رجال في زمن خان معنى الرجولة .. أو لم يعرف الرجولة .. رجال تحت مسمى رجال و لكنهم ليسوا رجال .. فالرجولة بطولة .. لا أعني بالبطولة أي العنف و لكن هي رمز الشرف ..البطولة هي الوقوف في وجه المحن ومصاعب هذه الحياة .. رجال أبطال اندثروا في هذا الزمان .. رجال كان عنوانهم الشرف وحمل مشقات الرجولة ..عنوانهم الصمود و لكن الآن لا أعرف ماذا أقول .. هل أقول زمن الضياع ؟.. أم زمن اتحاد الجنسين ؟.. رجل لم يعد رجل و امرأة لم تعد امرأة .. أصبح هناك تبادل في الأدوار .. لتكون الرجولة مهزلة هذا القرن..
فأنواع نقص الرجولة متعددة .. فهناك الكثير من الأنواع التي تجعلنا نقف عند مقولة أنت لست رجل .
رجل يعتقد بأن الرجولة هي ضرب المرأة.. يعتقد بأن رجولته ناقصة إذا لم يضع في فمه سيجارة.. يأتي لها كل يوم ليلقي عليها كلمات الزجر و هي تتألم بالسكوت.. يعاتبها و يلقي عليها الاهانات المتتالية و هي راضخة لأمر الواقع ..ترى هل هذه هي الرجولة؟
رجل يجعل من زوجته هي مصرف البيت .. يجعل منزوجته هي رب المنزل و أما هو يجلس في منزله ليتبادلا الأدوار ..فلماذا لا يقوم هو بأعمال المنزل لطالما هو جالس بلا هدف .. و زوجته تقوم هي بالعمل والنفقة على الاسرة ؟.. ترى هل هذه هي الرجولة ؟..
رجل المظاهر .. أي رجل يقف كعارض أزياء من أجل أن تراه فتاة جميلة فتقع في حبه من تلك الهيئة المزيفة و قد يكون لا يوجد في جيبه قطعة نقدية واحدة.. هذا ما يسمى برجل المظهر الكاذب.. ترى هل هذه هي الرجولة؟..
رجل جعل زوجته مأواها المنزل و قد حكم عليها بالسجن المؤبد .. ليخرج هو وأصحابه إلى إحدى المجمعات من أجل نظرات الفتيات الجميلات و مغازلتهن أثناء التجوال .. وفي المنزل امرأة مسكينة قد حُبست من أجل إرضاء زوجها .. ترى هل هذه هي الرجولة ؟..
رجل يقوم بسرقة صور الفتيات عن طريق البريد الالكتروني أو عن طريق مواقع التعارف .. ليذهب بين أصحابه فيفخر كيف قد أطاح بسمعة تلك الفتاة.. ترى هل هذه هي الرجولة؟..
رجل تخلى عن لباسه الأصلي وذهب للتقليد الغربي الأعمى ليظهر للناس وكأنه يواكب آخر صيحات الموضة والجمال .. ليحسب نفسه أنه براد بيت أو توم كروز بهذا التصرف .. ترى هل هذه هي الرجولة؟..
رجل ترك الآخرة وراء ظهره ليتمتع بالدنيا فيكون متفرغًا طوال الوقت و لكنه مشغول في أوقات الصلاة والاستغفار .. ترى هل هذههي الرجولة ؟..
أين الرجولة تكمن في رجل جعله منصب أبيه ليقوم بالاعتداء على الآخرين؟ ..حتى أنه قد يكاد لا يأكل بيده من شدة الدلال والرخاء .. ترى هل هذه هي الرجولة ؟
رجل قد أغلق الهاتف في آخر الليل في وجه أمه المشغولة البال عليه ليقول لأصدقائه.. لقد أزعجتني هذه الغبية.. أين ذهب البر بالوالدين ؟.. يا ترى هل هذه الرجولة ؟..
رجل يفرق بين ابنه وابنته ليعتبر بأن الولد هو ولي العهد و البنت لا شيء سوى هم على قلب والديها .. فيقوم بالتفرقة العنصرية بين الاثنين ليجعل هناك حساسية بين الأخوة.. ما شاء الله على ذلك الرجل الذي يعيش في العصر الحجري ..لقد أصبحنا في الألفية الثالثة ليكونوا كلا الجنسين سواسية .. هل هذه هي الرجولة؟
زمن اختلفت فيه القيم والمبادئ.. زمن لم يفرق بين الجنسين أصبحت البنت والد و العكس صحيح ..لتنقلب موازين هذه الدنيا .. كيف لا يكون آخر الزمان و هناك رجال بالفعل قد تحولوا إلى نساء ..ليس بالشكل فقط و لا بالتصرفات ..حتى عن طريق الحمل و الولادة.. دنيا غريبة عجيبة .. في السابق كان يوجد عجائب الدنيا السبع .. أما الآن فعجائب الدنيا المليون ..زمننا لم يعد زمن العفة والشهامة والرجولة .. لم يعد زمن التصرفات الموزونة.. لم يعد في هذا الزمان رجال .. ليست الرجولة ضرب و اهانات .. ليست الرجولة معاكسة الفتيات في الشارع عند مواقف الباصات المدرسية.. ليست الرجولة تربية شارب والجلوس على عتبات المنازل .. ليست وليست.
الرجولة ذلك الرمز الذي يجب أن يوضع وسام على صدر الرجل .. الرجولة هي الشرف والصدق.. الرجولة قوة الإيمان والصبر .. الرجولة يجب أن تكون بالحنان والرحمة.. الرجولة ليست بقلب قاسي .. الرجولة عنوانها البطولة في الأخلاق والصدق والأمانة.. الرجولة هي حسن المعاملة في المجتمع .. الرجولة هي البر بالوالدين .. كم من رجل للحساب يوم القيامة .. لأنه وضع نفسه في موضع متجبر وهو لا يملك إلا أهله..الرجولة هي الاعتماد على النفس.
ترى كم وكم سأكتب في حق الرجولة و لا أجد مايوفيها حقها.
المفضلات