__________________________________________________ __________
الأولاد
تعدّدت الأقوال في عدد أولاد الإمام الرضا عليه السّلام إلى ستّة:
القول الأوّل
• أنّه عليه السّلام لم يترك إلاّ ولداً واحداً، وهو وصيّه الإمام أبو جعفر محمّد الجواد عليه السّلام. فقد روى الإربلّيّ بسنده عن حنان بن سدير قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السّلام: أيكون إمام ليس له عَقِب ؟ فقال عليه السّلام: أما إنّه لا يولد لي إلاّ واحد، ولكنّ الله منشئٌ منه ذرّيّةً كثيرة. (1)
وقد ذهب إلى هذا الرأي جماعة من العلماء، منهم: الشيخ المفيد، حيث قال: ومضى الرضا عليه السّلام ولم يترك ولداً نعلمه إلاّ ابنه الإمام بعده: أبا جعفر محمّد بن عليّ عليهما السّلام، وكان سنّه يوم وفاة أبيه سبع سنين وأشهراً. (2)
والشيخ الطبرسيّ، إذ قال: وكان للرضا عليه السّلام من الوُلْد ابنه أبو جعفر محمّد بن عليّ الجواد، لا غير. (3)
والشيخ ابن شهرآشوب، قال: كان للرضا عليه السّلام من الولد ابنه أبو جعفر عليه السّلام، لا غير. (4)
ولم تكن هنالك إشارة إلى بنتٍ للإمام الرضا عليه السّلام، فقد كان الحديث حول الأبناء
الذكور لا الإناث.
القول الثاني
• أنّ الإمام الرضا عليه السّلام كان له ولدان: محمّد الجواد عليه السّلام، والآخر موسى بن عليّ، ولم يترك غيرهما. (5)
وفي (قرب الإسناد) يورد الحِمْيريّ أبو العبّاس بن جعفر (ق3هـ) هذه الرواية عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ، حيث يقول: دخلت عليه [أي على الإمام الرضا «عليه السّلام»] بالقادسيّة فقلت له: جُعلت فداك، إنّي أُريد أن أسألك عن شيء وأنا أُجلّك، والخطْب فيه جليل، وإنّما اُريد فكاك رقبتي من النار. فرآني وقد دمعت، فقال: لا تدع شيئاً تريد أن تسألني عنه إلاّ سألتني عنه. قلت له: جعلت فداك، إنّي سألتُ أباك ـ وهو نازل في هذا الموضع ـ عن خليفته من بعده، فدلّني عليك، وقد سألتك منذ سنين ـ وليس لك ولد ـ عن الإمامة فيمن تكون من بعدك ؟ فقلت: في ولَدي. وقد وهب الله لك ابنَين، فأيّهما عندك بمنزلتك التي كانت عند أبيك ؟ فقال لي: هذا الذي سألتَ عنه، ليس هذا وقته... (6)
القول الثالث
• أنّ له ثلاثة، هم: عليّ بن عليّ ـ ولم يعقب ـ، ومحمّد بن عليّ ـ صهر المأمون، والعقب له ـ، والحسين. قال بذلك ابن حزم، (7) والشيخ سليمان القندوزيّ الذي عدّدهم على هذا النحو: محمّد الجواد، وموسى، وفاطمة. وأعقب محمّد ـ أي كانت منه الذرّيّة. (8) والسيّد الشريف عليّ بن محمّد العلويّ الذي أورد أسماءهم هكذا: موسى ومحمّداً [الجواد «عليه السّلام»] وفاطمة، ثمّ قال: فأمّا موسى فلم يعقب. (9)
القول الرابع
• أنّ أولاد الإمام الرضا عليه السّلام هم خمسة، أربعة بنين وبنت واحدة، وهو رأي سبط ابن الجوزيّ حيث كتب:
ـ وأولاده : محمّد الإمام أبو جعفر الثاني، وجعفر،وأبو محمّد الحسن ، وإبراهيم ، وابنة واحدة. (10)
وقد انفرد سبط ابن الجوزي بهذا الرأي، ولم يُسمّ البنت الواحدة.
القول الخامس
• أنّهم ستّة أولاد، خمسة ذكور وبنت واحد. وهذا ما عرضه الإربلّيّ مفصحاً بالقول: وأسماء أولاده: محمّد القانع، الحسن، جعفر، إبراهيم، الحسين، وعائشة. ثمّ قال:
ونُقل عن الحافظ عبدالعزيز بن الأخضر الجنابذيّ في (معالم العترة الطاهرة) أنّ للإمام الرضا عليه السّلام خمسةَ رجال وابنةً واحدة: محمّد الإمام، وأبو محمّد الحسن، وجعفر، وإبراهيم، والحسين، وعائشة. وقال بعد ذلك: قال ابن الخشّاب في (مواليد أهل البيت «عليهم السّلام»): وُلد له خمسٌ وابنة واحدة، أسماء بنيه: محمّد الإمام أبو جعفر الثاني، وأبو محمّد الحسين، وجعفر، وإبراهيم، والحسن، وعائشة فقط. (11)
وإلى هذا الرأي ذهب الحافظ أبو نعيم في (حلية الأولياء)، وكذا محمّد بن طلحة الشافعيّ، إذ كتب يقول: وأمّا أولاده فكانوا ستّة، خمسةَ ذكور وبنتاً واحدة، وأسماء أولاده: محمّد القانع، والحسن، وجعفر، وإبراهيم، والحسين، وعائشة. (12)
القول السادس
• ينفرد به أمين الدين أبو المكارم الحسينيّ الهَرَويّ، فيقول في كتابه(رشحات
الفنون): (13)
الذكور من أولاد الإمام الرضا عليه السّلام: الأول محمّد التقيّ، الثاني أبو جعفر الأكبر، الثالث أبو جعفر الأصغر، الرابع أبو محمّد الحسن، الخامس إبراهيم، السادس حسين. وكانت له بنت واحدة.
فهو يعدّد من الذكور ستّة، ومن الإناث واحدة لا يُسمّيها.
واشتهر أنّه كان للإمام الرضا عليه السّلام بنت، جاء في بعض مَن لا يُطمأنّ له كثيراً أنّ اسمها (عائشة)، فيما ذكر بعضٌ آخر هم أشهر وأوثق أنّ اسمها (فاطمة)، وما يؤكّد ذلك روايتها عن أبيها الرضا عليه وعليها السّلام، كما ذكر الشيخ الصدوق في كتابه القيمّ (عيون أخبار الرضا «عليه السّلام»)، حيث قال:
حدّثني أبو الحسن بكر بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن زياد بن موسى بن مالك الأشجّ العصريّ، قال: حدّثتنا فاطمة بنت عليّ بن موسى قالت: سمعتُ أبي عليّاً يحدّث عن أبيه عن جعفر بن محمّد عن أبيه وعمّه زيد، عن أبيهما عليّ بن الحسين، عن أبيه وعمّه، عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال: لا يحلّ لمسلمٍ أن يروّع مسلماً. (14)
المفضلات