بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد الخاق واعز المرسلين وشفيعنا يوم الدين ابا القاسم محمد ابن عبد الله وال بيته الطيبين الطاهرين
في قرية على اطراف بحر كبير من الرمال بيوت صغيرة متواضعة وهناك صبي صغير يلعب مع اطفال الحي الذي ولد وترعرع بين جدرانه وشوارعه الترابية ، وكان يذهب وياتي من المدرسة ،يحمل كتبه ويكاد يطير من الفرح اذ ان الدوام قد انتهى. تكون عادة لعبة كرة القدم اول المشاريع بعد المرسة. وفي بعض الحالات يكون يكون فريق ينافس فريق اخر وتحصل المشاكل والمعارك. وتكون الاسلحة العصي واحيان يكون هناك اصابات ويتدخّل بعض كبار السن لحل المشاكل ، وهذا الصبي احلامه على قدر المحيط الذي يحدّه عقله ومعرفته وليس ابعد من المكان التي داست عليه قدميه .
تبدا السنبن تتراكم يوم بعد يوم ويحسد الكبار ويقول متى ساصبح كبيرا وبدا يعي الكلام وبدات قدرته التحليليّة تعمل وبدا يعي ويسمع من الاخرين الكبار ان هناك بلاد كبيرة ومدن وقرى وبلاد واسعة كان يحاول ان يتخيلها. ويشعر بالفخر لانه ينتمي الى تلك المجتمعات البعيدة والقرية .ولديه شعور بان كل تلك البلاد هي على شكل اهل القرية التي ترعرع بها وانّه لا يوجد اي فرق. ولان قريته صغيرة ولا يوجد فيها الا مدرسة ابتدائيّة .اصبح يسافر الى مدن قريبه ليكمل علومه .وهنا بعد ان توسّعت معرفته بالمجتمع .اكتشف انه ينتمي الى منطقة لها طابع ثقافي وايماني معين. وبدا يكتشف مع الوقت انه ليس كالاخرين. ولا الاخرين يعاملونه كما ينظر اليهم على انهم جميعا من بني البشر. وينتمون الى الانسانيّة. وبدا الاحباط ينال من ذلك الفتى .وبدا يفكر بعمق اكثر. وعرف ان هناك اناس حاقدة وكارهة للحق ولا يتحكم بها الا سواد افكارها وجاهليتها الموروثة المتخّلفة. وبدا يدخل مرحلة الشباب. ويخالط شريحة اوسع من المجتمع .ويسمع الاخبار المنشورة والغير منشورة . والتي تتناقل من شخص الى اخر .
هنا كانت الصدمة العنيفة. وبدا يعاني كونه مضتهد ومحارب ومكروه. وكل ذلك داخل وطنه الذي كان مصدر فخره وعزّه .وجد نفسه انه غريب داخل وطنه. وعندما يخلو بنفسه كان الالم يمزق احشائه. ويحدّث نفسه ... اين الانسانية ؟ اين الذين يدّعون معرفة الله والدين ؟ اين كل القيم؟ اين تعاليم الرسول محمد (ص) ؟ اين كتاب الله ؟ .... كلها اسئلة لا يوجد لا يجد جواب لها ! ولا يرى الا الحيرة والياس. والمستقبل المظلم . وفي خضم تلك المصاعب والافق المظلم. لمعت له بارقة امل. وتذكر ايام عاشوراء. عندما كان طفلا وكان يحضر هذه المجالس ولا يعي منها الكثير. واعاد شريط ذاكرته وحدّث نفسه وكيف انا مظلوم ؟! اين انا من الظلم الذي انصب على سيد الشهداء الحسين (ع). واطفاله وحرمة اصحابه ؟ وقال: اين انا من المظلومين ؟ والدموع تنهار على وجنتيه ، وهانت عليه نفسه امام اصحاب الحسين (ع)
واعتبر ممن سبقوه من الاجيال وكبار السن الذين حافظوا على لونهم المميز وايمانهم وتوجههم الطاهر والقيم الصادقة والثابتة على الحق ولا شيىء غير الحق .
انتفض من داخله. وقاوم الذات قبل ان يقاوم الاخرين. وانتصر على ذاته. وبدا يشعر بالقوة والعزة والفخر.وعلم
ان قريته الصغيرة هي الاصل والاصالة
واصبح لا يؤثر عليه اية كلام من الحاقدين. ولا اية تصرف ولا اية تهمة يلصقونها به وبمجتمعه. واصبح صلبا كالفولاذ وتتكسر كل السهام. ولا تترك حتى اثرا على جدار روحه القوية بالايمان وبالحق. وبانه صاحب حق ولو قطعوه اربا. وانطلق كالسهم الى مكتبته. وانكب على كتبه ينهل العلم. واضعا امامه هدف الا وهو الفوز وبناء الذات .
التي اراد الاخرون تحطيمها . .
والصلاة والسلام محمد وعلى آله الطهرين


اتمنى ان اكون وفقت في ايصال الفكرة المنشودة واعتذر على الاطالة.
نبيل