صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 16 إلى 26 من 26

الموضوع: الشبيه (1-2-3)

  1. #16
    مشرفة كربلائيات ( كربلاء " الطف " ) الصورة الرمزية أميرة باحساسي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    هنــاك ...... !
    المشاركات
    6,815
    شكراً
    15
    تم شكره 36 مرة في 33 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    906

    رد: الشبيه (1-2-3)

    الجزء الثامن


    عندما رفعت رأسى لأرى الضيف القادم ....
    لم يخطر فى بالى قط انه سيكون حمد ....
    عقدت المفاجأة لساني ... لكننى تماسكت قليلا كى أخفى إرتباكي ..
    وقلت مرحبة به :
    أهلا اخوي حمد ... شلونك؟
    الحمدلله الله يسلمج ... أدرى انج تفاجأتى بوجودى ..
    واعتذر لأى ازعاج قد يسببه لك هذا الوجود
    لاأبدا .. حياك الله ... اتفضل !

    وجلس حمد على المقعد المقابل لمكتبى ...
    وفى هذه اللحظات تنبهت لوجود زميلى الذى جاء يخبرنى بوجود رجل يسأل عنى ..
    فمازال واقفا يتابع سير الحديث ... اثار تصرفه اندهاشى .. فسألته:
    خير سالم فى شى ؟
    لاأبدا بس قلت يمكن الأخ يحتاج خدمة .. واقدر اقدمها له اذا انتى مشغوله
    لاشكرا سالم ... تقدر تتفضل
    شعرت به يتجه إلى باب المكتب والغضب يتطاير من عينيه ...
    تعمدت ان اتحدث معه بهذا الاسلوب ... فسالم هذا حكايته حكايه ...
    فهو رجل يكبرنى بأكثر من عشر سنوات ... متزوج ولديه اطفال ...
    و مع هذا فهو يحاول ان يتقرب إلي باية وسيلة ... تقدم لخطبتي أكثر من مرة ...
    و رفضته .. ورفضه والدي قبلي ... لكنه مازال يحاول ...
    فهو من ذلك النوع من الرجال الذى لا ييأس أبدا فى سبيل الوصول إلى غايته ....
    و لهذا فهو تضايق من وجود أي رجل فى مكتبي ..

    إلتفت إلى حمد الذى كان يجلس بصمت يتابع سير الحوار بينى و بين سالم
    سألته : شو تشرب يا حمد ؟
    لاشكرا ... تعبت و أنا أشرب بالسيارة ماخليت شى / شاي/ قهوة / بيبسى / ماي ...
    كل أنواع المشروبات الباردة والساخنة شربتها وأنا على الخط

    ابتسمت .. فقد تذكرت ان حمد يسكن بمدينة تبعد مايقارب الثلاث ساعات من مدينتي ....
    و وجدتنى اتساءل ترى ما الذى جعله يتحمل عناء كل هذه المسافة من اجل الوصول الى هنا
    و كانه قرأ مايجول فى خاطرى من أسئلة ... فبادرني بقوله:
    ادرى انج مستغربة وجودى هنا ... و هذا من حقج ..
    بس أنا راح اختصر عليج كل علامات الاستفهام ,,, و راح أكون صريح معاج ..
    و بدخل بالموضوع من غير أي مقدمات
    اول شى أبغيج تتأكدين من شى واحد ... و هو انج أمام انسان ناضج جدا ... و مسئول عن كل كلمة يقولها ... ثم صمت قليلا

    فقلت له: كمل حمد أنا اسمعك
    قال: لما انقطعتى عن اكمال الدورة العملية ...
    سألت عن السبب لين عرفت الظروف اللى مريتى فيها ...
    و حزنت من عشانج كثير ... لا تستغربين ... بس فترة الانقطاع هذه ,,,
    خلتنى أكتشف شى بنفسى ماكنت ملاحظه ...
    و هو إنى من أول يوم شفتج فيه و انتى صرتِ بالنسبة لى شى مهم ...
    كيف صار هالشى ؟ ما ادرى .. بس هذا اللى صار ... و قبل لا تسيئين فهمى ..
    أو تستعيلين بالحكم علي .. أبغى أقولج انه وجودى هنا اليوم ...
    بس لسبب واحد .. عشان أسألج
    تقبلين تتزوجينى ؟

    نطق كلمته الاخيرة ... و كانه أطلق علي رصاصة قويه ... استقرت فى قلب حلمي ... و حلم قلبي
    داخلتنى مشاعر غريبه ... ربما دهشة ... ربما خوف ... ربما حزن ... و ربما فرح
    لا أعلم لماذا بقيت صامته فى موقف كهذا ,, و كانى فتاة مراهقة
    فى السادسة عشر من عمرها عقد الخجل و التوتر لسانها

    و تفاجأت بحمد يقف ليغادر المكان ... قائلا :
    لا تتعجلى ... خذى وقتك بالتفكير .... و ان وافقتى او رفضتى ...
    فهذا هو ( كرتى ) فقط ارسلى مسج ... و سأتصرف بعدها
    و خرج بعد ان ودعته بكلمات وداعية تقليديه ...

    و ما ان خرج حمد ... حتى تفاجأت بسالم يدخل ليبادرنى بالسؤال:
    ممكن اعرف شو كان يبغى الاخ منج ؟
    و من انت عشان تسأل هالسؤال ؟

    و قبل ان يجيبنى بوقاحه كعادته ... تركت له المكتب
    و خرجت .. باتجاه مكتب زميلتى ,, للذهاب معها الى الكافتيريا كعادتنا كل يوم فى مثل هذا الوقت ..
    لاحظت زميلتى شرودى ... و سألتنى أكثر من مرة : ما بك ؟ ....
    فكتب أبرر لها شرودى بضغط العمل .. تظاهرت هى بالاقتناع ...
    و تظاهرت انا باندماجى بتناول وجبة الافطار ...

    و فى تمام الساعه الثالثة إنتهى عملى و توجهت إلى سيارتي مثقلة بالكثير من الحيرة و الدهشة ...
    أمسكت هاتفى ... كنت سأكتب لــ ( مريومة ) مسج أخبرها بما حدث اليوم ...
    إستيقظت فجأة كالملسوعه ... إرتعشت يداي ... ألقيت بالهاتف بعيدا ....
    و رددت مريومة؟ وينها مريومه؟ يالله كم من الوقت سأحتاج كى أستوعب غيابها الأبدي من حياتي ؟
    و وجدتنى أقاوم دموعى و أنا اردد .. رحمة الله عليج يامريومة ...


    وصلت إلى منزلى .... تفاجأت بان باب البيت مغلق .. حتما قد نام المزارع كعادته ...
    فنسى فتح الباب فى مثل هذا الوقت ..
    وضعت يدي على ( هرن ) السيارة ... و بعد لحظات فتح لى المزارع الباب ...
    فدخلت و توجهت إلى الصالة ... كان الجميع قد وصلوا قبلى
    غيرت ملابسى و صليت ... و نزلت لتناول الغداء معهم ..
    كنت أتناول طعامي بصمت بينما كان الجميع يتبادلون الاحاديث المتنوعة ...
    بدءا من منزلنا و انتهاءا بمدرسة شقيقتي
    فأمى كعادتها تسرد مأساتها اليومية مع والدتها ( جدتى )
    و التى بحكم سنها تتصرف بعناد الاطفال .. كانت تطلب صنفا معينا من الطعام ... و ما ان تنتهي امى من إعداده تغير جدتى رأيها و تطلب صنفا آخر مختلف ...
    بينما كانت شقيقتي طالبة الثانويه تسرد على أبي و امى إندهاشها من ظاهرة ( الشذوذ )
    التى بدأت تنتشر بين طالبات المدرسة بشكل مخيف ...
    و كيف ان بعض الطالبات يرتدين ملابس الرجال و يتصرفن تصرفات تخلو من الرقة والأنوثه ...
    كانت والدتى تنصت إلى شقيقتى و هى لا تتوقف عن ترديد
    ( الله يستر علينا هذا أخر زمن هذه علامات الساعة )
    أما شقيقتى طالبة المرحلة الابتدائية .. فكانت فى عالم آخر ...
    عالم التمتع بالطعام حتى أخر حبة فى الطبق ... ضاربة بنصائحنا عرض الحائط ...
    أكثر ما كان يدهشنى عند الجلوس مع عائلتى هو صمت ابى ..
    فأبى يتابع الاحاديث بصمت و إهتمام ... لا يعلق إلا بعد إنتهاء الحوار ..
    كان أبى صامتا .. لكننى كنت الاحظه يسترق النظر إلي بين فترة وأخري ...
    كنت أعلم ان أمرى يقلقه .... و كان هذا الاحساس يقلقني !

    انتهيت من تناول الغداء ... و صعدت إلى غرفتي ...
    عندما دخلت إلى فراشى حاولت قدر استطاعتى ان لا افكر بما حدث اليوم ....
    ربما كنت أتهرب ... لا ... ليس ربما ... بل حتما كنت أتهرب ....

    و برغم كل محاولاتى للنوم ... إلا اننى لم أتمكن من النوم ....
    جلست على سريرى بغضب .... لا احب حالات القلق أبدا ...
    ألقيت بوسادتى بعيدا ... و نهضت من فراشى ...
    لا اعلم لماذا اتجهت إلى المرآة .... ربما لانه خيل إلي اننى فتاة أخرى ..
    أو ربما تمنيت بأعماقى ان أكون فتاة أخرى
    نظرت إلى وجهى فى المراة .... لقد تغيرت كثيرا فى الفترة الأخيرة ...
    فقد فقدت الكثير من وزنى .... و تذكرت حديث حمد اليوم حين قال لى :
    ان ملامح الحزن واضحة على وجهي .
    ربما كان حمد من الذوق و الأدب بحيث إمتنع عن قول ان الشحوب يسكن وجهى .,,,
    و ان شيئا مافى وجهى قد إنطفأ

    اتجهت إلى شرفتى ... كان منظر البحر رائعا ... كانت الشمس أليفة ... فكم أعشق شمس الشتاء.
    أخذت جهازى معى إلى الشرفة ... منذ زمن لم أدخل ( نت ) منذ ان رحلت مريومة ...
    فقد سرقنى حزن رحيلها من اشياء كثيرة

    عندما سجلت دخول ( الماسنجر ) ... تفقدت لستة الماسنجر ... تمزق قلبى وأنا أقرأ اسم ( مريومه ) .. كم هى تافهة هذه الحياة !!!

    كان معظم صديقاتي ( اون لاين ) .. لكنى اثرت ان لا اتحدث إلا الى صديقتى السعودية .. التى اخبرتكم اننا نطلق عليها صوت الواقع .
    اظننى تعمدت ان اتحدث اليها لاننى كنت بحاجة إلى صوت من الواقع يسعفنى و يخرجنى من حيرتى ...
    اخترت الحالة ( الظهور دون اتصال ) ... و بدأت الحديث معها .

    . ممكن اعرف شو مقعدج نت بهالوقت .؟
    بسم الله انتي من وين طلعتى ؟
    من المصباح السحري
    أنا اقول لو تردين مصباحج ترى احسن لج ... ترى ما فى شي بره المصباح يونس
    يعني سكرتيها بويهي من أولها؟
    عاد والله ويهج مسكرة خلقة مو محتاج اسكره خخخخخخخخخ ... يلعن أم الواقعيه خخخخخخخ

    عاد اانا اليوم صدق محتاجة لواقعيتج .. ابيج تواجهينى بالواقع بكل قسوته .
    انتى تامرين أمر .. عاد أنا هوايتى أقذفكم بحجارة الواقع ... بس قولى شنو السالفة ؟

    و سردت عليها حكايتى مع حمد منذ بدايتها ... و حتى لحظة خروجه من مكتبى صباح هذا اليوم.

    قالت: و شنو قررتي
    لو قررت ماسألتج
    تبين رايي ؟ دامج تقولين انسان محترم و ولد ناس و غنى و مثقف .. وافقى بلا تردد
    و خليفة ؟؟
    الله ياخذ خليفة ان شاالله ,... و بعدين يعنى لمتى بيظل هالخليفة مسمم حياتج؟
    لاتدعين عليه .. مايهون علي
    والله عاد هان و إلا ماهان ... بدعي عليه بكيفى ...
    بعدين تعالي انتى مو تقولين ( حمد ) نسخة من خليفة.؟
    خلاص تزوجيه ... و حمدى ربج لقيتي نسخة منه بعد خخخخخخخخخخخ

    حمد مايستاهل انى اتزوجه بس لانه نسخة من خليفه ..
    حمد . يستاهل وحده احسن منى ,,, وحدة تحبه وتزوجه لشخصه هو

    يعنى انتى اللى تستاهلين تظلين بهالعذاب ... خلاص خليفة راح ...
    انسيه ... عيشى عمرج ,,,, ترى العمر ماينطر أحد ...
    و يمكن الله حب يعوضج عن خليفة بحمد لانج تعبتى و صبرتي وايد .. فكرى حبيبتى لا تضيعين هالفرصة ...
    و بعدين بصراحه أنا خاطرى أحضر الامارات و أشوفج عروس ... بس ترى ها .... فستانى عليج؟

    انتي وصلتيها للعرس والفستان بعد ؟ صدق انج صوت الواقع

    و انتهى حوارى معها عند هذه النقطة .... لم تقل حيرتي بل زادت

    كان الوقت قد قارب على المغرب و بدأت الشمس بالغروب
    منظر البحر و الغروب كان شيئا خياليا ....
    حدقت فى البحر و سافرت الى البعيد .... إلى خليفة
    تذكرت حين ارسل لى ذات مساء مسجا يقول فيه :
    ( انا اسوى رياضة على الكورنيش .. شفت اثنين يمشون على البحر تذكرتج)

    ابتسمت .... و ابتسمت اكثر حين تذكرت قوله لى باحدى الرسائل
    ( تعتقدين شنو الطريقة اللى تخلينى اعيش عندج بالبيت )
    كان يومها يلمح لى برغبتة بالارتباط بي .... فهمت قصده ...
    لكننى تظاهرت بالغباء فارسلت له أقول ( مافهمت كيف يعنى تعيش عندى بالبيت ؟)
    رد علي ( يعنى انتى تحبينى و أنا احبج .. طيب وأخرة هالحب )
    رددت عليه ( شنو أخرته؟ مب فاهمة )
    رد ( يعنى اذا شفتينى عندج بالبيت شنو بتسوين )
    كنت بينى وبين نفسى ابتسم لمحاولاته المستميتة لتوضيح الامر لى ..
    فكنت اتمادى بالتظاهر بعدم الفهم
    فأرسلت له أقول ( ان شفتك عندى بالبيت ... اول سنة راح أقعد بس أنظر لك من غير أي كلمة ...
    ثاني سنة راح أحاول ألمسك حتى أتاكد انى بواقع مش حلم ...
    ثالت سنة راح أكون استوعبت انه وجودك واقع ...
    رابع سنة بيكون الامر صار عادى عندى و بديت أحس بملل ....
    خامس سنة ... راح اقولك رد بيتكم لانك تأخرت ... هههههههه )

    و توالت بيننا الرسائل ....... مرة أتظاهر بالغباء ...
    و مرة استوعبه بحب و جنون بحجم هذا العالم كله ...

    اخرجنى صوت اذان المغرب من عالمي مع خليفة
    تلفت حولى ... لم يكن خليفة بجانبي .... كان حنينى إلى خليفة هو فقط الذى يملآ عالمي
    رددت وراء الآذان .... و حين انتهي وجدتنى ادعو الله
    ان يحفظ خليفة أينما كان ... و مع من كان .... و ان لا يأخذه من قلبي ... كما أخذه من عيني ..

    بعد المغرب ذهبت مع شقيقتى إلى المول لشراء هديه إلى زوجها بمناسبة يوم زواجهما ....
    انتقت له مجموعة من العطور الرجالية ... و سلسة مفاتيح تحمل الحرف الاول من اسمها .
    و قامت بتغليف الهدية بشكل مبهر .... و عادت إلى المنزل لتفاجئه بها
    مأساة شقيقتى مع زوجها ... هى مأساة الكثيرات من النساء الخليجيات
    و هي انعدام الرومانسية عند الكثير من رجالنا فى الخليج ..
    كان أكثر ما يثير استغرابي هو وضع بعض صديقاتى المتزوجات ..
    فصديقاتى الرومانسيات ارتبطن بأزواج لا علاقة للرومانسية بهم ...
    و صديقاتى الواقعيات ارتبطن بأزواج قمة فى الرومانسية ..
    و لهذا فالكل يعانى ضياع نصفه الاخر الذى يشبهه ..

    عادت شقيقتى الى منزلها ... و عدت أنا إلى غرفتى ..
    بعد ان اعتذرت لوالدتى عن عدم تمكني من تناول العشاء معهم ,,,
    لاننى احضرت معى من المول وجبة عشاء سريعه

    صعدت إلى غرفتي ... و معى وجبة العشاء و فيلما رومانسيا كنت قد قررت السهر عليه هذا المساء ..

    أطفأت اضواء الغرفة ... و أشعلت مجموعه من الشموع المعطرة ....
    و وضعت السى دى ... و بدأت بمشاهدة الفيلم الرومانسي

    فى كل لقطات الفيلم كان خليفة يتجول معى ....
    فى لحظات الحب بين البطل و البطلة كان خليفة معي ...
    فى لحظات الغضب بينهما كان خليفة معى ... فى لحظات العتاب كان خليفة معي ...
    حتى فى لحظات الفراق كنت أبكى لبكائهما لان خليفة كان معي ...

    انتهي الفيلم ... و تأخرت بالنوم كثيرا ... فغدا اجازة الخميس اجازة رسمية ...
    و لم يتبقى على اذان الفجر سوى ساعه واحدة فقط ... فقررت ان أبقى مستيقظة إلى ان اصلى و أنام ...
    و لم يكن أمامي لقتل الوقت فى هذه الساعة سوى ( النت ) ... و ( شبكت ) نت ...
    و سجلت دخول الماسنجر ... سعدت بفرحة خفية و أنا أرى صديقتي القطرية ( الرومانسية ) اون لاين .... كنت بحاجة إلى وجودها فى هذه الفترة ...
    كنت أشعر انها قد تكون طوق النجاة التى تنتشلني من بحور عقولهم ...
    حتما هي الوحيدة التى ستقول لى ( ارفضى حمد ) ( عيشي على ذكرى خليفة )
    ( من يدري يمكن الله بقدرته يردلج حمد )
    كنت بأمس الحاجة إلى سماع هذه الجمل منها ....
    و لم تخيب ظن احساسى ... قالت لى ما توقعت منها قوله ...
    بل اضافت أيضا بتذكيرى بمواقف مشتركة بينى و بين خليفة ...
    فقد كنت أثناء حوارى المسنجرى مع خليفة انسخ لها بعض جمل الحوار ...
    فكانت تقرأ باهتمام ....

    و اتسعت دائرة الحيرة حولى ... فصديقتى الاولى قالت ( عيشى حياتج )
    و صديقني الثانية قالت ( عيشى على ذكرى خليفة ) ..
    و وجدتنى فريسه بين صوت عقلى ,,, و استنجادات قلبى بى .

    مرت عشرة أيام كأنها عشر سنوات من ثقل حيرتى بها .. لكننى فى النهاية قررت حسم الامر بشكل نهائي
    فأمسكت ( جوالي ) و أرسلت لحمد مسج كتبت فيه .........




    يتبع .....


    لا إله إلا الله بعزتك وقدرتك
    لا إله إلا الله بحقك وحرمتك
    لا إله إلا الله فـــرج برحمتك


    سيـدي أيها العزيز
    مسّنا وأهلنا الذل
    وارتضينا الهوان
    فهب لنا من عزّتك
    وتصدّق علينا من كرامتك .








    رَبيْ هَبْ لي " صَبرآآ ../ آرتَشُفهُ آوقَآت آلـالـمـ


  2. #17
    مشرفة كربلائيات ( كربلاء " الطف " ) الصورة الرمزية أميرة باحساسي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    هنــاك ...... !
    المشاركات
    6,815
    شكراً
    15
    تم شكره 36 مرة في 33 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    906

    رد: الشبيه (1-2-3)

    الجزء التاسع/ قبل الأخير



    عندما أمسكت الهاتف ... كتبت لحمد كلمة واحدة فقط .. ( موافقة )
    و ضغطت على زر الارسال بابهام مرتعش .. و عيناي على الهاتف بذهول ..
    إلى ان قرأت على شاشة الجوال ( تم التسليم )
    عندها ألقيت بالهاتف بعيدا ... و ألقيت بنفسي على السرير و أنا أرتعش كريشة فى يوم عاصف
    كنت أشعر ببرد مؤلم يتسرب إلي .. سحبت غطاء السرير أدثر به نفسى ..
    في محاولة لادخال بعض الدفء إلي .. لكن شعوري بالبرد كان يزداد ...
    و ارتجاف أطرافي يشتد ... و فقدت السيطرة على جسدى تماما
    فكانت أسناني تصطك بحركة سريعة ... دفنت وجهي فى الوسادة ...
    و انكمشت على نفسي ...

    و أنا أصرخ : ماذا فعلت ؟ كيف ؟ لماذا؟ خليفة .... خليفة
    أحبك ... أحبك الآن أكثر من أي وقت مضى ...
    ربما لاننى الآن أشعر بك تُنتزع منى نزعا ..
    ربما لانني الآن أشعر بمشرط الواقع يقترب منى كي يبترك من روحي ...
    و يخيل إلي اني ألمحك تتجه نحو باب الخروج مني ... من عالمي ... من حياتي ... من أحلامي
    أحبك الآن جدا ... و أحتاجك الآن جدا ...
    ماذا فعلت بك و بي ؟ كيف تجرأت ُ على خيانتك فى غيابك ؟
    لا ... أنا لم أخنك يوما ... خانني فيك قدرى ... خانني فيك واقعي ... خانني فيك نصيبي )


    كنت أردد هذه الكلمات بهستيريا و صوت مخنوق بالبكاء ..
    و كانت يدي تمتد إلى الهاتف .... أعبث بالاسماء بتوتر ... أتوقف عند اسمه ( خليفة ) ...
    أهم بضغط زر الاتصال .. و أتراجع .... ثم أعيد المحاولة ... و أفشل ......
    كان كبريائى يقف لى كالوحش المفترس فى غابة موحشة ... في ليلة مظلمة ..

    و لا أعلم كم من الوقت مر و أنا فى حالة تردد و بكاء ...
    فلم أشعر بنفسي إلا فى صباح اليوم التالي
    حين كانت والدتي تطرق باب غرفتي لايقاظي من النوم .. بعد ان أقلقها تأخرى فى الاستيقاظ لعملي

    بقيت فى سريري ... حدثتها من خلف الباب ....
    أخبرتها انى أشعر ببعض الكسل ... و سأعود للنوم ...
    ذهبت والدتي بعد الاطمئنان علي ... و نهضتُ من سريري باتجاه المرآة ...
    أرعبني شحوب وجهى و احمرار عيني .. و انتفاخها ...
    فقررت عدم الذهاب إلى العمل هذا اليوم فمنظر عيني يفضح ليلة من البكاء المتواصل .


    و بعد ان وضعت على عيني كمادات من الحليب البارد لتخفيف انتفاخهما ...
    ( و هي طريقة اخبرتنى بها خبيرة التجميل بأحد المعاهد التجميلية ) ...
    حملت كوب النسكافيه فى يدي ... و فتحت باب الشرفة لاستقبال هواء البحر ...
    لكن منظر البحر كان يغريني بالنزول الى الشاطىء ... حملت ( جهاز التسجيل ) معي و دفتر صغير ... و قلم أحبه ...
    لانني أهديت خليفة نصفه ( الرجالي ) فى يوم ميلاده و ابقيت النصف ( النسائي ) لي


    اتجهت إلى البحر ... و حين وصلت فضلت الجلوس على الرمل المبلل ...
    فقد كنت قريبة جدا من البحر ... لدرجة ان أطراف أمواجه كانت تغطي قدمي
    ثم تعود إلى البحر ..

    كنت شاردة الذهن أفكر بردة فعل ( حمد ) عند قراءة المسج ... حتما كان سعيدا .,, لاننى شعرت من خلال حديثه معى ,,
    ان ارتباطه به أمسى يمثل لديه شطرا كبيرا من أحلامه ....
    ما أروع ان تمنحنا الأيام و لو جزءا بسيطا من أحلامنا ...
    ثم فتحت دفتري الصغير ... و سجلت فيه بعض ما يجول بخاطرى من مشاعر و أحاسيس ... و حين انتهيت من الكتابة ألقيت بها فى فم البحر ...
    فقد اعتدت منذ صغري على ان أتخلص من كل الاوراق التى انزف عليها احساسى
    بمجرد الانتهاء من تفريغ مشاعري على الاوراق ...
    فقد كنت ارتعب كثيرا حين اتخيل ان احدهم قد يفتح دفتري يوما
    ويُعري مشاعري التي سجلتها بالقلم ذات لحظة ضعف انساني


    كنت أنظر الى الورقه و أمواج البحر تتلاعب بها إلى ان
    ابتعدت تماما ... و ابتلعت الامواج احساسي المكتوب عليها
    فالتفت إلى آلة التسجيل التي أحضرتها معي .. ضغطت زر التشغيل
    فانطلق صوت ( عبدالكريم مرددا )

    كانت معي طول العمر عين و هدب
    كانت معي من الصغر حب انكتب
    و اليوم أنا عندي خبر و علم أكيد
    حبيبتي فى قلبها حب جديد
    و منين أبتدي .. يا جرحي الندي
    حسبي على الأيام .. و الحظ الردي

    فسافرت مع الصوت إلى البعيد البعييييييييييد
    و لم أشعر بمرور الوقت إلا حين اشتدت حرارة الشمس ..
    فنظرت إلى هاتفي ... فاذا بها الساعه الثانيه و النصف ظهرا ....
    اكثر من خمس ساعات قضيتها برفقة البحر دون ان اشعر بالعالم و الوقت ...
    كنت على وشك المغادرة ... حين جاءنى صوت شقيقتي الصغيرة قائلة
    شقاعدة تسوين ؟ ياالله تعالي بنتغدى .. بسرررررررعة ميتين يوع
    و لم تنتظر منى الاجابة .... فابتسمت و أنا اراها تجري بأقصى سرعتها ...
    فهي أضعف ماتكون أمام الطعام .. فلحقت بها إلى حيث كان الجميع بانتظاري


    و بعد الغداء أخبرني والدي و هو يتوضأ لصلاة العصر
    ان هناك ما يود قوله لي بعد عودته من المسجد .. و طلب مني انتظاره
    أقلقني قول ابي ... و وجدتنى أتساءل بحيرة : أيعقل ان يكون ( حمد ) قد تصرف بهذه السرعة ؟
    بعد أقل من نصف ساعه عاد أبي من المسجد ... جلس بجانبي
    بعد ان طلب من شقيقتي الصغرى استدعاء والدتي لأهمية الموضوع
    عندما وصلت والدتي ... بدأ ابى الحديث قائلا

    ( لقد تقدم لخطبتك اليوم ( حمد ) بن رجل الاعمال المعروف .... و هو شاب يُشهد له باستقامة الاخلاق.. و الرأي الاخير لك ... و ان أحببتِ معرفة رأيي ... فاني أراه الزوج المناسب لك .. و القادر على إسعادك )

    و صمت والدي ... بينما بادرته امي قائلة :
    دامك تشوفه ريال زين .. فأكيد انت أدرى بمصلحتها

    فقال لها : والله الريال معروف و الكل يمدح فيه ..
    و أبوه انسان و النعم و الحب مثل ما يقولون يطلع على بذره


    و تواصل بينهم حوار طويل بينما كنت انا اتابع الحوار بصمت .. و ألم داخلي لا يشعر بمرارته سواي .
    فمثل هذا الموقف كنت أتمناه مع خليفة ..... و ليس ( حمد )
    و لأول مرة .. أشعر ان حمد ليس ( خليفة ) .. لاول مرة أشعر ان الأيام التي حرمتني من خليفة.
    لن تعيده لى مرة أخرى
    لاحظ أبي ذهولي ... فقال لي .. أمامك الكثير من الوقت للتفكير ....
    و اتخاذ قرارك المناسب .. لن يضغط عليك أحد


    لكني أجبته : دامك موافق فأنا موافقة
    ذهل أبي مما سمع .. فمن كثرة ما رددت من رجال ..
    خيل إليه اننى لن أوافق على الزواج أبدا.

    ثم تطورت الاحداث بعد ذلك بسرعة مخيفة ... فقد أبلغ أبي حمد بموافقتي ....
    و تم تحديد يوم الخميس لزيارة والدة حمد و اخواته و بعض نساء عائلتة لنا ...

    لم يكن لدي المتسع من الوقت للانتهاء من التجهيزات ليوم الخميس ...
    فاقترحت علي ابنة عمي شراء فستان جاهز تداركا للوقت
    فاتفقت معها على الذهاب إلى ( المول ) يوم الاربعاء صباحا
    و بعد جولة متعبة مرهقة تمكنت من الحصول على الفستان المناسب .... كان لونه أحمر .... اللون الذى كان خليفة يعشقه علي ..
    و كان يبهره حين يرانى ارتديه فى الصور


    و أنا أقف أمام الفستان الاحمر ... تزاحمت أمامي ذكري مزقتني ...
    ذكرى أشعرتني كم كنت مجنونة بخليفة ...
    فاللون الاحمر ذكرني بذلك الفستان الاحمر الذي أعجبني جدا ...
    و تمنيت ان أرتديه لخليفة صباح العيد ... لكنها كانت أمنيه مستحيلة ..
    فقمت بشراء الفستان ... و فى البيت وضعت عليه كل أنواع عطورى ... و بخرته بالبخور الذى أعشقه .. و وضعته فى علبه أنيقه ...
    و أرسلته لخليفة مع بطاقة كتبت عليها
    ( حلمت ان أرتديه لك صباح العيد ... و خان الواقع حلمي .. فاحتفظ به .. و بعطري به .. و اذكر كم أحببتك )

    و هاتفني خليفة بعد استلامه الفستان .... و تحدث معي طويلا ... ضحكنا ... حلمنا .... ...... و ....... انكسرنا !!! )


    استيقظت من احلامي .. على صوت ابنة عمي تخبرني اننا قد وصلنا إلى المنزل ...)
    فدخلت إلى المنزل بهدوء ... و صعدت إلى غرفتي بصمت ..
    و نمت فى ذلك اليوم باكرا ,,,,,, لأستيقظ فى اليوم التالي كالمذهوله .. فمازلت غير مستوعبة لما يحدث
    و برغم إلحاح من والدتي بالذهاب إلى ( الصالون ) كي أعيش أجواء المناسبة ...
    و أشعر بالفرح مثل أي فتاة فى مثل هذا اليوم ...
    إلا انني رفضت ذلك .... ليقيني ان الفرحة بعد خليفة قد ماتت فى قلبي تماما .

    و فى تمام الساعة الثامنة ... كنت أقف أمام المرآة بكامل زينتي
    و كامل حزني ... و كامل ذهولي .. و كامل انكساري
    و فى الثامنة و النصف .... وصلت والدة حمد و نساء عائلته ...
    فنزلت إليهن .. بعد ان أغرقتني أمي بالوصايا ..
    و منذ الوهلة الأولى لمحت نظرات الاعجاب بأعينهن ... و أدركت انى قد نلت رضى والدته
    التى كانت برغم كبر سنها إلا انها شديدة العناية و الاهتمام بنفسها.


    و بعد تبادل الأحاديث مطولة .... اتصل والدي بوالدتي ... و قال
    ان ( حمد ) يريد ان يراني ( الرؤية الشرعية ) .. فارتبكت .... و رفضت
    .لكن والدتي أفهمتني انه يحق له شرعا .. و يحق لى رؤيته ..
    لا أعلم لماذا يجب ان أراه و يراني .. ما دمت قد رأيته من قبل ..
    . لاأعلم ... ربما هي عادات يحرصون عليها .
    رضخت لهم فى نهايه الامر .... فارتديت عباءتي و حجابي ... و ذهبت مع أبي و أمي و والدة حمد إلى ( المجلس ) حيث رأيت حمد هنا ....

    لم استطلع ان ارفع عيني به .... عقد الخجل لساني .. و كانى أراه للمرة الأولى ..
    ربما هي رهبه الموقف وهيبته .
    و قبل ان أخرج ... استأذن ( حمد ) والدي بالاتصال بي هاتفيا ... لمعرفة بعض الامور ... و وافق أبي
    و بعد انصراف الجميع ... صعدت إلى غرفتي ... مرهقة لدرجة الانهيار ...
    غيرت ملابسي ... غسلت وجهي من بقايا ( الميك آب ) حررت شعري من اكسسواراته
    . و ارتديت بجامة حريرية بيضاء ... و أطفأت الانوار ... و دخلت سريري ... بانتظار اتصال ( حمد ) الذي وعد به .
    و ما هي إلا لحظات .. حتى رن هاتفي الجوال ... لم ألتفت إلى الهاتف.
    فقد تسارعت دقات قلبي .. اقشعر جسدي كله ... شعرت بدوخة تسرقني من عالمي
    ماهذا ؟؟؟ من ؟؟... هذه الرنة .... هذه الرنة .... لا ... لا ...... لالالالا
    تماسكت نفسي ..... و تناولت الهاتف ...... قرأت على شاشته
    ( خليفة يتصل بك ).


    يتبع .....


    لا إله إلا الله بعزتك وقدرتك
    لا إله إلا الله بحقك وحرمتك
    لا إله إلا الله فـــرج برحمتك


    سيـدي أيها العزيز
    مسّنا وأهلنا الذل
    وارتضينا الهوان
    فهب لنا من عزّتك
    وتصدّق علينا من كرامتك .








    رَبيْ هَبْ لي " صَبرآآ ../ آرتَشُفهُ آوقَآت آلـالـمـ


  3. #18
    مشرفة كربلائيات ( كربلاء " الطف " ) الصورة الرمزية أميرة باحساسي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    هنــاك ...... !
    المشاركات
    6,815
    شكراً
    15
    تم شكره 36 مرة في 33 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    906

    رد: الشبيه (الجزء الاخير )

    [IMG]http://shahrazad77.***********/photos/479113_l.jpg[/IMG]


    قصة الشبيه ( الجزء الأخير )

    نظرت إلى الهاتف بذهول
    الهاتف يرن!!
    يداي تُمسك الهاتف وهي ترتعش...قلبي يخفق كانه فى سباق مع عقلي ...والزمن!
    اناملي تقترب للضغط على زر ( الاجابة)
    لكن فجأة يتوقف الرنين .....
    لاأعلم كم من الوقت مر وأنا أنظر إلى الهاتف...وأقرأ اسم خليفه على سطح الجوال!
    لكني واثقه ان كل عمري مر فى هذه اللحظة ....وان كل أحلامى وكل أحاسيسي قد مرتني فى هذه الدقائق
    خليفه ...ماالذي جاء به الآن ؟ ولماذا الآن ياخليفة؟ لماذا الآن؟
    أي توقيت مؤلم هذا من الأيام ...والقدر؟
    إستفهامات كثيرة تسللت إلى داخلي ...لا...لم تكن استفهامات.....كانت انكسارات كثيرة ..انكسارت بحجم عمري كله!
    وأيقظني صوت المسج من ذهولي...
    أمسكت الهاتف...على شاشته كُتب ( رسالة جديدة من خليفه) ...فتحت الرسالة...وكل مابي ينهار... وقرأت :
    (ردي علي....مخنووووووووووووق .....محتاجك )...
    وقبل ان أستوعب ماقرأته ....وقبل ان أرمي كل الاشياء والأحداث والتفاصيل والدنيا والبشر وراء ظهري وأهفو إليه بقلبي الذي ماأحب شيئا كما أحبه....رن الهاتف وهو بيدي ....لم يكن خليفه هذه المره ....كان حمد !!
    ترددت فى الرد عليه.....كنت أتمنى ان يصمت الرنين ... لكنه إستمر....ووجدتنى برغم ترددي أجيبه :
    حمد..مساء الخير
    هلا حمد
    ا شلونج
    الحمدلله...وانت ؟
    انا أسعد خلق الله من اليوم ورايح!
    صمت..وتسرب إلي الخجل من جملته الأخيرة !
    وتحدث حمد معي طويلا.....اتفقنا على أشياء كثيرة...لم أستوعب معظمها لان عقلي كان مشغولا بـ ( خليفه) الذي كان يتصل على الخط الثاني كل خمس دقائق....وحتما علم انى أتحدث بالهاتف !
    وأنهيت مكالمتي مع ( حمد) بعد ان استمرت قرابة الساعة .....وماان اغلقت الهاتف حتى عاود الرنين ...انه حمد مرة أخرى....أدهشني اتصاله ...لماذا عاود الاتصال؟ أجبته ...فاذا بي أسمعه يهمس :
    حبيت بس أقولج...شكرا لانج دخلتي حياتي ...وأغلق!!

    ياالله كم هو رائع هذا الحمد......به كل الصفات التى تتمناها الأنثى.......إلا أنا ...فأنا لاأتمنى سوى خليفه !
    خليفه؟ نظرت إلى هاتفي...ترى ماالذي كان يريد قوله....ولماذا توقف إتصاله ؟
    وماذا كان إحساسه وهو يتصل ويعاود الاتصال وأنا لاأجيبه؟
    هل ظن انى إمرأة لعوب أعبث مع أحدهم بالهاتف فى هذا الوقت المتأخر من الليل؟
    لا....خليفة يعرفني جيدا...يحفظنى .....يفهمني .....لن يظن بي السوء أبدا .......
    فتحت البريد الوارد مرة أخرى.,,,, وقرأت مسجه الاخير (ردي علي....مخنووووووووووووق .....محتاجك )...
    مخنوق؟
    محتاجنى؟
    وين كان لما كنت مخنوقة ؟
    وين كان لما كنت محتاجه له؟

    كان معها ....نعم كان معها...تلك الفتاة التى دخلت حياته وحياتى...ودمرت أجزاء كثيرة من علاقتي بـ ( خليفه)
    تعمدت ان تتسلل إلى عالمي من خلال ( المسنجر ) وفتحت لها أبوابي بحسن نيه...ثم صارحتنى ذات ليلة قاسية ان علاقة ما تجمعها بـ ( خليفه) ...إنهارت الأرض على رأسي...ولم أصدق ماسمعت...فكانت تتظاهر بعدم معرفتها بعلاقتي بخليفه ...كانت تنسخ لى حواراتها معه بالماسنجر ...كانت تسرد علي أحداث وتفاصيل لقائها به..كنت أتمزق وأموت....كنت اتمزق وأموت...كنت أتمزق واموت!!
    ووجدتني أردد هذه الجملة باكية ...فهذه الجملة فتحت لى أعظم الجروح فى عمري....جرح سببه لى خليفه بسبب إمرأة لعوب ..عدد رجالها لايحصى ولا يُعد ..
    كنت حين أواجهه بأمر علاقته بها...ينكر...ويقسم لى بالله انه لايجمعه بها شي...فكنت أصدقه....برغم كل الدلائل كنت أصدقه...ربما كنت أصدقه رأفة بقلبي....ورحمة بنفسي!!
    فخليفه كان كل الرجال فى عمري...وإهتزاز ثقتي به يُعني فقدان الثقة بالوجود كله!
    لهذا كنت أحاول قدر استطاعتي ان لاأفرط بآخر ذرات الآمان التى تربط قلبي بقلبه !
    لكنى بينى وبين نفسي كنت أعاني...عانيت منها كثيرا ...دمرتنى نفسيا ...ودمرت جزءا كبيرا من إحساسي بالآمان مع خليفه !...وخذلني خليفة جدا حين لم يضع لعبثها باحساسي ..حدا !!

    لاأعلم لماذا فتحت هذا الجرح الآن ...وعلى إتساعه؟
    ربما كي لاأضعف....كي لاأتراجع ....كي لاأسمح لقلبي ان يعيدني إلى جحيمه وجحيمها مرة أخرى!
    وأغمضت عيني...ونمت على هذه الذكرى الحزينة من خليفه بعد ان أغلقت هاتفي .

    في صباح اليوم التالي ....إستيقظت باكرا يصاحبنى الشعور بالكسل وعدم الرغبة فى الذهاب إلى العمل ..لكن رغما عني كان يجب ان أذهب فـاليوم سيعقد الاجتماع النصف سنوي للقسم وتواجدي أمرا لابد منه .
    إرتديت ملابسي بلا إهتمام ....ولم أضع شيئا من ( الميك آب) على وجهي...فلم يكن لدي رغبة لاي شىء
    وكاني انسانة خسرت كل شىء وأُرغمت على البقاء على قيد الحياة ..
    شىء واحد فقط كان يتجول فى داخلي ويقلقني ....انه السؤال الذى يتردد كالنار فى داخلي
    تُرى؟ ماذا كان يريد ان يقول خليفه...؟ ولماذا عاد الآن ؟

    يتبع ....
    التعديل الأخير تم بواسطة أميرة باحساسي ; 06-14-2008 الساعة 06:07 AM
    لا إله إلا الله بعزتك وقدرتك
    لا إله إلا الله بحقك وحرمتك
    لا إله إلا الله فـــرج برحمتك


    سيـدي أيها العزيز
    مسّنا وأهلنا الذل
    وارتضينا الهوان
    فهب لنا من عزّتك
    وتصدّق علينا من كرامتك .








    رَبيْ هَبْ لي " صَبرآآ ../ آرتَشُفهُ آوقَآت آلـالـمـ


  4. #19
    مشرفة كربلائيات ( كربلاء " الطف " ) الصورة الرمزية أميرة باحساسي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    هنــاك ...... !
    المشاركات
    6,815
    شكراً
    15
    تم شكره 36 مرة في 33 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    906

    056 رد: الشبيه (تابع الجزء الاخيــــــــــــــر )

    أيقظنى صوت الطرقات على باب غرفتي من ذهول سؤالي:
    ..من؟
    ..أنا يبه ...أدخل ؟
    ..ادخل يبه !!
    ..اشقاعده تسوين؟
    ..كنت ألبس ملابسي بروح دوامي !

    أطال والدي النظر إلى وجهي ....وسألني بصوته الهادىء الحنون ؟
    إشفيج يبه ؟
    إشفيني ؟ مافينى فديتك إلا الخير ؟
    وإللى مافيه إلا الخير ....يروح الدوام أول يوم خطبه وويهه شاحب وحزين ؟
    شسوى يعني ؟ مالي خلق لأي شىء .
    بس يبه أكيد موضوع ( الخطوبة ) إنتشر والكل راج يجي يبارك لج اليوم...مو لازم يشوفونج إلا بأجمل صورة.
    يعني شسوى يبه؟ شسوووووووووي؟

    لاأعلم لماذا نطقت الجملة وانهرت باكية .
    جلست على طرف السرير ....وضعت وجهى على ركبتي وطوقت نفسى بذراعي وأخذت أبكي بلا توقف
    ووجدتنى بلا شعور أردد بصوت متقطع من شدة البكاء
    (تبونى أتزوج؟ هذا انا راح اتزوج
    تبونى افكر بعقل ..هذا انا فكرت بعقل
    تبوني مااعيش على الاحلام...؟ هذا انا صحيت نفسى من الاحلام...كسرت أحلامي وكسرتني!
    بس تبوني أضحك وأفرح وأنا بقمة ألمي وإنكساري ..وأتزين وأنا أموت عشان أثبت للناس والعادات والتقاليد إني سعيدة ....وراضية ....ومقتنعة.....فهذا شى فوق طاقتي ...فوق طاقتي يبه...انا انسانة ..وتعبت يبه ..تعبت وأنا أقاوم الحزن...تعبت وأنا أرضخ للنصيب.. تعبت وأنا أمثل دور مودوري ...مو دوري يبه مو دوري !!!!!)

    تقدم أبي نحوي....وقف أمامي ...إحتضن رأسي إليه ...أجهشت بالبكاء أكثر !
    رفعت رأسي إليه ....ولاأعلم لماذا تذكرت عندها حكاية المرأة التي أحبت والدي ...ودعت الله على فراش الموت ان يرزقه طفلة تحمل إسمها وهمها !!
    فقلت له: هذه دعوتها يأبي...هذه دعوتها....حملتني أنت إسمها....وحملتني الأيام همها !
    ظل أبي واقفا فى مكانه....ينظر إلي بصمت ....شعرت به صُدم مما سمع .....ولاأعلم لماذا خيل إلي وهو يضمني إليه أكثر انه يبكي معي....وربما علي !!

    وحين هدأت خرج والدي من الغرفة ...بعد ان وعدته ان أغسل وجهي ...وأحاول النوم ....فلم يعد هناك مجالا للذهاب إلى العمل وأنا بهذه النفسيه....وهذه الملامح !!

    غسلت وجهي ....عدت إلى فراشي...شعرت بعد بكائي براحة غريبة ....جلست على سريري ....وضعت جهازي على حجري ...و(شبكت نت )!
    تجولت فى مجموعة من المنتديات التي إعتدت القراءة منها دون المشاركة فيها ...ثم سجلت دخول ( الماسنجر )
    وإخترت (الاتصال دون ظهور )… وصدمت حين وجدت خليفه ( أون لاين ) .....فآخر مرة رأيته ( أون لاين) منذ عام أو أكثر !

    شعرت بالدوار وأنا ألمح اسمه مضيئا….وضعت الماوس على تغير الحال إلى ( متصل ) !
    تراجعت….قلبي يخفق بشدة …..تذكرت حمد…..ماعاد يحق لي….حمد لايستحق هذه الطعنة!
    لكن قلبي….يهفو إليه ….قلبي تحول فجأة إلى طفل صغير يتراقص بين أضلعى ألما…وربما طربا لرؤيته !!
    وساقني قلبي إلى حيث يريد…وإنسقت خلفه…وأنا أضع الحالة ( متصل )!

    وماان دخلت حتى بادرني خليفة بالحوار ...فأرسل لي :

    (فيني خلايا تنزف الحزن والهم
    وفيني طلاسم ماحدن قد قراها
    فيني هموم تذرف دموعها دم
    وأنت الحروف الباقية عن سواها
    لك خافقي رحب وهلا وسلم
    ولك العيون تعيش لأقصى مداها)


    إمتلآت عيناي بالدموع وأنا أقرأ ماكتب !!.....ووجدتني أرد عليه !

    (عفيه على قلبك وعفيه عليك
    تبي الصراحه زين سويت فيني
    مشكلتي اني على حبك ادمنت
    وبكل بساطه قلتها ما تبيني
    عفيه على قلبك وشكراً ولا هنت
    تبي الحقيقه بيدي اعميت عيني)

    بعد دقيقة رد علي :

    (واعذابي كان لي نفس صحيحه
    خيرت مابين صدك والمنيه
    أن نويت البعد ضاقت بي الفسيحه
    وأن بغيت القرب خان القرب فيه )


    صمتت....لم أجد مااكتبه....كنت أقرأ وأنا ابكي .....وربما شعر هو بي...فخليفه أكثر إنسان قد يشعر بي وبحزني......وبعد فترة صمت إستمرت دقائق كتب لي؟

    (تبجين ؟ اسمع صوت دموعج وأحسج مثل أول وأكثر ! أنا خليفه ياعمري ...أنا خليفة عمرج !)

    لم أحتمل جملته الاخيرة ....خرجت......فصلت من النت كله ......
    وماهي إلا دقائق حتى رن هاتفي ....انه خليفه .....لم أقاوم هذه المرة ....رفعت السماعة ....لم أتحدث
    بادرني هو بسؤاله : وحشتك ؟
    وبلا شعور وجدتنى أرد عليه : لا !
    عيل ليش رديتي على التلفون ؟
    عشان أخبرك اني إنخطبت !

    بعد فترة صمت جاءنى صوته يشوبه القلق :
    شنو يعني إنخطبتي ؟
    يعنى بتزوج؟ يعنى بكون لواحد ثاني ...يعني خلاص كل إللى بينا انتهي ياخليفه !
    تفاجات به يضحك بصوت مرتفع وهو يقول :بعد عمري ..تدرين انج ماتعرفين تكذبين؟
    أنا ماأكذب انا أتكلم جدا ...صدقني !
    أصدقج؟ أصدق شنو ؟ أصدق إنج بتتزوجين غيري؟ أصدق إنج خلاص مو لي ؟ أصدق انج حكمتي علي بالموت ؟
    أنا ماحكمت عليك بالموت ؟...إنت قتلتنى منزمان ....من اليوم إللى خذلتني فيه ...ورحت !
    بس رجعت ...رجعت لاني ماقدرت أعيش من غيرك..ولاقدرت أعيش مع غيرك !
    توقيت رجعتك غلط....رجعتك الحين راح تنسف كل حياتي...رجعت الحين راح تتسبب بظلم إنسان ماله أي ذنب ..وكل ذنبه انه دخل من الباب...بالوقت إللى إنت هربت فيه من الشباك!
    ليه إتكلمين عنه كانه امره يهمج؟
    لانه فعلا أمره يهمني !
    ناقص تقولين بعد انج تحبينه ؟
    إيه أحبه ...أحبه فوق ماتتصور ....ولو ماأحبه ماوافقت عليه !
    لالالالالالا...لاتذبحينى ...هنت عليج؟ انا خليفه ...خليفه إللى عمرج ماحبيتى ولاراح تحبين غيره!
    كنت أحبك...بس من كثر ماعانيت من غيابك وفراقك....نسيتك قد ماحبيتك !
    و........سمعته يصرخ قتلتينى ....قتلتيني....وأغلق الخط بوجهي !

    لاأعلم لماذا قسوت عليه....لاأعلم لماذا نحرته بحديث لايمت للحقيقة بصلة ...فالحقيقة تقول اني مازلت أحبه ..وبجنوووووون!

    أطفأت أنوار الغرفة ...وإستلقيت على سريري..وأغمضت عيني بقوة ....فلم أرغب فى الموت يوما...كرغبتي فيه الآن ...وإستسلمت لنوم أشبه بالموت...ورأيت فى منامي ( مريومة ) تبتسم لي ...ثم تختفي عني..وأحاول اللحاق بها ...وهي تبتعد ....وتبتعد...وأنا أسير خلفها ...حتى دخلت فى مكان مظلم موحش.
    فاستيقظت من منامي مفزوعة ....والانقباض يخنق قلبي !

    غيرت ملابسي....ضفرت شعري ...وضعت فى آخر الضفيرة ( فيونكة) حمراء....و.ارتديت (تي شيرت) أبيض....وجينزأزرق .....ونزلت إلى الطابق السفلي حيث عائلتي .
    حاولت قد إستطاعتي ان أنغمس فى أحاديثهم ....وأنسي كل ماتعرضت له من أحداث مؤلمة هذا اليوم....
    سردت على والدتي حلمي بمريومه....صرخت بي ( لاتكملين......هذا أكيد من الشيطان...أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) ....قالتها ووجهها يتضخم بالرعب ....
    بعد ان تناولت الغداء أخبرني والدي ان حمد هاتفه هذا اليوم ....وأتفق معه على ان يكون عقد القران ( الملجة) يوم الخميس القادم ......
    لم أعترض ولم أهتم كثيرا....فلم تعد الايام أو تواريخها تفرق معي كثيرا !!
    وطلبت مني والدتي الذهاب إلى ( المول) مع إبنة عمي لاكمال ماينقصني ليوم الخميس ...فالوقت ضيق جدا!
    صعدت إلى غرفتي ...هاتفت إبنة عمي ...واتفقت معها على ان أمر عليها فى الساعة السادسة مساء .
    وفي تمام السادسة كنت وإبنة عمي نتجه إلي ( المول)
    وفي الطريق لفت إنتباهي ان أحدهم يسير خلفي...ويتبعنا بسيارته....لم تكن صورته فى المرآة الأمامية واضحة ..
    أخبرت إبنة عمي بأمره ...ففاجأتني بقولها :

    .. تلاقينه واحد من هالشباب إللى كل همهم ملاحقة بنات الناس...بعدين ترى الريال ماينلام ..انتي مركبة يمج وحده جمالها لايقاوم ............ههههههههه
    .. تصدقين ( عواشة) يعجبني تواضعج ...ماشاالله عليج قمة فى التواضع !
    .. طالعة عليج طال عمرج !
    ضحكنا بمرح....وأكملنا الطريق !

    حين وصلنا إلى ( المول) لاحظت ان السيارة دخلت خلفنا ....وحين وقفنا بموقف السيارات وقف بجانبنا....لم أحتمل تصرفه هذا ...أشعرني بالغضب....لكن قررنا ان نتجاهله !
    و ماان خرجت من السيارة...حتى نزل هو ....و.................وصدمت حين رأيته يقف أمامي !
    انه خليفه !!!!!!!!!!!!!
    خليفه ؟
    لم يكن يتكلم......كان ينظر إلي فقط بصمت وعيناه تقطر حزنا ....و.....ورأيت دموعه تملأ عينيه...
    لاأعلم ماذا حدث لي .....فلا حروف ولاكلمات تعبر عن إحساسي فى تلك اللحظة
    إقترب هو نحوي ....قال لي بصوت يتمزق حزنا :
    (بس أبيج تعرفين شىء واحد....عمري ماحبيت ولا راح أحب غيرج...وانج روحي إللى انتزعتها الايام مني...واني ماخذلتج...لكن ظروفي كانت أكبر وأقوى مني ...وانج أمس ذبحتيني ...وانه إللى واقف أمامج الآن حطام رجل ...انسان ميت ....مييييت !)

    ثم إتجه إلى سيارته ...ولمحته يضع رأسه على ( المقود) لمدة دقائق...وكانه يبكي..أو هكذا خُيل لي ..ثم رحل ...حتى اختفت ( سيارته )
    وبقيت أنا فى مكاني .....وكان لعنة سماوية نزلت علي...فحولتنى إلى قطعة حجر بلا إحساس...وإبنة عمي تقف خلفي مذهوله لاتفهم شيئا !
    تمسكت قليلا....واتجهت إلى ( سيارتي) ..إستأذنتها بالعودة إلى المنزل ...فوافقت...
    واحترمت صمتي فلم تسألني عن شىء..
    وفي المنزل صعدت إلى غرفتي ..وكل مابي يرتجف ...خيل إلي اني قد أسقط على الدرج قبل الوصول...إستندت على الجدار....إلتقطت أنفاسي.....لم أستطع إكمال طريقي...نفسي يضيق...ويحاصرني الاختناق ....فجلست على الدرج...
    لمحتني شقيقتي ....فجاءت تستفسر عما بي...أخبرتها انه مجرد إرهاق لاأكثر ....فساعدتني للصعود إلى غرفتي
    وحين خلوت بنفسي .....شعرت إني قد أضعت نفسي ...اني تركتها هناك...هناك حيث كان خليفه...هناك حيث لمحت دموعه للمرة الأولى...هناك حيث إتهمني بقتله !

    أمسكت ( جوالي) قررت ان أهاتفه ....لكني تراجعت ....فماذا سأقول له ....لم يعد هناك مايقال !
    فى تمام الساعة التاسعة أخبرتني والدتي انها ستذهب مع شقيقتاي لحضور( زفاف) إحدي قريباتي...وأنها قد تتأخر ...فأوصتني بإغلاق الأبواب جيدا ...لانه لن يكون فى المنزل سواي والخدم.
    ذهبت والدتي وشقيقتاي......وبقيت وحدي أسترجع تفاصيل هذا اليوم....ثم قررت النوم باكر ...فارتديت بجامة حريريه زهرية اللون ....
    وفتحت ضفائري...و( تبخرت) وملأت شعري بـ ( المخمرية ) ...فكم أعشق ( المخمرية) ..فهكذا كانت تقول لى جدتي دائما ...( يمه اذا تبين تدلعين شعرج ..غرقيه مخمرية)..فحملت هذه العادة معي منذ صغري!
    ثم .دخلت فراشي...واستسلمت لنوم عميق !

    بعدها بساعة ونصف...استيقظت على رنين هاتفي......تناولت الهاتف...نظرت إلى شاشة الجوال بعين نصف مفتوحة كي أقرأ الرقم......كان رقما غريبا...لم أتعرف عليه.....فأعدت الهاتف إلى مكانه ....وعدت لمحاولة إكمال نومي ...لكن الهاتف عاود الرنين .....وبإصرار غريب.....فإضطررت للرد :
    ألو !!
    الاخت ( ...............)
    نعم ...من انتي اختي؟
    أنا ( سهام) ممرضة بمستشفى ( )
    وماان سمعت كلمة مستشفى...حتى جلست على سريري بلا شعور وقلبي يخفق بشدة!
    نعم....ماذا تريدين مني؟ هل حدث مكروها لأحد!
    لاأعلم ماذا أقول لك.....لكن منذ ربع ساعة ....دخل إلى المستشفى رجل ينزف بقوة...اثر تعرضه لحادث سيارة مؤسف.....وهو بالكاد يتنفس ويتحدث.....ويرفض رفضا تماما الدخول إلى غرفة العمليات قبل ان يراك..والموقف لايحتمل التأجيل....حياته فى خطر !
    من؟ من هو الرجل؟ مااسمه ؟
    اسمه .....اسمه خليفه !
    وصرخت بأعلى صوت للألم ...خليييييييييييييييييييييييييييييييييييييييفه ؟
    ألقيت بالهاتف.....لم أعد أرى شيئا حولي.....ماذا أفعل؟ كيف أذهب الآن؟ ماذا أقول لهم؟ الوقت متأخر؟
    وفقدت كل قدرة على التفكير....

    لكني تذكرت ان لاأحد فى المنزل سواي....

    يتبع .

    التعديل الأخير تم بواسطة أميرة باحساسي ; 06-14-2008 الساعة 06:08 AM
    لا إله إلا الله بعزتك وقدرتك
    لا إله إلا الله بحقك وحرمتك
    لا إله إلا الله فـــرج برحمتك


    سيـدي أيها العزيز
    مسّنا وأهلنا الذل
    وارتضينا الهوان
    فهب لنا من عزّتك
    وتصدّق علينا من كرامتك .








    رَبيْ هَبْ لي " صَبرآآ ../ آرتَشُفهُ آوقَآت آلـالـمـ


  5. #20
    مشرفة كربلائيات ( كربلاء " الطف " ) الصورة الرمزية أميرة باحساسي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    هنــاك ...... !
    المشاركات
    6,815
    شكراً
    15
    تم شكره 36 مرة في 33 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    906

    رد: الشبيه (تابع الجزء الاخيــــــــــــــر )

    وبلا تردد ارتديت ( عباتي) و( شيلتي) ....وحملت معي ( دفتري) الذي سجلت فيه كل تفاصيل حكايتي منذ ان رأيت حمد للمرة الأولى ...ولاأعلم لماذا حملت ( الدفتر ) معي ...فحتى حقيبة يدي نسيتها ...وعند كل إشارة مرور كنت أتناول الدفتر وأسجل فيه آخر التفاصيل التى تعرضت لها اليوم.....لاأعلم لماذا كنت أسجلها وأنا بهذه الحالة ....ربما لاننى شعرت انها قد تكون آخر الاحداث بهذا ( الدفتر)
    وفي الطريق هاتفت ابنة عمي ( عواشة) ..لم تفهم مني شيئا ....فحديثى كان متقطعا مخنوقا ...كل مااستوعبته مني...انى سأكون أمام منزلها بعد دقايق ..وانها ستذهب معي .
    بعد أقل من 3 دقائق كنت أمام بيت عمي..لاأعلم كيف قطعت المسافة فى (3) دقائق فقط....فقد كنت أقود السيارة بسرعة جنونية.....صعدت ( عواشة) السيارة....بينما انطلقت أنا بالسرعة الجنونية ذاتها....حاولت هي الاستفسار مني عما يحدث....فأخبرتها بان ( خليفة ) قد تعرض لحادث ويطلب رؤيتي .
    سألتني من خليفه؟...لم يكن الظرف ولا الوقت يسمح بالشرح لها....فتناولت ( دفتري)...كتبت فيه حواري الاخير مع الممرضة ...ومع ( عواشة )... وأعطيتها إياه...قلت لها هذا الدفتر كتبت فيه أشياء كثيرة......عندما تعودين إلى البيت ...إقرئيه......وبعد قراءته يحق لك التصرف فيه كما تشائين.
    سألتني برعب...لماذا تقولين هذا....سأعيده إليك بعد قراءته !
    أخبرتها انه لم يعد لدي مااضيفه للدفتر .....وكانت هذه الجملة هي آخر ماكتبته فيه (لم يعد لدي ماأضيفه للدفتر)

    وصلنا المستشفي ......وسألت هي عن الممرضة التي هاتفتها....وحين وجدتها أخذتنا إلى حيث ينام خليفه


    وهناك إلتقته ....كان منظره يُرعب القلب...فالدماء تغطي وجهه وجسده ....يتكلم بصعوبه...وصوته لايكاد يُسمع.....لكنى سمعته يقول لها !
    (سامحيني ..
    أعلم أن رحيلي سيسرق منك كل شي...وأعلم كيف ستكون لياليك ِ بعدي...
    وأعلم مساحة الرعب التي سيخلفها رحيلي في داخلك ِ..وأعلم أن لا شيء سيملأ الفراغ خلفي
    وأعلم كم ستقتلك البقايا ...وأعلم كم ستكسرك الذكرى....وأعلم تحت أي مقاصل العذاب ستنامين
    وفي أي مشانق الانتظار ستتعلقين ....وأعلم كم ستبكين وكيف ستبكين
    وأعلم أني قد خذلتك وأعلم أنك ِ ستغفرين )


    وأغمض عينيه...دون ان يمنحها فرصة للرد عليه....ولمصارحته انها لم تحب سواه !


    ومضى إلى مصير يجهله.......كانت رائحة الوداع تملأ المكان.......ولكنها تعلقت بآخر قشة للأمل
    انتظرت......وانتظرت.........وانتظرت!!
    وكانت تسألني بين لحظة وأخري :
    ماذا لو أنه رحل ؟........ماذا سيكون لون حياتي؟بل ماذا سيتبقى من حياتي ؟
    لم تحتمل ثقل سؤالها.. فجلست فوق الأرض.....ما عادت قدماها تقويان على حملها!!
    استندت إلى الجدار في انتظار حكم الحياة عليها....أو عليهما!!


    ومن بعيد لمحته يأتي.......يتقدم نحوها
    إنه الطبيب الذي أجرى له العملية !
    تمنت أن يقف مكانه .......أن لا يتقدم أكثر....أن لا يفتح فمه بنبأ رحيله
    دقات قلبها تتزايد..........أنفاسها تتصاعد....رأسها يتضخم بالسؤال المرعب ..
    ترى .. هل رحل ؟
    أغمضت عينيها........ووضعت يديها على أذنيها
    لا تريد أن تسمع ..لا تملك القدرة على أن تسمع نبأ كهذا النبأ!


    لا أحد يعلم كم من الوقت قد مر قبل أن يصلها الطبيب......ربما لحظات وربما سنوات
    لكنه أخيرا ً وصل !
    وقف أمامها باسما ً .. قائلا .........كُتب له عمر جديد سيدتي......نجحت العملية وسيعيش!
    وانتظر أن ينطلق منها صوت الفرح.....لكن!!
    لم تنطق
    ولن تنطق أبدا ً
    لقد رحلت ..
    قتلها الانتظار والخوف والترقب !

    تري هل لاحظتم انه بمجرد وصولنا إلى المستشفي ...تغيرت طريقة السرد....لم تعد هي من تسرد الحكاية ....فأنا من اكملتها .....أنا ( عواشة) إبنة عمها !
    سردت عليكم حكايتها هنا...كما قرأتها فى دفترها الذي أعطتني إياه فى ليلة رحيلها!
    رحيلها الذي اضطررت ان أُزوِر الحقائق فيه...كي لايفضح موتها...ماسترته حياتها
    فأخبرتهم انها هاتفتني فى تلك الليلة لانها شعرت بوخز شديد فى قلبها ...واني قمت بنقلها إلى المستشفى...لكنها لفظت آخر انفاسها بمجرد وصولنا !
    وهز رحيلها أركان الجميع وزعزع قلوبهم!

    والدها أصابه ذهول رحيلها بأمراض كثيرة ولولا ايمانه بالله لفقد عقله
    والدتها كانت تردد فى ( العزاء) باكية ( منذ ان حلمت بمريومة ادركت بقلب الأم انها راحلة)
    حمد سافر إلى الخارج لاكمال دراساته العليا....وانقطعت أخباره تماما!
    خليفة تزوج بعد رحيلها بسنوات زواجا تقليديا...وأطلق اسمها على ( طفلته) الأولى!
    ومازال بين فترة وأخرى يهاتفني للاطمئنان على أهلها !
    أنا...مازلت أحتفظ بالدفتر ....وكلما تذكرتها ...أبحرت فى وريقاته ..وبكيتها!!


    إنتهت



    وفي الختام لكم مني خالص التحايا .
    ودمتم بألف خير .
    لا إله إلا الله بعزتك وقدرتك
    لا إله إلا الله بحقك وحرمتك
    لا إله إلا الله فـــرج برحمتك


    سيـدي أيها العزيز
    مسّنا وأهلنا الذل
    وارتضينا الهوان
    فهب لنا من عزّتك
    وتصدّق علينا من كرامتك .








    رَبيْ هَبْ لي " صَبرآآ ../ آرتَشُفهُ آوقَآت آلـالـمـ


  6. #21
    عضو نشط الصورة الرمزية روح الرومنسية
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    192
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    216

    رد: الشبيه (1-2-3)

    وووووووووو واخيرررررررا كملتيها .
    تسلمي دبدوووبة . يعطيج العافية .
    يسلموو الزهراني على التوقيع

  7. #22
    عضو فضي الصورة الرمزية سحابة نور
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    في ظلال الماضي
    المشاركات
    753
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    289

    رد: الشبيه (1-2-3)

    يسلمووووووووووو خيتوووووو

    قصة اكثر من روووووووووعة حقا ابدعتي

    تحياتي

  8. #23
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ملاك الررروح
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    1,798
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    255

    رد: الشبيه (1-2-3)

    يسلمووووووووووووو
    خيتووووو
    امووورة
    على القصة الروووووووعة
    ولو ان نهااايتها حزينة
    تحاااااااااتووو
    بأي دمع أروي قبرك ياأبي

    وقد جفت حتى الدموع من المقل ِ

  9. #24
    مشرفة كربلائيات ( كربلاء " الطف " ) الصورة الرمزية أميرة باحساسي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    هنــاك ...... !
    المشاركات
    6,815
    شكراً
    15
    تم شكره 36 مرة في 33 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    906

    رد: الشبيه (1-2-3)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روح الرومنسية مشاهدة المشاركة
    وووووووووو واخيرررررررا كملتيها .


    تسلمي دبدوووبة . يعطيج العافية .

    اي والله واخيراً
    هلا وسهلا فيج روووح
    اشكرج ع المتاااابعه .
    لا إله إلا الله بعزتك وقدرتك
    لا إله إلا الله بحقك وحرمتك
    لا إله إلا الله فـــرج برحمتك


    سيـدي أيها العزيز
    مسّنا وأهلنا الذل
    وارتضينا الهوان
    فهب لنا من عزّتك
    وتصدّق علينا من كرامتك .








    رَبيْ هَبْ لي " صَبرآآ ../ آرتَشُفهُ آوقَآت آلـالـمـ


  10. #25
    مشرفة كربلائيات ( كربلاء " الطف " ) الصورة الرمزية أميرة باحساسي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    هنــاك ...... !
    المشاركات
    6,815
    شكراً
    15
    تم شكره 36 مرة في 33 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    906

    رد: الشبيه (1-2-3)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سحابة نور مشاهدة المشاركة
    يسلمووووووووووو خيتوووووو

    قصة اكثر من روووووووووعة حقا ابدعتي

    تحياتي

    الله يسلمج اختي ويخليج ..
    اشكرج ع التواااااجد ... يعطيج العافية .
    لا إله إلا الله بعزتك وقدرتك
    لا إله إلا الله بحقك وحرمتك
    لا إله إلا الله فـــرج برحمتك


    سيـدي أيها العزيز
    مسّنا وأهلنا الذل
    وارتضينا الهوان
    فهب لنا من عزّتك
    وتصدّق علينا من كرامتك .








    رَبيْ هَبْ لي " صَبرآآ ../ آرتَشُفهُ آوقَآت آلـالـمـ


  11. #26
    مشرفة كربلائيات ( كربلاء " الطف " ) الصورة الرمزية أميرة باحساسي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    هنــاك ...... !
    المشاركات
    6,815
    شكراً
    15
    تم شكره 36 مرة في 33 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    906

    رد: الشبيه (1-2-3)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملاك الررروح مشاهدة المشاركة
    يسلمووووووووووووو
    خيتووووو
    امووورة
    على القصة الروووووووعة
    ولو ان نهااايتها حزينة
    تحاااااااااتووو

    ملووووكة الله يسلمج خيتووووو ..
    ويعطيج العافية ع المتاااابعة .
    لا إله إلا الله بعزتك وقدرتك
    لا إله إلا الله بحقك وحرمتك
    لا إله إلا الله فـــرج برحمتك


    سيـدي أيها العزيز
    مسّنا وأهلنا الذل
    وارتضينا الهوان
    فهب لنا من عزّتك
    وتصدّق علينا من كرامتك .








    رَبيْ هَبْ لي " صَبرآآ ../ آرتَشُفهُ آوقَآت آلـالـمـ


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. دلوعه كانت ..! لكن بدآخلها شقآوة الصبيه ..!!} pIcS مشإأركتي ..}!
    بواسطة كبرياء في المنتدى خامات إبداعي
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 11-15-2009, 05:52 PM
  2. اصابع الزبده بالشوكولاته
    بواسطة @همس المشاعر@ في المنتدى مالذ وطاب في فن الاطباق
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 10-06-2008, 09:53 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •