اللهم صلي وسلم وزد وبارك على محمد وال محمد ,, وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
كل الشكر لك شيخنا
ورحم الله والديك
من المتابعين ان شاء الله لكم
دمت بحفظ الرحمن ورعايته




جزء { 3 } . . .
أهلاً بكم من جديد ..
الآن وبعد التساؤلات السابقة نكون قد أشبعنا البحث فننتقل إلى نقطة جديدة ، وهي :
[ محور الإجتهاد ]
{ لو يعلم الناس ما في طلب العلم ؛ لطلبوه و لو بسفك المهج وخوض اللجج }
الإمام زين العابدين (ع) .
- بعد هذا الحديث لا نحتاج إلى أي مقدمة لبيان أهمية الإجتهاد ..
وعليه ندخل في البحث مباشرة ....
فنتساءل هنا :
1 / ما هو الإجتهاد ؟
2 / ومن هو المجتهد ؟
3 / وهل هناك شروط يجب توفرها ليكون الإنسان مجتهداً ؟
4 / ثم بماذا يثبت الإجتهاد ؟
5 / ومن يحدد أن ( فلاناً ) مجتهد أو غير مجتهد ؟
6 / وهل له أقسام ؟
7 / وما حكم الإجتهاد ؟ هل هو واجب ؟
- وغيرها من الأسئلة التي قد تخطر في بالنا جميعاً فنطرحها - لاحقاً - للتداول والبحث فيها معاً ..
و أما في جواب التساؤلات السابقة فنقول :
الإجتهاد :
* في اللغة :
- الإجتهاد في اللغة مأخوذ من الجهد , وهو بذل الوسع للقيام بعمل ما ,
و لا يكون إلا في الأشياء التي فيها ثقل , فيقال : اجتهد ( فلان ) في رفع حجر
ثقيل , و لا يقال : اجتهد في حمل ورقة مثلاً .
- واجتهد في الأمر : بذل وسعه وطاقته في طلبه .
- والإجتهاد : أخذ النفس ببذل الطاقة وتحمل المشقة ، يقولون : جهدت رأيي
و أجهدته , أي : أتعبته بالفكر .
* في الإصطلاح :
- لا يبتعد معناه الإصطلاحي عن معناه اللغوي كثيراً ؛ فإذا كان هناك بمعنى : بذل
المشقة والطاقة , فهو هنا كذلك ؛ ولذا عرفه العلماء بعدة تعريفات تتقارب فيما
بينها , فلننظر إلى ثلاثة نماذج ثم نأخذ النتيجة منها :
1 / العلامة الحلي (قده) : استفراغ الوسع من الفقيه لتحصيل ظن بحكم شرعي .
2 / المحقق الحلي (قده) : بذل الجهد في استخراج الأحكام الشرعية .
3 / ملكة يقتدر بها على استنباط الحكم الشرعي الفرعي من الأصل ، فعلاً أو قوة قريبة منه .
الناتج :
نستطيع أن نخرج من هذه التعاريف بنتيجة ، هي :
الإجتهاد : استفراغ صاحب الملكة وسعه في تحصيل الأحكام الشرعية عن أدلتها .
المجتهد :
إذاً هذا ما توصلنا إليه من تعريف للإجتهد ، وهو تعريف للسيد الفيروز آبادي (قده) .
ومن خلاله نعرف من هو المجتهد فنقول هو :
الإنسان القادر على استخراج الحكم الشرعي من الدليل المقرر له . ( السيد كامل الحسن ) .
أقسام الإجتهاد :
له قسمان هما :
1 / الإجتهاد المطلق : وهو أن يكون المجتهد قادراً على استنباط جميع الأحكام .
2 / الإجتهاد المتجزئ : أن يكون قادراً على استنباط بعض الأحكام فقط لا كلها .
ثم بماذا يثبت الإجتهاد ؟
لكي يثبت أن ( فلاناً ) مجتهد أو لا ؛ عندنا طرق وأساليب لذلك ، منها :
1 / العلم الوجداني : أي : أن الإنسان يكون بنفسه قادراً على تشخيص المجتهد ،
وطبيعي أن هذا لا يستطيع أن يقوم به أي احد ، بل هو مقتصر
على اهل الخبرة .
2 / البينة الشرعية : أي : شهادة عدلين من أهل الخبرة .
3 / الشياع المفيد للعلم : أي : أن ينتشر ويشيع بين أهل العلم والخبرة أن ( فلاناً ) مجتهد .
- هذه أهم الطرق التي يثبت بها الإجتهاد ، وبالتالي نحكم على أحد بأنه مجتهد أو لا .
و من خلالها نكون قد أجبنا على السؤال التالي :
من يحدد أن ( فلاناً ) مجتهد أو غير مجتهد ؟
فلا حاجة للتفصيل .
ولكن نسأل :
هل هناك شروط يجب توفرها ليكون الإنسان مجتهداً ؟
قبل الجواب لا بد من التنبه إلى أننا نتحدث عن الشروط العلمية ، ولا شأن لنا - حالياً - بالتقوى
أو الورع ، وربما نذكرها حين الوصول إلى [محور المرجعية ] فانتظر ...
إذاً ينبغي للمجتهد أن يكون عالماً بما يلي :
1 / علوم اللغة العربية :
أ - مادة و متن اللغة .
ب - النحو .
ج - الصرف .
د - البلاغة .
2 / علوم القرآن المجيد .
3 / علم الرجال .
4 / علم الحديث .
5 / علم الدراية .
6 / علم الكلام ( العقائد ) .
إشارة :
- مستوى ما يحتاج إليه المجتهد في هذه العلوم على درجات ، فمثلاً لا يطلب منه أن يكون أبلغ
من عبد القاهر الجرجاني في البلاغة ، و لا أنحى من سيبويه في النحو ... وهكذا .
وأما ما حكم الإجتهاد ؟ هل هو واجب ؟
فهذا نتركه لكم لتشاركوننا بآرائكم النيرة ..
آسف إن كنت أطلت عليكم ..
و أنبه إلى :
هذه صورة إجمالية وتقريبية فقط ، وربما يناقش في بعضها حوزوياً لذلك حاولت
أن أذكر العمومات فقط لتوضيح الصورة ، وما هو أكثر من ذلك فليس هذا محله ،
ومع ذلك من حقكم أن تطرحوا أي تساؤل و أنا أجيب عليها بإذنه تعالى ..
والآن أصبح من الواجب أن نرى ملاحظاتكم على ما سبق ؛ حتى نقدم المطلوببشكل سليم فنصل إلى الهدف المنشود بعونه تعالى . . .
كما يسرنا جداً أن تتفضلوا علينا بطرح التساؤلات
سواء في ما سبق أو غيره مما له علاقة بالحوزة ..
ونسألكم الدعاء ...
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات