رسائل

أشتاق إلى قلمي و أوراقي و مظاريف الرسائل.. و طوابع البريد.. و زمن كان للبريد فيه فرحة و لهفة الانتظار الجميل

(1)
ذات يوم:
كنت أجيد كتابة الرسائل إليك
و أجيد لهفة انتظار ردك على رسائلي..
و كان عالمي كله متوقفا على رسالة
عاشقة مني.. تتبعها متشوقة رسالة
منك!!
يا الله.. أشتاق إلى ذلك اليوم..

****************************

(2)
ترى
لماذا توقفنا عن كتابة الرسائل؟
و لماذا هجرنا البريد.. و خذلنا لهفة
الانتظار؟
ما الذي تغير بنا؟
و لماذا مات الحب مخنوقاً بين صفحات
أوراقنا المهجورة، و أصبحت مشاعرنا
معلبة في علب الكمبيوتر و الإنترنت؟

******************************

(3)
أعترف
رسائلي القديمة إليك كانت أجمل
ربما لأنها كانت.. أصدق
ربما لأنني كنت أنزفها بحكم.. الحب
أما الآن فأنا أكتبها.. بحكم العادة


********************************
(4)
لا تصدقهم يا سيدي
إن أخبروك أن أجمل الرسائل رسالة لم
تكتب بعد..
فأجمل الرسائل رسالة احتضنت
أحلامنا
و أروع الرسائل رسالة شهدت ميلاد
أحاسيسنا
و أصدق الرسائل رسالة كتبت بدموع
قلوبنا


********************************
(5)
ترى
هل فكرت يوما
أن تنزف إحساسك على ورقة
و تضع الورقة في مظروف
و تكتب فوق المظروف عنوان امرأة
يهمك أمر قلبها
و تتجه نحو البحر
و تقذف الرسالة في فم الأمواج
و تعود و في داخلك إحساس متفائل
بأن الرسالة يوماً ما.. ستصل إليها؟

*********************************

(6)
أنا فعلتها يا سيدي
جمعت أحاسيسي في ورقة
و أهديت البحر أجمل رسائلي إليك
فربما جف البحر ذات يوم
و تم العثور على رسالة صادقة قاومت
غدر الماء
و وصلك نبأ رسالة نزفتها للحبر امرأة
مجنونة
كانت في حالة عشق مجنون


********************************
(7)
عذراً
هل صدقت الفقرة السابقة
لا أظنك تملك الجنون الذي يساعدك
على تصديق ما سبق


******************************
(8)
دعني أحدثك عن شيء..
عن ذلك الطفل الجميل
الذي أنجبته منك خيالا
وخبأته في دفتر أحلامي
بالأمس.. سمعت صوته
خيل إلي أنه يناديني
خيل إلي يصرخ في وجهي قائلاً:
أصبح حجمي أكبر من الدفتر
فمتى سيطلق سراحي؟

*********************************

(9)
أعلم
لن تصدق الفقرة السابقة أيضاً
فلا يصدق الألم سوى من يقترب منه
و يعيش فيه
و يتجول تحت أسواره.. و يغفو فوق
طرقاته
و أعلم..
أن بينك و بين الألم علاقة مقطوعة منذ
زمن



*****************************
(10)
دعك من هذياني و جنوني.. و أخبرني
ما أخبار عقلك؟
ما أخبار قلبك؟
ما أخبار حكاياتك؟
ما أخبار بطلاتك؟
ما أخبار نزواتك؟
كم بلغ عدد نسائك؟
كم تبقى من مساحتي بك؟

**********************

(11)
سيدي..
هل ما زلت تذكرني؟
هذه أنا..
المرأة التي منحتها الحب بلا حدود
و منحتك الألم بلا حدود..
اعذرني.. فلم يكن بحوزتي سواه


****************************
(12)
هل تعلم؟
قبلك كتبت عن الحب.. و لم أتذوقه
معك..تذوقت الحب و لم أكتبه
بعدك.. فقدت الاثنين: الحب و الكتابة


للأمانة منقول