الطاقة تتبدد بالاستبداد وبالجهل وسأضرب أمثلة من عالم الاقتصاد فقد كانت امهاتنا وجداتنا رحم الله الماضين منهن وإطال في عمر الباقين في طاعته - كانوا ينظفون الرز ( العيش ) ويزيلون الحب الأصفر منه ( اجلوب ) بعد ذلك اكتشف اصحاب مزارع الرز بأن هذا الحب الأصفر ( الجلوب ) مادة غذائية دسمة كعلف للبهائم فقاموا بتنظيفه بأنفسهم لبيعه فيما بعد وهكذا وصلنا الرز النقي الخالي من الشوائب لا لسواد عيون أمهاتنا بل لمصالح تجارية بحته وعلى هذا فقس كيف يستفاد من نواة التمر ( الطعام) في صنع القهوة وكيف يوظف ( قشر البطيخ والجح ) في صنع الصابون وغيرها من المواد المتوافرة في منازلنا كيف يستفاد منها بعنوان المحافظة على البيئة أو التدوير أو الاستغلال الأمثل للموارد .
هذا في عالم الاقتصاد أما عالم المعنى " الروحاني " للإنسان فهو لا يقل عنه فقد قال الأمير عليه السلام " اتحسب أنك جرم صغير وفيك أنطوى العالم الأكبر " فكلما كانت الهمم عالية والنيات صادقة والجهد المبذول منصب نحو الأهداف السامية كان الارتقاء بقدر العزم بينما إذا كانت النية سمعة ...جاه ... منصب .. امراة حسناء ... كان التسافل وإن زين الشيطان عملا وقرناء المرء ألبسوا حقا باطلا وبهذا تتبدد الطاقة الخيرة بالجهل وإذا كان الأبوان .. المسؤول .. الحاكم مستبدا تبددت طاقة الانسان أيضا