:!: ذكر الموت :!:
أنّ الموت هو أمر وجودي حقيقي ، وهو مصير كلّ نفس، ونهاية هذه الحياة لدنيوية، وكما قال الشاعر:
الموت باب وكل الناس تدخله .. والموت كأس وكلّ الناس تشربه
يقول أمير المؤمنين عليه السلام :
«ما رأيت يقيناً أقرب إلى الشكّ من الموت».
فكلّ الناس يعترفون ويقولون : إننا سنموت، ولكنّ أغلبهم لا يتعظون ولا يستعدون، بل أكثر الناس عندما تفتح لهم سيرة الموت يسدون ويقفلون الموضوع فوراً، والبعض كأنه يشمّ رائحة نتنة، وهذا صحيح لأنه يشم ّرائحته الحقيقية .
على العموم فقد وردت نصوص كثيرة حول الحثّ على ذكر الموت انقل لكم منها :
روي انّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم سُئل، أي المؤمنين أكيس؟ فقال:
«أكثرهم ذكراً للموت، وأشدّهم استعداداً له».
وروي أيضاً أنّه قال صلى الله عليه وآله وسلم :
«اذكروا هادم اللّذات، قيل: وما هو يا رسول الله؟فقال: الموت...».
وخرج صلى الله عليه وآله وسلم إلى المسجد فإذا قومه يتحدّثون ويضحكون، فقال:
«اذكروا الموت، أما والّذي نفسي بيده لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً» .
وروي عن الإمام عليّ عليه السلام أنه قال:
«أكثروا ذكر الموت، عندما تنازعكم إليه أنفسكم من الشهوات، وكفي بالموت واعظاً...».
وفي وصية لقمان الحكيم لابنه: «... يا بني اثنان لا تنساهما، الله والموت».
وقال صلى الله عليه وآله وسلم :
«شوبوا ـ أي ادفعوا ـ مجالسكم بذكر مكّدر اللذات ، قالوا: وما مكدّر اللذات؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم :الموت».
وقد ذُكر عند النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم رجل فأحسنوا الثناء عليه، فقال صلى الله عليه وآله وسلم :
«كيف كان ذكرُ صاحبكم للموت، قالوا: ما كنّا نكاد نسمعه يذكر الموت، قال صلى الله عليه وآله وسلم : فإنّ صاحبكم ليس هنالك».
فكل هذه الروايات تدلُّ على الحثّ والاهتمام بذكر الموت .
وكذا يروي إنّ بعض علمائنا حفر قبراً في داره، وكان ينام في اللّحد من حين لاخر كي يستديم ذكر الموت .
.. ومن المستحبات الأكيدة وضع الكفن في البيت والنظر إليه ..
فعن الإمام الصادق عليه السلام :
«من كان كفنه معه في بيته لم يكتب من الغافلين، وكان مأجوراً كلّما نظر إليه»
فمحصّل الكلام انّ الإسلام اهتم كثيراً بذكر الموت، وحثّ على الاستعداد والتهيؤ وشراء الكفن والنظر إليه.
فهذا من شأنه أن يعمّق الإيمان بالغيب المؤدّي إلى التزوّد والاستعداد للموت، وعدم الانحراف عن الطريق القويم، والانتباه للمستقبل القريب..
فمن دعاء الإمام زينالعابدين عليه السلام :
«لو لم يكن إلا الموت لكفى ، كيف وما بعد الموت أعظم وأدهى ».
بحث
لسماحة السيد محمد علي الحسيني
مع خالص تحياتي .. أختكـم My tears ..
المفضلات