بسم الله الرحمن الرحي
ونتعلم من الحسين عليه السلام دروساً, منها :
1 ـــ غيرته على الدين, فعندما رأى معالمه تنطمس في أيدي الأمويين, هب لنصرته وقدم الغالي والنفيس.
2 ـــ الإباء والشمم والعزة فقد حاولوا إذلاله وإخضاعه لإرادتهم, وقد كانوا يستطيعون قتله من أول الأمر, فلماذا لم يقتلوه؟ فأبى إلاّ أن يموت عزيزاً كريماً ولو كلفه ذلك الكثير, فهو يقول : ((ألا إنّ الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة و الذلةـــ أي سل السيف أو البيعة ـــ وهيهات منّا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله وحجور طابت ونفوس طهرت وأنوف حمية)) ويقول أثناء القتال في رجزه :

الموت أولى من ركوب العار والعار أولى من دخول النار
3 ـــ الإخلاص لله سبحانه والتمحض له, فلا يبقى شيء يبخل به على الله لا نفسه ولا أمواله ولا أصحابه ولا موقعه الاجتماعي وحتى نساءَه وهن بنات الوحي تسبى من بلد إلى بلد, كل هذا وهو يقول : ((إلهي إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى)).
4 ـــ القلب الواسع الرحيم الذي يريد الخير لجميع الناس, حتى أعدائه يبكي عليهم يوم عاشوراء, لأنهم يدخلون النار بسببه.
5 ـــ الجد في الحياة والهدفيةلا العيش من أجل أمور زائلة تافهة, لهذا يقول : ((إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً))
6 ـــ أن لا نقصر بإصلاح المجتمع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث قال : ((عليه السلام)) :((انما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي محمد ((صلى الله عليه وآله)) لآمر بالمعروف وأنهى عن المنكر)).
هذا وما زال للكلام بقية, وتوجد تساؤلات تستحق الإجابة عنها : ما هي مقومات شخصية الخطيب, وكيف يكون ناجحا,ً وأمور كثيرة غيرها أُحيل بعضها إلى كتابي (وصايا ونصائح عامة للخطباء) الذي كتبته في مثل هذه المناسبة قبل سنتين, وإلى فرص أخرى لعل الله تعالى يمن بها علينا .
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين وعلى أنصار الحسين، اللهم أحينا حياة محمد وآل محمد ((صلى الله عليه وآله)) وأمتنا مماتهم.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله تعالى على محمد وآله الطاهرين.