السلام عليكم ..
من رحم مأساة وجدت الأمل
خلود أول "مخلصة أوراق حكومية" معاقة بالسعودية
عشر سنوات قضتها خلود في تحدي الإعاقة، وتحدي نظرة المجتمع؛ لتصبح أول معقبة سعودية من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وكانت خلود قد تعرضت لخطأ طبي في مقتبل حياتها أفقدها أصابع يديها العشر، إضافة إلى حروق لا تزال تحفر آثارها على وجه خلود، لكن ذلك لم يقتل إرادتها ورغبتها في تحقيق أحلامها.
وعن مشوار حياتها تقول خلود سنيور -لبرنامج "mbc في أسبوع" 19 نوفمبر/تشرين الثاني- "تعرضت منذ 10 سنوات لحادث حريق، وفي المستشفى بدلا من إدخالي قسم معالجة الحروق حولوني إلى قسم الطوارئ؛ حيث لم توجد وحدة لمعالجة الحروق في هذا المستشفى، وبقيت 9 أيام في المستشفى بلا أية إسعافات لحين إتمام نقلي لمستشفى به وحدة حروق، وفي هذه الفترة أصابتني الغرغرينا، وقرر الأطباء بتر أصابع اليدين العشر للتخلص منها".
وأشارت خلود إلى أنها خضعت لأكثر من 40 عملية جراحية، ومع ذلك بقيت نظرة المجتمع أشد عليها من آلامها الجسدية في كثير من الأحيان.
وعن هذا قالت "المجتمع ينظر لي على أنني معاقة، وأن بي شيئا ناقصا، ولكني أقول مادام عقلي يعمل سأنجز ما أريده".
ومع إصرار وتحد كبيرين استطاعت خلود، ومن واقع معاناتها، أن توجد واقعا مختلفا، وتثبت نجاحها في مهنة التعقيب؛ التي اقتصرت على الرجال فقط، بل واستطاعت أن تضع بصمتها كناشطة حقوقية.
ومهنة التعقيب هي وظيفة خدمية يقوم صاحبها بتخليص أوراق ومصالح المواطنين في الدوائر الحكومية.
مأساة تصنع النجاح
وعن اختيارها لهذا العمل، قالت "مع بداية مأساتي كان والدي متوفًّى واضطررت لأن أخلص أوراقي في الوزارات المختلفة وخاصة وزارة الصحة؛ حيث حاولت الحصول على علاج على نفقة الدولة في الخارج، ولكني فشلت في ذلك، كما أنني لم أستطع ملاحقة مرتكبي الخطأ الطبي في حقي".
وأضافت "وخلال هذه الفترة كنت أرى أناسا لا يعرفون أين يذهبون لتخليص مصالحهم، فكنت أساعدهم في كتابة بعض العرائض، وأشرح لهم السبل التي يجب أن يتبعوها لحل مشاكلهم مع الدوائر الحكومية، ومن هنا بدأ مشواري مع مهنة التعقيب، وفي المنظمات الحقوقية كناشطة في منظمات حقوق الإنسان".
وكانت خلود طالبت -في حوار أجرته معها صحيفة عكاظ السعودية- السلطات، بإعطاء دورات تدريبية لبعض الموظفين الحكوميين في كيفية التعامل مع المرأة.
على رغم عدم امتلاكها سوى الإرادة والتحدي، إلا أنها استطاعت، وبكل ثقة، أن تحقق من خلال مهنتها لنفسها ولمجتمعها الرضا والنجاح، والأهم من ذلك محبة الآخرين.
يذكر أن المواطنة السعودية فوزية محمد مباركي تعد أول امرأة في المملكة تقتحم مهنة التعقيب رسميا، بعد أن منحتها وزارة التجارة والصناعة رخصة مزاولة تلك المهنة.
وكانت فوزية بدأت العمل في مهنة التعقيب منذ 7 سنوات، لكن دون ترخيص رسمي، وظلت منذ ذلك الحين تراجع وزارة التجارة للحصول على سجل تجاري لمزاولة مهنتها.
منقووول
المفضلات