1042 - أخبرنا أحمد بن الوليد بن أحمد بقراءتي عليه من أصله ، قال : أخبرني أبي أبو العباس الواعظ حدثنا أبو عبد الله محمد بن الفضل النحوي ببغداد ; في جانب الرصافة ، إملاءا سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة حدثنا الحسن بن علي بن زكريا البصري حدثنا الهيثم بن عبد الله الرماني ، قال : حدثني علي بن موسى الرضا حدثني أبي موسى ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد ، عن أبيه علي ، عن أبيه الحسين ، عن أبيه علي بن أبي طالب قال : لما مرض الحسن والحسين عادهما رسول الله (ص) فقال لي : يا أبا الحسن لو نذرت علي ولديك لله نذرا أرجو أن ينفعهما الله به . فقلت : علي لله نذر لئن برئ حبيباي من مرضهما لاصومن ثلاثة أيام . فقالت فاطمة : وعلي لله نذر لئن برئ ولداي من مرضهما لاصومن ثلاثة أيام . وقالت جاريتهم فضة : وعلي لله نذر لئن برئ سيداي من مرضهما لاصومن ثلاثة أيام . فألبس الله الغلامين العافية فأصبحوا وليس عند آل محمد قليل ولا كثير ، فصاموا يومهم وخرج علي إلى السوق فإذا شمعون اليهودي في السوق وكان له صديقا فقال له : يا شمعون أعطني ثلاثة أصوع شعيرا وجزة صوف تغزله فاطمة . فأعطاه شمعون ما أراد فأخذ الشعير في ردائه والصوف تحت حضنه ودخل منزله فأفرغ الشعير وألقى الصوف فقامت فاطمة إلى صاع من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص وصلى علي مع رسول الله المغرب ودخل منزله ليفطر فقدمت إليه فاطمة خبز شعير وملحا جريشا وماءا قراحا ، فلما دنوا ليأكلوا وقف مسكين بالباب فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد ، مسكين من أولاد المسلمين ، أطعمونا أطعمكم الله من موائد الجنة . فقال علي : فاطم ذات الرشد واليقين يا بنت خير الناس أجمعين أما ترين البائس المسكين جاء إلينا جائع حزين قد قام بالباب له حنين يشكو إلى الله ويستكين كل أمرء بكسبه رهين فأجابته فاطمة وهي تقول : أمرك عندي يا إبن عم طاعة ما بي لؤم لا ولا ضراعة فإعطه ولا تدعه ساعة نرجو له الغياث في المجاعة ونلحق الاخيار والجماعة وندخل الجنة بالشفاعة فدفعوا إليه أقراصهم وباتوا ليلتهم لم يذوقوا إلا الماء القراح ، فلما أصبحوا عمدت فاطمة إلى الصاع الاخر فطحنته وعجنته وخبزت خمسة أقراص وصاموا يومهم ، وصلى علي مع رسول الله (ص) المغرب ; ودخل منزله ليفطر فقدمت إليه فاطمة خبز شعير وملحا جريشا وماءا قراحا فلما دنوا ليأكلوا وقف يتيم بالباب فقال : السلام عليكم يا أهل بيت محمد أنا يتيم من أولاد المسلمين ، استشهد والدي مع رسول الله يوم أحد ، أطعمونا أطعمكم الله على موائد الجنة . فدفعوا إليه أقراصهم وباتوا يومين وليلتين لم يذوقوا إلا الماء القراح ، فلما أن كان في اليوم الثالث عمدت فاطمة إلى الصاع الثالث وطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص ، وصاموا يومهم وصلى علي مع النبي المغرب ثم دخل منزله ليفطر ، فقدمت فاطمة إليه خبز شعير وملحا جريشا وماءا قراحا ، فلما دنوا ليأكلوا وقف أسير بالباب فقال : السلام عليكم يا أهل بيت النبوة أطعمونا أطعمكم الله ، فأطعموه أقراصهم فباتوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا إلا الماء القراح فلما كان اليوم الرابع عمد علي - والحسن والحسين يرعشان كما يرعش الفرخ - وفاطمة وفضة معهم فلم يقدروا على المشي كذا من الضعف ، فأتوا رسول الله فقال : إلهي هؤلاء أهل بيتي يموتون جوعا ، فارحمهم يا رب واغفر لهم إلهي هؤلاء أهل بيتي فاحفظهم ولا تنسهم ، فهبط جبرئيل وقال : يا محمد إن الله يقرأ عليك السلام ويقول : قد استجب دعاءك فيهم وشكرت لهم ورضيت عنهم واقرأ إن الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا إلى قوله إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا.
الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 398 )
1047 - أخبرناه إسماعيل بن إبراهيم بن محمد الواعظ أخبرنا عبد الله بن عمربن أحمد الجوهري بمرو ، سنة ست وستين أخبرنا محمود بن والان حدثنا جميل بن يزيد الحنوحردي حدثنا القاسم بن بهرام ، عن ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد : عن إبن عباس في قول الله تعالى : يوفون بالنذر قال : مرض الحسن والحسين فعادهما رسول الله وعادهما عمومة العرب فقالوا : يا أبا الحسن لو نذرت علي ولديك نذرا . فقال علي : إن برئا صمت ثلاثة أيام شكرا . فقالت فاطمة كذلك . وقالت جارية لهم نوبية يقال لها فضة : كذلك فألبس الله الغلامين العافية وليس عند آل محمد قليل ولا كثير ، فانطلق علي إلى شمعون الخيبري - وكان يهوديا - فاستقرض منه ثلاثة أصوع من شعير فجاء به ، فقامت فاطمة إلى صاع فطحنته واختبزته وصلى علي مع النبي (ص) ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فأعطوه الطعام ، فلما كان يوم الثاني قامت إلى صاع فطحنته واختبزته وصلى علي مع النبي (ص) ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم يتيم . وساق الحديث بطوله وأنا اختصرته . ورواه عن القاسم بن بهرام جماعة ، منهم شعيب بن واقد ومحبوب بن حميد بن حمدويه البصري ومحمد بن حمدويه أبو رجاء .
الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 403 )
1053 - حدثني محمد بن أحمد بن علي الهمداني حدثنا جعفر بن محمد العلوي حدثنا محمد ، عن محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع عن الكلبي عن أبي صالح : عن إبن عباس في قوله تعالى : ويطعمون الطعام على حبه قال : انزلت في علي وفاطمة ، أصبحا وعندهم ثلاثة أرغفة ، فأطعموا مسكينا ويتيما واسيرا ، فباتوا جياعا فنزلت فيهم هذه الآية .
الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 403 )
1054 - أبو النضر في تفسيره قال : حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن روح الطرطوسي حدثنا محمد بن خالد العباسي حدثنا إسحاق بن نجيح ، عن عطاء : عن إبن عباس في قوله تعالى : ويطعمون الطعام قال : مرض الحسن والحسين مرضا شديدا حتى عادهما جميع أصحاب رسول الله (ص) فكان فيهم أبو بكر وعمر فقالا : يا أبا الحسن لو نذرت لله نذرا . فقال علي : لئن عافا الله سبطي نبيه محمد مما بهما من سقم لاصومن لله نذرا ثلاثة أيام . وسمعته فاطمة فقالت : ولله علي مثل الذي ذكرته . وسمعه الحسن والحسين فقالا : يا أبه ولله علينا مثل الذي ذكرت . فأصبحا وقد عافاهما الله تعالى فصاموا فغدا علي إلى جار له فقال : أعطنا جزة من صوف تغزلها لك فاطمة ، وأعطنا كراه ما شئت . فاعطاه جزة من صوف وثلاثة أصوع من شعير . وذكر الحديث بطوله مع الاشعار إلى قوله : إذ هبط جبرئيل فقال : يا محمد يهنيك ما أنزل فيك وفي أهل بيتك إن الابرار يشربون من كأس إلى آخره ، فدعا النبي (ص) عليا وجعل يتلوها عليه وعلي يبكي ويقول : الحمد لله الذي خصنا بذلك ، والحديث اختصرته .
الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 404 )
1055 - أخبرنا عقيل قال : أخبرنا علي بن الحسين حدثنا محمد بن عبيد الله حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك ببغداد حدثنا عبد الله بن ثابت المقرئ قال : حدثني أبي ، عن الهذيل ، عن مقاتل ، عن الاصبغ بن نباتة و عن سعيد بن لمجر : عن إبن عباس في قول الله تعالى : إن الابرار يشربون قال : يعني بهم الصديقين في إيمانهم علي وفاطمة والحسن والحسين ، يشربون في الاخرة من كأس خمر كان مزاجها من عين ماء يسمى الكافور ، ثم نعتهم فقال : يوفون بالنذر يعني يتمون الوفاء به ويخافون يوما كان شره عذابه مستطيرا قد علي وفشا وعم ، نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين ، وذلك إنهما مرضا مرضا شديدا فعادهما رسول الله (ص) وأبو بكر وعمر ومعه وجوه أصحابه فقال : يا علي أنذر أنت وفاطمة نذرا إن عافى الله ولديك أن تفي به . وساقه بطوله .
الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 405 )
1056 - أخبرني أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني كتابة أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني قال : حدثنا بكر بن سهل الدمياطي أخبرنا عبد الغني بن سعيد ، عن موسى بن عبد الرحمان ، عن إبن جريج ، عن عطاء : عن إبن عباس في قوله تعالى : ويطعمون الطعام على حبه قال : وذلك إن علي بن أبي طالب اجر نفسه ليسقي نخلا بشئ من شعير ليلة حتى أصبح ، فلما أصبح وقبض الشعير طحن ثلثه فجعلوا منه شيئا ليأكلوه يقال له الحريرة ، فلما تم انضاجه أتى مسكين فأخرجوا إليه الطعام ، ثم عملا الثلث الباقي فلما تم إنضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه ثم عملا الثلث الباقي فلا من تم إنضاجه أتى أسير من المشركين فسأل فأطعموه وطووا يومهم ذلك .
1057 - أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري قراءة عليه ببغداد من أصله ، حدثنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى بن عبيد المرزباني قراءة عليه في شعبان سنة ثلاث مائة و إحدى وثمانين حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبيد الله الحافظ قراءة عليه في قطيعة جعفر ، قال : حدثني الحسين بن الحكم الحبري حدثنا حسن بن حسين حدثنا حبان بن علي ، عن الكلبي عن أبي صالح : . عن إبن عباس في قوله تعالى : ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ، إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ، إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا ، الايات قال : نزلت في علي إبن أبي طالب أطعم عشاءه وأفطر على القراح .
الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 407 )
1061 - أخبرناه أبو القاسم القرشي والحاكم ، قالا : أخبرنا أبو القاسم الماسرجسي حدثنا أبو العباس محمد بن يونس الكديمي حدثنا حماد بن عيسى الجهني حدثنا النهاس بن قهم . عن القاسم بن عوف الشيباني : عن زيد بن أرقم قال : كان رسول الله (ص) يشد على بطنه الحجر من الغرث ، فظل يوما صائما ليس عنده شئ فأتى بيت فاطمة والحسن والحسين يبكيان فقال رسول الله (ص) : يا فاطمة أطعمي ابني ، فقالت : ما في البيت إلا بركة رسول الله فالتقاهما رسول الله بريقه حتى شبعا وناما واقترضا لرسول الله (ص) ثلاثة أقراص من شعير ، فلما أفطر وضعاها بين يديه ، فجاء سائل فقال : أطعموني مما رزقكم الله . فقال رسول الله (ص) : يا علي قم فأعطه . قال : فأخذت قرصا فأعطيته ، ثم جاء ثان فقال رسول الله قم يا علي فأعطه . فقمت فأعطيته ، فجاء ثالث فقال : قم يا علي فأعطه . قال : فأعطيته ، وبات رسول الله (ص) طاويا وبتنا طاوين فلما أصبحنا أصبحنا مجهودين ونزلت هذه الآية : ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا . ثم إن الحديث بطوله اختصرته في مواضع .
الشوكاني - فتح القدير - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 348 )
- وأخرج إبن مردويه عن إبن عباس في قوله ويطعمون الطعام ، الآية قال نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله (ص).
محمد بيومي - السيدة فاطمة الزهراء ( ع ) - رقم الصفحة : ( 152 )
- ومنها آيات ( سورة الانسان 7 - 12 ) قال تعالى : ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا ........ إلى قوله تعالى : جنة وحريرا .
- أخرج إبن مردويه عن إبن عباس ان الايات نزلت في علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله (ص) .
- وروى الواحدي في تفسيره البسيط والزمخشري في تفسيره الكشاف ، والبيضاوي في تفسيره ، والفخر الرازي في التفسير الكبير : ان إبن عباس روى ( ان الحسن والحسين ، عليها السلام ، مرضا فعادهما رسول الله (ص) في اناس معه فقالوا يا ابا الحسن لو نذرت علي ولدك ، فنذر علي وفاطمة وفضة جارية لهما ان شفاهما الله تعالى ان يصوموا ثلاثة ايام فشفيا وما معهم شئ فاستقرض علي من شمعون الخيبري اليهودي ثلاثة اصوع من شعير ، فطحنت فاطمة صاعا واختبزت خمسة اقراص على عددهم ووضعوها بين ايديهم ليفطروا فوقف عليهم سائل فقال : اللام عليكم أهل بيت محمد ، مسكين من مساكين المسلمين اطعموني اطعمكم الله من موائد الجنة فاثروه ، وباتوا ولم يذوقوا الا الماء ، واصبحوا صائمين ، فلما امسوا ووضعوا الطعام بين ايديهم وقف عليهم فاثروه وجاءهم اسير في الثالثة ، ففعلوا مثل ذلك ، فلما اصبحوا اخذ علي ، (ع) ، بيد الحسن والحسين ، ودخلوا على رسول الله (ص) فلما ابصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع قال : ما اشدما يسوءني ما ارى بكم ، وقام فانطلق معهم ، فراى فاطمة في محرابها قد التصق بطنها بظهرها وغارت عيناها فساءه ذلك ، فنزل جبريل (ع) ، وقال : خذها يا محمد هناك ، الله في أهل بيتك فاقراها السورة .
محمد بيومي - السيدة فاطمة الزهراء ( ع ) - رقم الصفحة : ( 153 )
- وروى المحب الطبري عن إبن عباس في قوله تعالى : ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا قال اجر على نفسه يسقي نخلا بشئ من شعير ليلة ، فلما اصبح قبض الشعير فطحن منه ، فجعلوا منه شيئا ليأكلوه يقال له ( الخريرة ) ( دقيق بلادهن ) فلما تم انضاجه أتى مسكينا فسال فاطعموه اياه ، ثم وصنعوا الثلث ، الثاني ، فلما تم انضاجه اتى مسكين فسال فاطعموه اياه ثم وضعوا الثلث الثالث ، فلما تم انضاجه اتى اسير من المشركين فاطعموه اياه وطووا يومهم فنزلت الآية .
يتبع
المفضلات