الوهم كثير ... والأوهام أكثر ... والباعة كثر ... والمشترون أكثر ...


نحن كثيرا ما نسعى لاقتباس الحلول السحرية والأدوية المعلبة لمشاكلنا اليومية .. نريد الحل السريع والدواء الناجع والمخدر القوي مفعوله ..

فترى الوهم ينخر فينا حتى العظم ويتعمق في وجداننا حتى النخاع .. نجري وراءه ونركض خلف السراب حتى نشبع ونصاب بالتخمة من الوهم والسراب .. فإذا طلعت شمس الحقيقة ألقتنا على صخرة الواقع المر ..

ومصاديق الوهم كثيرة لا تكاد تحصر ولا تنحصر ..
كم من فتاة اشترت وهما وكسبت هماً لا ينقطع وألماً لا ينقضي .. جرت ويلات وآهات وآلاما طوالا ومآسي عراضاً على نفسها وعلى ذويها .. ؟!..
فكم من فتاة باعت أغلى ما لديها بسبب كلمة حب رخيصة داعبت مشاعرها وتوغلت داخل وجدانها قرأتها أو ألقيت على مسامعها من قبل شاب بين دهاليز المنتديات أو أروقة الطرقات أو عند محلات المجمعات أو غيرها ألقاها للإيقاع بها فكان له ما أراد .. ؟!..

وكم شخص لهث وراء مشروع واهماً أنه ينقله بسرعة البرق إلى عالم الثراء، ولما تكشف له واقع الحال فقد صحته وماله وربما عقله .. كما حدث في مهزلة الأسهم ..

وكم من امرئ التحق بركب الدجالين والمشعوذين ظناً منه أن يشتري مما لديهم من خوارق العادة وكسر حدود الطبيعة .. فقدم في سبيل ذلك ما لم يخطر له على وخسر بعدها ما لم يتصوره ..

الشواهد كثيرة ولا مجال لتسطيرها، وإنما من باب المشاركة ذكرت شيئاً من أشياء وقطرة من بحر ماء ..

كل الشكر لروعة الطرح