اللِّسان مؤشِّر الصحة
==========
إليك بعض النصائح لتهتمّ بصحَّتك
عندما تنظّف أسنانك، هل لديك العادة بمدّ لسانك وتفحّصه أمام المرآة؟ هذا المؤشّر فاعل للتأكّد من أنّك تتمتّع بصحّة جيّدة. يتألف اللّسان من عضلات عدّة يغطّيها غشاءٌ مخاطيّ. يكون عادةً زهريّ اللّون ولمّاعاً وناعماً وتغطّيه إفرازات قليلة من اللّون الأبيض. في هذا السياق، يُعرف اللّسان، بالإضافة إلى كونه مخمليّ الملمس، بالزّغب (وهو نوع من أنواع الوبر) الموجود في أسفل الحلق.

يذكر أنّ الغشاء المخاطيّ يتألّف من خلايا تتجدّد بسرعة فائقة، خصوصاً عند المضغ. عندما نأكل، يتصرّف اللّسان كالمبرشة، وتجعل مكوّنات الأطباق التي تفتقر إلى الكميّة الكافية من المواد الكاشطة المنظِّفة وإلى الألياف، اللون الزهري أقلّ من اللّسان الذي يتعرّض بانتظام للخضار والحبوب والفواكه واللّحوم، فالتغذية هي التي تحدد ألوان الزهر المختلفة لدى الأشخاص الذين يتمتّعون بصحّة جيّدة. يمكن أن يُظهر اللّسان نقصاً في الحديد أو الفيتامين B12 في الجسم من خلال ظهور بقع حمراء عليه تدلّ على فقر الدم. كذلك هو ليّن ورطب وسريع التأثّر بالصدمات، ويسبب أي جرح، مهما كان صغيراً، الألم.

اللّسان الأسود

في حال كان لون لسانك أسود، يعود السبب إلى الحُليمات التي تمدّدت وأصبح لونها أسود، وهي لا تسبّب الألم للّسان إنّما تجعله خشناً. ينتج هذا اللون في غالبية الأحيان من الإستعمال المفرط للمطهّرات أو الإسراف في تناول المضادّات الحيويّة أو التسمّم بسبب الإفراط في تدخين التبغ. لكن لا يجب الإلتباس بين هذه العوارض والفُطار، وهو الداء الذي يسبّبه فطر ما. إجمالاً، يكفي تنظيف اللّسان بانتظام لتنظيف الحُليمات، وفي بعض الأحيان، يُنصح باستعمال محلول صاقِل يتألّف من الريتينوئيد بشكل أساسي.

اللّسان المائل إلى البياض

يكون اللّسان الذي يميل لونه إلى الأبيض خشنًا وكتنًا (تغطّيه إفرازات كثيفة لونها أبيض). كذلك يتحرّك بصعوبة في الفم، ما يعيق عمليّة تجدّد خلايا الغشاء المخاطي. عادةً، يتّخذ اللّسان هذا الشكل في فترات الحمّى (إلتهاب الخَيْشوم والحمّى القويّة وغيرهما)، بالإضافة إلى الإضطرابات الهضميّة مثل التهاب المعدة والأمعاء. أخيراً، للتخلّص من هذه الإفرازات، نظف لسانك بواسطة فرشاة الأسنان.

اللّسان بلون توت العلّيق

في هذه الحالة، يكون اللّسان مغطّى بإفرازات بيضاء فيما تكون أطرافه حمراء على شكل «v». بعد بضعة أيّام، يصبح كلّ اللّسان مليئًا بنقاطٍ حمر، ما يؤشر إلى عوارض الحمّى القرمزيّة. ينتج هذا المرض الذي يصاب به الأطفال إجمالا، من دخول نوع من البكتيريا إلى الجسم، يطلق عليها تسمية «المكورات العقديّة» التي تفرز السموم الخاصّة بها، ما يظهر هذا الطّفح. في هذه الحالة، إلجأ إلى مضاد حيوي.

اللّسان الطبيعي

يكون اللّسان الطبيعي زهريّ اللّون ومليئًا بالحُليمات، وهي نقاط صغيرة مختلفة. يَظهرعليه أحياناً، تشقّقات ناتجة من اشتداد الثّنيات الطبيعيّة. يكون اللّسان الطبيعي ناعماً عند الولادة، لكن قد يظهر عليه لاحقًا بعض التشقّقات من اللّون ذاته، وتكون الحُليمات لدى بعض الأشخاص كبيرةً إلا أنّ هذا الأمر لا يبعث على القلق.

اللّسان الجاف

عندما تتفحّص هذا النّوع من الألسنة، تكاد تشعر أنّ عليه مادّةً لاصقة، فهو خسر هيئته اللمّاعة. قد ينتج هذا الجفاف، المثير للقلق والذي يستدعي زيارة الطبيب بإنتظام، من تناول بعض الأدوية (المضادّات للإكتئاب ومدرّات البول وغيرها)، ويمكن أن يظهر لدى الأشخاص الذين يتنفّسون من فمهم في أثناء نومهم، وقد يؤشر إلى بداية حالة جفاف أو ضطرابات مناعيّة في الغدد اللعابيّة.

اللّسان المرقَّط

في هذه الحالة، تنتشر رواسب بيضاء اللون على اللّسان، لكنّها تختفي عندما نحكّه. يثير هذا الأمر القلق، لذا استشر الطبيب، قد يكون السبب الإصابة بالقلاع (أي الحمو) وهو التهاب فطري في الفم يسبّبه فطر «المبيضات»، نتيجة علاج بالمضادّات الحيويّة. ويمكن التخلّص من هذه الحالة بسهولة عبر استخدام مضادّ للفطور.

اللّسان المليء بالحويصلات

يدلّ اللّسان المغطّى بالحويصلات والذي يتآكل عبر إطلاق الإفرازات البيضاء، على إصابة أوّليّة بفيروس الحلأ، وتظهر هذه الحالة في غالب الأحيان لدى الأطفال. من العوارض التي تسبّبها، الألم المصحوب بحمّى قويّة. قد تظهر عدّة رجعات في وقتٍ لاحق على شكل حبوب الحمّى على الشّفتين أو الحنك.

اللّسان المليء بالتقرّحات

يتميّز اللّسان المليء بالتقرّحات ببثور القلاع التي تكون بيضاء اللون وتنتشر على كامل اللّسان ما عدا أطرافه، تكون شديدة الاحمرار وتأخذ شكلا دائريّاً ومتساوياً، وهي لا تشبه تلك التي تظهر عند بداية مرض السرطان الذي يُعرف بالحبّة الصغيرة القاسية والبارزة. في هذه الحالة، استخدم محلولاً من مادّة الأسبيرين أو من أعشاب الراوند لتخفيف الألم الناتج من القلاع. في حال لم تختفِ هذه البثور في غضون عشرة أيّام، استشر الطبيب المختصّ.

كيف أهتمّ بلساني؟


يشرح أحد الأطبّاء: «بعد تنظيف الأسنان بشكل جيّد، ننصح بتنظيف اللّسان بفرشاة الأسنان. هذه النصيحة موجّهة بشكل أساسي إلى الأشخاص الذين لديهم ألسنة مشقّقة، تعتبر هذه الأخيرة المكان الأنسب لتراكم البقايا المجهريّة». في حال أصبح شكل اللّسان غريباً وبات يسبّب الألم وبقيت على هذه الحال فترة من الزمن، إستشر الطبيب العام الذي سيشخص، على الأرجح، القلاع أو الفطار. في حال لم يكن العلاج فاعلاً في غضون أسبوعَين، يجدر بك استشارة اختصاصي في أمراض الفم أو طبيب الجلد أو طبيب الأسنان أو حتّى طبيب الأنف والأذن والحنجرة الخبير بأمراض اللّسان.