بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين

اخواني وأخواتي ألاعزاء

لقد اطلعت على هذه المفاهيم في كراسة لسماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (دام ظله )

وسوف انقلها لكم في رسائل منفردة لكل مفهوم رسالة لما فيها فائدة للجميع

المفهوم الاول : كيف نفهم مقولة الامام الصادق ( عليه السلام )

(( ما خالف كتاب الله فهو زخرف))

_ اطلق الامام الصادق (ع) هذه الكلمة في بعض احاديثه ليضع بها الحد الفاصل بين الحقيقة الاسلامية الأصلية وبين الزيف الخادع المزخرف وليجعل منها المقياس الصحيح الذي نقيس به صحيح حديث من كاذبه وباطل الأمور من حقها لئلا تتلاقفنا الأهواء وتلعب بنا الرياح

وكان الامام الصادق (ع) يتحدث بهذا الحديث في معرض التحذير من أولئك الوضاع المرتزقة الذين ابتلى بهم الاسلام في كثير من فتراته فدسوا ماشاءت لهم اغراضهم في ثنايا الأحاديث التي تناولت شؤون الاسلام عقائد واحكاما حتى عادت الأحاديث تركة مثقلة بالدس والتحريف للذين نلتقي فيهم بالكثير الكثير من المفاهيم الغريبة عن روح الاسلام وحقائقه الأساسية العظيمة كان الامام الصادق (ع) يحدثنا عن هؤلاء وعما فعلوه في سبيل حرف الخط المستقيم للاسلام وفي سبيل البعد عن اهدافه وانطلاقاته , كان يحدثنا عنهم ويحذرنا في أكثر من حديث من ان نقع فريسة فكرية لأغراضهم واهدافهم.. ان نخدع بالباطل وهو يلبس ثوب الحق أو نؤخذ بالكذب في مظهر الصدق

ولم يكتف بالتحذير المجرد ... بالاشارة الى وجود هذه النماذج البشرية في حياتنا العقائدية وتاريخنا , بل حاول أن يرشدنا الى الميزان الذي نميز به الحق من الباطل والمقياس الصحيح الذي نرجع اليه كلما التقينا بالشبهات في طريقنا , فكان كتاب الله هو الميزان والمقياس الذي نرجع اليه ونأخذ به , فهو الحقيقة التي لم يلحقها الزيف,فهي خالدة باصالتها ونقائها يعلق بها غبار الشك ولم يعرض لها ضباب الزيف

ومن هنا كانت مفاهيمه التي يدعوا اليها وتشريعاته التي يطلقها وخططه العامة في الحياة , والنفس والاجتماع والنظام الكوني بوجه عام هي الحقائق الأولى والأخيرة لهذا الدين وهي الصورة الوضيئة لواقع الاسلام وحقيقته , واذا كانت القضية بهذا النحو فمن الطبيعي ان نعرض عليه ما عندنا من هذه التركة المثقلة من الاحاديث , وان نرجع اليه كلما داهمنا ظلام الشك أو واجهنا ضلال الباطل , فاذا التقينا بمفاهيمه الوضاءة الصحيحة في هذه الأحاديث فحسبنا بهذا دليلا على صدقها واصالتها وبعدها عن الزور والتزوير . اما اذا افتقدنا تلك المفاهيم في ما نقرأ من حديث أو في ما يعرض علينا من سنة فلم نلمح روحها وطهرها وصفاءها في نقرؤه وفي ما يعرض علينا بل وجدنا العكس من ذلك تعقيدا وارتباكا واضطرابا في الفكرة والأسلوب اما اذا كان هذا هو واقع الحديث فلا نحتاج بعد ذلك الى بحث في اثبات بطلانه وكذبه لاته يبتعد عن المنطلق الذي تنطلق منه مفاهيم الدين وينحرف عن الخط الواضح المستقيم الذي يسير فيه وعليه فلا يمكن ان يكون صادرا عن القائمين في أمر هذا الدين المجاهدين في سبيله اولئك الذين عاشت ارادتهم في حياتنا من أجل أن يصل هذا الدين الى شاطىء الحياة الآمن , وقد نستوحي من هذه الكلمة الصادقة تاكيد الفكرة الناصعة وهي أن القرآن هو كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ولا نقصان ولاتحريف ولا تبديل

والحمد لله رب العالمين
أرجوا ان ينال هذا الموضوع رضاكم وان شاء الله ساكتب المفهوم الثاني
في اقرب فرصة
(( بين صورة المرأة في القرآن الكريم وصورتها قي الواقع تباين وتعارض))
(( ,برأيكم كيف نردم الهوة بين الصورتين ))
والحمدلله رب العالمين