السلام 1



بسم الله الرحمن الرحيم



والصلاة والسلام على محمد واله



واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين من الاولين والاخرين

ان دار السلام للمحدث النوري قد حققه اخي الجليل السيد على حفظه الله تعالى وبشكل رائع يمكن ان يقال بانه كتاب جديدوبحلة انيقة وقبل طباعته اعطاني الكتاب فطالعته كله ثم بعد طباعته احببت ان انتقي منه ما قدر الله تعالى لي لانقله لاحبتي اخواتي واخوتي لانه كتاب ممتع ولذيذ جدا وسابدئه بالمقدمة التي كتبها اخي السيد علي لكم لانها مقدمة مفيدة ان شاء الله تعالى ؛ واذكر لكم بالضمن شرح وتدبر وتامل ؛ وبعض الاحلام التي قيلت لي ؛ وتفسيري لها؛ ثم انقل لكم نتائج التفسير باذن الله تعالى:



وهذه هي مقدمة اخي السيد علي حفظه الله تعالى سأبدء بذكرها مستعينا بسيدي صاحب الامر عجل الله تعالى فرجه الشريف :



أما بعد:



النوم والرؤيا والمنام من آيات اللَّه العظام التي عمّت الأنام، وقد تبيّن في هذه الأيام-وإن كان من قبل قد بيّنه سادات الأنام عليهم آلاف التحية والسلام- أنّ النوم لا يعدّمنطقة ميتة في حياة الإنسان، حيث يستغرق في عالم مجهول لديه بالرغم منه خلال فترةتأتي على ثلث عمره أو أكثر، بل هو حياة من نوع آخر يعيشها الإنسان، ويمكنه‏استثمارها وتوظيفها لإعمار دنياه وأخراه، وربما كانت سلّماً يرتقيه الإنسان دون خوف‏أو وجل أو قلق أو هيبة، لعلاج الكثير من الأمراض والأسقام، وتعلّم الكثير من العلوم‏والمعارف، وحفظ الكثير من النصوص، واستكشاف الكثير من المجهولات، وحلّ رموز المبهمات والمعضلات.



وقد منّ اللَّه علينا بساداتنا الأئمة الكرام عليهم السلام الذين بيّنوا لنا الحلال والحرام، ولم يتركواصغيراً ولا كبيراً، ولا عظيماً ولا حقيراً ممّا يخصّ الحياة إلّا وبيّنوا أحكامه وشرائعه‏وآدابه وكيفية الإستفادة منه وتوظيفه لنيل السعادة في الدنيا والآخرة، وهذا لا يخفى‏على من تعلّمت عيناه على أنوار كلامهم المضيئة، وأنس بجنان عبارتهم المنيفة.



ولهذا انبرى المحدّث العلامة النوري لتتبع الأخبار، لاستكشاف هذه التعاليم‏والآداب من درر كلامات الأئمة الأبرارعليهم افضل الصلاة والسلام ، في مبادرة قد لا يكون لها نظير قبلها، وإن‏تكثّرت البحوث بعدها في هذا المضمار، حتى افتتحت أقسام في بعض الجامعات ‏لدراسة النوم وتفسيره، وطرق الإستفادة منه في العلاج وغيره.



بيد أنّ منهج المؤلف ‏رحمه الله له خصوصياته:



منها:



الإستطراد الممّل أحياناً، والشرود بعيداً جدّاً عن الموضوع، واقتحام بعض‏الدوائر التي لا يسأل الإنسان عنها لا في الدنيا ولا في الآخرة.



ومنها:



تأسيس بعض العقائد والأفكار من خلال الأخبار العامية التي نصّ المؤلف في‏أكثر من مناسبة في كتابه على النهي عن الأخذ منها وبها، أو الإستدلال بمنهج الفلاسفةالذي هجم عليه وأبعده عن الأنوار الإلهية.



ويبدو للناظر في الكتاب أنّ المؤلف كان يعتمد على الحفظ في الغالب، ولهذا قد لايأتي الحديث الذي يرويه دقيقاً في ألفاظه، وقد تغلب عليه لهجته ولكنته أحياناً.



إضافة الى ما إمتاز به الكتاب في لغته التي تكاد تكون أحياناً غير مفهومة للعربي‏ وللفارسي، فهو يمزج في عبارة واحدة بين المفردة الفارسية والعربية، فتأتي الجملةغريبة على العربي بما فيها من ألفاظ أعجمية، وتركيبات فارسية.



وقد طلب منّي أخي وأستاذي الحاج محمد صادق الكتبي أن أعدّ له الكتاب تحقيقاًوتوثيقاً وما شابه ذلك ممّا يخرجه في حلّة جديدة، فبقيت متحيّراً مدّة من الزمان في‏تحديد منهج العمل، بحيث لا نخرج الكتاب عن طوره، من جهة، ونيسّره للقارى‏ء من‏جهة أخرى.



فاستخرت ربّي وتوكّلت عليه وعملت، وأنا متردد، لهذا تأخر العمل فيه أكثر من‏ثلاث سنين، ، والحمد للَّه‏ربّ العالمين.



الباب الأول



في ذكر المنامات الصادقات