متضرروا حريق القديح يناشدون الإعلام المحلي أن يفيق من سباته العميق

[لجنة الإعلام]

متضرروا حريق القديح يناشدون الإعلام المحلي أن يفيق من سباته العميق

حسن عبد الله آل غزوي

يشكل الإعلام بوسائله المتعددة ( المرئية والمسموعة والمقروءة ) قوة لا يستهان بها في عملية التنمية في المجتمعات للدور الكبير الذي يضطلع به والمتمثل في إبراز جوانب النهضة ومحاولة تنبيه ذوي الشأن والاختصاص إلى أي خلل أو قصور في المجالات الخدمية التي تمس شرائح كبيرة ، فضلاً عن تلمسه لاحتياجات وهموم من يتعايش معهم ويستشعر متطلباتهم الحياتية.


الإعلام وما أدراك ما الإعلام.. كثيرة هي المزايا التي يفترض تمتعه بها وجليلة هي اللمسات التي يجدر به أن يهبها للمحيطين..لكن هل استطاع إعلامنا المحلي أن يكون مرآة تعكس ما يعتمل في المجتمع من اهتمامات ومناشط مختلفة وهل وقف على معاناة البعض وتضجرهم وسوء أحوالهم ونقلها بكل صدق وأمانة؟أم أكتفى بالتطبيل للشخصيات البارزة كرجال الأعمال ومن هم على شاكلتهم ممن يلهثون وراء كراسي لا تلبث أن يداهمها الصدأ كونهم لم يقتربوا من البسطاء ويأخذوا بأيديهم ويسهموا في انتشالهم من أوضاعهم المتردية بل بات شغلهم الشاغل الاستمتاع بحياة تتسم بأبراج عاجية لا صلة لها بالآخرين .

قبل أيام قلائل وأثناء تمعن أحد الأصدقاء في تلك الصحيفة الموقرة وما أشتملت عليه من مواد يطلق عليها صحفية تجاوزاً وضحت علامات التبرم على ملامحه وأخذ يعلن عن تقززه من السطحية التي أضحت عليها بعض صحفنا بتسليط الأضواء على أمور في غاية التفاهة وإغفال ما يستحق التناول والتطرق..طلب مني قراءة العناوين التي تنبىء عن عدم قدرة على مواكبة العصر: احتراق سيارة في ....، اصطدام سيارة بجدار،مشادة نسائية على كورنيش الـ .... ،تراشق بالألفاظ أدى إلى شجار عنيف،مضاربة جماعية بإدارة مرور ... ، ووو

أخبرته بأن المحررين إن كانوا يتحملون مسؤولية ضعف موادهم الصحفية فرؤساء الأقسام لدى تلك المؤسسات وكذا رؤساء التحرير لهم الجزء الأكبر في ذلك الغث. وإلا ما معنى الاتصالات المتكررة التي تصلني من أكثر من صحفي في جريدة واحدة لمعرفة المزيد من المعلومات عن مشاجرة تمت بينما لا أجد ذات الاهتمام بقضايا انسانية حقيق بهم وبسواهم الالتفات إليها!!
كحادثة حريق القديح التي راح ضحيتها 76 حالة بين طفلة وشابة في عمر الزهور وإمرأة كبيرة وأطفال صغار وخلفت أكثر من 100 حالة إصابة بعضها حرجة وفي حاجة إلى أطراف وبرامج علاجية طويلة تستنزف مبالغاً طائلة ليس في مقدور جمعية مضر الخيرية بالقديح تأمينها. أين هو الإعلام من الحالات التي تعثر علاجها بسبب التكاليف الباهظة؟ وأين هو من تخفيف معاناة المصابات بتناول معاناتهن وطرحها أمام الملأ ليدرك الجميع بأن فصول المأساة التي حدثت في الأربعاء الحزين 15/4/1420هـ لم تنته ولم تسدل الستارة عليها بعد.
بعض أمضى قرابة الأربع أوالخمس سنوات في الخارج لعلاج ابنته أو زوجته وعاد إلى أرض الوطن مكرهاً كون السيولة غير متوافرة لمواصلة البرنامج العلاجي لتستمر معاناة المصابة وتضاف إلى القائمة التي تحوي العديدات ممن يكابدن مرارة الجراحات المؤلمة.
لعل الجميع لمس المتابعة الإعلامية الدقيقة لحادثة الحريق في أيامها الأولى باستقصاء حالات الوفيات أولاً بأول ففي كل يوم تطالعنا الصحف بارتفاع عدد الوفيات . لكن ماذا بعد أن أنصرف الناس من مجلس العزاء وتفرقوا؟ هل أمست الفاجعة نسياً منسياً وطالها التجاهل البغيض الذي جعل الغالبية حتى من أهالي البلدة لا يعون خطورة الحالات ومتطلباتها العلاجية؟
جمعية مضر الخيرية هل تترك لوحدها في الساحة للقيام بمهمة علاج الحالات أم أن المجتمع بكل أطيافه يجب عليه مساندتها؟

من هذا المنبر وبلسان حال مصابي ومصابات حريق القديح نناشد الإعلام الصادق بأن يفيق من سباته العميق ليمارس دوراً انسانياً فاعلاً يتوجب عليه عدم التقاعس عنه فهو محاسب من الله والمجتمع وذاك واجب يمليه ديننا الإسلامي الحنيف بمساعدة كل محتاج وإغاثة كل ملهوف

فهل نلمح تحركاً إعلامياً نشطاً ومبادرات داعمة من قبل رجال الأعمال الذين يتطلعون إلى مرضاة الخالق الكريم بتضميد الجراحات أم تستمر الأوضاع على ما هي عليه وتتجرع أخواتنا وأمهاتنا وبناتنا ويلات القهر ممزوجة بألم هو أشد وطأة من خذلان المجتمع؟

...
وللنزف بقية من حروف....

[شمعه تحترق]

لن تكون هناك حركه ولا دعم الا بعد عمل وجهد ربما يطول

بإمكانكم انتهاز مرور ذكرى الحريق اعلاميا بشكل ذكي يوقظ النيام

واصلو جهودكم في ايصال الرساله ..

بارك الله فيكم