بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم النبيين محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد :
الشيخ عبد الحميد بن الإمام الشيخ علي بن حسن بن مهدي بن كاظم بن علي بن عبد الله بن مهدي
الخنيزي . · ولد في اليوم الخامس من شهر رمضان المبارك سنة 1331هـ ، في حارة (الزريب) من
( القلعة ) عاصمة القطيف . · بدأ دراسته في بلاده القطيف ، حيث أنهى فيها دراسة ( الآجرومية ) و
( قطر الندى وبل الصدى ) و ( شرح ابن الناظم ) على ألفية ابن مالك ، وجزءا من (مغني اللبيب عن
كتب الأعاريب ) . · وفي النجف الأشرف يواصل مسيرته العلمية ، بكل جدٍ واجتهاد ، مكملاً دراسة
اللغة العربية ، وملحقاً لها بدراسة بقية العلوم ، التي كان الحوزويون يتعاهدونها ، من فقه وأصول
وعقائد وعلم الهيئة .. إلخ . · بعد أن أتمّ دراسة السطوح بدأ يختلف إلى بحث الخارج . فاجأه خبر موت
والده ، فغادر النجف الأشرف عازما على العودة إليها إلا أن الظروف القاسية التي داهمته في القطيف
، حالت بينه وبين تلك الرغبة الجامحة في نفسه . · بقي في القطيف ، متولياً مهمة التدريس وتوجيه
الحركة العلمية والأدبية. · من أساتذته : الآيات العظام السيد حسين الحمامي ، الشيخ عبدالكريم
الزنجاني ، السيد محسن الحكيم ، السيد أبو القاسم الخوئي ، الشيخ علي الجشي، الشيخ محمد طاهر
الخاقاني ، السيد نصر الله المستنبط ، والشيخ فرج العمران والسيد عبد الرزاق المقرم . · من تلامذته
: فضيلة العلامة الشيخ حسين العمران ، الشاعر محمد سعيد الخنيزي ، الشيخ محمد حسن المرهون
، الشاعر عبد الرسول الجشي ، الملا محمد علي الناصر ، الشيخ عباس المحروس . · حمل لواء
التجديد الأدبي في المنطقة ، إلى أن أصبح الرائد الأول للشعر والأدب الحديثين في القطيف بلا منازع
. · من نتاجه الشعري : ( اللحن الحزين ) ( من كل حقل زهرة ) (وحي الثلاثين ) · من نتاجه النثري
: ( معركة النور مع الظلام ) ( خاطرات الخطي ) . · كان لـه دور بارز في مختلف النواحي الاجتماعية
في بلاد القطيف عامة. · من نشاطاته الاجتماعية البارزة ، رحلاته التي كان يقوم بها للقرى ، حيث
كان رحمه الله يتوجه للقرى مرشدا وموجها ومعلما ، فيمكث فترة قصيرة أو طويلة حسب الظرف
، يتغذى فيها أهل القرية من معين صاف زلال ، وكان لهذا أثر تثقيفي واجتماعي بارز يلحظه الجميع
. · صدر قرار تعيينه قاضيا بتاريخ 14/2/1395هـ ، واستمر في القيام بأعبائه خير قيام ، إلى أن
عاقه المرض العضال عن مواصلة مسيرته الطويلة فيه، فقدم استقالته بتاريخ 12/10/1421هـ ،
وجاء في الاستقالة : ( .. وبعد .. فإني أتقدم لمقامكم ، طالباً قبول إعفائي ابتداء من غرة شهر ذي القعدة
الحرام سنة 1421هـ من قضاء محكمة الأوقاف والمواريث ، وذلك للأحوال الصحية التي ألمّت بي ،
من ضعف البصر الذي يشبه العمى ، وسائر الأمراض التي ألمت بجسمي ، ورأيت من نفسي العجز
عن أداء الواجب على الوجه المطلوب مني ، كما قمت بأعباء القضاء على خير وجه وحيداً بلا
مساعد .. ) ، إلا أن استقالته رفضت من قبل الجهات المسؤولة ، فعاود الشيخ الطلب ، وهم يقابلونه
بالرفض ، إلى أن توفاه الله سبحانه وتعالى وهو القاضي الشرعي والرسمي للبلاد . · في الساعة
الثامنة والنصف من صباح يوم الأحد الرابع عشر من شهر محرم الحرام من العام الهجري 1422
، لبى شيخنا الخطي نداء السماء ، متوجها نحو الخلود الأبدي والعيش السرمدي ، متوجها نحو ما قدم
من أعمال صالحة ، تبقى بقاء الدهر ، متوجها نحو محمد وآل محمد صلى الله عليهم أجمعين ، الذين
خدمهم في حياته بكل ما أوتي من قوة ، فشيّعته عشرات الألوف من حسينيته ( حسينية الزريب ) إلى
مقره الأخير في مقبرة (الحباكة) . · رحمة الله على روحه الطاهرة ، والسلام عليه يوم ولد ، ويوم
عاش عالماً ، ويوم جلله العلم نبراس الهداية ، ويوم تسنم منصة القضاء النزيه ، ويوم أودعته القلوب
في ملحودته ، ويوم يبعث حيا ، وحشرنا الله وإياه مع محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين
. من أقوال المراجع في حقه رضوان الله عليه : حيث كان رحمه الله يأبى أشد الإباء أن يعلن وكالاته
، أو ما يقال في حقه من قبل الأعلام العظام والمراجع الكرام ، فلم تخرج وكالاته إلى النور، وكم
عجزت كما عجز غيري عن إقناعه (قده) بنشر هذه الوكالات إلا أنه يرفض ذلك أشد الرفض ، وكان
يقول ( أنا وكيل ، فمن صدقني صدقني ، ومن لم يصدق فله رأيه ) ، أما الآن وقد انتقل إلى جوار ربه
، فلا نرى لنا عذرا في عدم نشرها ، ليرى الجميع مكانته لدى هؤلاء الأعاظم . · آية الله العظمى الشيخ
محمد الحسين آل كاشف الغطاء : ( .. وبعد فلما كانت الحاجة ماسة إلى نصب مرجع يفزع إليه
المتخاصمون لحل خصومتهم ودفع مشكلتهم بالصلح أو بالنظر في حجتهم ومستنداتهم وعرضه على
من لـه الحكم والقضاء لذلك فقد وجدنا جناب العالم الفاضل الورع التقي الشيخ عبد الحميد الخطي أيده
الله لإيمانه وأمانته أهلا للقيام بهذه المهمة الضرورية .. ) 1372هـ . · آية الله العظمى السيد محسن
الحكيم : ( ... أن ولــدنا الفـاضل الكامل الشيخ عبد الحميد الخطي الخنيزي دام تأييده .. وأن المأمول من
المؤمنين إكرامه واحترامه والعناية به والرعاية لـه والاستماع إلى تعاليمه الدينية .. ) . 1372هـ . · آية
الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي : ( .. وبعد فلا يخفى على كافة إخواننا المؤمنين من أهالي القطيف
الكرام وفقهم الله تعالى لمراضيه أن جناب العلامة الثقة الورع الشيخ عبد الحميد الخطي أيده الله وسدد
خطاه .. والمرجو من المؤمنين القيام بما يحق لـه من التبجيل والاحترام والسير على توجيهاته
وإرشاداته الدينية .. ) . 1390هـ · آية الله العظمى السيد عبد الله الشيرازي : ( ... وبعد فإن جناب
العـالم العامل والفاضل الكامل الشيخ الجليل والحبر النبيل الشيخ عبدالحميد الخــطي الخنيزي المحترم
دامت إفاضاته .. وقد أجزت لـه أن يروي عني ما صحت لي روايته من مشايخي العظام (قدهم) من
الكتب المعتبرة .. ) 1390هـ · آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر : ( ... فإن جناب العالم
الفــاضل العــلامة الجــليل الشيخ عبد الحميد الخطي دامت بركاته .. والمأمول من إخواننا المؤمنين
وفقهم الله تعالى مزيد إكرامه والإصغاء إلى نصائحه .. ) 1395هـ . · آية الله العظمى السيد محمد رضا
الكلبيكاني : ( .. إن جناب العلامة حجة الإسلام الشيخ عبد الحميد الخطي أيده الله تعالى .. وينبغي
للمؤمنين الكرام أعزهم الله من كافة الطبقات إكرامه وتجليله واحترامه والاعتناء بشأنه والإصغاء إلى
مواعظه وإرشاداته فإنه حري بكل تجلة وإكبار وأوصيه دام عزه ومجده وسدد خطاه .. ) . 1413هـ
. · آية الله العظمى السيد محمد الروحاني : ( .. وبعد فلا يخفى على إخواننا المؤمنين من أهالي القطيف
وتوابعها وفقهم الله لمراضيه أن فضيلة العلامة البار والورع التقي الحجة الشيخ عبد الحميد الخطي
دامت بركاته نجل المغفور له آية الله الشيخ علي أبي الحسن الخنيزي قدس سره الشريف الذي أتعب
نفسه في تحصيل العلم والفضيلة حتى نال بحمد الله مرتبة يستحق التبجيل والتكريم وأصبح ملجأ
المؤمنين ومقصدهم بل أبا روحيا يقوم بمهام الإرشاد والتوجيه والتوعية وحل مشاكل المنطقة منذ زمن
بعيد .. وينبغي على المؤمنين اغتنام وجود فضيلته والاستضاءة من فضله وعلمه وإرشاداته .. )
1413هـ . · آية الله العظمى السيد علي السيستاني : ( لا يخفى على المؤمنين أعزهم الله تعالى أن فضيلة
العلامة الحجة الشيخ عبد الحميد الخطي دامت تأييداته مجاز ومأذون من قبلنا في التصدي للأمور
الحسبية .. ) 1414هـ . · آية الله العظمى الشيخ محمد تقي الفقيه : ( .. وبعد فإن جناب العالم الفاضل
والثقة البر الكامل العلامة الشيخ عبد الحميد الخطي أيده الله وسدده ممن نعتمد عليه ونركن إليه وقد
أجزت له أن يروي عني جميع ما أرويه عن أساتذتي العظماء .. ) 1414هـ . · آية الله العظمى الشيخ
الميرزا جواد التبريزي : ( .. وبعد فإن سماحة عماد أعلام الدين العلامة الجليل حجة الإسلام
والمسلمين الشيخ عبد الحميد الخطي دامت بركاته وكيل عنا وكالة مطلقة في التصدي .. أسأل الله
سبحانه أن يوفقه لكل خير وأن يتقبل مساعيه المباركة في إعلاء كلمة الحق والمؤمنين وإبلاغ أحكام
الدين الحنيف والخدمة لأهل العلم وأرجو من سماحته أن يساعدنا على التحفظ على الحوزة المباركة
العلمية وإدارة شؤونها بما يراه مناسبا والسلام عليه وعلى إخواننا المؤمنين ورحمة الله وهو الموفق )
1415هـ . · آية الله العظمى الشيخ الميرزا علي الغروي : ( .. وبعد فلا يخفى على إخواننا المؤمنين في
القطيف أن ثقتنا ومعتمدنا جناب حجة الإسلام والمسلمين الشيخ عبد الحميد الخطي دامت تأييداته حيث
ثبت عندنا قدرته الكاملة على القضاء بين المسلمين المختلفين وتقواه وورعه فوق ما يراد وممارسته
ذلك منذ عهد بعيد وتضلعه في فصل الخصومات قد جعلناه قاضيا بين العباد .. ) . 1418هـ . · آية الله
العظمى السيد محمد سعيد الحكيم : ( .. أن حجة الإسلام والمسلمين الشيخ عبد الحميد الخطي الخنيزي
دامت بركاته ممن يهتم بنشر المعارف الدينية وترويج الدين ونفع المؤمنين فالأمل منهم تبجيله وتكريمه
والاستماع إلى نصائحه وإرشاداته ) 1419هـ . كلماته ومواقفه رحمة الله عليه : · من كلمة .. .. وهذا
ما دأب على نشره المستشرقون ، الذين لبسوا اسم الاستشراق ستارا ليغطّوا على ما يقومون به من
نشر هذه الفرى ، ومن قلب الحقائق ، ليبعدوا سكّان هذه المناطق عن أن يبصروا شمس الإسلام
الوضّاءة ، وأنواره المشرقة التي تنير إلى العالم طريقه إلى الحق . إن الدين الإسلامي ما كان ديناً دموياً
، ولا اعتمد السيف والحرب وسيلة ، الذي يقول ( لا إكراه في الدين ) و ( جادلهم بالتي هي أحسن )
إلى غير ذلك من الآيات الكريمة التي تدعو إلى المسامحة والدعوة بالرفق ، والمجادلة بالبرهان ، لا
بالقوة ولا بالإكراه . 9/11/1419هـ · من رسالة لأحد الفضلاء .. .. تترجم لكم ما أكنّه لكم من الحبّ
المتوهج ومن الشوق المبرّح ومن التمنيات التي لا تنفك تلحّ عليّ بقوة ، أن يجمعني الله وإياكم في
رحاب أمير المنبر والسيف أمير المؤمنين عليه السلام ، أو تحت ظل الإمام علي بن موسى الرضا
ضامن الجنان عليه السلام ، ولكنني أرى الأيام تمرّ في عجلة تفوق لمحات البرق أو خطفات أفكار
العبقري ، دون أن أبلغ ما تصبو إليه نفسي الولهى ولا ما أحلم به ، وعسى الله أن يحقق لي هذا الأمل ،
ويجسّد لي هذا الحلم قبل انتهاء الأيام ، ونجتمع في ظل أحد الإمامين ، ونروّي الغليل المعتلج بين
أضالعي ، إنه على كل شيء قدير . 24/12/1419هـ · من رسالة لأحد المراجع .. .. وأنتم في موفور
الصحة وفي كنف العزة والمنعة والدعة والطمأنينة . ونطلب منكم بصورة خاصة أن تخصّونا
بدعواتكم الصالحة في مظان الإجابة، أن يمدّنا الله بنعمة العافية ، والتوفيق لخدمة ديننا الحنيف ... وفي
الختام نضرع إلى الله أن يطيل في بقائكم ، وأن يرعاكم بعينه التي لا تنام ، ويكنفكم بركنه الذي لا
يرام . يوم السبت : 23/5/1420هـ · آية الله العظمى السيد الخوئي : رجل صلب قوي الإرادة ، إذا
صمّم على شيء لا ينثني ، بطل إضافة إلى كونه عالماً . تأخر علي وصل في إحدى المرات التي بعثت
فيها أموال الخمس ، وصادف أن سمعت من بعضهم كلاماً ينقله عن السيد الخوئي رحمه الله لم يفهمه
جيداً منه ، استشعرت منه التشكيك فيَّ . فما كان مني إلا أن أخذت صورة الشيك والحوالة وبعثت بهما
له عليه الرحمة . ففهم من عملي هذا أني ظننته شاكاً فيَّ فجاء في جوابه : ( معاذ الله أن أشكّك فيكم ،
فأنتم موضع الثقة والأمانة ) . · الحجة الشيخ فرج العمران .. أستاذي العلامة الشيخ فرج طيّب الله نفسه
وعطّر مرقده .. في رحـاب أميـر المؤمنين أمير السيف والقلم عليه أفضل الصلاة والسلام ، انعقدت
بيني وبينه صلتان : صلة التلميذ وصـلة الصديق ، وكنت ألقى منه ضرباً من المعاملة تفوق معاملة
الأستاذ لتلميذ من تلاميذه ، فإنه كان يحوطني بالتجلّة والاحترام .. بعد رجوعنا من النجف الأشرف
تعمّقت جذور هذه الصلة ، واشتدت وكبرت حتى صار يعاملني معاملة الند للند ، وكان يتعهدني
بالزيارة في بيتي ، كما كنت أتعهده بالزيارة في بيته .. وما انفصمت عرى هذه الصلة التي بيننا قط ،
وما شابتها شائبة كدر ، بل استمرت هذه الصلة الحميمة بيننا، وهذا الحب حتى اختاره الله إلى دار
كرامته . · حملة الأقلام .. نصيحتي لحملة الأقلام سواء كانوا علماء أو كانوا شعراء أو كانوا كتاباً أن
يخلصوا في عملهم ، وأن لا يتعجلوا في نشر آثارهم ، فإن كل بلد يعرف برجاله ، فإذا صبروا وتأنوا
وجوّدوا ، جاءت آثارهم تلفت الأنظار إليهم ، والعكس إذا تعجلوا ولم يتأنوا فلن يشدّوا نظر أحد ..
· موقف .. ذهب الأخ ( مصطفى سنبل ) للشيخ الخطي في المحكمة من أجل قضية وقفية ، وبعد أن
أنهى معاملته ودّعه ، وسأله إذا كانت لديه حاجة يقضيها له في إيران لأنه سوف يسافر ذلك اليوم إلى
هناك ، فقال له الشيخ الخطي : لدي حاجة ولكن إذا أمكنك أن تمرَّ علي ظهراً ، فاعتذر له بضيق الوقت
، فدعا له ولم يوصه بشيء . ولكن .. استطاع ( مصطفى ) أن يذهب للصلاة خلفه فجاءه ثانية ،
وأوصاه الشيخ الخطي بوصية قصيرة لم تقتطع كثير وقت ، وكأنما (مصطفى) تعجّب من ذلك فقال لـه
الشيخ : هذه الوصية لي خاصة ، والمحكمة للعمل الرسمي وليست لأشغالي الخاصة فلم أوصك بها
هناك . · بيتان : قصيدة المتنبي ( نعد المشرفية .. ) ، التي رثى بها أم سيف الدولة ، والتي مطلعها : تعدّ
المشرفية والعوالي وتقتلنا المنون بلا قتال لما وصلت في قراءتها للبيتين : رماني الدهر بالأرزاء حتى
فؤادي في غشاء من نبال فصرت إذا أصابتني نصال تكسرت النصال على النصال قال الشيخ : هذان
البيتان ينطبقان عليَّ تماماً ، وكأنهما يصوران حالتي .
المفضلات