بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
الحلقة الخامسة
والمهم في ذلك أن السيدة سكينة عليها السلام لم تذكر في هذه الروايات ونستطيع أن نقول ان كثيرا من المصادر وكتب العلماء سكتت واغمضت النظر عن هذا الاسم الشريف ولكن هناك روايات عديدة من بعض كبار العلماء المتقدمين تثبت بأن لأمير المؤمنين عليه السلام والسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام بنتأ أخرى تسمى سكينة عليها السلام
وقبل الخوض في هذه الروايات نلفت نظر القارئ العزيز الى رواية المحدث الكبير المرحوم النمازي صاحب كتاب
(مستدرك سفينة البحار ج5 \ص 90 )
الذي يقول ان سكينة بنت أمير المؤمنين لم يذكرها المؤرخون ولكن الامام السجاد عليه السلام يروي عنها في بيان فضيلة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام
وسنذكرالآن الأحاديث التي تدل على وجود وانتساب السيدة سكينة الى الامام علي والسيدة فاطمة عليهم السلام
1 - ينقل الشيخ الطوسي قدس سره ((المتوفى 460 هجرية )) في كتابه الأمالي عن أبيه عن فار عن اسماعيل بن علي عن علي بن علي (اخو دعبل الخزاعي ) شاعر اهل البيت المعروف عن الامام الرضا عليه السلام عن آبائه عن الامام الحسين عليه السلام يقول أدخل على اختي سكينة بنت علي خادم فغطت رأسها فقيل لها انه خادم فقالت هو رجل منع عن شهوته ( نقلا عن وسائل الشيعة للحر العاملي ج 14 ص 167-168 )
فكلمة اختي وجملة (سكينة بنت علي ) تدلان بصراحة ووضوح الى ان سكينة أخت الامام الحسين وبنت الامام علي عليهم السلام واضافة الى ذلك يشهد هذا الحديث على جلال مقام السيدة الجليلة وعظمة مكانتها العلمية الى حد يستطيع الانسان أن يستدل بحكمها الفقهي والامام الحسين عليه السلام الذي هو معصوم عن الزلل والخطأ ولبيان الحكم الشرعي لا يحتاج الى الاستناد الى قول أو فعل الآخرين ومع ذلك يستند الى فعل السيدة سكينة عليها السلام وقولها في وجوب تحجب المرأة امام الرجل وان كان صار عنينا ولعل هذا الاستناد يكون لاثبات المكانة العلمية والتجليل لمقام وقدر أخته الفاضلة ( ولاننسى أن الحديث يكون أكثر اهمية عندما ينقله ستة من المعصومين الأئمة الاثني عشر الاطهار )
2_ عن المرحوم المجلسي قدس سره ( المتوفى 1111 هجرية) ينقل في كتابه الشريف بحار الانوار (ج 45 ص 104 ) بعد شرح مفصل عن تغسيل وتكفين السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام ما يلي فلما هممت أن اعقد الرداء ناديت يا أم كلثوم يا زينب ياسكينة يافضة يا حسن يا حسين هلموا تزودوا من أمكم
ومن الواضح البين أن الامام أمير المؤمنين عليه السلام لم يتزوج في حياة الزهراء عليها السلام وعندما تكون السيدة سكينة عليها السلام حاضرة حين وفاتها فنستنتج أنها ولدت منها
ينقل انه في عام 1338 للهجرة الشمسية ((المصادف لعام 1381من الهجرة القمرية )) وفي زمن المرجعية العامة لسماحة آية الله العظمى السيد البروجردي قدس سره أقيم مجلس عزاء في بيته الشريف بمناسبة الايام الفاطمية وقد اعتلى المنبر المرحوم آية الله الميرزا أبو الفضل الزاهدي القمي قدس سره وكان من المجتهدين المعروفين ومن المفسرين القديرين وله المام واسع في تحقيق المصادر الروائية والتاريخية وذلك في محضر آية الله البروجردي قدس سره وحشد كبير من الشخصيات العلمية والدينية وقال لقد رايت في تحقيقاتي بأن هناك بنت أخرى لأمير المؤمنين وفاطمة الزهراء عليهما السلام تسمى سكينة عليها السلام
وعند ذلك روى قول الامام أمير المؤمنين عليه السلام على جنازة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام وأضاف ان التاريخ يشهد بأن امير المؤمنين عليه السلام لم يتزوج قبل زواجه بالزهراء عليها السلام ولا أثناء حياتها ولهذا فان الأولاد الذين حضروا التكفين وخاطبهم أبوهم على جنازة الزهراء عليها السلام هم من أولادها وبالتالي تكون السيدة سكينة منهم ايضا
ويتضح أهمية أقوال المرحوم آية الله الزاهدي القمي قدس سره أكثر فأكثر عندما ندرك أهمية المجلس والحضور حيث أنه تحدث على المنبر وفي محضر عدد كبير من الشخصيات العلمية والتاريخية والروائية المعروفة والأهم من ذلك قيل في محضر آية الله العظمى السيد البروجردي قدس سره والمتفق عليه بين العلماء هو ان المرحوم السيد البروجردي قدس سره اضافة لمكانته العالية في الفقه والأصول كان متبحرا و ذا دراية كبيرة في علم الرجال ومعرفة الأسانيد الروائية ولذلك فان الحديث لا يصدر من شخص كآية الله الزاهدي قدس سره دون تحقيق أو حتى من باب الاحتمال في مجلس كهذا
3_ يقول العلامة الطبري رحمه الله العالم والمحدث الكبير في القرن الرابع الهجري في كتابه ((دلائل الامامة )) ص 52 عن الحسين بن ابراهيم القمي عن علي بن محمد العسكري عن صعصعة بن ناجية عن زيد بن موسى عن أبيه عن عمه زيد بن علي عن ابيه عن سكينة وزينب بنتي علي عن علي عليه السلام أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان فاطمة خلقت حورية في صورة انسية وان بنات الانبياء لا يحضن
((بحار الانوار )) ج 81 ص112 (( مستدرك الوسائل )) ج 1 ص 76
نلاحظ في هذه الرواية أن زيدا ينقل عن أبيه الامام زين العابدين عليه السلام والامام عليه السلام عن السيدتين الجليلتين سكينة وزينب عليهما السلام والتي تصرح الرواية ببنتي علي عليه السلام والامام عليه السلام يروي عن الرسول صلى الله عليه وآله ذلك الحديث
على اي حال نستطيع في دراسة عابرة للروايات السابقة اثبات وجود السيدة سكينة عليها السلام وخاصة عندما يذكر اسمها الشريف فطاحل من الرواة المشهورين في العالم الاسلامي ومن جهة أخرى وفي نظرة اجمالية للأحاديث المذكورة نرى أن كل واحد منها ذو موضوع خاص ومنفصل عن الآخر وبحد ذاته يكون التنوع الموضوعي خير دليل واضح على أن وجود السيدة الجليلة في الروايات لم يكن عن عبث أو دسيسة من جماعة للتحريف والكذب وخلق شخصية غير حقيقية
والى اللقاء في الحلقة السادسة
مع تمنياتي لكم جميعا بالتوفيق
ابو طارق
المفضلات