رهبان الليل ليوث النهار – الاعمش - 2
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
قال رسول الله صلى الله عليه واله :
من كنت مولاه فعلي مولاه
وقبل الشروع بحياة هذا الجعفري الاصيل الذي كان نموذج حي نابض عن
( كونوا زينا لنا )؛
العظيم الذي به نفتخر ونباهي به كل من ادعى انه صاحب مذهب ان ياتينا برجل يكون كقلامة ظفر هذا الجميل الصفات ؛
الحلو السيرة :
بحارالأنوار 45 401
باب 50- جور الخلفاء على قبره الشريف
رُوِيَ عَنْ
سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ
أَنهُ قَالَ كُنتُ نَازِلا بِالْكُوفَةِ وَ كَانَ لِي جَارٌ وَ كُنتُ آتِي إِلَيْهِ وَ أَجْلِسُ عِندَهُ فَأَتَيْتُ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ إِلَيْهِ فَقُلتُ لَهُ :
يَا هَذَا مَا تَقولُ فِي زِيَارَةِ
الحُسَيْنِ عليه السلام ؟؟
فَقَالَ لِي: هِيَ بِدْعَةٌ وَ كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ وَ كُلُّ ذِي ضَلالَةٍ فِي النارِ
قَالَ سُلَيْمَانُ :
فَقُمْتُ مِنْ عِندِهِ وَ أَنَا مُمْتَلِئٌ عَلَيْهِ غَيْظاً فَقُلتُ فِي نَفسِي إِذَا كَانَ وَقتُ السَّحَرِ آتِيهِ وَ أُحَدِّثُهُ شَيْئاً مِنْ فَضَائِلِ الحُسَيْنِ عليه السلام... .
قَالَ سُلَيْمَانُ:
فَلَمَّا كَانَ وَقتُ السَّحَرِ أَتَيْتُهُ وَ قَرَعْتُ عَلَيْهِ البَابَ وَ دَعَوْتُهُ بِاسْمِهِ فَإِذَا بِزَوْجَتِهِ تَقُولُ لِي إِنهُ قَصَدَ إِلَى زِيَارَةِ الحُسَيْنِ مِنْ أَوَّلِ اللَيْلِ
قَالَ سُلَيْمَانُ :
فَسِرْتُ فِي أَثَرِهِ إِلَى زِيَارَةِ
الحُسَيْنِ عليه السلام
فَلَمَّا دَخَلتُ إِلَى القَبْرِ فَإِذَا أَنَا بِالشيْخِ سَاجِدٌ
لِلهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هُوَ يَدْعُو وَ يَبْكِي فِي سُجُودِهِ وَ يَسْأَلُهُ التَوْبَةَ وَ المَغفِرَةَ ثمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ بَعدَ زَمَانٍ طَوِيلٍ فَرَآنِي قَرِيباً مِنْهُ فَقُلتُ لَهُ:
يَا شَيْخُ بِالأَمْسِ كُنْتَ تَقُولُ زِيَارَةُ
الحُسَيْنِ عليه السلام
بِدعَةٌ وَ كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ وَ كُلُّ ذِي ضَلالَةٍ فِي النارِ وَ اليَوْمَ أَتَيْتَ تَزُورُهُ؟!!
فَقَالَ:
يَا سُلَيْمَانُ لا تَلُمْنِي فَإِنِّي مَا كُنتُ أُثبِتُ لأَهْلِ البَيْتِ إِمَامَةً حَتى كَانَتْ لَيْلَتِي تِلْكَ فَرَأَيْتُ رُؤْيَا هَالَتنِي وَ رَوَّعَتنِي فَقُلتُ لَهُ:
مَا رَأَيْتَ أَيُّهَا الشَّيْخُ؟؟
قَالَ:
رَأَيْتُ رَجُلا جَلِيلَ القَدْرِ لا بِالطوِيلِ الشَّاهِقِ وَ لا بِالقَصِيرِ اللاصِقِ لا أَقدِرُ أَصِفُهُ مِنْ عِظَمِ جَلالِهِ وَ جَمَالِهِ وَ بَهَائِهِ وَ كَمَالِهِ وَ هُوَ مَعَ أَقوَامٍ يَحُفُّونَ بِهِ حَفِيفاً وَ يَزُفونَهُ زَفِيفاً وَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَارِسٌ وَ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ وَ لِلتاجِ أَرْبَعَةُ أَرْكَانٍ وَ فِي كُلِّ رُكْنٍ جَوْهَرَةٌ تُضِيءُ مِنْ مَسِيرَةِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فَقلتُ لِبَعْضِ خُدَّامِهِ مَنْ هَذَا؟
فَقَالَ :
هَذَا مُحَمَّدٌ الْمُصْطَفَى
قُلْتُ : وَ مَنْ هَذَا الآخَرُ؟؟
فَقَالَ : عَلِيٌّ المُرْتَضَى وَصِيُّ رَسُولِ اللهِ
ثُمَّ مَدَدْتُ نَظَرِي فَإِذَا أَنَا بِنَاقَةٍ مِنْ نُورٍ وَ عَلَيْهَا هَوْدَجٌ مِنْ نُورٍ وَ فِيهِ امْرَأَتَانِ وَ الناقَةُ تَطِيرُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الأَرْضِ فَقلْتُ: لِمَنْ هَذِهِ الناقَةُ؟؟ فَقَالَ: لِخَدِيجَةَ الْكُبْرَى وَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ عليهما السلام
فَقُلْتُ: وَ مَنْ هَذَا الْغُلامُ؟؟
فَقَالَ : هَذَاالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَقُلْتُ:
وَ إِلَى أَيْنَ يُرِيدُونَ بِأَجْمَعِهِمْ؟؟
فَقَالُوا:
لِزِيَارَةِ الْمَقْتُولِ ظُلْماً شَهِيدِ كَرْبَلاءَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُرْتَضَى
ثُمَّ إِنِّي قَصَدْتُ نَحْوَ الْهَوْدَجِ الذِي فِيهِ
فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءُ
وَ إِذَا أَنَا بِرِقَاعٍ مَكْتُوبَةٍ تَتَسَاقَطُ مِنَ السَّمَاءِ فَسَأَلْتُ مَا هَذِهِ الرِّقَاعُ ؟؟
فَقَالَ:
هَذِهِ رِقَاعٌ فِيهَا أَمَانٌ مِنَ النَّارِ لِزُوَّارِ
الْحُسَيْنِ عليه السلام
فِي لَيْلَةِ الجُمُعَةِ فَطَلَبْتُ مِنْهُ رُقْعَةً فَقَالَ لِي:
إِنَّكَ تَقولُ زِيَارَتُهُ بِدعَةٌ فَإِنَّكَ لا تَنَالهَا حَتَّى تَزُورَ
الحُسَيْنَ عليه السلام
وَ تَعتَقِدَ فَضْلَهُ وَ شَرَفَهُ.
فَانتَبَهْتُ مِنْ نَوْمِي فَزِعاً مَرْعُوباً وَ قَصَدْتُ مِنْ وَقْتِي وَ سَاعَتِي إِلَى زِيَارَةِ
سَيِّدِيَ الْحُسَيْنِ عليه السلام
وَ أَنَا تَائِبٌ إِلَى اللهِ تَعَالَى فَوَ اللَّهِ يَا سُلَيْمَانُ لا أُفَارِقُ قَبْرَ الْحُسَيْنِ حَتَّى يُفَارِقَ رُوحِي جَسَدِي
السلام عليك
يا حبيبي
يا سليمان الاعمش
كتبه
سيد جلال الحسيني النجفي
المفضلات