•• الفن ُ هذِه المرة هو فن ٌ ٌ كلامي ٌُ ٌ . . هو نوع من فنون الخطابة
وهو فن ٌ ٌ أصيل ٌ ٌ وُمعبـِّـر ٌ ٌ. . وحزين
فتعالوا نتعرفـ عليه
هذا الفن.••
![]()
-----> فن من زمن <-----
•• سأحاول في السطور القادمة أن أخبركم بما أملك من معلومات عن هذا الفن . . . ولعلے أكون موفقة في إيصال فكرة واضحة عنه إلے أذهانكم فتتعرفوا عليه . . . هل سمعتم . . أو قرأتم بين صفحات الكتب عن من فقدت أحبائها . . . أو من فقد أعزاءه فرفع صوته أو رفعت صوتها بالشعر نادبا ً / نادبة ً . . . هل ترون ما يفعله الناس في المجالس عقيب وفاة شخص ومايقوله الخطباء في تأبين ذلك المتوفے . .؟ ؟؟
إن الفن الذي سنتحدث عنه هو فن قد جمع هذه الألوان كلها . . . ••
فن من زمن
هذا الفن
جـذور و أصول
هذا الفن ربما تفرّد به أبناء الطائفة الشيعية بشكل خاص وتميزوا به عن باقي المسلمين . .
هو فن ٌ ٌ خطابي . . لكن له إسم خاص ُيعرف به
وهذا الفن الذي نحظى ببركاته هذا اليوم . . إنما هو وليد جهد حثيث . . وتطوير دائم . . عبر القرون الماضية
ولعلي لا ُأبالغ إن قلت أن هذا الفن في منهجه الخطابي المثالي . . . الذي تبنـّـاه مشاهير خطباء هذا
العصرمثل سماحة الدكتور أحمد الوائلي ، هو أفضل وأرقى ما وصل إليه هذا الفن من تطوّر ومنزلة . . .
جوانب مهمة لهذا الفن
من أهم جوانب هذا الفن الأصيل المعبـِّـر النمط العام أو الهيئة العامة لهذا الفن الخطابي ، ثم الشعر في
هذا الفن الخطابي ، وثالثا ً المزايا الفنيـّـة لهذا الخطاب . . . كفن ٍّ
أوّلاً : النمط العام لهذا الفن :
تتفرّد الخطابة في هذا الفن بمنهج متميّز عمّا هو متعارف ودارج من الخطابة ، حيث تتكوّن من ثلاثة أجزاء متميّزة تختصّ بالخطابة في هذا الفن، ويتميّز أداء الجزء الأول والأخير من الخطابة في هذا الفن باتّباع اُسلوب فنّي يؤدّي فيها الخطيب الجزء المطلوب بصوت موسيقي يغلب عليه الجانب الرثائے ؛ لاستثارة وإعداد روح الحزن والأسے في المستمع .
ويتطلّب أداء هذين الجزأين امتلاك الخطيب صوتاً رقيقاً موسيقياً ، يتميّز بقدرته على تطويع الكلمات الرثائية للحن الرثائے ، الذي يمثّل العمود الأساسے للجزء الأول والأخير من هذا الفن .
أمّا أهم صفات أجزاء هذا الفن الخطابي فهي :
1) المقدّمة
المقدمة لهذا الفن تتكوّن من جزأين رئيسيين متباينين ، ويتطلَّب أداء المقدّمة بجزأيها تمكّن الخطيب من صوت رقيق وموسيقي يستند إلى أطوار متعارفة في الوسط الشيعي .
والجزء الأول من المقدّمة يركز على اُمور ثلاثة مهمّة هي :
أ) الصلاة على الرسول (صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السّلام) .
ب) الصلاة على الإمام الحسين ، وبيان أهم جوانب ظلامته ؛ كنعته بالمظلوم أو العطشان .
ج) التمنّي لنيل المقام الرفيع بالتأسي بنهضة الحسين (عليه السّلام) .
أمّا الصيّغ التي عادةً ما يفتتح بها الخطباء الحسينيون مقدّمة خطابتهم ، والتي تمثّل الجزء الأوّل من المقدّمة هي :
الصيغة الأولى :
صلّى الله عليك يا مولاي يا أبا عبد الله ، صلّى الله عليك يابن رسول الله ، ما خاب مَنْ تمسك بكم ، وأمن مَنْ لجأ إليكم ، يا ليتنا كنّا معكم فنفوز فوزاً عظيماً .
الصيغة الثانية :
صلّى الله عليك يا مولاي يابن رسول الله ، صلّى الله عليك يا مولاي يا أبا عبد الله ، ما خاب مَنْ تمسك بحبلكم ، وأمن مَنْ لجأ إلى حصنكم ، يا ليتنا نهتدي بهداكم ، فنفوز فوزاً عظيماً .
الصيغة الثالثة :
صلّى الله عليك يا مولاي يا أبا عبد الله ، صلّى الله عليك يابن رسول الله ، لعن الله الظالمين لكم إلى يوم القيامة ، يا ليتنا كنّا معكم فنفوز فوزاً عظيماً.
2) الخطبة أو الموضوع
موضوع هذا الفن الخطابي يعتمد بالدرجة الأولى على نظرة الخطيب لدور هذا المنهج الخطابي
3) الخاتمة أو المصيبة
هذا الجزء من هذا الفن الخطابي يشتمل على جوانب وصفية نثرية وشعرية لواقعة عاشوراء ، وذلك ببيان تفاصيل بعض الحوادث التي شاء الخطيب انتقاءها لإنهاء خطبته .
ثانياً : الشعر في هذا الفن الخطابي
ويتميّز هذا الفن بميزة فنّية يتفرّد بها ، وهي انتشار الأشعار المنظومة باللهجة العامية في الخاتمة باُسلوب يعتمد على طور موسيقي خاص .
أمّا الأطوار التي يحرص الخطيب على إنشادها ، فتعتمد على عدّة اُمور تخصّ الشعر والشاعر :
أ) بحر الشعر .
ب) المنطقة التي ينتمي إليها الشاعر .
ج) المنطقة التي يُنشد بها الشعر .
يتميّز شعراء البحرين ؛ كشعر ملا عطية الجمري ، وشعر الفايز , باحتوائه على البحر القصير والطويل ؛ ممّا يتيح الفرصة للخطباء لإنشاده بطورين مختلفين ، حيث يعتمد كلا الطورين علے الانتهاء بمد في نهاية الصدر والعجز في كلّ بيت ، بشكل يثير بها الخطيب المستمعين لمتابعة المد بصوت مرتفع ؛ ليشبه بذلك نوعاً من الأنين .
وأمّا الشعر المنظوم في العراق ؛ كشعر ابن نصّار ، وعبد الأمير الفتلاوي ، وعلى غراره شعر شعراء أهل البيت (عليهم السّلام) في خوزستان (جنوب إيران) يعتمد علے البحر القصير .
ثالثاً : المزايا الفنّية للخطابة الحسينيّة
تستهدف الخطابة في هذا الفن التأكيد على العلاقة المتينة للنهضة الحسينيّة بالمنهج التصحيحي للمفاهيم الفكرية في الإسلام ، خصوصاً تلك المتعلّقة بدور الإسلام في صناعة الحياة ، وإقامتها علے أسس التوحيد والإخلاص لله .
والعلاقة التي يؤكّد عليها المنبر تنبع من الأساليب والمناهج التي اختطَّتها النهضة ، كالإثارة والتنبيه والتضحية والفداء .
أمّا المنهج الخطابي للمنبر الحسيني تتّضح معالمه من خلال الألوان الخطابية السائدة ، والتے يمكن حصرها في ثلاثة مناهج يسود فيها الأول والثاني علے المنبر الحسيني ، ويُعدّ المنهج الثالث من المناهج الحديثة العهد بالمنبر الحسيني :
1) المنهج الخطابي التراثي
2) المنهج الخطابي الحداثي
3) المنهج الخطابي العام
فياترى .. .. ..
عن أي ّ فن ٍ من الفنون ِ تحدثنا .........؟
سأترككم . .
لتفكروا وتتأملوا
¤ ¤ ¤¤ ¤ ¤
•• أما أنا إتجهت الآن بكل حواسے . . ومشاعري . . . صوب ذلك الخطيب الذي يتحدّث عن مصيبة كربلاء . . . وطفت بخيالے أجول معه . . . في كل بقعة جرت عليها تلك المصيبة . . . فلا تسل عن ماذا أشعر
بقے أن أذكر لكم . . أن هناك دورات تدريبية . . عبر مراكز . .
وكذلك عبر الأنترنت . . لتعليم. . هذا الفن••













رد مع اقتباس

المفضلات