سم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
هي ليلة بالغة الشرف، وقد روي عن الامام الصادق (عليه السلام) قال: سئل الامام الباقر(عليه السلام) عن فضل ليلة النصف من شعبان فقال (عليه السلام) : (هي أفضل الليالي بعد ليلة القدر فيها يمنح اللّه العباد فضله ويغفر لهم بمنّه، فاجتهدوا في القربة إلى اللّه تعالى فيها فإنها ليلة آلى اللّه عزوجل على نفسه أن لايردّ سائلاً فيها مالم يسأل المعصية، وإنها الليلة التي جعلها اللّه لنا أهل البيت بإزاء ماجعل ليلة القدر لنبينا ص، فاجتهدوا في دعاء اللّه تعالى والثناء عليه) .. الخبر.
ومن عظيم بركات هذه الليلة المباركة أنها ميلاد سلطان العصر وإمام الزمان أرواحنا له الفداء ولد عند السحر سنة خمس وخمسين ومائتين في سرّ من رأى. هذا مايزيد هذه الليلة شرفا وفضلاً، وقد ورد فيها أعمال:
أولها: الغسل، فإنه يوجب تخفيف الذنوب.
الثاني: إحياؤها بالصلاة والدعاء والاستغفار كما كان يصنع الامام زين العابدين ع. وفي الحديث: (من أحيا هذه الليلة لم يمت قلبه يوم تموت القلوب) .
الثالث: زيارة الامام الحسين (عليه السلام)، وهي أفضل أعمال هذه الليلة وتوجب غفران الذنوب، ومن أراد أن يصافحه أرواح مائة وأربعة وعشرين الف نبي فليزره عليه السلام في هذه الليلة، وأقل مايزار به عليه السلام أن يصعد الزائر سطحا مرتفعا فينظر يمنة ويسرة ثم يرفع رأسه إلى السماء فيزوره (عليه السلام) بهذه الكلمات: السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ اللّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ . ويرجى لمن زار الامام الحسين(عليه السلام) حيثما كان بهذه الزيارة يكتب له أجر حجة وعمرة.
الرابع: أن يدعو بهذا الدعاء الذي رواه الشيخ والسيد وهو بمثابة زيارة للامام الغائب (صلوات اللّه عليه):
اللّهُمَّ بِحَقِّ لَيْلَتِنا وَمَوْلُودِها وَحُجَّتِكَ وَمَوْعُودِها الَّتِي قَرَنْتَ إِلى فَضْلِها فَضْلاً فَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ صِدْقا وَعَدْلاً، لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِكَ وَلا مُعَقِّبَ لاياتِكَ نُورُكَ المُتَأَلِّقُ وَضِياؤُكَ المُشْرِقُ وَالعَلَمُ النُّورُ فِي طَخْياء الدَيْجُورِ، الغائِبُ المَسْتُورُ جَلَّ مَوْلِدُهُ وَكَرُمَ مَحْتِدُهُ وَالمَلائِكَةُ شُهَّدُهُ وَاللّهُ ناصِرُهُ وَمُؤَيِّدُهُ إذا آنَ مِيعادُهُ وَالمَلائِكَةُ أَمْدادُهُ، سَيْفُ اللّهِ الَّذِي لايَنْبُو وَنُورُهُ الَّذِي لا يَخْبُو وَذُو الحِلْمِ الَّذِي لايَصْبُو مَدارُ الدَّهْرِ وَنَوامِيسُ العَصْرِ وَوُلاةُ الاَمْرِ وَالمُنَزَّلُ عَلَيْهِمْ مايَتَنَزَّلُ فِي لَيْلَةَ القَدْرِ وَأَصْحابُ الحَشْرِ وَالنَشْرِ تَراجِمَةُ وَحْيِهِ وَوُلاةُ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ. اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى خاتِمِهِمْ وَقائِمِهِمْ المَسْتُورِ عَنْ عَوالِمِهِمْ، اللّهُمَّ وَادْرِكْ بِنا أَيَّامَهُ وَظُهُورَهُ وَقِيامَهُ وَاجْعَلْنا مِنْ انْصارِهِ وَاقْرِنْ ثَأْرَنا بِثَأْرِهِ وَاكْتُبْنا فِي أَعْوانِهِ وَخُلَصائِهِ وَاحْيِنا فِي دَوْلَتِهِ ناعِمِينَ وَبِصُحْبَتِهِ غانِمِينَ وَبِحَقِّهِ قائِمِينَ وَمِنَ السُّؤِ سالِمِينَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَالحَمْدُ للّهِ ِ رَبِّ العالَمِينَ وَصَلَواتُهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّنَ وَالمُرْسَلِينَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الصَّادِقِينَ وَعِتْرَتِهِ النَّاطِقِينَ وَالعَنْ جَمِيعَ الظَّالِمِينَ وَاحْكُمْ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ يا أَحْكَمَ الحاكِمِينَ.
الخامس: روى الشيخ عن إسماعيل بن فضل الهاشمي قال: علّمني الامام الصادق (عليه السلام)هذا الدعاء لأدعو به ليلة النصف من شعبان:
اللّهُمَّ أَنْتَ الحَيُّ القَيُّومُ العَلِيُّ العَظِيمُ الخالِقُ الرَّازِقُ المُحْيِي المُمِيْتُ البَدِيُ البَدِيعُ، لَكَ الجَلالُ وَلَكَ الفَضْلُ وَلَكَ الحَمْدُ وَلَكَ المَنُّ وَلَكَ الجُودُ وَلَكَ الكَرَمُ وَلَكَ الاَمْرُ وَلَكَ المَجْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ، ياواِحُد ياأَحَدُ ياصَمَدُ يامَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوا أَحَدٌ ؛ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاكْفِنِي ما أَهَمَّنِي وَاقْضِ دَيْنِي وَوَسِّعْ عَلَيَّ فِي رِزْقِي، فَإِنَّكَ فِي هذِهِ الليلة كُلَّ أَمْرٍ حَكِيمٍ تُفَرِّقُ وَمَنْ تَشأُ مِنْ خَلْقِكَ تَرْزُقُ فَارْزُقْنِي وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَأَنْتَ خَيْرُ القائِلِينَ النَّاِطِقينَ: وَاسْأَلُوا اللّهَ مِنْ فَضْلِهِ فَمِنْ فَضْلِكَ أَسْأَلُ وَإِيَّاكَ قَصَدْتُ وَابْنَ نَبِيِّكَ اعْتَمَدْتُ وَلَكَ رَجَوْتُ فَارْحَمْنِي ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
السادس: ادع بهذا الدعاء الذي كان يدعو به النبي (صلى الله عليه واله) في هذه الليلة:
اللّهُمَّ اقْسِمْ لَنا مِنْ خَشْيَتِكَ مايحَوُلُ بَيْنَنا وَبَيْنَ مَعْصِيَتِكَ وَمِنْ طاعَتِكَ ماتُبَلِّغُنا بِهِ رِضْوانَكَ وَمِنَ اليَّقِينِ مايَهُونُ عَلَيْنا بِهِ مُصِيباتُ الدُّنْيا، اللّهُمَّ أَمْتِعْنا بِأَسْماعِنا وَأَبْصارِنا وَقُوَّتِنا ما أَحْيَيْتَنا وَاجْعَلْهُ الوارِثَ مِنَّا وَاجْعَلْ ثأْرَنا عَلى مَنْ ظَلَمَنا وَانْصُرْنا عَلى مَنْ عادانا وَلا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنا فِي دِينِنا وَلا تَجْعَلْ الدُّنْيا أَكْبَر هَمِّنا وَلا مَبْلَغَ عِلْمِنا، وَلا تُسَلِّطْ عَلَيْنا مَنْ لا يَرْحَمُنا بِرَحْمَتِكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
السابع: أن يقرأ الصلوات التي يدعى بها عند الزوال في كل يوم.
الثامن: أن يدعو بدعاء كميل.
التاسع: أن يذكر اللّه بكل من هذه الاذكار مائة مرة: سُبْحانَ اللّهِ وَالحَمْدُ للّهِ ِ وَلا إِلهَ إِلا اللّهُ وَاللّهُ أَكْبَرُ، ليغفر اللّه له ما سلف من معاصيه ويقضي له حوائج الدنيا والاخرة.
العاشر: روى الشيخ في((المصباح)) عن أبي يحيى في حديث في فضل ليلة النصف من شعبان أنه قال: قلت لمولاي الامام الصادق (عليه السلام) : ماهو فضل الادعية في هذه الليلة؟ فقال: (إذا صلّيت العشاء فصلِّ ركعتين تقرأ في الاُولى الحمد وسورة الجحد وهي سورة قل ياأيها الكافرون، وفي الثانية الحمد وسورة التوحيد وهي سورة قل هو اللّه أحد، فإذا سلّمت قلت: سُبْحانَ اللّهِ ثلاثا وثلاثين مرة، وَالحَمْدُ للّهِ ِ ثلاثا وثلاثين مرة، وَاللّهُ أَكْبَرُ أربعا وثلاثين مرة ثم قل :
يامَنْ إِلَيْهِ مَلْجَأُ العِبادِ فِي المُهِمَّاِت وَإِلّيْهِ يَفْزَعُ الخَلْقُ فِي المُلِمَّاتِ ياعالِمَ الجَهْرِ وَالخَفِيَّاتِ يامَنْ لاتَخْفى عَلَيْهِ خَواطِرُ الاَوْهامِ وَتَصرُّفُ الخَطَراتِ يارَبَّ الخَلائِقِ وَالبَرِيَّاِت يامَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ الاَرَضِينَ وَالسَّماواتِ، أَنْتَ اللّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ أَمُتُّ إِلَيْكَ بِلا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ فَيا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ اجْعَلْنِي فِي هذِهِ الليلة مِمَّنْ نَظَرْتَ إِلَيْهِ فَرَحِمْتَهُ وَسَمِعْتَ دُعأَهُ فَأَجَبْتَهُ وَعَلِمْتَ اسْتِقالَتَهُ فَأَقَلْتَهُ وَتَجاوَزْتَ عَنْ سالِفِ خَطِيئَتِهِ وَعَظِيمِ جَرِيرَتِهِ فَقَدْ اسْتَجَرْتُ بِكَ مِنْ ذُنُوبِي وَلَجَأْتُ إِلَيْكَ فِي سَتْرِ عُيُوبِي، اللّهُمَّ فَجُدْ عَلَيَّ بِكَرَمِكَ وَفَضْلِكَ وَاحْطُطْ خَطايايَ بِحِلْمِكَ وَعَفْوِكَ وَتَغَمَّدْنِي فِي هذِهِ الليلة بِسابِغِ كَرامَتِكَ وَاجْعَلْنِي فِيها مِنْأَوْلِيائِكَ الَّذِينَ اجْتَبَيْتَهُمْ لِطاعَتِكَ وَاخْتَرْتَهُمْ لِعِبادَتِكَ وَجَعَلْتَهُمْ خالِصَتَكَ وَصَفْوَتَكَ، اللّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ سَعَدَ جَدُّهُ وَتَوَفَّرَ مِنَ الخَيْراتِ حَظُّهُ وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ سَلِمَ فَنَعِمَ وَفازَ فَغَنِمَ وَاكْفِنِي شَرَّ ما أَسْلَفْتُ وَاعْصِمْنِي مِنَ الازْدِيادِ فِي مَعْصِيَتِكَ وَحَبِّبْ إِلَيَّ طاعَتَكَ وَما يُقَرِّبُنِي مِنْكَ وَيُزْلِفُنِي عِنْدَكَ. سَيِّدِي، إِلَيْكَ يَلْجَأُ الهارِبُ وَمِنْكَ يَلْتَمِسُ الطَّالِبُ وَعَلى كَرَمِكَ ُيَعِّولُ المُسْتَقِيلُ التائبُ أَدَّبْتَ عِبادَكَ بِالتَّكَرُّمِ وَأَنْتَ أَكْرَمُ الاَكْرَمِينَ وَأَمَرْتَ بِالعَفْوِ عِبادَكَ وَأَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، اللّهُمَّ فَلا تَحْرِمْنِي ما رَجَوْتُ مِنْ كَرَمِكَ وَلا تُؤْيِسْنِي مِنْ سابِغِ نِعَمِكَ وَلا تُخَيِّبْنِي مِنْ جَزِيلِ قِسَمِكَ فِي هذِهِ الليلة لاَهْلِ طاعَتِكَ وَاجْعَلْنِي فِي جَنَّةٍ مِنْ شِرارِ بَرِيَّتِكَ. رَبِّ، إِنْ َلْم أَكُنْ مِنْ أَهْلِ ذلِكَ فَأَنْتَ أَهْلُ الكَرَمِ وَالعَفْوِ وَالمَغْفِرَةِ وَجُدْ عَلَيَّ بِما أَنْتَ أَهْلُهُ لا بِما أَسْتَحِقُّهُ فَقَدْ حَسُنَ ظَنِّي بِكَ وَتَحَقَّقَ رَجائِي لَكَ وَعَلِقَتْ نَفْسِي بِكَرَمِكَ فَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وَأَكْرَمُ الاَكْرَمِينَ، اللّهُمَّ وَاخْصُصْنِي مِنْ كَرَمِكَ بِجَزِيلِ قسمِكَ وَأَعوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَاغْفِرْ لِي الذَّنْبَ الَّذِي يَحْبِسُ عَلَيَّ الخُلُقَ وَيُضيِّقُ عَلَيَّ الرِّزْقَ حَتّى أَقُومَ بصالِحِ رِضاكَ وَانْعَمَ بِجَزِيلِ عَطائِكَ وَأَسْعَدَ بِسابِغِ نَعْمائِكَ، فَقَدْ لُذْتُ بِحَرَمِكَ وَتَعَرَّضْتُ لِكَرَمِكَ وَاسْتَعَذْتُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وبِحِلْمِكَ مِنْ غَضَبِكَ فَجُدْ بِما سَأَلْتُكَ وَأَنِلْ ماالتَمَسْتُ مِنْكَ أَسْأَلُكَ بِكَ لا بِشَيٍْ هُوَ أَعْظَمُ مِنْكَ.
ثم تسجد وتقول: يا رَبّ عشرين مرة، يا اللّهُ سبع مرات، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللّهِ سبع مرات، ماشاء اللّهُ عشر مرات، لا قُوَّةَ إِلاّ بِاللّهِ عشر مرات.
ثم تصلي على النبي ص وتسأل حاجتك، فو اللّه لو سألت بها بعدد القطر لبلّغك اللّه عزَّ وجلَّ إياها بكرمه وفضله.
الحادي عشر: قال الطوسي والكفعمي: يقال في هذه الليلة:
إِلهِي تَعَرَّضَ لَكَ فِي هذا اللَّيْلِ المُتَعَرِّضُونَ وَقَصَدَكَ القاصِدُونَ وَأَمَّلَ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ الطَّالِبُونَ وَلَكَ فِي هذا اللَّيْلِ نَفَحاتٌ وَجَوائِزُ وَعَطايا وَمَواهِبُ تَمُنُّ بِها عَلى مَنْ تَشأُ مِنْ عِبادِكَ وَتَمْنَعُها مَنْ لَمْ تَسْبِقْ لَهُ العِنايَةُ مِنْكَ، وَها أَنا ذا عُبَيْدُكَ الفَقِيرُ إِلَيْكَ المُؤَمِّلُ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ، فَإِنْ كُنْتَ يامَوْلاي تَفَضَّلْتَ فِي هذِهِ الليلة عَلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَعُدْتَ عَلَيْهِ بِعائِدَةٍ مِنْ عَطْفِكَ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ واَّلِ مُحَمَّدٍ الطَيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الخَيِّرِينَ الفاضِلِينَ، وَجُدْ عَلَيَّ بِطَوْلِكَ وَمَعْرُوفِكَ يارَبَّ العالَمينَ، وَصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيما، إِنَ اللّهَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. اللّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَ فَاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَ إِنَّكَ لاتُخْلِفُ المِيعادَ.
وهذا دعاء يدعى به في الاسحار عقيب صلاة الشفع.
الثاني عشر: أن يدعو بعد كل ركعتين من صلاة الليل وبعد الشفع والوتر بما رواه الشيخ والسيد.
الثالث عشر: أن يسجد السجدات ويدعو بالدعوات المأثورة عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم)، منها مارواه الشيخ عن حماد بن عيسى عن أبان بن تغلب قال: قال الصادق (صلوات اللّه وسلامه عليه): (كان ليلة النصف من شعبان وكان رسول اللّه(صلى الله عليه واله وسلم) عند عائشة، فلما انتصف الليل قام رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) عن فراشه فلما انتبهت وجدت رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) قد قام عن فراشها، فداخلها مايدخل النساء ـ أي الغيرة ـ وظنّت أنه قد قام إلى بعض نسائه، فقامت تلفّفت بشملتها، وأيم اللّه ماكانت قزّا ولا كتّانا ولاقطنا ولكن سداهُ شعرا ولحمتُه أوبار الابل فقامت تطلب رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) في حجر نسائه حجرة حجرة، فبينا هي كذلك إذ نظرت إلى رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) ساجدا كثوب متلبّد بوجه الارض، فدنت منه قريبا فسمعته يقول في سجوده:
سَجَدَ لَكَ سَوادِي وَخَيالِي وَآمَنَ بِكَ فُؤادِي هذِهِ يَدايَ وَما جَنَيْتُهُ عَلى نَفْسِي ياعَظِيمُ تُرْجى لُكُلِّ عَظيمٍ اغْفِرْ لِيَ العَظِيمَ فَإنَّهُ لا يَغْفِرُ الذَّنْبَ العَظِيمَ إِلاّ الرَبُّ العَظِيمُ.
ثم رفع رأسه وأهوى ثانيا إلى السجود وسمعته عائشة يقول:
أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَضأَتْ لَهُ السَّماواتُ وَالاَرَضُونَ وانْكَشَفَتْ لَهُ الظُّلُماتُ وَصَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الاَوّلِينَ وَالاخِرِينَ مِنْ فُجأَةِ نَقِمَتِكَ وَمِنْ تَحْوِيلِ عافِيَتِكَ وَمِنْ زَوالِ نِعْمَتِكَ، اللّهُمَّ ارْزُقْنِي قَلْبا تَقِيّا نَقِيّا وَمِنَ الشِّرْكِ بَرِيئا لا كافِرا وَلا شَقِيّا.
ثم عفّر خديه في التراب وقال: عَفَّرْتُ وَجْهِي فِي التُّرابِ وَحُقَّ لِي أَنْ أَسْجُدَ لَكَ .
فلّما همَّ رسول اللّه بالانصراف هرولت إلى فراشها وأتى النبي إلى الفراش، وسمعها تتنفس أنفاسا عالية ! فقال لها رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) ماهذا النفس العالي؟ تعلمين أيّ ليلة هذه؟ ليلة النصف من شعبان، فيها تقسم الارزاق وفيها تكتب الاجال وفيها يكتب وفد الحاج، وإنّ اللّه تعالى ليغفر في هذه الليلة من خلقه أكثر من شعر معزى قبيلة كلب، وينزل اللّه ملائكته من السماء إلى الارض بمكة).
الرابع عشر: أن يصلّي صلاة جعفر الطيار، كما رواه الشيخ عن الرضا صلوات اللّه عليه.
الخامس عشر: أن يأتي بما ورد في هذه الليلة من الصلوات وهي كثيرة منها مارواها أبو يحيى الصنعاني عن الامام الباقر والامام الصادق (عليهما السلام) ورواها عنهما أيضا ثلاثون نفرا ممن يوثق بهم ويعتمد عليهم، قالوا: قالا(عليهما السلام) : إذا كانت ليلة النصف من شعبان فصلِّ أربع ركعات تقرأ في كل ركعة الحمد و قل هو اللّه أحد مائة مرة، فإذا فرغت فقل:
اللّهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ وَمِنْ عَذابِكَ خائِفٌ مُسْتَجِيرٌ، اللّهُمَّ لا تُبَدِّلْ اسْمِي وَلا تُغَيِّرْ جِسْمِي وَلا تَجْهَدْ بَلائِي وَلا تُشْمِتْ بِي أَعْدائِي، أَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عِقابِكَ وَأَعُوذُ بِرَحْمَتِكَ مِنْ عَذابِكَ وَأَعُوذُ بِرِضاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ جَلَّ ثَناؤُكَ أَنْتَ كَما أَثْنَيْتَ عَلى نَفْسِكَ وَفَوْقَ ما يَقُولُ القائِلُونَ.
واعلم أنه قد ورد في الحديث فضل كثير لصلاة مائة ركعة في هذه الليلة، تقرأ في كل ركعة الحمد مرة والتوحيد عشر مرات، وقد مرّ في أعمال شهر رجب صفة الصلاة ست ركعات في هذه الليلة يقرأ فيها سورة الحمد ويَّس وتبارك والتوحيد.
يوم النصف من شعبان
وهو عيد الميلاد، وقد ولد فيه الامام الثاني عشر إمامنا المهدي الحُجّة بن الحسن صاحب الزمان (صلوات اللّه عليه وعلى آبائه) ويستحب زيارته (عليه السلام) في كل زمان ومكان والدعاء بتعجيل الفرج عند زيارته، وتتأكد زيارته في السرداب بسرّ من رأى، وهو المتيقّن ظُهُورُهُ وتملكه، وأنّه يملأ الارض قسطا وعدلاً كما ملئت ظلما وجوراً.
تقبل الله أعمالكم ونسألكم الدعاء

*************************
اللهم صلي على محمد و آل محمد و عجل فرجهم يا كريم
متباركين بالمولد و كل عام و أنتم بخير
والله يسهل على الجميع في هذي الليله الشريفه
جهود مباركه ان شاء الله و عساكم عالقوه
---------------------------
قصيدة في حب الامام مهدي (عج)

هتفت باسمك فجراً فأنتشى الفجر = وفتح الورد والريحان والزهر

هتفت باسمك فانسابت جداولنا = رقراقة بمياه ريحها عطر
هتفت باسمك فاهتزت مرابعنا= من بعد جذب غدت أشجارها خضر
فأينعت ثمرا من بعد ما منعت = بفضل ذكركم فيما حوى الذكر
هتفت باسمك فازدانت مجالسنا= فليس أحسن من أسمائكم ذكر
هتفت باسمك يا بن المصطفى وعلي =فرددته معي الأنجم الزهر
هتفت باسمك يا بدر التمام وهل =يكون غيرك بدرا أيها البدر
هتفت باسمك يا ابن العسكري فبدت =قباب سر من رأى ألوانها خضر
تشع نورا إلى الجوزاء فتجعلها=خجلا وأنوارها تبدو لنا حمر
يا بدر تم بليل حالك غلس =أنر سماء شعوب ذلها القهر
أذاقها الفقر والحرمان مخمصة=يا ويل من مسه الحرمان والفقر
ترجوك مولاي كشف الكرب مدركة=أن لا سواك يرجى عنده النصر
يا ابن الميامين يا لطف الإله ويا=غوث العباد أغثنا مسنا الضر
تكالبت نوب الأيام تنهشنا= نهش الحبارى إذا ما اصطاده نسر
أجرنا مولاي من سوء أحاق بنا=فأنت ممن بهم يستدفع الضر
ها نحن بين رحى حرب تدور بنا=يديرها الكفر ماذا يبتغي الكفر
يمتص من ثروات الأرض أنفسها=ونحن في غفلة عنه فلا نكر
نجري ورائه في مضمار حلبته=عمش العيون فلا عقل ولا فكر
وقد نبذنا تراث الأولين فلا =دين لنا غير ما يرضى به الفكر
مغفلون أضلتنا الحياة بما=يأتي من الغرب هل في ذلكم عذر
يا حجة الله يا ابن الطهر فاطمة=عجل فإنا عرانا الذل والقهر
ماذا انتظارك يا نور الحقيقة يا=سر الوجود ويا من أمركم سر
لئن يعيبوا علينا انتظاركم=فذاك جهل وهل في جهلهم عذر
سيخرج الله ابني بعد غيبته=طال الزمان بكم أو قصر العمر
من بعد ظلم وجور لا مثيل له=عدل يعم فلا بخس ولا خسر
أتيت مولاي والأغلال تثقلني=أجر ذنبي فأوهى كاهلي الجر
مستنقذا من لظى النيران يا أملي= نفسي فهل عندكم لي في الحمى ستر
وهل ترى سيدي أحظى برؤيتكم= ونصركم أم يواري جثتي القبر
لئن فنيت ولم أشهد ظهوركم=في جحفل هادر يحدو له النصر
فإن لي أمل ألقاك يا سندي=على الصراط ووجه الأرض محمر
من شدة الحر والهول العظيم فلا=تمسني النار يا من للورى فخر
أرجوك مولاي بالزهراء ووالدها=وبعلها وبنيها طاهر طهر
يوم الحساب أجرنا من لظى سقر=فنحن شيعتكم أنتم لنا ذخر