[align=center]جامعيات "صبابات قهوة" يتقاضين أجوراً خيالية [/align]
لم تعد مهنة الصبابة ( تقديم القهوة للنساء في المناسبات) تقتصر على الفتاة الأمية أو ذات التعليم المتوسط، بل وجدت منافسة من بعض الجامعيات وذلك بسبب الامتيازات المالية المغرية حيث قد يصل أجر الصبابة في الحفلة الواحدة إلى 15 ألف ريال وهو ما يصل إلى أجر كبار موظفي الدولة . إلا أن ذلك لا يعني أن جميع الصبابات يحصلن على نفس الأجر أو نفس الامتيازات، كما أن الأسعار تختلف من منطقة إلى أخرى حسب المركز الاجتماعي والمادي لأصحاب الحفلة، وكذلك الأمر منوط بمواسم معينة حيث يكثر الطلب على مقدمات القهوة في مواسم الزواج والأفراح. وتجني الصبابة في الحفلة الواحدة 350 ريالاً إذا كانت تعمل ضمن فريق تشرف عليه رئيستهن التي تتقاضى بدورها في بعض الأحيان ما بين 3 إلى 15 ألف ريال.
مهنة النفس الطويل
وهذه المهنة تعد من المهن التي يصعب على المرأة امتهانها في المملكة لطول فترة التدريب التي تمتد 5 اعوام للحصول على لقب "صبابة" تصبح بعدها الفتاة معدة لمزاولة المهنة وتنضم فيما بعد إلى ما يسمى بـ(الفرقة) التي تتألف عادة من 30 فتاة. وأشارت أم محمد، التي تتلمذت على يديها كثيرات من الصبابات، الى أن الصبابة تعمل خلال الأسبوع ولا تقتصر فقط على حضور حفلات الزواج بل حفلات التهاني ومناسبات العزاء رغم أن فترة الموسم لنا تعد فترة عيد الفطر والإجازات وتضيف أم بدر، التي تعتبر إحدى 3 وضعن شروط الصب في نجد لكننا نعمل طيلة العام وطيلة الأسبوع ، ولا يقتصر عملنا على نهاية الأسبوع فقط ونحن نعمل بمقتضى مستوى الزبون الاجتماعي والاقتصادي. وبينت أم محمد أنها تعلمت هذه المهنة منذ أكثر من 15 عاما كمتدربة في صالة أفراح صغيرة لمدة عام ثم متدربة في صالة أحد الفنادق ولمدة 4 سنوات ثم بدأت عملها كصبابة محترفة بعد ذلك. وأوضحت أن طريقتها في تدريب الفتيات على الصب تبدأ ما بين سن 16 عاما، إلى 19، ويبدأ بتعليم الفتاة كيفية نظافة أدوات الصب التي تتكون من دلال القهوة وأواني الشاي والمباخر والفخاريات ثم بعد مرور عام ومع إتقانها عملية النظافة تتأهل إلى مرحلة إمساك فناجين وأكواب القهوة، ثم مرحلة التخديم على ممسكات الدلال، ثم تأتي مرحلة الصب وإمساك الدلال وتكون الفتاة حينها قد تجاوزت في المهنة 5 أعوام ونطلق عليها لقب صبابة.
وتؤكد أم محمد إنه جرت العادة أن لكل 5 أشخاص في الحفلة صبابة واحدة فمثلا إذا كان عدد الحضور في الحفلة يتجاوز 350 شخصاً فهو غالبا ما يحتاج إلى 40 صبابة و25عاملة. وبينت شيخة التي تعمل بالصبابة منذ أكثر من 5 أعوام أن ابرز ما يتميز به عملها هو الأناقة فالصبابة يجب أن تتبع زياً موحداً وان كان يختلف من حفلة إلى أخرى ولكن يتوحد بضرورة أن ترتدي الصبابة شالا أسود خفيفا يوضع على الرأس ويشد شعرها للخلف على هيئة كعكة مضمومة وبحيث يلف عليها الشال، وترتدي حذاء من نفس لون الحزام الذي غالبا ما يكون فضيا، أمَّا الزي والثوب فيختلفان من فرقة إلى أخرى ويخضع غالبا لرأي صاحب الحفلة وللمناسبة.
مهنة بالوراثة
وبرغم اشتعال أسعار الصبابات في الوقت الحالي بسبب كثرة حفلات الزواج والحفلات الخاصة لتوافقها مع الإجازة الصيفية إلا أن بعضهن يتمنين ترك المهنة والبحث عن فرص عمل وظيفية أخرى. ومن هؤلاء شادية (جامعية) التي ذكرت أنها تعمل بمهنة الصبابة منذ ما يقرب من 3 أعوام، بعد أن أخذتها عن أمها قائلة: تعلمت الصبابة منذ صغري فأمي تعمل بهذه المهنة بجانب خالتي وإحدى أخواتي ولكنني رغم تعلمي لها أصرت والدتي على إكمال تعليمي الجامعي.
وتضيف :كنت ادرس وأمارس المهنة حتى تخرجي في الجامعة، ولكنني حتى الآن لم أجد أي عمل لي فسلكت مهنة الصبابة.
بينما أكدت فهدة 30 عاما أنها لا تنوي أن تغير مهنتها في الصب إلى مهنة أخرى فهي تحب تلك المهنة خاصة أنها تحصل على اجر مرتفع في الحفلة الواحدة، مشيرة إلى أن مهنة الصبابة هي مهنة الفن والإبداع.