صفحة 1 من 6 1 2 3 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 77

الموضوع: انصار الحسين(ع) (الحر-مسلم ابن عوسجه-عبدالله الحميري-سليمان بن رزين-منجح ابن سهم

  1. #1
    عضو فضي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2004
    الدولة
    الناصره(ج)
    المشاركات
    717
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    262

    انصار الحسين(ع) (الحر-مسلم ابن عوسجه-عبدالله الحميري-سليمان بن رزين-منجح ابن سهم

    الحر بن يزيد الرياحي

    الحر بن يزيد بن ناجية بن قعنب بن عتاب بن هرمي بن رياح، من أصحاب الإمام الحسين (ع) ولد قبل البعثة.

    كان من وجوه العرب، وشجعان المسلمين، وكان قائداً من أشراف تميم، أرسله والي الكوفة عبيد اللّه بن زياد مع ألف فارس لصدّ الإمام الحسين (ع) عن الدخول إلى الكوفة فسار بجيشه لتنفيذ هذا المهمة، فالتقى بركب الإمام الحسين (ع) في منطقة ذي حسم، ولما حان وقت صلاة الظهر صلّى وأصحابه خلف الإمام الحسين (ع).

    عرض عليه الإمام الحسين (ع) كتب أهل الكوفة التي يطلبون فيها منه المجيء إليهم، فقال الحر: «فأنا لست من هؤلاء الذين كتبوا إليك، وقد أمرنا إذا نحن لقيناك ألا نفارقك حتّى نقدّمك على عبيد اللّه بن زياد».

    لازم ركب الإمام الحسين (ع) وأخذ يسايره حتى أنزله كربلاء، ولكن ما إن حلّ اليوم العاشر من المحرّم، ورأى إصرار القوم على قتال الإمام الحسين (ع) حتّى بدأ يفكّر في أمره، وأقبل يدنو نحو الحسين (ع) قليلاً قليلاً وقد أخذته رعدة، فسأله بعض أصحابه عن حاله، فقال: «إنّي واللّه أخيّر نفسي بين الجنّة والنّار ولا أختار على الجنّة شيئاً، ولو قطّعت، وحرّقت» ثُمَّ ضرب فرسه والتحق بالإمام الحسين (ع).

    وقف بين يديه معلناً توبته، فقال له الإمام (ع): «نعم يتوب اللّه عليك، ويغفر لك».

    استشهد بين يدي الإمام الحسين (ع) ـ بعد قتال بطولي ـ في كربلاء في العاشر من المحرّم سنة 61هـ.

    قال عنه الإمام الحسين (ع): «أنت الحر كما سمتك أمّك حراً في الدنيا والآخرة».

    أمّا سبط ابن الجوزي فيقول: «كان الحر بن يزيد اليربوعي من سادتـهم (أهل الكوفة)».

    قال أبـو القاسم النراقـي: «الحـر بن يزيد الرياحي من حواريي أبي عبد اللّه الحسين (ع)».
    ___________________
    مسلم بن عوسجه
    هو مسلم بن عوسجة بن سعد بن ثعلبة.. الأسدي السعدي. من أبرز وأجل الشخصيات الأسدية في الكوفة، كان شيخاً قديراً معروفاً في قومه بالوقار والنزاهة والالتزام والشرف، وله منزلته الرفيعة بينهم. وهو صحابي جليل، كان ممن رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وروى عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً. وممن قام بمكاتبة الإمام الحسين (عليه السلام) من أهل الكوفة لمبايعته ومساندته ونصرته، فوفى له بذلك بعزم لا يلين وعقيدة لا تضعف وتصميم لا يفتر، وكان يأخذ البيعة له (عليه السلام) على يد سيدنا مسلم بن عقيل (رضي الله عنه) الذي هيأ له بدوره ربع مذحج وأسد لمحاربة ابن زياد. ولكن، بعد قتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة (رضي الله عنهما) اختفى شيخنا الجهادي مده بين قومه، وما إن تحرك الإمام الحسين سلام الله عليه إلى كربلاء حتى خرج إليه (عليه السلام) متخفياً، فأدرك الإمام الحسين (عليه السلام) وهو في كربلاء، فقاتل مع الإمام سلام الله عليه وأصحابه حتى استشهد بين يديه (عليه السلام).

    ومن شدة ولاء هذا الصحابي الجليل لم يكتف بنفسه في مسيرته إلى كربلاء بل اصطحب معه أهله وخادمته؛ رغم صعوبة ومشقة ذلك ورغم ما ينتظرهم من مخاطر وعناء وآلام. وعند ما وصل مناضلنا الهمام إلى كربلاء، التقى بالإمام الحسين (عليه السلام) وانضم إلى مجموعة أنصاره (رضي الله عنهم)، وعندما ألقى مولانا أبو عبد الله الحسين (عليه السلام) خطابه المفعم بالرحمة والرأفة والإنسانية والمتضمن عبارات التسريح والإذن لأهل بيته (عليه السلام) وأصحابه (رضي الله عنهم) بالانصراف عنه والإعفاء من أي التزام نحوه، فنهض إليه سيدنا مسلم بن عوسجة - والجميع متخذ الموقف نفسه - معلناً تصميمه على البقاء مع الإمام الحسين (عليه السلام) ومتابعة المقاومة والنضال وعزمه على الجهاد والقتال، قائلاً: (أنحن نخلي عنك وبم نعتذر إلى الله في أداء حقك؟ أما والله حتى أطعن في صدورهم برمحي واضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة والله لا نخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا غيبة رسوله فيك، أما والله لو قد علمت أني أقتل، ثم أحيى. ثم أحرق ثم أحيى، ثم أذرى، يفعل بي ذلك سبعين مرة ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك، وكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً).

    وفعلاً، أقرن هذا النصير الحسيني الفذ- وكل أنصار الإمام الحسين (عليه السلام) العمل بالقول، وظل يقاتل حتى وقع شهيداً في ساحة القتال وكان ذلك في الحملة الثانية عند ما عاود أحد أعداء الإسلام وأسمه عمرو بن الحجاج الهجوم مرة أخرى ومن جانب نهر الفرات على أصحاب مولانا أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، ففي هذه المرة قاتل شيخنا المناضل الأبي مسلم بن عوسجة (رضي الله عنه) الذي برز إلى العدو قائلاً:

    إن تسألوا عني فإني ذو لبد من فرع قوم في ذرى بني أسد

    فمن بغاني حائد عن الرشد وكافر بدين جبار صمد

    وبينما هو (رضي الله عنه) في ذروة القتال وإذ باثنين من الأعداء هما: مسلم بن عبد الله الضبابي وعبد الرحمن بن أبي خشكارة البجلي هجما عليه وقاما بقتله، وقد ثارت لشدّة العراك والمواجهة غبرة عظيمة لم تنجلِ إلا وسيدنا مسلم بن عوسجة (رضي الله عنه) ملقى صريعاً على الأرض، فاتجه إليه الإمام الحسين (عليه السلام) ومعه الصحابي الجليل حبيب بن مظاهر، فخاطبه الإمام الحسين (عليه السلام) قائلاً:(رحمك الله يا مسلم، وتلا قوله تعالى: (فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً).

    وكان سيدنا مسلم بن عوسجة رضوان الله عليه ما زال به رمق الحياة حيث يلفظ أنفاسه الأخيرة، فاقترب منه سيدنا حبيب بن مظاهر وقال له:( عزّ علي مصرعك يا مسلم أبشر بالجنة).

    فأجاب سيدنا مسلم بصوت ضعيف: (بشرك الله بخير)، ثم أشار إلى الإمام الحسين (عليه السلام) وقال لحبيب: (أوصيك بهذا أن تموت دونه)، فأجابه حبيب بن مظاهر (رضي الله عنه): (أفعل ورب الكعبة ولأنعمنك عينا).

    وسرعان ما فاضت روحه الشريفة بين الإمام الحسين (عليه السلام) وسيدنا حبيب بن مظاهر (رضي الله عنه)، فصاحت جارية له نادبة إياه: وا مسلماه، يا ابن عوسجتاه، يا سيداه!!.

    وصار أعوان عمرو بن الحجاج يتنادون: قتلنا مسلم بن عوسجة.

    وكان حاضراً رجل يدعى شبث بن ربعي، لما سمع تناديهم، قال لمن حوله: (ثكلتكم أمهاتكم، أيقتل مثل مسلم وتفرحون؟ لرب موقف له كريم في المسلمين يوم (آذربايجان) وقد قتل ستة من المشركين قبل أن تلتئم خيول المسلمين).
    ___________________________
    عبد الله بن يقطر الحميري ( رضيع الحسين ( عليه السلام ) )

    كانت أمه حاضنة للحسين كأم قيس بن ذريح للحسن ، ولم يكن رضع عندها ولكنه يسمى رضيعا له لحضانة أمه له . وأم الفضل بن العباس لبابة كانت مربية للحسين ( عليه السلام ) ولم ترضعه أيضا كما صح في الأخبار أنه لم يرضع من غير ثدي أمه فاطمة ( صلوات الله عليها ) وإبهام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 1 ) تارة ، وريقه تارة أخرى . قال ابن حجر في الإصابة : إنه كان صحابيا لأنه لدة الحسين ( عليه السلام ) ( 2 )
    وقال أهل السير : إنه سرحه الحسين ( عليه السلام ) إلى مسلم بن عقيل بعد خروجه من مكة في جواب كتاب مسلم إلى الحسين ( عليه السلام ) يسأله القدوم ويخبره باجتماع الناس ، فقبض عليه الحصين بن تميم ( 3 ) بالقادسية ( 4 ) وأرسله إلى عبيد الله بن زياد فسأله عن حاله فلم يخبره ، فقال له : إصعد القصر والعن الكذاب بن الكذاب ثم انزل حتى أرى فيك رأيي ، فصعد القصر فلما أشرف على الناس قال : أيها الناس ، أنا رسول الحسين بن فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إليكم لتنصروه وتوازروه على ابن مرجانة وابن سمية الدعي ابن الدعي ، فأمر به عبيد الله فألقي من فوق القصر إلى الأرض فتكسرت عظامه وبقي به رمق ، فأتاه عبد الملك بن عمير اللخمي ( قاضي الكوفة وفقيهها ) فذبحه بمدية ، فلما عيب عليه ، قال : إني أردت أن أريحه ( 5 ) .
    قالوا : ولما ورد خبره وخبر مسلم وهاني إلى الحسين ( عليه السلام ) بزبالة ( 6) نعاه إلى أصحابه وقال : " أما بعد ، فقد أتانا خبر فظيع ، قتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة وعبد الله بن يقطر ، وقد خذلنا شيعتنا " إلى آخر ما ذكرناه آنفا ( 7 ) .
    وقال ابن قتيبة وابن مسكويه : إن الذي أرسله الحسين قيس بن مسهر كما يأتي ، وإن عبد الله بن يقطر بعثه الحسين ( عليه السلام ) مع مسلم ، فلما أن رأى مسلم الخذلان قبل أن يتم عليه ما تم بعث عبد الله إلى الحسين يخبره بالأمر الذي انتهى ، فقبض عليه الحصين وصار ما صار عليه من الأمر الذي ذكرناه .
    __________________________________
    سليمان بن رزين مولى الحسين بن علي بن أبي طالب[CENTER]
    كان سليمان هذا من موالي الحسين ( عليه السلام )

    أرسله بكتب إلى رؤساء الأخماس بالبصرة حين كان بمكة .
    قال الطبري : كتب الحسين ( عليه السلام ) إلى رؤساء الأخماس بالبصرة وإلى الأشراف كمالك بن مسمع البكري ، والأحنف بن قيس التميمي ، والمنذر بن الجارود العبدي ، ومسعود بن عمرو الأزدي ، وقيس بن الهيثم ، وعمرو بن عبيد الله ( 1 ) بن معمر ، فجاء الكتاب بنسخة واحدة " أما بعد : فإن الله اصطفى محمدا على خلقه وأكرمه بنبوته ، واختاره لرسالته ، ثم قبضه الله إليه وقد نصح لعباده ، وبلغ ما أرسل فيه ، وكنا أهله وأولياءه وأوصياءه وورثته وأحق الناس بمقامه في الناس ، فاستأثر علينا قومنا بذلك ، فرضينا وكرهنا الفرقة ، وأحببنا لكم العافية ، ونحن نعلم أنا أحق بذلك الحق المستحق علينا ممن تولاه ، وقد بعثت إليكم رسولي بهذا الكتاب ، وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه ، فإن السنة قد أميتت وإن البدعة قد أحييت ، فإن تسمعوا قولي وتطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد " ( 2 ) . فكتم بعض الخبر وأجاب بالاعتذار أو بالطاعة والوعد ، وظن المنذر بن الجارود أنه دسيس من عبيد الله ، وكان صهره فإن بحرية بنت الجارود تحت عبيد الله ، فأخذ الكتاب والرسول فقدمهما إلى عبيد الله بن زياد في العشية التي عزم على السفر إلى الكوفة صبيحتها ، فلما قرأ الكتاب قدم الرسول سليمان وضرب عنقه ، وصعد المنبر صباحا وتوعد الناس وتهددهم ، ثم خرج إلى الكوفة ليسبق الحسين ( عليه السلام )
    ___________________________
    منجح بن سهم مولى الحسن بن علي ( عليهما السلام )

    كان منجح من موالي الحسن ( عليه السلام ) ، خرج من المدينة مع ولد الحسن ( عليه السلام ) في صحبة الحسين ( عليه السلام ) فأنجح سهمه بالسعادة وفاز بالشهادة ، ولما تبارز الفريقان في كربلا قاتل القوم قتال الأبطال . قال صاحب الحديقة الوردية : فعطف عليه حسان بن بكر الحنظلي فقتله ، وذلك في أوائل القتال

  2. #2
    مشرفة سابقة تستحق التقدير الصورة الرمزية الأمل البعيد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    القَطِيفْ ,, أمُ الجِزَمْ ..
    المشاركات
    4,620
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    301

    نـــبـــذة عــــن الصــحــــابـــة المـنــتـجــبــــــيـن ....... ( ارجوا التثبيت )

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه المنتجبــيـن
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    - هذه الـــصـــفــحـــة خـــاصـــة لأجــل التــزود بمــن نســتطــيـــع أن نسميــهــم
    الصحــابــة
    - سيكــون لــنـــا في فــتــرة نبــذة عن شخصــية معــيــنة من أصحاب المعــصـــومــــيـن ( عليهم السلام )
    - أرجــوا التشجــيـــع


    .. آسفه ع التقصــير ..


  3. #3
    مشرفة سابقة تستحق التقدير الصورة الرمزية الأمل البعيد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    القَطِيفْ ,, أمُ الجِزَمْ ..
    المشاركات
    4,620
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    301

    رد: نـــبـــذة عــــن الصــحــــابـــة المـنــتـجــبــــــيـن ....... ( ارجوا التثبيت

    وهذا اول صحابي سنتكلم عنه واذا عجبكم الموضوع بنكمل



    المقداد بن الأســـود

    اسمه ونسبه
    هو المقداد بن عمرو، بن ثعلبة، بن مالك بن ربيعة بن عامر بن مطرود البهراني، ولكنه اشتهر باسم آخر، وهو "المقداد بن الأسود الكندي".

    منذ اليوم الذي حالف فيه الأسود وتبناه الأسود صار إسمه المقداد بن الأسود ، نسبة لحليفة ، والكندي ، نسبةً لحلفاء أبيه . وقد غلب عليه هذا الإسم ، واشتهر به ، حتى إذا نزلت الآية الكريمة : ( أدعُوهُم لآبائِهم ) قيل له : المقداد بن عمرو . وكان يكنى أبا الأسود ، وقيل : أبو عمرو ، وأبو سعيد وأبو معبد . ومن أهم ألقابه : « حارس رسول الله ».



    عمرو ابو المقداد


    كان والده عمرو بن ثعلبة من شجعان بني قومه، يتمتع بجرأة عالية دفعته إلى قتل بعض أفراد بني قومه، فاضطر إلى الجلاء عنهم حفاظاً على نفسه من طلب الثأر، فلحق بحضرموت، وحالف قبيلة كندة التي كانت تحتل مكانة مرموقة بين القبائل، وهناك تزوج امرأة منهم، فولدت له المقداد



    نشأته و رحيله إلى مكة


    نشأ هذا الفتى في ظل مجتمع ألف مقارعة السيف، ومطاعنة الرماح، فاتصف بالشجاعة، حتى إذا بلغ سن الشباب، أخذت نوازع الشوق تشده إلى مضارب قومه في "بهراء"، ما دفعه إلى تخطي آداب "الحلف"، لأنه كان يعتبر أن الحلف لا يعني أكثر من قيد "مهذب" يضعه الحليف في عنقه وأعناق بنيه، ولذا لم يكن هو الآخر أسعد حظاً من أبيه، حيث اقترف ذنباً مع مضيفيه و"أخواله"، فاضطر إلى الجلاء عنهم أيضاً نتيجة خلاف وقع بينه وبين أبي شمر بن حجر الكندي ـ أحد زعماء كندة ـ فهرب إلى مكة، ولما وصل إليها، كان عليه أن يحالف بعض ساداتها كي يمنعوه مما يمنعون منه أنفسهم، فحالف الأسود بن عبد يغوث الزهري أحد جبابرة قريش، فتبناه، وكتب إلى أبيه يطلب إليه القدوم إلى مكة.



    إلتحاقه بالرسول و إسلامه


    ذكر ابن مسعود أن أول من أظهر إسلامه سبعة ، وعدّ المقداد واحداً منهم . الا انه لم يستطع إظهار إسلامه خوفاً من بطش حليفه الأسود الذي صار له كالأب و السيد- كان يكتم إسلامه. ولكن المقداد كان يتحيّن الفرص للتخلّص من ربقة "الحلف" الذي أصبح يشكل بالنسبة له ضرباً من العبودية، وفي السنة الأولى للهجرة، قيّضت له الفرصة لأن يلحق بركب النبي(صلى الله عليه وآلهوسلم)، وأن يكون واحداً من كبار صحابته المخلصين. فقد عقد رسول الله(صلى الله عليهوآله وسلم) لعمه الحمزة لواءً أبيض في ثلاثين رجلاً من المهاجرين ليعترضوا عير قريش، وكان هو وصاحب له، يقال له عمرو بن غزوان لا زالا في صفوف المشركين، فخرجا معهم يتوسلان لقاء المسلمين، فلما لقيهم المسلمون انحازا إليهم وذهبا إلى المدينة للقاء الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، حيث كانت بداية الجهاد الطويل.
    .. آسفه ع التقصــير ..


  4. #4
    عضو نشط الصورة الرمزية روح الحياة
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    126
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    210

    رد: نـــبـــذة عــــن الصــحــــابـــة المـنــتـجــبــــــيـن ....... ( ارجوا التثبيت

    مشكورة وموضوع رائع جدا للتعرف على الصحابة
    ويستحق التثبيت
    ونرجوا التكملة
    تحيااااااااتي
    روح الحياة
    ما اوقع إلا على الشيكات

  5. #5
    نائبة عامة الصورة الرمزية شمعه تحترق
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    الدولة
    عالم العطاء
    المشاركات
    10,837
    شكراً
    0
    تم شكره 23 مرة في 23 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    2735

    رد: نـــبـــذة عــــن الصــحــــابـــة المـنــتـجــبــــــيـن ....... ( ارجوا التثبيت

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وصلي اللهم على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    بوركت يمناك اختاه

    نحن بحاجه لأمثال هذه المواضيع

    أشد على يدك

    بإنتظا المزيد


    صغيره حروفي يازهرا
    إذا توصف كراماتك
    ويعجز حرفي بصغره
    ولايوصل عظم ذاتك
    ::بقلم شمعه::

    لازال في قلبي سؤال
    لا أجيزولا أحل لأحد نقل أو استخدام أو نسخ كتاباتي بلا اذن مني

  6. #6
    مشرفة سابقة تستحق التقدير الصورة الرمزية الأمل البعيد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    القَطِيفْ ,, أمُ الجِزَمْ ..
    المشاركات
    4,620
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    301

    رد: نـــبـــذة عــــن الصــحــــابـــة المـنــتـجــبــــــيـن ....... ( ارجوا التثبيت

    مشكورين كلكم ع التشجيع
    بس وين الباقي اشوف المشاهدة 15 والردود 3
    ماعجبكم الموضوع ؟؟؟!
    التعديل الأخير تم بواسطة الأمل البعيد ; 07-21-2007 الساعة 12:41 AM
    .. آسفه ع التقصــير ..


  7. #7
    مشرفة سابقة تستحق التقدير الصورة الرمزية الأمل البعيد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    القَطِيفْ ,, أمُ الجِزَمْ ..
    المشاركات
    4,620
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    301

    رد: نـــبـــذة عــــن الصــحــــابـــة المـنــتـجــبــــــيـن ....... ( ارجوا التثبيت

    .*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*
    وين الأعضاء :( محد رد :(
    .*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*
    .. آسفه ع التقصــير ..


  8. #8
    المشرف العام الصورة الرمزية شبكة الناصرة
    تاريخ التسجيل
    Nov 2003
    الدولة
    .:. العوامية .:.
    المشاركات
    24,656
    مقالات المدونة
    16
    شكراً
    392
    تم شكره 234 مرة في 129 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    28693

    رد: نـــبـــذة عــــن الصــحــــابـــة المـنــتـجــبــــــيـن ....... ( ارجوا التثبيت

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

    يعطيك ربي الف عافيه ..

    كل المودة
    شبكة الناصرة الثقافية معاً نحوَ الأفضل



    احتاج لك صدر ٍ حنون ،، أحس بك وين ما أكون ،، تضمني بعطف ودفا ،، وأشتاق لك وصل وجفا ،، ولاغابت الشمس ،، وملىء الكون السكون ،،أبي أنام في هالعيون


    جزيره آمنه قلبي .. وكفيني سفن وشراع .. تصدق لو تبكيني .. تحولني لوطن أوجاع


  9. #9
    مشرف منتدى كرامات أهل البيت(ع) الصورة الرمزية ابو طارق
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    لبنان العزة والكرامة
    المشاركات
    18,525
    شكراً
    398
    تم شكره 212 مرة في 176 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    80781

    رد: نـــبـــذة عــــن الصــحــــابـــة المـنــتـجــبــــــيـن ....... ( ارجوا التثبيت

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ابنتي

    ((الأمل البعيد))

    تشكري على طرح هذا الموضوع

    نعم

    ليكون هناك صفحة كاملة عن اصحاب الرسول

    والأئمة الاطهار صلوات الله عليهم اجمعين


    اكتبي ونحن سوف نكون من المشجعين والمساعدين

    لاظهار كل من كان على صلة بالأئمة سلام الله عليهم


    مع كل التقدير والاحترام لكي ابنتي


    محمود سعد




  10. #10
    مشرفة سابقة تستحق التقدير الصورة الرمزية الأمل البعيد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    القَطِيفْ ,, أمُ الجِزَمْ ..
    المشاركات
    4,620
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    301

    رد: نـــبـــذة عــــن الصــحــــابـــة المـنــتـجــبــــــيـن ....... ( ارجوا التثبيت

    مشكورين ع التشجيع الروعة وسوف انزل الجزء الثاني
    تحيااااااااااتي
    .. آسفه ع التقصــير ..


  11. #11
    مشرفة سابقة تستحق التقدير الصورة الرمزية الأمل البعيد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    القَطِيفْ ,, أمُ الجِزَمْ ..
    المشاركات
    4,620
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    301

    رد: نـــبـــذة عــــن الصــحــــابـــة المـنــتـجــبــــــيـن ....... ( ارجوا التثبيت

    أبو ذر الغفاري


    أبو ذر ، جندب بن جنادة الغفاري أحد السابقين الأولين وخامس خمسة في الإسلام .


    إسلامه

    كان يتسمّع الأنباء من بعيد, وكلما سمع قوما يتحدثون عن محمد اقترب منهم في حذر, حتى جمع من نثارات الحديث من هنا وهناك ما دله على محمد بن عبد الله ، وعلى المكان الذي يستطيع أن يراه فيه. و في صبيحة يوم ذهب إلى مكة فوجد هناك الرسول صلى الله عليه وسلم جالسا وحده, فاقترب منه وقال: نعمت صباحا يا أخا العرب ،

    ورد عليه الرسول السلام وسأله من أين أنت؟

    فقال : من غفار وهي قبيلة مشهورة في السطو ، فتعجب الرسول أن يأتيه أحد قطاع الطرق يريد الإسلام في بداية الدعوة التي كانت سرا ولم يجهر بها ، ولكن الله يهدي من يشاء فقد كان متمردا على عبادة الأصنام وما أن سمع بوجود نبي يسفه عبادة الأصنام حتى أتاه وأعلن إسلامه عند رسول الله فكان ترتيبه الخامس أو السادس .

    فقال له الرسول
    (يا أبا ذر أكتم هذا الأمر ، وأرجع إلى قومك ،وإذا بلغك ظهورنا فأقبل)
    فقال
    والذي بعثك بالحق لأصرخن بها بين أظهرهم ،
    فصاح يا معشر قريش أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ، فقاموا على ضربه حتى خلصه العباس عم النبي بحيلة أنكم تجار وستمرون في طريقكم على غفار وهذا من رجالها فتركوه.

    وهكذا بدأت شخصية أبو ذر بالقوة بالحق وأنه لا تأخذه في الله لومة لائم في الحق ، مع حدة وصلابة تميز بها ، فعاد أبو ذر مسلما إلى قومه


    المدينة المنورة

    بعد مرور الأيام و هجرة الرسول إلى المدينة واستقرار المسلمين فيها ، يأتي يوم وإذا صفوف من المشاة والركبان فيها قبيلة غفار برجالها ونسائها وقبيلة أسلم يقودهم أبو ذر إلى المدينة مسلمين ، فتعجب الرسول من صنيع ودعوة أبو ذر ، وأستقبلهم ونظر إلى قبيلة غفار .وقال غفار غفر الله لها. ثم إلى قبيلة أسلم فقال: وأسلم سالمها الله ، ثم قال الرسول لأبي ذر : ما أقلّت الغبراء, ولا أظلّت الصحراء أصدق لهجة من أبي ذر


    كن أبا ذر

    في غزوة تبوك أمر الرسول عليه السلام بالتهيؤ لملاقاة الروم ، وكانت أيام عسر وشقة وحر شديد وتخلف فيها من تخلف من المنافقين والمعذورين ، وكان منهم أبو ذر الذي تخلف وأبطا به بعيره فما كان منه إلا أن نزل من فوق ظهر البعير, وأخذ متاعه وحمله على ظهره ومضى ماشيا على قدميه, مهرولا, وسط صحراء ملتهبة حتى يدرك الرسول وصحبه ، فتوقف الرسول والصحابة وقفة أستراحة حتى رأى أحدهم رجل يمشي على الطريق وحده فقال الرسول : ( كن أبا ذر ) فلما أقبل كان هو أبو ذر .

    فقال الرسول صلى الله عليه وآله وسـلـم
    ( يرحم الله أبا ذر ، يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده )


    بــعـــد مـــوت النـبــي (ص) وبـدء عــصــر الخــلافــة

    تبدأ قصة أبو ذر وخلافه مع الخلفـــاء و مال المسلمين بحديث للرسول سلام الله عليــه ، حيث ألقى الرسول يوما هذا السؤال:

    يا أبا ذر كيف أنت اذا أدركك أمراء يستأثرون بالفيء؟
    فأجاب قائلا: اذن والذي بعثك بالحق, لأضربن بسيفي . فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام: أفلا أدلك على خير من ذلك..؟ اصبر حتى تلقاني . ومضى عهد الرسول, ومن بعده عصر أبي بكر, وعصر عمر وفيها مراقبة صارمة لولاتهم في العراق, و الشام, و صنعاء ، والبلاد النائية ، وبعد الفتوحات الإسلامية في عهد عمر والسلطة والثروات في الأقطار الأسلامية بدأت الأموال تفسد المجتمع ، والسلطة والجاه وغيرها فكان أبو ذر يتوجه إلى أقاليم المسلمين و ولاتها ويحذرهم من السلطة والمال ومعارضا للولاة ، فكان يردد (بشّر الكانزين الذين يكنزون الذهب والفضة بمكاو من نار تكوى بها جباههم وجنوبهم يوم القيامة ) ، وتوجه إلى الشام


    الشام

    أغلب صراعه ومعارضته كانت في الشام ، حيث الخيرات والأموال في ولاية معاوية بن أبي سفيان (لعنة الله عليــه) وكان ذلك في حكم عثمان بن عفان ، وكان معاوية يعطي الأموال ويوزعها بغير حساب, يتألف بها الناس ، وكان أبو ذر يعلم الناس جميعا أنهم جميعا سواسية كأسنان المشط ، وأنهم جميعا شركاء في الرزق ، وأنه لا فضل لأحد على أحد الا بالتقوى ، وكانت الجموع تلتف حوله ولو أراد ثورة أو سلطة أو إمارة لأخذها ولكنه أراد النصح لولي الأمر, فحدث الخلاف بين أبو ذر ومعاوية فكان أبو ذر يسائل معاوية في غير خوف ولا مداراة عن ثروته قبل أن يصبح حاكما, ثم يوجه السؤال للجالسين حوله من الصحابة الذين صحبوا معاوية إلى الشام وصار لبعضهم قصور وضياع ، ويستشعر معاوية الخطر, ولكنه يعرف له قدره, فلا يقرّ به بسوء, ويكتب عن فوره لعثمان يقول له: ان أبا ذر قد أفسد الناس بالشام ، ويكتب عثمان لأبي ذر يستدعيه للمدينة ، وأطاع أبو ذر أمر خليفته ، ومما سمع عثمان من شكاوى ضد أبو ذر ومشايعة الجماهير لآرائه ، دار الحوار بين عثمان وأبو ذر وأستقر راي عثمان على نفيه إلى الربذة


    أقواله

    والذي نفسي بيده, لو وضعتم السيف فوق عنقي, ثم ظننت أني منفذ كلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن تحتزوا لأنفذتها..!! لله درك يا أبا ذر أي رجل كنت رضى الله عنك ، ونحن الآن بحاجة إلى أبي ذر لا يخشى في الله لومة لائم


    وفاته

    مات في الربذة حيث جلست ابنتــه -ويـقـال زوجتــه - بجواره تبكي, وانه ليسألها: فيم البكاء والموت حق ؟ ، فتجيبه بأنها تبكي: لأنك تموت, وليس عندي ثوب يسعك كفنا ، قال لها : لا تبكي, فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وأنا عنده في نفر من أصحابه يقول: ليموتنّ رجل منكم بفلاة من الأرض, تشهده عصابة من المؤمنين. فأتت قافلة على رأسهم عبدالله بن مسعود ومــالك بن الأشتر . فعرفه و وقف على جثمانه قائلا : صدق رسول الله ، تمشي وحدك, وتموت وحدك, وتبعث وحدك
    .
    .. آسفه ع التقصــير ..


  12. #12
    مشرفة سابقة تستحق التقدير الصورة الرمزية الأمل البعيد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    القَطِيفْ ,, أمُ الجِزَمْ ..
    المشاركات
    4,620
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    301

    رد: نـــبـــذة عــــن الصــحــــابـــة المـنــتـجــبــــــيـن ....... ( ارجوا التثبيت

    أبو طالب ناصر الرسول



    عام الفيل

    في عام 570 ميلادي هاجمت جيوش الأحباش بقيادة أبرهة مدينة مكّة المكّرمة تريد هدم الكعبة .

    كان عبد المطلب جدّ سيدنا محمد ( صلى الله عليه و آله ) سيد مكّة آنذاك فطاف حول الكعبة و دعا الله سبحانه أن لا يمكّن " الغزاة " من هدم البيت الذي بناه إبراهيم الخليل ( عليه السَّلام ) و ابنه إسماعيل لعبادة الله وحده .


    و استجاب الله تعالى دعاء عبد المطلب ، فما أن تقدّمت الفيلة و الجنود لهدم الكعبة حتى ظهرت في الاُفق طيور أبابيل .


    كانت تحمل في مناقيرها حصى مشتعلة و راحت الطيور تقصف الجيش ، و تمزّق الغزاة حول الكعبة و ظهرت قدرة الله سبحانه و وجاهة عبد المطلب ، و سمّي هذا العام بعام الفيل و هو العام الذي ولد فيه سيدنا محمد ( صلى الله عليه و آله ) و كان عمر أبي طالب آنذاك ثلاثين سنة ، و قد ورد ذكر هذه الحادثة في القرآن الكريم في سورة الفيل في قوله تعالى :




    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ



    أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ؟



    أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ؟



    وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ .



    تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ .



    فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ .








    عبد المطلب



    كان لعبد المطلب الذي حفر بئر " زمزم " عشرة بنين أحدهم عبد الله و هو أبو النبي ، و آخر اسمه " أبو طالب " و هو عمّه .


    كان سيدنا محمد ( صلى الله عليه و آله ) يتيماً مات أبوه عبد الله و هو ما يزال جنيناً في بطن أُمه ثم ماتت أُمُّه و كان له من العمر خمس سنين ، فكفله جدّه عبد المطلب و كان يحبّه حبّاً كثيراً ، و يتوسم فيه النبوّة .



    كان عبد المطلب حنيفياً على دين إبراهيم و إسماعيل ، و كان يوصي أولاده بمكارم الأخلاق .



    و في فراش الموت قال لأولاده : " إن من صلبي لنبيّاً ، فمن أدركه فليؤمن به " .



    ثم التفت إلى ولده أبي طالب و همس في أُذنه :



    ـ يا أبا طالب إنّ لمحمّد شأناً عظيماً ، فانصره بيدك و لسانك .






    الكفيل



    كان عمر سيدنا محمد ( صلى الله عليه و آله ) ثمانية أعوام عندما مات جدّه عبد المطلب فانتقل إلى كفالة عمّه أبي طالب .


    و من ذلك الوقت بدأ عهد جديد .



    و أبو طالب هو عبد مناف الذي اشتهر بشيخ البطحاء و أُمه فاطمة بنت عمرو من بني مخزوم .



    عاش سيدنا محمد في كنف عمّه و كان يجد في أحضانه الدفء و المحبّة ، و كانت فاطمة بنت أسد و هي زوجة عمّه هي الاُخرى تغمره بالحبّ و الرعاية و تقدّمه على سائر أولادها ، و في مثل هذه الاُسرة الكريمة نشأ سيدنا محمد .



    كان حبّ أبي طالب لابن أخيه يزداد مع مرور الأيام لما يراه من أخلاقه الكريمة و أدبه العظيم .



    فإذا حضر الطعام مثلاً كان الصبي اليتيم يمدّ يده بأدب و يقول بسم الله فإذا انتهى قال : الحمد لله .



    ذات مرّة افتقد " أبو طالب " ابن أخيه محمد على المائدة فرفع يده عن الطعام و قال : لا آكل حتى يأتي ابني ، فإذا حضر ناوله وعاء اللبن ليشرب ثم يشرب سائر الأولاد الواحد بعد الآخر فيرتوون جميعاً ، و يعجب العمّ لذلك فيلتفت إلى ابن أخيه و يقول :



    ـ إنّك لمبارك يا محمّد .






    البشارة



    يسمع أبو طالب من أهل الكتاب بشارات تتحدث عن قرب ظهور نبي أطلّ زمانه ، فيزداد رعاية لابن أخيه و يتوسّم فيه النبوة ، فكان لا يفارقه .


    و عندما أراد أبو طالب الذهاب في رحلة تجارية إلى الشام إصطحب معه سيدنا محمداً و كان عمره آنذاك تسع سنين و في مدينة بُصرى التي تقع على طريق القوافل التجارية كان هناك دير يسكن فيه راهب نصراني اسمه بَحيرا ، كان هو الآخر يترقّب ظهور نبي جديد قرب زمانه و عندما وقعت عيناه على محمد وجد في صفاته و ملامحه ما يبشّر بأنّه النبي الموعود .



    و راح الراهب يتأمل في وجه الصبي المكّي في خشوع و بشارة السيد المسيح تتردّد في أعماقه .



    سأل الراهب عن اسم الصبي فقال أبو طالب : اسمه محمد .



    و يزداد الراهب خشوعاً لهذا الإسم الكريم فيقول لأبي طالب :



    ـ عد إلى مكّة و احذر على ابن أخيك من اليهود فانّه كائن له شأن عظيم .



    و عاد أبو طالب إلى مكّة و هو أكثر حبّاً لمحمّد و أكثر حرصاً على سلامته .






    الصبي المبارك



    و تمرّ سنوات ، و أصاب القحط مكّة و ما حولها من القرى ، و جاء الناس إلى شيخ البطحاء يطلبون منه " الإستسقاء " .


    ـ يا أبا طالب ، أقْحَطَ الوادي و أجَدَبَ العيال ، فهلّم فاستسق لنا .



    و عندما خرج أبو طالب كان أمله بالله سبحانه كبيراً و لكنّه لم ينس أن يأخذ معه ابن أخيه محمّداً .



    وقف أبو طالب إلى جانب الكعبة و معه محمّد ، كان قلب الصبي يتدفق رحمة للناس ، و دعا أبو طالب إله إبراهيم و إسماعيل أن يرسل المطر مدراراً .



    و نظر محمّد إلى السماء ، و مرّ وقت ، و امتلأت السماء بالسحاب و اشتعلت البروق و دوّى الرعد و انهمر المطر غزيزاً و سالت الأودية .



    و عاد الناس فرحين يشكرون الله على نعمة المطر و الخصب , و عاد أبو طالب و هو أكثر حبّاً لابن أخيه .



    و تمرّ الأعوام و يبلغ محمّد سنّ الشباب فإذا هو مثال عظيم لكلّ الأخلاق الإنسانية حتى عرف بالصادق الأمين .



    كان أبو طالب لا يكره شيئاً مثلما يكره الظلم ، و لا يحبّ أحداً مثلما يحبّ المظلومين .



    لهذا كان سيدنا محمّد يحبّ أبا طالب .



    ذات مرّة وقعت الحرب بين قبيلة " كنانة " و قبيلة " قيس " و كانت قبيلة قيس هي المعتدية .



    جاء رجال من قبيلة كنانة و قالوا لأبي طالب :



    ـ يا بن مطعم الطير و ساقي الحجيج ، لا تغب عنّا فإنّا نرى بحضورك الغلبة و الظفر .



    فأجابهم أبو طالب :



    ـ إذا اجتنبتم الظلم و العدوان و القطيعة و البهتان فإني لا أغيب عنكم فعاهدوه على ذلك .



    و وقف سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) إلى جانب عمّه مع كنانة و كان النصر لهم .



    و كان بعض أهل مكّة يعتدون على حجّاج بيت الله ، فقد جاء رجل من قبيلة خثعم مع ابنته لحجّ بيت الله ، فقام شاب من أهل مكّة و أخذ الفتاة بالقوّة .



    فصاح الرجل الخثعمي : من ينصرني ؟



    فأجابه بعضهم : عليك بحلف الفضول .



    و انطلق الرجال إلى أبي طالب .



    و حلف الفضول تبنّاه أبو طالب ، و هو عهد بين رجال من أهل مكّة اتفقوا فيه على نصرة المظلوم و الانتصاف من الظالم .



    و عندما توجّه الخثعمي إليهم طالباً العون ، هبّ رجال مسلّحون إلى بيت ذلك الشاب و هددوه ، و أعادوا الفتاة إلى أبيها ، و كان سيدنا محمّد من ضمن أعضاء الحلف .






    الزواج السعيد


    كان أبو طالب كثير العيال و ينفق على المحتاجين ، فأصبح في ضائقة .

    و شعر سيدنا محمّد بأن عليه أن ينهض بواجبه ، خاصة و قد عرضت عليه خديجة _ و كانت امرأة ثريّة _ أن يذهب في تجارتها إلى الشام .

    و كانت الرحلة ناجحة تجارياً ، و أدّى سيدنا محمّد الأمانة إلى أهلها ممّا جعل خديجة تفكّر في أمره ، فعرضت عليه الزواج .

    و قد استبشر أبو طالب بهذا الزواج و ذهب بنفسه يخطب خديجة من أهلها ، و كان معه رجال من بني هاشم فيهم الحمزة بن عبد المطلب عمّ سيدنا محمّد .

    قال أبو طالب : " الحمد لله الذي جعلنا من زرع إبراهيم و ذريّة إسماعيل ، و جعل لنا بيتاً محجوباً و حرماً آمناً ، و بارك لنا في بلدنا .

    و إن ابن أخي محمّد بن عبد الله لا يوازن برجل من قريش إلاً رجح عليه و لا يقاس بأحد إلاّ كان أعظم منه ، و إن كان في المال قل ، فإن المال رزق حائل و ظلّ زائل ، و له في خديجة رغبة ، و لها فيه رغبة ، و صداق ما سألتموه من مالي ، و له و الله نبأ عظيم " .



    يتبع >>>
    التعديل الأخير تم بواسطة الأمل البعيد ; 07-21-2007 الساعة 07:07 PM
    .. آسفه ع التقصــير ..


  13. #13
    مشرفة سابقة تستحق التقدير الصورة الرمزية الأمل البعيد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    القَطِيفْ ,, أمُ الجِزَمْ ..
    المشاركات
    4,620
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    301

    رد: نـــبـــذة عــــن الصــحــــابـــة المـنــتـجــبــــــيـن ....... ( ارجوا التثبيت

    جبريل عليــه الســـلامـ

    و تمرّ الأعوام و يبلغ أبو طالب من العمر سبعين سنة ، و كان عمر سيدنا محمّد أربعين عاماً ، و كان يذهب إلى غار حراء كعادته كلّ عام .

    و في ذلك العام هبط الوحي من السماء و سمع سيدنا محمّد هاتفاً يقول له :

    ـ اقرأ ! أقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ و ربّك الكرم ، الذي علّم بالقلم ، علّم الإنسان ما لم يعلم . . .

    ثم قال : يا محمّد! أنت رسول الله و أنا جبريل .

    و عاد محمّد من غار حراء يحمل معه رسالة السماء .

    فآمنت خديجة زوجته ، و آمن ابن عمّه علي بن أبي طالب .

    و ذات يوم و عندما كان سيدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) يصلّي و خلفه علي ، جاء أبو طالب فقال بعطف :

    ـ ماذا تصنعان يابن أخي ؟

    فقال النبي ( صلى الله عليه و آله ) :

    ـ نصلي لله على دين الإسلام .

    فقال أبو طالب و عيناه تشعّان رضىً :

    ـ ما بالذي تصنعان بأس . ثم قال لابنه علي :

    ـ يا علي الزم ابن عمّك . . انّه لا يدعوك إلاّ لخير .

    في منزل النبي ( صلى الله عليه و آله )

    و بعد مدّة هبط جبريل يحمل له أمر الله " و انذر عشيرتك الأقربين و اخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين " .

    و أمر رسول الله عليّاً و كان عمره يومذاك عشرة أهوام أن يدعو له عشيرته أي بني هاشم ، و جاء أبو طالب و أبو لهب و غيرهما .

    و بعد أن تناول الجميع الطعام قال سيدنا محمّد :

    ـ ما أعلم شاباً في العرب جاء قومه بمثل ما جئتكم به . لقد جئتكم بخير الدنيا و الآخرة . .

    ثم عرض عليهم دين الإسلام .

    نهض أبو لهب و قال بحقد :

    ـ لقد سحركم محمّد .

    فقال أبو طالب بغضب :

    ـ اسكت ما أنت و هذا .

    و التفت إلى سيدنا محمّد و قال :

    ـ قم و تكلّم بما تحبّ و بلِّغ رسالة ربّك فأنت الصادق الأمين .

    و عندها نهض سيدنا محمّد و قال :

    ـ لقد أمرني ربي أن أدعوكم إليه فأيّكم يؤازرني ( ينصرني ) على هذا الأمر فيكون أخي و وصيي و خليفتي فيكم بعدي .

    فسكت الجميع .

    فاندفع علي يقول بحماس الشباب :

    ـ أنا يا رسول الله .

    و فرح النبي و عانق ابن عمّه الصغير و هو يبكي .

    نهض بنو هاشم و كان أبو لهب يقهقه ساخراً و يقول لأبي طالب :

    ـ لقد أمرك محمّد أن تسمع لابنك و تطيع .

    و لكن أبا طالب لم يكترث له بل نظر إليه غاضباً .

    و خاطب ابن أخيه بعطف :

    ـ امض لما أمرت به ، فو الله لا أزال أحوطك و أمنعك .

    و ينظر سيدنا محمّد إلى عمّه بتقدير فهو يشعر بالقوّة مادام سيد مكّة إلى جانبه .



    الناصر

    و بالرغم من ضعف الشيخوخة فقد وقف أبو طالب بقوّة يدافع عن رسالة محمّد ، و كان في الخط الأول في الصراع مع مشركي قريش .

    و يدخل عدد كبير من أهل مكّة في دين الله ضاربين عرض الجدار عبادة الأوثان و الأصنام و تهديدات جبابرة قريش .

    و ذات يوم جاء زعماء المشركين إلى أبي طالب و كان طريح الفراش و قالوا بغيظ :

    ـ يا أبا طالب ! أكفف عنّا ابن أخيك ، فانه قد سفّه أحلامنا و سبّ آلهتنا .

    و يحزن أبو طالب من أجل قومه لأنّهم لا يريدون الإصغاء إلى صوت الحقّ : فقال لهم :

    ـ أمهلوني حتى أُكلّمه .

    و أخبر أبو طالب سيدنا محمّدا بما قاله زعماء قريش ، فقال النبي ( صلى الله عليه و آله ) باحترام :

    ـ يا عم ! لا أستطيع أن أعصي أمر ربّي .

    فقال أبو جهل و هو أكثرهم حقداً :

    ـ سوف نعطيه كلّ ما يريد من الأموال بل نجعله ملكاً علينا إذا شاء .

    فقال النبي أنا لا أُريد شيئاً سوى كلمة واحدة .

    فقال أبو جهل : ما هي ؟ لنعطيك ها و عشراً من أمثالها .

    فقال سيدنا محمّد :

    ـ قولوا لا إله إلاّ الله .

    فانفجر أبو جهل غيظاً .

    ـ اسأل غيرها .

    فقال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) :

    ـ لو جئتموني بالشمس حتى تضعوها في يدي ما سألتكم غير هذا .

    و ساد التوتر ، و نهض المشركون و هم يتوعدون سيدنا محمّداً و يهدّدونه ، فقال أبو طالب لسيدنا محمّد :

    ـ أبقِ على نفسك و لا تحمّلني من الأمر ما لا أُطيق .

    أجاب النبي و قد دمعت عيناه :

    ـ يا عماه و الله لو وضعوا الشمس في يميني و القمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه .

    نهض النبي ( صلى الله عليه و آله ) و هو يمسح دموعه ، فناداه أبو طالب برقَة و قال :

    ـ أُدن مني يا ابن أخي .

    فدنا سيدنا محمّد منه ، فقبّله عمّه و قال :

    ـ اذهب يابن أخي و قل ما تشاء ، فو الله لا اُسلمك لشيء أبداً .

    ثم راح ينشد متحدّياً جبروت قريش .

    ـ و الله لن يصلوا إليك بجمعهم *** حتى أوسّد في التراب دفينا


    نور الإسلام

    و مضى سيدنا محمّد يبشّر بالدين الجديد ليخرج الناس من الظلمات إلى النور .

    و مرّة اُخرى جاء جبابرة قريش إلى أبي طالب و خاطبوه بأسلوب آخر قائلين :

    ـ يا أبا طالب هذا عمارة بن الوليد ( أخو خالد بن الوليد ) أنهد فتى في قريش و أجمله فخذه إليك و سلّمنا محمّداً لنقتله .

    و أسف أبو طالب لقومه و هم يفكّرون بهذه الطريقة فأجابهم مستنكراً :

    ـ أتعطوني ابنكم أغذوه لكم و أعطيكم ابني لتقتلوه . . هذا و الله لا يكون أبداً أرأيتم ناقة تحنّ إلى غير ولدها ؟!

    و اشتد أذى المشركين و راحوا يعذبون المسلمين ، و خشي أبو طالب أن يمتد أذاهم إلى سيدنا محمّد ، فاستدعى بني هاشم ، و دعاهم إلى حماية النبي ( صلى الله عليه و آله ) و المحافظة عليه ، فاستجابوا له ما عدا أبي لهب .

    و سمع أبو طالب بأن أبا جهل و غيره من المشركين يحاولون قتل سيدنا محمد فمضى يبحث عنه ، و كان معه جعفر ابنه و انطلق إلى تلال مكة و راح يبحث عنه هنا و هناك ، فوجده يصلّي لله و عليّ إلى يمينه ، و كان منظر سيدنا محمد وحيداً و ليس معه أحد سوى عليّ يبعث على الحزن ، فأراد أبو طالب أن يشدّ من عضد ابن أخيه فالتفت إلى ابنه جعفر و قال :

    ـ صِل جناح ابن عمّك .

    أي صلِّ إلى يساره ليشعر بالعزم و القوّة و الثقة أكثر .

    و وقف جعفر يصلّي مع سيدنا محمّد و أخيه علي لله خالق السماوات و الأرض ربّ العالمين .

    و مرّة اُخرى افتقد أبو طالب سيدنا محمداً و انتظر عودته فلم يعد ، فراح يبحث عنه . و ذهب إلى الأمكنة التي يتردّد إليها سيدنا محمّد فلم يجده .

    فعاد و جمع شباب بني هاشم و قال لهم :

    ـ ليأخذ كلّ واحد منكم حديدة صارمة و اتبعوني فإذا دخلت المسجد فليجلس كلّ واحد منكم إلى جانب زعيم من زعمائهم و ليقتله إذا تبيّن أن محمّداً قد قتل .

    و امتثل شبّان بني هاشم و ترصّد كلّ منهم أحد المشركين .

    و جلس أبو طالب ينتظر ، و في الأثناء جاء زيد بن حارثة و أخبره بسلامة النبي .

    و هنا أعلن أبو طالب عن خطّته إذا تعرّض أحدهم إلى حياة النبي بسوء .

    و شعر المشركين بالذلّ ، و أطرق أبو جهل برأسه و قد أصفرّ وجهه خوفاً .

    و كان بعض المشركين يحرّضون صبيانهم و عبيدهم على إيذاء سيدنا محمّد .

    و ذات يوم كان النبي ( صلى الله عليه و آله ) يصلّي فجاء غلام و ألقى القاذورات على كتفيه و هو ساجد ، و راح المشركون يقهقهون .

    شعر سيدنا محمد بالألم يعتصر قلبه فذهب إلى عمّه شاكياً ، و غضب أبو طالب ، فاخترط سيفه و جاء إليهم و أمر أبو طالب غلامه أن يأخذ تلك الأوساخ و يلطّخ بها وجوههم الواحد بعد الآخر .

    فقالوا : حسبك هذا يا أبا طالب



    الحصار

    و لمّا رأى المشركون إن أبا طالب لن يتخلّى عن سيدنا محمّد و انّه يتفانى في الدفاع عنه و حمايته ، قرّروا إعلان الحصار الإقتصادي و الإجتماعي على بني هاشم و قطع جميع العلاقات معهم .

    وقّع أربعون من زعماء مكة صحيفة المقاطعة و علّقوها في داخل الكعبة ، و كان ذلك في شهر محرّم في السنة السابعة بعد البعثة النبوية الشريفة .

    كانت قريش تتوقع استسلام أبي طالب و لكن شيخ البطحاء كان له موقف آخر .

    قاد أبو طالب قبيلته إلى وادٍ بين جبلين ، و ذلك لحماية سيدنا محمّد من الاغتيال .

    راح أبو طالب يتفقد " الشِعب " أي الوادي و يسدّ الثغور التي قد يتسلّل منها الأعداء ليلاً لقتل سيدنا محمّد .

    و بالرغم من شيخوخته فقد كان يتناوب مع أخيه الحمزة و بعض رجال بني هاشم حراسة النبي ليلاً ، و كان ينقل فراشه من مكان إلى آخر ، فقد يترصّد الأعداء في النهار مكان النبي ثم يتسللون في الليل لقتله .

    و تمرّ الأيام و الشهور و يقاسي المحاصَرون آلام الجوع و الحرمان في عزلة تامة ، فإذا جاء موسم الحجّ خرجوا ليشتروا ما يلزمهم من غذاء و كساء .

    و كان جبابرة قريش و هم أثرياء مكّة يشترون كلّ ما بوسعهم من الطعام حتى لا يبقى في الأسواق منه شيء يشتريه المحاصرون .

    و خلال تلك المدّة المريرة ، كان أبو طالب كالجبل لا يلين و لا يتراجع عن الوقوف إلى جانب سيدنا محمّد ، فكان مثال المؤمن الصلب الثابت الجنان ، و طالما سمعه الناس يردد أشعاراً كثيرة منها :

    نصرتُ الرسولَ رسولَ المليك *** ببيض تلألأ كلمع البروق

    أذبُّ و أحمي رسول الإله *** حماية حامٍ عليه شفيق

    و قال مرّة مستنكراً موقف قريش :

    ألم تعلموا أنّا وجدنا محمّداً **** رسولاً كموسى خُطّ في أوّل الكتب

    و أنّ عليه في العباد محبّة *** و لا حيف فيمن خصّه الله في الحبِّ

    كان أبو طالب يحبّ سيدنا محمّداً ، يحبّه أكثر من أولاده ، و كان ينظر إليه أحياناً و يبكي و يقول : إذا رأيته ذكرت أخي عبد الله .

    و ذات ليلة جاء أبو طالب و أيقظ سيدنا محمّداً من نومه ، و قال لابنه علي :

    ـ نم في فراشه يا بني .

    كان عُمر علي آنذاك ثمانية عشر عاماً .

    قال علي و قد أراد أن يعرف أبوه تضحيته بنفسه :

    ـ سوف اُقتل إذن .

    فقال الأب :

    ـ اصبر من أجل فداء الحبيب و ابن الحبيب .

    فقال عليّ بحماس :

    ـ أنا لا أخاف الموت و إنما أردت أن تعرف نصرتي .

    رَبَتَ أبو طالب على كتف ابنه بحبّ و مضى مع سيدنا محمّد إلى مكان آمن لينام فيه .

    و عندما رقد سيدنا محمّد في الفراش ، راح أبو طالب و تمدّد في فراشه ليغمض عينيه هانئاً و قلبه ينبض إيماناً .

    و مضت الشهور تلو الشهور و المحاصرون يزدادون جوعاً و صبراً حتى راحوا يقتاتون على ورق الأشجار ، و كان منظر الأطفال الجياع يحزّ في نفس النبي .
    .. آسفه ع التقصــير ..


  14. #14
    عضو فعال الصورة الرمزية ظل الظلام
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    87
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    206

    رد: نـــبـــذة عــــن الصــحــــابـــة المـنــتـجــبــــــيـن ....... ( ارجوا التثبيت

    شكرًا على مثل هذا نور الذي ينتظر من يتزود منه.وأتمنى لك كل الصحة والعافية وكل الخير وأن ترزقي شفاعة الحسين وأن يأنس الله وحشتك في القبر.
    وعلى ذكر الـ15 الذي لم يتمكن من الرد إلا عدد ضئيل منهم.فأنا أقول أن دخول هؤلاء للنظر لهذا الموضوع هو أكبر شاهد على نجاحك في رسم الصورة المتألقة لهذا الموضوع.

  15. #15
    مشرفة سابقة تستحق التقدير الصورة الرمزية الأمل البعيد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    القَطِيفْ ,, أمُ الجِزَمْ ..
    المشاركات
    4,620
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    301

    رد: نـــبـــذة عــــن الصــحــــابـــة المـنــتـجــبــــــيـن ....... ( ارجوا التثبيت

    مشكور اخوي ظل الظلام والله ادخلت الفرحة الى قلبي
    اشكرك من كل قلبي على روحك السامية موفق
    كل المودة :)
    .. آسفه ع التقصــير ..


صفحة 1 من 6 1 2 3 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. سبايا كربلاء : أم سليمان، فكيهة، حسنية من جواري الحسين(ع).
    بواسطة أميرة باحساسي في المنتدى كربلائيات ( كربلاء " الطف " )
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 10-30-2008, 05:33 AM
  2. انصار الحسين(ع) (حبيب - انس - سعد - موقع - سعد - نصر)
    بواسطة عاشقة الزهراء في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-27-2004, 01:58 AM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-25-2004, 12:39 AM
  4. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-24-2004, 08:29 AM
  5. انصار الامام الحسين(نافع بن هلال، مالك بن عبدالله الجابري)
    بواسطة عاشقة الزهراء في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-23-2004, 06:27 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •