السلام عليكم
اعزائي قال الله سبحانه وتعالى
إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ‏ بِما يَصْنَعُونَ‏ (8)(فاطر)

علينا ان نتيقن بان الله سبحانه معنا في كل لمحة ونظرة

وان النظرة المحرمة لها آثار عظيمة على الرجل والمرأة ؛ وقد لا نلتفت لاهميتها جهلا بما سيصيبنا من تلك النظرة ؛ فان هذه النظرة هي السد المنيع للعارف ولاهل السير والسلوك ولاهل الذكر والتلاوة من الوصول لما يهدفون وللتاجر من ان ينال ما استثمر في عافية ؛ فان هناك في القران الكريم وروايات اهل البيت عليهم السلام كثير من المواعظ التي تبين للجميع بان على الكل رفع هذا المانع عن طريقهم اولا لينالوا ما يريدون من جهادهم في سبيل الوصول لاهدافهم .
فالجهاد بدون رفع المانع كالخل في العسل
فتعالوا يا اهل السير والسلوك ويا اهل العرفان ؛ ويا تاجر لنبدء برفع هذا المانع اولا ثم نخطوا نحو الله سبحانه بخطوات مباركة صافية من هذه الشائبة لننال خير الدارين ؛ ولأهمية الموضوع سابدء باذن الله تعالى ببحث مفصل عن النظرة المحرمة وآثارها الفجيعة المرعبة



الفصل الاول
مصباح الشريعة ؛ ؛ ص9

قَالَ الصَّادِقُ عليه السلام مَا اغْتَنَمَ أَحَدٌ بِمِثْلِ مَا اغْتَنَمَ بِغَضِ‏ الْبَصَرِ لِأَنَّ الْبَصَرَ لَا يُغَضُّ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ تَعَالَى إِلَّا وَ قَدْ سَبَقَ إِلَى قَلْبِهِ مُشَاهَدَةُ الْعَظَمَةِ وَ الْجَلَالِ
سُئِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام بِمَا ذَا يُسْتَعَانُ عَلَى غَضِّ الْبَصَرِ؟؟
فَقَالَ عليه السلام بِالْخُمُودِ تَحْتَ سُلْطَانِ الْمُطَّلِعِ عَلَى سِرِّكَ وَ الْعَيْنُ جَاسُوسُ الْقَلْبِ وَ بَرِيدُ الْعَقْلِ فَغُضَّ بَصَرَكَ عَمَّا لَا يَلِيقُ بِدِينِكَ وَ يَكْرَهُهُ قَلْبُكَ وَ يُنْكِرُهُ عَقْلُكَ .
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه واله غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ تَرَوُا الْعَجَائِبَ‏ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى‏ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَ يَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ‏ وَ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليه السلام لِلْحَوَارِيِّينَ إِيَّاكُمْ وَ النَّظَرَ إِلَى الْمَحْذُورَاتِ فَإِنَّهَا بَذْرُ الشَّهَوَاتِ وَ نَبَاتُ الْفِسْقِ قَالَ يَحْيَى عليه السلام الْمَوْتُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَظْرَةٍ بِغَيْرِ وَاجِبٍ وَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ لِرَجُلٍ نَظَرَ إِلَى امْرَأَةٍ قَدْ عَادَهَا فِي مَرَضِهَا لَوْ ذَهَبَتْ عَيْنَاكَ لَكَانَ خَيْراً لَكَ مِنْ عِيَادَةِ مَرِيضِكَ وَ لَا تَتَوَفَّرُ عَيْنٌ نَصِيبَهَا مِنْ نَظَرٍ إِلَى مَحْذُورٍ إِلَّا وَ قَدِ انْعَقَدَ عُقْدَةٌ عَلَى قَلْبِهِ مِنَ الْمُنْيَةِ وَ لَا تَنْحَلُّ بِإِحْدَى الْحَالَتَيْنِ إِمَّا بِبُكَاءِ الْحَسْرَةِ وَ النَّدَامَةِ بِتَوْبَةٍ صَادِقَةٍ وَ إِمَّا بِأَخْذِ نَصِيبِهِ مِمَّا تَمَنَّى وَ نَظَرَ إِلَيْهِ فَآخِذُ الْحَظِّ مِنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ مَصِيرُهُ إِلَى النَّارِ وَ أَمَّا التَّائِبُ الْبَاكِي بِالْحَسْرَةِ وَ النَّدَامَةِ عَنْ ذَلِكَ فَمَأْوَاهُ الْجَنَّةُ وَ مُنْقَلَبُهُ الرِّضْوَان‏ .
سياتيكم الشرح باذن الله تعالى