ذلك الموقف الرهيب والخطير الذي وقفه عمر بن الخطاب وأكثر الصحابة تجاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندما أراد أن يكتب لهم ذلك الكتاب الذي يعصم النناس من الضلالة .
وعارضوه بشدة وقساوة وعدم احترام لمقامه السامي حتى اتهموه بالهجر والهذيان , مدعين بأن كتاب الله يكفيهم فلا حاجة لكتابة الرسول .
ومن خلال هذه الحادثة التي سماها ابن عباس رزية المسلمين يتبين لنا بأن الأكثرية من الصحابة يرفضون السنة النبوية ويقولون : " حسبنا كتاب الله " .
أما علي وأتباعه من الصحابة وهم الأقلية والذين سماهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بشيعة علي , فكانوا يمتثلون أوامر الرسول بدون اعتراض ولا نقاش ويعتبرون كل أقواله وأفعاله سنة واجبة الاتباع تماماً ككتاب الله , ألم يقل كتاب الله : (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) .
وسيرة عمر بن الخطاب معروفة عند كل المسلمين ومواقفه المعارضة للنبي في كل أدوار حياته مشهورة .
وبطبيعة الحال فإن عمر بن الخطاب كان يرى عدم التقيد بالسنة النبوية , ويظهر ذلك جلياً من خلال أحكامه عندما أصبح أمير للمؤمنين فكان يجتهد برأيه مقابل النصوص النبوية بل كان يجتهد برأيه مقابل النصوص الإلهية الجلية فيحرّم ما أحل الله ويحلل ما حرم الله .
وبطبيعة الحال إن أنصاره ومؤيديه من الصحابة كانوا على شاكلته , وإن محبيه والمعجبين به من السلف والخلف يقتدون به وببدعه الحسنة كما يسمونها .