ببساطة، شرحت ميم حكايتها، وبتلك البساطة توقفت وتأملت في وجهي ووجه صديقتيها ثم قالت لواو: دورك، .......... تكلمي عبري عن شعورك.........
تدرين انت وحدة وايد ترمسين، شكلج بتطولين، خلينا انا وشين نطلع السوق وأنت خذي راحتك في الفضفضة.......
قلت: ألا ترغبين في سماع تعليقي على الأمر........
ميم: لا ليس الآن، ويمكن لم يعد يهمني أي تعليق، ولا اعتقد انك ستضيفين أو تغيرين شيء، فأنا لن اتوقف عن خيانته حتى يتوقف عن خيانتي، ولن اتوقف عن استغفاله حتى يتوقف عن استغفالي، ثم اخذت حقيبتها وشدت شين من يدها نحوها، وخرجت،
وبقيت واو........ والتي كانت تبدوا الأكثر هدوءا وذكاءا وحكمة، ..... وكانت قد أفاضت دميعات حاولت مسحهن قبل ان يسقطن، ...... وبدأت تسرد حكايتها .........:
لم اتخيل يوما ان اخون سعيد، لم يخطر ببالي ان أصبح خائنة، طوال عمري وأنا احلم بالحياة الزوجية السعيدة، والمستقرة، وكنت واثقة من اني سأحقق هذا الحلم، بفضل ذكائي وقدرتي على إدارة حياتي، لم اتصور ابدأ أنني سأقف عاجزة عن استعادة زوجي من براثن امراة وضيعة لا يهمها سوى نفسها، لم اتصور ان يتخلى عن سعيد ببساطة من أجل ارضاء امرأة اخرى....
تزوجت سعيد عن حب، جمعتنا ذكريات سعيدة، فقد كان مغرما بي كثيرا، حتى أني لم اتخيل ان هذا الرجل يمكن ان يخونني ذات يوم، في البداية عشت معه اجمل سنوات حياتي، وشعرت اني ملكة متوجة بحبه، حتى ظهرت في حياتنا زميلته اللئيمة التي اخذته مني،
قبل سنتين بدأت اشعر بتغير سعيد، فهو لم يعد محبا كالسابق، واصبح ينتقدني كثيرا، بمناسبة ومن غير مناسبة، ومزاجي ايضا في البيت ومتضايق دائما وخارج البيت مرح وفرح، أصبح انطوائيا معي، ويخفي الكثير من الأسرار، ولم يعد يرغبني في المعاشرة، دائما ليس له رغبة او غير قادر على فعل شيء، وهو الذي لم يكن يترك يوما واحدا يمضي دون ان يوقع ..........!!!
وبعد ان شككت في الأمر بدأت اراقبه، وفعلا اكتشفت انه تعرف على فتاة تعمل معهم في نفس المكان، وانه يحبها، ويخرج معها إلى الفنادق والشقق المفروشة، ولك ان تتصوري كيف كانت صدمتي وألمي وانهياري، وعندما واجهته في البداية انكر، لكنه في النهاية اعترف وقال: انا رجل ومن حقي ان افعل ما أريد...........
الغريب ان زميلته في العمل، ترتدي الملابس القصيرة وتظهر ساقيها، وشعرها، إنها غير محجبة، كما انها متبرجة، ...... إن هذا الأمر صدمني، إذ انه كان يؤكد دائما على انه لا يحب النساء المتبرجات، وكان يمنعني من وضع أي شيء على وجهي بحجة اني اجمل بلا مكياج، ثم بعد ذلك صار ينتقدني ويصفني بالصفراء،
وتكمل قائلة: (( استاذتي، اصبحت متعبة كثيرا من التفكير، تعبت من التفكير في كل شيء، فبمجرد ان يخرج كل صباح من البيت ابدأ في التفكير به، ترى من كلم اليوم، هل أتصل بها، او خرج معها الأن، ماذا يفعلان معا، كيف يعاشرها، هل يقول لها كلمات جميلة، ماذا ترتدي له، هل يحبها حقا، كيف ينظر لي، لا بد انهما الآن يتحدثان عني ويسخران مني ويضحكان علي، ............. أأأأأأأأأأأأاوووووووووووه هيييييييي وتبكي.
ألم تحاولي الحديث معها ......؟؟
بلى فعلت، وكانت هذه اقسى تجربة مررت بها في حياتي، فقد كنت اظن ان الموضوع سهل ويسير، واني سأتصل بها واشرح لها حجم المشاكل التي تسببها لي، ولذلك سترحمني وتبتعد عن زوجي، لكني فوجئت بقاسية قلب وامرأة وضيعة، تسبني وتصرخ بي، وتلعن ايضا، وكأني انا التي حرمتها زوجها،
ماذا قالت لك بالضبط......؟؟
قالت لي الكثير، كل الكلام الذي سمعته منها عقدني بصراحة، اتعبني، اكتشفت انه لا يخفي عليها أي شيء يدور بيني وبينه، أكتشفت انها تعرف عن امر النزيف الذي اصابني بعد ولادتي الاخيرة، وتعلم عن الوحمة التي تحت ابطي، كما انها تعلم عن اصابتي بالبواسير مؤخرا.....!!!! إنه يحكي لها كل شيء ولا يخفي عليها أي شي، عايرتني بمرضي، وشمتت بي، وقالت لي بالفم العريض (( خلي الريال يعيش)) مع اني الآن بخير ولا مشكلة عندي، ولا أذكر اني اشتكيت يوما من مرض اخر، حتى البواسير كانت في بدايتها وتم علاجها في اسبوعين، بينما تخلصت من النزيف بسرعة، لا أفهم لما فعل بي كل هذا، أليس المرض وتغير الحال شيء طبيعي، أليس الانسان يتنقل من حال إلى حال، أليس دوام الحال من المحال،
لماذا اذا يتركني عندما امرض..... ولماذا تخلى عني؟؟
نعود لعشيقته، هل هي الوحيدة في حياته ام ان هناك نساء اخريات...؟؟
لا اعلم، لكني لم ار يوما أي رقم غريب او مسج، كل الأرقام الغريبة لها وهي الوحيدة التي تراسله،..... اعتقد انها حبيبته الوحيدة.
تصوري يا استاذة ما فعلته بي، اصبحت ترسل لي ( رسائل هاتفية) كلما كانت معه، تراسلني وتكتب لي مثل: (( حبيبي سعودي عندي واللحين قاعد ف.........)) إنها لا تخجل ترسل لي أيضا : (( تعرفين كم مرة تعاشرنـ..... اليوم، خمس مرات، تعرفين شو قال عني، إني خيال ما فيه مثل، ..... وان......)) كلام كثيرا كله يحرق الأعصاب، ومرات ترسل لي برسائل لا أستطيع تجاهلها فتكتب لي مثلا: (( الله ياخذج وياخذ الطبخ الي غثيتي به حبيبي اليوم، شو سويتي له هذا هو تعبان عندي الله يفكه منج))، يأأأأأأأأأأأأأاه صبرت كثير، كثير، وتعبت، وحسيت اني في دوامه، دخت من التفكير، مافيه حل............؟؟؟
كل ما اكلمه يقول كل المسجات كاذبه، وانه لم يعد يراها، لكنه كاذب وهي تقول الصدق لتقهرني، لا استطيع ان الزمه بشيء، فأنا يتيمة ومسكينة ولا اريد العودة لبيت والدي وظلم زوجة ابي، لا أريد ان أعود للهم والخدمة، لا اريد ان اكون شغالة في بيت اخواني، والله يا استاذة الوحدة بعد الزواج تنذل ذل لا يدري عنه إلا رب العالمين.
ومرات إذا ناقشته وعصبت عليه، يضربني بحقد، ماعاد سعيد انسان طبيعي صار وحشا ووغدا، وحقيرا، لم يعد يراعي مشاعري، كنت احاول ان اتحدث إليه بالهدوء لكن بعد ان ضربني اخر مرة صرت عصبية جدا، تعبت،
وفي مرة من المرات، قبل أن أبدأ في خيانته، كنت قد تزينت له ورتبت البيت، واعددت صنفا لذيذا من الطعام، وجلست في انتظاره، لكنه تأخر، فاتصلت له لمرة واحدة، واحدة فقط، ولم يرد، ......... ثم بعد عشرين دقيقة تقريبا جاءني مسج من عشيقته تقول فيه: (( يا هادمة اللذات، اتصلت متعمدة علشان تخربين علينا، لكن انتظري ارسلت لج صفعة قوية مني لويهج، علشان تتأدبين ومرة ثانية ما تتصلين علينا وحنا في الفراش ))
وعندما عاد من الخارج ووجدني في انتظاره، هم بضربي دونما سبب، وهو يصرخ: لماذا اتصلتي بي، الم أمنعك من الاتصال بي وانا في الخارج..... كان حاقدا علي كثيرا، وعلى ما يبدوا كل هذا الحقد لأني وترته باتصالي فيما كان يعاشر عشيقته.......
المفضلات