بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):( ما من شئ أكرم على الله تعالى من الدعاء).-مكارم الأخلاق-
بلا شك بأن الدعاء هو ساح المؤمن كما جاء في الحديث الشريف لكن البعض يغفل عن هذا المعنى ويتجاهل بعض معاني وآداب الدعاء ويبتعد بقلبه عن الدعاء حتى يصبح مجرداً من معانيه السامية ومقاصده العظيمة.
فالبعض يمل من الدعاء لمجرد انه لم يستجيب الله سبحانه وتعالى له في دعائه والبعض يسخط عند عدم استجابة الدعاء وكذلك البعض يبتعد عن الدعاء .....لكن
الدعاء من اشرف وانبل المظاهر الوجدانية التي تقرب العبد من الله سبحانه وتعالى ، فهو صلة لا يشاركه فيها احد فهو يناجي ويتكلم مع الرب العظيم بجلاله وعظمته ولا يعلم بأن الله سبحانه وتعالى لا يخيب من دعاه ومرد دعاؤه إلى ثلاث كما جاء في الحديث الشريف ...
قال (صلى الله عليه وآله وسلم):( ما من مسلم دعا الله تعالى بدعوة ليس فيها قطعية رحم ولا استجلاب إثم إلا أعطاه الله تعالى بها إحدى خصال ثلاث: إما أن يعجل له الدعوة، وإما أن يدخرها له في الاخرة، وإما أن يرفع عنه مثلها من السوء)-مكارم الاخلاق-
فهذه الآثار اثلاة التي ذكرت في الحديث لا يعطيها أحد لأحد أبداً سواه سبحانه وتعالى فهو إما يعجل وإما يؤخر وإما يرفع مثل ما سُئل من السوء
البعض الآخر يستهين بالدعاء ويستهين بمن يدعو ، وهو أمر لا بد ان نلتفت له بشكل جدي ، فترى البعض عندما يسمع أحداً ما يدعُ ربه في موقف يبدأ في التشنيع عليه
وأقل ما يقال في هذا المجال :- انظر الى هذا العاصِ كيف يدعوا ربه وهو يأتي بالمعاصي العظام ، أو انظر إلى هذا المرتكب لكبائر الذنوب لماذا يدعوا ربه وهو أصلاً لا يستجيب له .....فهل أوكلنا الله سبحانه وتعالى على استجابة الدعاء ؟؟
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (لا تستحقروا دعوة أحد، فإنه قد يستجاب اليهودي فيكم ولا يستجاب له في نفسه.) -مكارم الاخلاق-
أما البعض الآخر فهو يعتبر أن دعاء الله سبحانه وتعالى انما هو عند الابتلاء وأن من يدوا هو صاحب البلاء فتراه لا يهتم بالقنوت حتى في صلاته فيأتي بالدعاء كيفما اتفق وهو لا يعلم بأن الدعاء في الرخاء مقدمة للإستجابة في البلاء
قال ابو عبدالله (عليه السلام): (إن الدعاء في الرخاء لينجز الحوائج في البلاء. )وقال (عليه السلام):( أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود (عليه السلام): اذكرني في سرائك أستجب لك في ضرائك.) وقال (عليه السلام):( من تخوف بلاء يصيبه فتقدم فيه بالدعاء لم يره الله عزوجل ذلك البلاء أبدا. ) - مكارم الاخلاق-
البعض منا يستحي أن يطلب حاجته من الله سبحانه بإسمها ويدعوا إجمالاً - وذلك في حال البلاء لكن لنقرأ الحديث التالي ونعرف كيف نطلب الحاجة من رب العباد ....
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إن الله تعالى يعلم ما يريد العبد إذا دعا ولكن يحب أن يبث إليه الحوائج. )- مكارم الاخلاق-
وفي النهاية لنقرأ الحديث التالي لنعرف أدباً من آداب الدعاء
عن ابي عبدالله (عليه السلام) قال: إذ طلب أحدكم الحاجة فليثن على الله سبحانه وليمدحه فإن الرجل إذا طلب الحاجة من السلطان هيأ له من الكلام أحسن ما يقدر عليه، فإذا طلبتم الحاجة فمجدوا الله العزيز الجبار وامدحوه وأثنوا عليه، تقول: " يا أجود من أعطى، يا خير من سئل، يا أرحم من استرحم، يا واحد يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، يا من لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، يا من يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ويقضي ما أحب، يا من يحول بين المرء وقلبه، يا من هو بالمنظر الاعلى، يا من ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ". وأكثر من أسماء الله عزوجلفإن اسماء الله كثيرة، وصل على محمد وآل محمد وقل: " اللهم أوسع علي من رزقك الحلال ما أكف به وجهي وأؤدي به عن أمانتي وأصل به رحمي ويكون عونا لي على الحج والعمرة ". وقال: إن رجلا دخل المسجد فصلى ركعتين ثم سأل الله عزوجل، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أعجل العبد ربه. وجاء آخر فصلى ركعتين ثم أثنى على الله عزوجل وصلى على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): سل تعط.
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (لا يزال الدعاء محجوبا حتى يصلى على محمد وآل محمد. )
المفضلات