قصيدة للمرحوم للشيخ عباس الريس بعنوان من للمريض اذا اشتكى


عصفت بدهرك من فعالِك زعزعُ *** فاسمع ومثلك للنصائح يسمعُ
فالدهر منفلت الزحام معربد *** يرمي الكرام بلاهبٍ يتلعلعُ
( والنفس ان رضيت بذلك او أبت ) *** لابد من تفريق ما يتجمعُ
والورق ان سجعت بأفنان الحمى *** لابد من يوم به لا تسجعُ
كل يسير لغاية معروفةٍ *** متباطيء هذا وذلك مسرعُ
سل هذه الدنيا تجبك عن الألى *** ملكوا الامور وبالحديد تدرعوا
قلبت لهم ظهر المجن واولغت *** فيهم مُدى تفري الحشا وتقطعُ
لا تعجبن لفعلها وجنونها *** فهي التي في الفعل لا تتورع
فالمرء يفزع عند كل مصيبة *** فاذا تكرر وقعها لا يفزعُ
والمنكرُ المألوف ليس بمنكر *** فاذا غضبت فأنت عبدا اكوعُ


وفوادحُ الايام جد كثيرةٍ *** دهرُ يمزق والانام ترفعُ
دور صريح في الزمان واهلهِ *** والدور في أفعاله لا يمنعُ
شلت يد الايام حين لجعفر *** مَدت يداً بعزيمة لا ترجعُ
مدت يداً ليد تفيض برحمة *** من فيض باريها الكريم وتنفع
فيد الطبيب يد الحنان وانما *** درع الأنام به الشدائد تُدفعُ
كيف استطال الدهر وهو بحاجة *** لعلاجه أكذا الوسائل تقطعُ
ام كيف تخطف النفوس بغفلة *** ( ما هكذا يا سعد يورد مشرعُ )
لكنه من دوح آل محمد *** وعلى الاصول غصونها تتفرعُ



ولقد عرفت البعض من أفعاله *** والبعض من فعل الفتى قد يقنعُ
شهم له حب التعاون شيمة *** ان الكريم على المكارم يطبعُ
خلق كهبات النسيم اذا سرت *** سحراً تعانقها النفوس فتهجعُ
ومواهب الانسان جد كثيرة *** والمرء يهوى كلما يتطبعُ
علم وايمان وتلك غريبة *** وغرائب الأيام قد تتجمعُ
او لم ير الدنيا تموج بأهلها *** كالموج يهوى بالسفين ويرفعُ


والمغرياتُ تنوعت وتطورت *** حتى اساليب الهوى تتنوعُ
واستشرت الايام وانعدم التقى *** والوضع منقلب خطير مفزعُ
والناس بين رذيلة ومصيبةٍ *** باسم التقدم للبلاد تقنعوا
لكنه شهم ابى أن يرتمي *** بين الهوى والعمر ليس يضيعُ
من حكم العقل اللبيب بنهجه *** بلغ المنى فيما له يتوقعُ
خلفت بعدك والهين تطايرت *** أحشاؤهم ومن الاسى تتوجعُ
والدمع منجس عليك ولم تكن *** عين تراك على البسيطة تدمعُ
فقدت اولو الايمان صرحاً شامخاً *** والطب بعدك بالمصاب مروعُ
من للمريض اذا اشتكى وتململت *** اعضاؤه الماً به يتوجعُ
وبكى من الألم الممض فهل ترى *** من بعد كفك كف حانٍ تدفعُ
فاهنأ بنوم ناعم في جنة *** واعلم بأنك شافع ومشفعُ