بسمهِ تعالى
مائدة البوح
ضائعٌ بينَ أزقةِ قلقي ..
أتأملُ ظلي المُلقى على الأرض ..
وحيداً أنا ، أنهشُ أظافري في كاملِ حيرتي ..
أتدبرُ مصيري في أفقِ المستقبل بعدما قرأتُ كفي الوعرة ..
حائرٌ وحدي في شوارعِ الليل ..
محشوم برداء العتمة ..
يراقبني البدر من نوافذِ الغيومِ ..
فقط ، ثمةَ ضوء خافت ينسلُ مهاجراً من قريةِ القمر ..
يتقاطرُ نورهُ في وعاءِ الأشياء ..
جالسٌ وحدي على عتبات الضجر ..
حروفي بالية تكادُ تخرجُ من نطاقِ المعاني ..
تَحذَرُني طرقاتُ الوجع في أن أدنسَ محراب الرملِ ..
وأعكرَ مزاجَ المدى الطاهر ..
وكأني ذنب قذر فرَّ من قبضةِ المبادئ ..
تتأملني رياحُ الربيعُ عن بعد ..
هناكَ خلفَ بواباتِ الفصول ..
كي تلمسني ، ولا جدوى ..
فهنا في باحةِ صدري ..
تَعِبَت نخيلُ الصبرِ بوقفتها ..
ونفدتْ من روحي سماتُ الجدع ..
وهنا في سجنِ الدنيا ..
يشدُّ على معصمِ خيالي جنديُ الوهم ..
يهزمني إرهابُ الخوف ويغتصبُ آمالي ..
صمت قادم من جهةٍ اللا مكان ..
يتمرّدُ بعنف ..
يهرولُ نحوَ الحروف ..
يقفزُ على سورِ قصائدي ..
لاستعمار الكلمات واعتقالها في شباكِ السطور ..
صمتٌ حكمَ على أبجدياتي بالنحيبِ المؤبد ..!
يااه ،صاخبٌ جوعُ المشاعرِ هذا اليوم ..
وها أنا على مائدة الحديث الآن ..
وفي وجبةِ البوح الدسمة ..
شهوةٌ تسكنني لابتلاع محبرةَ العاطفةَ ..
وابتزاز مهرجانِ الحزن ..
رحمةٌ تسكنني للإفراجِ عن الحس المرهف ..
عن الغزلِ المحنّط في الكتاب ..
عن المخبوء في جيوبِ الغياب ..
نزوةٌ تتساوى إلى حذافير قلبي لإرتكاب الحب ..
والثملَ من أقداحِ الغرامْ ..
سرٌ مودعٌ في جوفِ المكتوب ..
شعورٌ خاوي ينتهزُ وجداني ..
لحنٌ معتق يشغلُ حنجرتي ..
ومابرح لحنُ الناي يخيمُ في كلامي ..
وفي ذاكرتي وفي كياني ..
/
خالص تحياتي ،،
بكاء القلم
19 / 8 / 2009 م
المفضلات