بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد والمحمد وعجل فرجهم


قلت له:
وكيف تبين لك السر في كربلاء ؟
قال:
لانني عندما زرت الامام الحسين عليه السلام وتذكرت تلك الذكريات المرّة وكأن نداء زينب عليها السلام في اذني وهي تستغيث بالعباس عليه السلام
ونداء الامام الحسين بصوت متكسر من العطش وهو ينادي
شيعتي انا عطشان
مواليّ الا تغيثوني انا عطشان ؛
وهو بهذا العطش القاتل
والشّمر يتناول السيف من يدٍ قد مُدَّ من السقيفة ويجعلها على عنقٍ قد تشبث بها شفاه رسول الله وهي تقبله بحنان وكلما تذكرت هذه الذكريات الحزينة
ابكي وابكي وابكي
الى ان نفذت جميع دموعي بحيث فكرت ان لا اذهب لزيارة ابا الفضل العباس عليه السلام
خجلا منه لانني لا املك دمعا لأمطره هناك
فكيف اقف امامه كقساة القلوب ؛
لكنني فكرت ان لم اذهب قد لا اوفق للزيارة مدى عمري فذهبت على استحياء وخجل
ولما وصلت الى الحرم الشريف اجهشت بالبكاء باعلى صوتي ؛
اتعلم كيف؟
ولماذا؟؟

قلت:
لا ولكنه مدهش حقا ان تبكي وانت لا تملك الدموع ؟


قال :
نعم لان الرؤيا التي شاهدتها كانت حنان حنان من اهل البيت لي


وكأنهم وانا وهابي يعلمون حرجي بموقفي هذا فرقّة منهم لي اَروني حرم ابا الفضل العباس عليه السلام
لاني حينما وصلت الى الحرم وجدته هو نفسه بالضبط وبمناظره حرم سيدي العباس عليه السلام
فعرفت اللغز في المنام حيث انهم يعلمون بموقفي وحرجي فاروني الحرم في تلك الايام لتكون لي مجلس تعزية لادرار الدمع مني لانقاذي من خجلي
فقلت :
سبحان الله ما هذه الشفقة منكم والى اي مدى انتم رحماء بحيث وانا عدو لكم لكنكم وانتم تعلمون بموقف موالي لكم فترحموه وتنقذوه فازددت بصيرة وحبا
لآل محمد عليهم السلام


وهكذا بقيت العلاقة بيننا الى ان جاء في يوم من الايام حزينا كئيبا مهموما ومغموم بحيث اشعل النيران في قلبي قلت له :