفاده رضوان الله عليه كل منهم بمدرسة مختلفة عن الآخرى. لكي نتعرف أكثر يجب مراعاة أسس المنهج السلوكي عند أهل البيت:
ويقوم المنهج السلوكي عند أهل البيت (ع) على الأسس التالية:
1ـ إرساء البنية العقلية. 2ـ تجذير التركيبة العاطفية. 3ـ طرح معايير سلوكية. 4ـ تقديم نموذج القدوة الصالحة.
1ـ إرساء البنية العقلية: إن الوعي العقائدي الذي يقوم على جملة التصورات عن الكون والإنسان والحياة يشكّل أساس المحتوى الداخلي للفرد.
ولقد حرص أئمة أهل البيت (ع) من خلال توجيهاتهم أن يؤسسوا لوعي عقائدي متماسك يبدأ من المبدأ: (التوحيد) إلى المنتهى: (المعاد)؛ ليجعل مسيرة الإنسان وحركته بين المبدأ والمنتهى تمرّ من خلال (العدل) قيمة توحيدية تنزّه الذات الإلهية عن كل مظاهر الظلم، وضرورة نفسية تربوية تدفع الإنسان نحو تحقيق العدل والتوازن في شخصيته، وضرورةً اجتماعية تصون مسيرة المجتمع من الانحراف عن الأهداف الواقعية للحياة.
كما تتوقف هذه المسيرة بين (المبدأ) و(المعاد) على (النبوة) و(الإمامة) عنوانين للقيادة الفكرية والسياسية والعقائدية للمجتمع على هذا الطريق اللاحب.
هكذا تشكل اللوحة الخماسية جوهر البناء العقلي في تركيبته الشخصية الرسالية في منهج أهل البيت (ع).
إن هذا الوعي العقلاني ضرورة للسلوك القويم والأخلاق العالية. يقول أبو عبد الله الصادق (ع): "أكمل الناس عقلاً أحسنهم خلقاً"، "العقل دليل المؤمن"، "اعرفوا العقل وجنده والجهل وجنده تهتدوا". وفي ضوء هذا التوجيه العقلاني لا وزن للمظاهر التعبدية إن لم تستند إلى رشد ونضج عقليّين.
فالمعرفة لها مركزيتها، وأعمال الانسان التي لا تنبع من وعي معرفي، ومن بصيرة ثاقبة هي أعمال مهتزة سرعان ما يخبو الدافع نحوها، فتنطفئ وتنحسر، أو تنحرف، فتقود صاحبها إلى دوائر بعيدة كل البعد عن المقصد الأصلي.
عن الإمام الصادق (ع): "العامل على غير بصيرة كالسائر على غير طريق لا نزيده سرعة السير إلاّ بعداً"وعنه (ع): "من عمل على غير علم كان ما يفسده أكثر ممّا يصلحه".
وفي ضوء هذا التحليل للبعد الأول، في البناء التحتي للمنهج السلوكي، نفهم حرص الأئمة على فقاهة أصحابهم واستيعابهم لمفاهيم الدين. عن الصادق (ع): "لوددت أن أصحابي ضربت رؤوسهم بالسياط حتى يتفقّهوا". وعنه (ع) قال له رجل: "جعلت فداك رجل عرف هذا الأمر لزم بيته ولم يتعرف إلى أحد من إخوانه؟ قال فقال: كيف يتفقه هذا في دينه؟".
وعنه (ع): "ثلاثة من علامات المؤمن: العلم بالله ومن يحب ومن يكره".
2ـ تجذير التركيبة العاطفية: إن المفاهيم العقلية، مهما أوتيت من عمق ودقة، لا تملك أن تبعث في الانسان الطاقة الكافية ليندفع في اتجاه تمثّل تلك المفاهيم. من هنا قاعدة الوعي العقائدي بحاجة إلى إطار معنوي من الأحاسيس والعواطف يشكّل "ضمانة التنفيذ" لتلك القيم.
إن منهج أهل البيت (ع) يجعل من حب الله عز وجل والانشداد إليه العاطفة الطاغية على كل مشاعر الفرد السوي والشخصية المتوازنة، فتجد كثيراً من الأحاديث تجعل سيماء الشيعة بصورة خاصة روح التخشّع والتذلل لله جاعلة من الزخم العبادي والانقطاع إلى الله جوهر المشاعر والأحاسيس الإيمانية التي تحول قلب المؤمن إلى وطن للحب والشوق والجمال.
إن حبّ الله هو سرّ الإحساس الخلقي في الحياة، وهو الذي يحول الحياة إلى ملحمة حب وعشق وسلوك نحو الله، ويجعل من ساعات الصراع الاجتماعي والبناء الحضاري ملحمة عبادية.
وإن كان المستوى العام، في الوعي الإسلامي، قد طرح "جنّة الخلد" عنواناً محركاً للدوافع الانسانية والمشاعر العاطفية. فإن المستوى الخاص أصرّ، من خلال توجهات أهل البيت (ع) أن يجعل أساس الجنّة العاطفية: حب الله عز وجل ومرضاته ورضوان من الله أكبر.
وهذا ما يؤكده قول الإمام علي (ع): "إن الناس يعبدون الله من ثلاثة أوجه: فطبقة يعبدونه رغبة في ثوابه، فتلك عبادة الحرصاء وهو الطّمع، وآخرون يعبدونه فرقاً من النار فتلك عبادة العبيد، وهي رهبة، ولكنّي أعبده حبّاً له عز وجل فتلك عبادة الكرام..". عن الصادق (ع): "شيعتنا الرحماء بينهم الذين إذا خلوا ذكروا الله". وعنه (ع): "إنما شيعة علي العلماء الذبل الشفاه تعرف الرهبانية على وجوههم".
وعبّر أمير المؤمنين (ع) عن هذه الحالة الشعورية المتوقدة في نفوس المتقين قائلاً: "...ولولا الأجل الذي كتب الله عليهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين شوقاً إلى الثواب وخوفاً من العقاب".
3ـ المعايير السلوكية: إن أحاديث أهل البيت (ع) تمتلئ بمعايير عملية تميّز الذات الرسالة المؤمنة من غيرها. وبعض الأحاديث تتصاعد في لهجتها لتجد بعض السمات الظاهرية التي تعكس الزخم العبادي وروح التذلل لله معياراً للتصنيف، عن الصادق (ع): "كان علي بن الحسين (ع) قاعداً في بيته إذ قرع قوم عليه الباب فقال: يا جارية أنظري من بالباب؟ فقالوا: قوم من شيعتك، فوثب عجلان حتى كاد يقع. فلما فتح الباب، ونظر إليهم رجع وقال: كذبوا فأين السمت في الوجوه؟ أين سيماء السجود؟ إنما شيعتنا (...) المسبّحون إذا سكت الناس، والمصلّون إذا نام الناس، والمحزونون إذا فرح الناس، يعرفون بالزهد، كلامهم الرحمة، وتشاغلهم بالجنّة"
تكشف هذه السمات أن الفرد تجاوز مستوى التقبّل ومستوى التفضيل، كما يسميها "كراثوول" (Krthwool) ليبلغ مرحلة الالتزام التي يعتبرها أعلى درجات اليقين.
وسنحاول، في ما يلي، أن نضبط أهم أصول الضوابط السلوكية من دون ذكر التفاصيل الدقيقة. وقبل ذلك لا بد من الإشارة إلى أن أئمة أهل البيت فعديدة فتوخوا تارة أسلوب الاجمال وأخرى أسلوب التفصيل في بيان تلك المعايير فعديدة هي الأحاديث التي توجز الكلام بعبارة واحدة: التقوى ـ الورع، مثلاً: عن أبي عبد الله (ع): "لا إيمان لمن لا ورع له". وعنه (ع): "إذا أردت أن تعرف أصحابي فانظر إلى من اشتدّ ورعه وخاف خالقه ورجا ثوابه وإذا رأيت هؤلاء فهؤلاء أصحابي".
وهناك نصوص أخرى تفصّل هذه الموازين السلوكية فتعدّد الصبر، والثبات، والحلم، والآخاء، والإيثار، والصدق، واللين، والحزم...الخ.
وعن أمير المؤمنين (ع): "إنّ لأهل الدين علامات يُعرفون بها: صدق الحديث وأداء الأمانة والوفاء بالعهد وصلة الرحم ورحمة الضعفاء وقلّة المواتاة للنساء وبذل المعروف وحسن الخلق وسعة الخلق واتباع العلم وما يقرّب إلى الله عز وجل طوبى لهم وحسن مآب".
أـ الولاء لأهل البيت (ع): عن أبي الحسن (ع): "شيعتنا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويحجون البيت الحرام ويصومون شهر رمضان ويوالون أهل البيت ويتبرؤون من أعدائهم"
وعن الصادق (ع): "كذب من زعم أنه من شيعتنا وهو متمسك بعروة غيرنا".
ب ـ توطين النفس على العمل: إن الولاء في مدرسة أهل البيت ليس مجرد كلمات يلوكها الانسان بين لحييه، وإنما هو التزام وعمل دؤوب في اتجاه إقامة الدين في النفس والمجتمع. لذلك أكد الأئمة (ع) على قيمة العمل وجعلوه المحكّ الحقيقي لصدق الموالين، لأن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل: عن أبي جعفر (ع)، "قال: يا جابر، أيكتفي من اتخذ التشيع أن يقول بحبّنا أهل البيت! فوالله ما شيعتنا إلاّ من اتقى الله وأطاعه، وما كانوا يعرفون إلاّ بالتواضع والتخشع وأداء الأمانة وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة والبرّ بالوالدين والتعهّد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكفّ الألسن عن الناس إلاّ من خير(...) قال يا جابر: يا بن رسول الله ما نعرف أحداً بهذه الصفة، فقال لي: جابر لا تذهبن بك المذاهب، أحسب الرجل أن يقول: أحبّ علياً صلوات الله عليه وأتولاه، فلو قال: إني أحبّ رسول الله (ص) ورسول الله (ص) خير من علي ثمّ لا يتبع سيرته ولا يعمل بسنته ما نفعه حبّه إياه شيئاً فاتقوا الله واعملوا لما عند الله ليس بين الله وبين أحد قرابة، أحبّ العباد إلى الله وأكرمهم عليه أتقاهم له واعملهم بطاعته، يا جابر ما يتقرب العبد إلى الله تبارك وتعالى إلاّ بالطاعة، ما معنا براءة من النار ولا على الله لأحد منكم حجة، من كان لله مطيعاً فهو لنا وليّ ومن كان لله عاصياً فهو لنا عدو، لا تنال ولايتنا إلاّ بالعمل والورع".
ج ـ مخالفة الأهواء: إن جدلية الصراع النابع من صميم الذات الانسانية هي أساس حركة الذات في تكاسلها ورقيها المعنوي، والشخصية المؤمنة في المنهج السلوكي، لأهل البيت (ع) هي التي تسعى جاهدة للانتصار لنداء العقل والإيمان وإلجام النفس الأمّارة وأهوائها.
عن أبي عبد الله (ع): "والله ما شيعة علي صلوات الله عليه إلاّ من عفّ بطنه وفرجه وعمل لخالقه ورجا ثوابه وخاف عقابه".
د ـ الاستعداد الدائم للبلاء: إن طبيعة الدور المنوط بعهدة المؤمن في الحياة يجعله عرضة لأنواع شتّى من المحن والابتلاءات التي تمثل إحدى العناصر الإيجابية في خط الترقي والتكامل المعنوي، (ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون). (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يأتكم مثل الذين من قبلكم مسّتهم البأساء والضرّاء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله).
عن أبي عبد الله (ع): إن الله عز وجل جعل وليّه في الدنيا غرضاً لعدوه".
وعنه (ع): "إن البلاء أسرع إلى المؤمن التقي من المطر إلى قرار الأرض".
وعن أبي جعفر (ع): "لم يؤمن الله المؤمن من هزاهز الدنيا، ولكنه آمنه من العمى فيها والشقاء في الآخرة". ومستويات المحنة تتناسب طردياً مع درجات الإيمان. عن أبي جعفر (ع): "إنما يبتلى المؤمن في الدنيا على قدر دينه".
هـ ـ العلاقات الرسالية: إن عنصر الإيمان ليس مجرد إضافة كميّة إلى أطراف العلاقات الاجتماعية، بل هو عنصر نوعي يقلب هذه العلائق رأساً على عقب فلا تبقى المصالح أساساً للروابط الاجتماعية، وإنما تغدو طاعة الله ومرضاته هي أساس هذه المعاملات. فالإيمان هو الأكسير الذي يقلب هذه العلاقات إلى تواصل ملؤه الحب والمودة: "إنّ المؤمن ليسكن إلى المؤمن كما يسكن الظمآن إلى الماء البارد".
وعن محمد بن عجلان قال: كنت مع أبي عبد الله (ع)، فدخل رجل فسلم، فسأله: كيف من خلّفت من إخوانك؟ فأحسن الثناء وزكّى وأطرى فقال له: كيف عيادة أغنيائهم لفقرائهم؟ قال: قليلة. قال: كيف مواصلة أغنيائهم لفقرائهم؟ قال: قليلة. قال: كيف مواصلة أغنيائهم لفقرائهم في ذات أيديهم؟ فقال: إنك تذكر أخلاقاً ما هي فيمن عندنا، فقال: فكيف يزعم هؤلاء أنهم شيعة لنا".
إن الحديث السابق ينسف كل الحواجز المادية والاعتبارات الزائلة التي تفصل بين المؤمنين لتجعل منهم كتلة متراصّة يجد كل فرد فيها نفسه مسؤولاً عن أخيه.
وعن أبي عبد الله (ع) قال: "لقضاء حاجة امرئ مؤمن أحبّ إليّ من عشرين حجة ينفق فيها صاحبها مئة ألف". وعن مهزم الأسدي "...وإذا لجأ إليهم ذو حاجة رحموه، لن تختلف قلوبهم، وإن اختلفت بهم الدار".
إن روحية الرحمة والإيثار تتعدى دائرة المؤمنين لتشع على كل الناس فيصبح المؤمن سنداً لكل محتاج وعوناً لكل مستضعف. عن رسول الله (ص): "ألا أنبئكم لِمَ سمي المؤمن مؤمناً؟ لائتمان الناس إيّاه على أنفسهم وأموالهم، ألا أنبّئكم من المسلم، المسلم؟ من سلم النّاس من يده ولسانه..". وعن السكوني عن أبي عبد الله (ع) قال: إن أعظم الناس منزلة عند الله يوم القيامة أمشاهم في أرضه بالنصيحة لخلقه". وفي وصية أمير المؤمنين (ع) لولديه: "كونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً".
و ـ مقارعة الظلم والظالمين: إن المؤمن الذي اعتصم بحبل الله العادل يجد نفسه في قطيعة وجدانية وسلوكية مع الظلم، مهما كانت تجلّياته، فهو يسعى للعدل في النفس والحياة والمجتمع.
والأئمة (ع) حرّضوا شيعتهم على محاربة الظلم والتسلح بالقوة لمواجهة الظالمين والصبر في ساحات الصراع. عن مهزم الأسدي قال أبو عبد الله: "...شيعتنا من لا يهرّ هرير ال***، ولا يطمع طمع الغراب، ولا يسأل عدونا وإن مات جوعاً".وعن أبي جعفر (ع): "المؤمن أعز من الجبل. الجبل يستقلّ منه والمؤمن لا يستقل من دينه شيئاً". وعن أبي عبد الله (ع): "إنّ المؤمن أشد من زبر الحديد، إن الحديد إذا أدخل النار تغير وإن المؤمن لو قتل ثم نشر ثم قتل لم يتغير قلبه".
ز ـ التعالي عن ردود الأفعال: المؤمن في إطار منهج أهل البيت، يتمتع بشخصية متوازنة تتحرك وفق ثوابت رسالية لا تنفعل بالحالات الشعورية التي يعيشها الانسان، من فرح وحزن ورضى وغضب..كما لا تتأثر بمواقف الآخرين أحسنوا أم أساؤوا. فهو يعطي من حرمه، ويعفو عمّن ظلمه، ويصل من قطعه، لأنه شمس تشرق على من يستحق ومن لا يستحق: وعن الصادق (ع): "اصطنع المعروف إلى من هو أهله، وإلى من ليس بأهله، فان لم يكن أهله فأنت أهله".
عن رسول الله (ص): ثلاث خصال من كن فيه استكمل خصال الإيمان، إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل وإذا غضب لم يخرجه الغضب من الحق وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له".
ح ـ التسليم والرضا: إن سعادة المؤمن والطمأنينة التي تعمر قلبه وتملأ جوانبه، رغم أجواء المحن والشدائد التي تحيط به تنبثق أساساً من التسليم لله والرضا بقدره. فيرى في كل ما يقع خيراً له، فلا يفزع ولا يجزع، مرجعه في ذلك الشعار الزينبي الخالد، "وما رأيت إلاّ جميلا".
عن أبي عبد الله (ع): "يا فضيل: إن المؤمن لو أصبح ما بين المشرق والمغرب كان ذلك خيراً له، ولو أصبح مقطعاً أعضاؤه كان ذلك خيراً له، يا فضيل بن يسار: لا يفعل بالمؤمن إلاّ ما هو خير له".
إن المؤمن وطَّنَ نفسه على أنه جندي في ساحات الكدّ والكدح يرتضي الموقع والدور المنسوب إليه ما دام في ذلك مرضاة لله، وهو لا يبالي أوقع على الموت أم وقع الموت عليه، ويستوي حينئذٍ البلاء والرخاء، بل ربّما يفضّل أجواء المحن والابتلاءات لأنها توحي بدور أعظم ودرجة أفضل عند الله.
عن أبي عبد الله (ع): "لن تكونوا مؤمنين حتى تكونوا مؤتمنين وحتّى تعدّوا نعمة الرخاء مصيبة، وذلك أن الصبر على البلاء أفضل من العافية عند الرخاء".
عند ذلك يتحرر المؤمن من قيود الخوف: الخوف من الفقر، الخوف من الموت، والخوف من الطغاة والجبابرة..بل تصبح الأشياء تخافه لشدة بأسه وقوته. عن أبي عبد الله (ع): "إنّ المؤمن من يخافه كل شيء وذلك أنه عذير في دين الله ولا يخاف من شيء وهو علامة كلّ مؤمن".
ويقوم المنهج السلوكي عند أهل البيت (ع) على الأسس التالية:
1ـ إرساء البنية العقلية. 2ـ تجذير التركيبة العاطفية. 3ـ طرح معايير سلوكية. 4ـ تقديم نموذج القدوة الصالحة.
1ـ إرساء البنية العقلية: إن الوعي العقائدي الذي يقوم على جملة التصورات عن الكون والإنسان والحياة يشكّل أساس المحتوى الداخلي للفرد.
ولقد حرص أئمة أهل البيت (ع) من خلال توجيهاتهم أن يؤسسوا لوعي عقائدي متماسك يبدأ من المبدأ: (التوحيد) إلى المنتهى: (المعاد)؛ ليجعل مسيرة الإنسان وحركته بين المبدأ والمنتهى تمرّ من خلال (العدل) قيمة توحيدية تنزّه الذات الإلهية عن كل مظاهر الظلم، وضرورة نفسية تربوية تدفع الإنسان نحو تحقيق العدل والتوازن في شخصيته، وضرورةً اجتماعية تصون مسيرة المجتمع من الانحراف عن الأهداف الواقعية للحياة.
كما تتوقف هذه المسيرة بين (المبدأ) و(المعاد) على (النبوة) و(الإمامة) عنوانين للقيادة الفكرية والسياسية والعقائدية للمجتمع على هذا الطريق اللاحب.
هكذا تشكل اللوحة الخماسية جوهر البناء العقلي في تركيبته الشخصية الرسالية في منهج أهل البيت (ع).
إن هذا الوعي العقلاني ضرورة للسلوك القويم والأخلاق العالية. يقول أبو عبد الله الصادق (ع): "أكمل الناس عقلاً أحسنهم خلقاً"، "العقل دليل المؤمن"، "اعرفوا العقل وجنده والجهل وجنده تهتدوا". وفي ضوء هذا التوجيه العقلاني لا وزن للمظاهر التعبدية إن لم تستند إلى رشد ونضج عقليّين.
فالمعرفة لها مركزيتها، وأعمال الانسان التي لا تنبع من وعي معرفي، ومن بصيرة ثاقبة هي أعمال مهتزة سرعان ما يخبو الدافع نحوها، فتنطفئ وتنحسر، أو تنحرف، فتقود صاحبها إلى دوائر بعيدة كل البعد عن المقصد الأصلي.
عن الإمام الصادق (ع): "العامل على غير بصيرة كالسائر على غير طريق لا نزيده سرعة السير إلاّ بعداً"وعنه (ع): "من عمل على غير علم كان ما يفسده أكثر ممّا يصلحه".
وفي ضوء هذا التحليل للبعد الأول، في البناء التحتي للمنهج السلوكي، نفهم حرص الأئمة على فقاهة أصحابهم واستيعابهم لمفاهيم الدين. عن الصادق (ع): "لوددت أن أصحابي ضربت رؤوسهم بالسياط حتى يتفقّهوا". وعنه (ع) قال له رجل: "جعلت فداك رجل عرف هذا الأمر لزم بيته ولم يتعرف إلى أحد من إخوانه؟ قال فقال: كيف يتفقه هذا في دينه؟".
وعنه (ع): "ثلاثة من علامات المؤمن: العلم بالله ومن يحب ومن يكره".
2ـ تجذير التركيبة العاطفية: إن المفاهيم العقلية، مهما أوتيت من عمق ودقة، لا تملك أن تبعث في الانسان الطاقة الكافية ليندفع في اتجاه تمثّل تلك المفاهيم. من هنا قاعدة الوعي العقائدي بحاجة إلى إطار معنوي من الأحاسيس والعواطف يشكّل "ضمانة التنفيذ" لتلك القيم.
إن منهج أهل البيت (ع) يجعل من حب الله عز وجل والانشداد إليه العاطفة الطاغية على كل مشاعر الفرد السوي والشخصية المتوازنة، فتجد كثيراً من الأحاديث تجعل سيماء الشيعة بصورة خاصة روح التخشّع والتذلل لله جاعلة من الزخم العبادي والانقطاع إلى الله جوهر المشاعر والأحاسيس الإيمانية التي تحول قلب المؤمن إلى وطن للحب والشوق والجمال.
إن حبّ الله هو سرّ الإحساس الخلقي في الحياة، وهو الذي يحول الحياة إلى ملحمة حب وعشق وسلوك نحو الله، ويجعل من ساعات الصراع الاجتماعي والبناء الحضاري ملحمة عبادية.
وإن كان المستوى العام، في الوعي الإسلامي، قد طرح "جنّة الخلد" عنواناً محركاً للدوافع الانسانية والمشاعر العاطفية. فإن المستوى الخاص أصرّ، من خلال توجهات أهل البيت (ع) أن يجعل أساس الجنّة العاطفية: حب الله عز وجل ومرضاته ورضوان من الله أكبر.
وهذا ما يؤكده قول الإمام علي (ع): "إن الناس يعبدون الله من ثلاثة أوجه: فطبقة يعبدونه رغبة في ثوابه، فتلك عبادة الحرصاء وهو الطّمع، وآخرون يعبدونه فرقاً من النار فتلك عبادة العبيد، وهي رهبة، ولكنّي أعبده حبّاً له عز وجل فتلك عبادة الكرام..". عن الصادق (ع): "شيعتنا الرحماء بينهم الذين إذا خلوا ذكروا الله". وعنه (ع): "إنما شيعة علي العلماء الذبل الشفاه تعرف الرهبانية على وجوههم".
وعبّر أمير المؤمنين (ع) عن هذه الحالة الشعورية المتوقدة في نفوس المتقين قائلاً: "...ولولا الأجل الذي كتب الله عليهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين شوقاً إلى الثواب وخوفاً من العقاب".
3ـ المعايير السلوكية: إن أحاديث أهل البيت (ع) تمتلئ بمعايير عملية تميّز الذات الرسالة المؤمنة من غيرها. وبعض الأحاديث تتصاعد في لهجتها لتجد بعض السمات الظاهرية التي تعكس الزخم العبادي وروح التذلل لله معياراً للتصنيف، عن الصادق (ع): "كان علي بن الحسين (ع) قاعداً في بيته إذ قرع قوم عليه الباب فقال: يا جارية أنظري من بالباب؟ فقالوا: قوم من شيعتك، فوثب عجلان حتى كاد يقع. فلما فتح الباب، ونظر إليهم رجع وقال: كذبوا فأين السمت في الوجوه؟ أين سيماء السجود؟ إنما شيعتنا (...) المسبّحون إذا سكت الناس، والمصلّون إذا نام الناس، والمحزونون إذا فرح الناس، يعرفون بالزهد، كلامهم الرحمة، وتشاغلهم بالجنّة"
تكشف هذه السمات أن الفرد تجاوز مستوى التقبّل ومستوى التفضيل، كما يسميها "كراثوول" (Krthwool) ليبلغ مرحلة الالتزام التي يعتبرها أعلى درجات اليقين.
وسنحاول، في ما يلي، أن نضبط أهم أصول الضوابط السلوكية من دون ذكر التفاصيل الدقيقة. وقبل ذلك لا بد من الإشارة إلى أن أئمة أهل البيت فعديدة فتوخوا تارة أسلوب الاجمال وأخرى أسلوب التفصيل في بيان تلك المعايير فعديدة هي الأحاديث التي توجز الكلام بعبارة واحدة: التقوى ـ الورع، مثلاً: عن أبي عبد الله (ع): "لا إيمان لمن لا ورع له". وعنه (ع): "إذا أردت أن تعرف أصحابي فانظر إلى من اشتدّ ورعه وخاف خالقه ورجا ثوابه وإذا رأيت هؤلاء فهؤلاء أصحابي".
وهناك نصوص أخرى تفصّل هذه الموازين السلوكية فتعدّد الصبر، والثبات، والحلم، والآخاء، والإيثار، والصدق، واللين، والحزم...الخ.
وعن أمير المؤمنين (ع): "إنّ لأهل الدين علامات يُعرفون بها: صدق الحديث وأداء الأمانة والوفاء بالعهد وصلة الرحم ورحمة الضعفاء وقلّة المواتاة للنساء وبذل المعروف وحسن الخلق وسعة الخلق واتباع العلم وما يقرّب إلى الله عز وجل طوبى لهم وحسن مآب".
أـ الولاء لأهل البيت (ع): عن أبي الحسن (ع): "شيعتنا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويحجون البيت الحرام ويصومون شهر رمضان ويوالون أهل البيت ويتبرؤون من أعدائهم"
وعن الصادق (ع): "كذب من زعم أنه من شيعتنا وهو متمسك بعروة غيرنا".
ب ـ توطين النفس على العمل: إن الولاء في مدرسة أهل البيت ليس مجرد كلمات يلوكها الانسان بين لحييه، وإنما هو التزام وعمل دؤوب في اتجاه إقامة الدين في النفس والمجتمع. لذلك أكد الأئمة (ع) على قيمة العمل وجعلوه المحكّ الحقيقي لصدق الموالين، لأن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل: عن أبي جعفر (ع)، "قال: يا جابر، أيكتفي من اتخذ التشيع أن يقول بحبّنا أهل البيت! فوالله ما شيعتنا إلاّ من اتقى الله وأطاعه، وما كانوا يعرفون إلاّ بالتواضع والتخشع وأداء الأمانة وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة والبرّ بالوالدين والتعهّد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكفّ الألسن عن الناس إلاّ من خير(...) قال يا جابر: يا بن رسول الله ما نعرف أحداً بهذه الصفة، فقال لي: جابر لا تذهبن بك المذاهب، أحسب الرجل أن يقول: أحبّ علياً صلوات الله عليه وأتولاه، فلو قال: إني أحبّ رسول الله (ص) ورسول الله (ص) خير من علي ثمّ لا يتبع سيرته ولا يعمل بسنته ما نفعه حبّه إياه شيئاً فاتقوا الله واعملوا لما عند الله ليس بين الله وبين أحد قرابة، أحبّ العباد إلى الله وأكرمهم عليه أتقاهم له واعملهم بطاعته، يا جابر ما يتقرب العبد إلى الله تبارك وتعالى إلاّ بالطاعة، ما معنا براءة من النار ولا على الله لأحد منكم حجة، من كان لله مطيعاً فهو لنا وليّ ومن كان لله عاصياً فهو لنا عدو، لا تنال ولايتنا إلاّ بالعمل والورع".
ج ـ مخالفة الأهواء: إن جدلية الصراع النابع من صميم الذات الانسانية هي أساس حركة الذات في تكاسلها ورقيها المعنوي، والشخصية المؤمنة في المنهج السلوكي، لأهل البيت (ع) هي التي تسعى جاهدة للانتصار لنداء العقل والإيمان وإلجام النفس الأمّارة وأهوائها.
عن أبي عبد الله (ع): "والله ما شيعة علي صلوات الله عليه إلاّ من عفّ بطنه وفرجه وعمل لخالقه ورجا ثوابه وخاف عقابه".
د ـ الاستعداد الدائم للبلاء: إن طبيعة الدور المنوط بعهدة المؤمن في الحياة يجعله عرضة لأنواع شتّى من المحن والابتلاءات التي تمثل إحدى العناصر الإيجابية في خط الترقي والتكامل المعنوي، (ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون). (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يأتكم مثل الذين من قبلكم مسّتهم البأساء والضرّاء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله).
عن أبي عبد الله (ع): إن الله عز وجل جعل وليّه في الدنيا غرضاً لعدوه".
وعنه (ع): "إن البلاء أسرع إلى المؤمن التقي من المطر إلى قرار الأرض".
وعن أبي جعفر (ع): "لم يؤمن الله المؤمن من هزاهز الدنيا، ولكنه آمنه من العمى فيها والشقاء في الآخرة". ومستويات المحنة تتناسب طردياً مع درجات الإيمان. عن أبي جعفر (ع): "إنما يبتلى المؤمن في الدنيا على قدر دينه".
هـ ـ العلاقات الرسالية: إن عنصر الإيمان ليس مجرد إضافة كميّة إلى أطراف العلاقات الاجتماعية، بل هو عنصر نوعي يقلب هذه العلائق رأساً على عقب فلا تبقى المصالح أساساً للروابط الاجتماعية، وإنما تغدو طاعة الله ومرضاته هي أساس هذه المعاملات. فالإيمان هو الأكسير الذي يقلب هذه العلاقات إلى تواصل ملؤه الحب والمودة: "إنّ المؤمن ليسكن إلى المؤمن كما يسكن الظمآن إلى الماء البارد".
وعن محمد بن عجلان قال: كنت مع أبي عبد الله (ع)، فدخل رجل فسلم، فسأله: كيف من خلّفت من إخوانك؟ فأحسن الثناء وزكّى وأطرى فقال له: كيف عيادة أغنيائهم لفقرائهم؟ قال: قليلة. قال: كيف مواصلة أغنيائهم لفقرائهم؟ قال: قليلة. قال: كيف مواصلة أغنيائهم لفقرائهم في ذات أيديهم؟ فقال: إنك تذكر أخلاقاً ما هي فيمن عندنا، فقال: فكيف يزعم هؤلاء أنهم شيعة لنا".
إن الحديث السابق ينسف كل الحواجز المادية والاعتبارات الزائلة التي تفصل بين المؤمنين لتجعل منهم كتلة متراصّة يجد كل فرد فيها نفسه مسؤولاً عن أخيه.
وعن أبي عبد الله (ع) قال: "لقضاء حاجة امرئ مؤمن أحبّ إليّ من عشرين حجة ينفق فيها صاحبها مئة ألف". وعن مهزم الأسدي "...وإذا لجأ إليهم ذو حاجة رحموه، لن تختلف قلوبهم، وإن اختلفت بهم الدار".
إن روحية الرحمة والإيثار تتعدى دائرة المؤمنين لتشع على كل الناس فيصبح المؤمن سنداً لكل محتاج وعوناً لكل مستضعف. عن رسول الله (ص): "ألا أنبئكم لِمَ سمي المؤمن مؤمناً؟ لائتمان الناس إيّاه على أنفسهم وأموالهم، ألا أنبّئكم من المسلم، المسلم؟ من سلم النّاس من يده ولسانه..". وعن السكوني عن أبي عبد الله (ع) قال: إن أعظم الناس منزلة عند الله يوم القيامة أمشاهم في أرضه بالنصيحة لخلقه". وفي وصية أمير المؤمنين (ع) لولديه: "كونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً".
و ـ مقارعة الظلم والظالمين: إن المؤمن الذي اعتصم بحبل الله العادل يجد نفسه في قطيعة وجدانية وسلوكية مع الظلم، مهما كانت تجلّياته، فهو يسعى للعدل في النفس والحياة والمجتمع.
والأئمة (ع) حرّضوا شيعتهم على محاربة الظلم والتسلح بالقوة لمواجهة الظالمين والصبر في ساحات الصراع. عن مهزم الأسدي قال أبو عبد الله: "...شيعتنا من لا يهرّ هرير ال***، ولا يطمع طمع الغراب، ولا يسأل عدونا وإن مات جوعاً".وعن أبي جعفر (ع): "المؤمن أعز من الجبل. الجبل يستقلّ منه والمؤمن لا يستقل من دينه شيئاً". وعن أبي عبد الله (ع): "إنّ المؤمن أشد من زبر الحديد، إن الحديد إذا أدخل النار تغير وإن المؤمن لو قتل ثم نشر ثم قتل لم يتغير قلبه".
ز ـ التعالي عن ردود الأفعال: المؤمن في إطار منهج أهل البيت، يتمتع بشخصية متوازنة تتحرك وفق ثوابت رسالية لا تنفعل بالحالات الشعورية التي يعيشها الانسان، من فرح وحزن ورضى وغضب..كما لا تتأثر بمواقف الآخرين أحسنوا أم أساؤوا. فهو يعطي من حرمه، ويعفو عمّن ظلمه، ويصل من قطعه، لأنه شمس تشرق على من يستحق ومن لا يستحق: وعن الصادق (ع): "اصطنع المعروف إلى من هو أهله، وإلى من ليس بأهله، فان لم يكن أهله فأنت أهله".
عن رسول الله (ص): ثلاث خصال من كن فيه استكمل خصال الإيمان، إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل وإذا غضب لم يخرجه الغضب من الحق وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له".
ح ـ التسليم والرضا: إن سعادة المؤمن والطمأنينة التي تعمر قلبه وتملأ جوانبه، رغم أجواء المحن والشدائد التي تحيط به تنبثق أساساً من التسليم لله والرضا بقدره. فيرى في كل ما يقع خيراً له، فلا يفزع ولا يجزع، مرجعه في ذلك الشعار الزينبي الخالد، "وما رأيت إلاّ جميلا".
عن أبي عبد الله (ع): "يا فضيل: إن المؤمن لو أصبح ما بين المشرق والمغرب كان ذلك خيراً له، ولو أصبح مقطعاً أعضاؤه كان ذلك خيراً له، يا فضيل بن يسار: لا يفعل بالمؤمن إلاّ ما هو خير له".
إن المؤمن وطَّنَ نفسه على أنه جندي في ساحات الكدّ والكدح يرتضي الموقع والدور المنسوب إليه ما دام في ذلك مرضاة لله، وهو لا يبالي أوقع على الموت أم وقع الموت عليه، ويستوي حينئذٍ البلاء والرخاء، بل ربّما يفضّل أجواء المحن والابتلاءات لأنها توحي بدور أعظم ودرجة أفضل عند الله.
عن أبي عبد الله (ع): "لن تكونوا مؤمنين حتى تكونوا مؤتمنين وحتّى تعدّوا نعمة الرخاء مصيبة، وذلك أن الصبر على البلاء أفضل من العافية عند الرخاء".
عند ذلك يتحرر المؤمن من قيود الخوف: الخوف من الفقر، الخوف من الموت، والخوف من الطغاة والجبابرة..بل تصبح الأشياء تخافه لشدة بأسه وقوته. عن أبي عبد الله (ع): "إنّ المؤمن من يخافه كل شيء وذلك أنه عذير في دين الله ولا يخاف من شيء وهو علامة كلّ مؤمن".