جزء { 3 } . . .

أهلاً بكم من جديد ..

الآن وبعد التساؤلات السابقة نكون قد أشبعنا البحث فننتقل إلى نقطة جديدة ، وهي :

[ محور الإجتهاد ]

{ لو يعلم الناس ما في طلب العلم ؛ لطلبوه و لو بسفك المهج وخوض اللجج }
الإمام زين العابدين (ع) .

- بعد هذا الحديث لا نحتاج إلى أي مقدمة لبيان أهمية الإجتهاد ..

وعليه ندخل في البحث مباشرة ....

فنتساءل هنا :

1 / ما هو الإجتهاد ؟

2 / ومن هو المجتهد ؟

3 / وهل هناك شروط يجب توفرها ليكون الإنسان مجتهداً ؟

4 / ثم بماذا يثبت الإجتهاد ؟

5 / ومن يحدد أن ( فلاناً ) مجتهد أو غير مجتهد ؟

6 / وهل له أقسام ؟

7 / وما حكم الإجتهاد ؟ هل هو واجب ؟

- وغيرها من الأسئلة التي قد تخطر في بالنا جميعاً فنطرحها - لاحقاً - للتداول والبحث فيها معاً ..

و أما في جواب التساؤلات السابقة فنقول :

الإجتهاد :

* في اللغة :
- الإجتهاد في اللغة مأخوذ من الجهد , وهو بذل الوسع للقيام بعمل ما ,
و لا يكون إلا في الأشياء التي فيها ثقل , فيقال : اجتهد ( فلان ) في رفع حجر
ثقيل , و لا يقال : اجتهد في حمل ورقة مثلاً .
- واجتهد في الأمر : بذل وسعه وطاقته في طلبه .
- والإجتهاد : أخذ النفس ببذل الطاقة وتحمل المشقة ، يقولون : جهدت رأيي
و أجهدته , أي : أتعبته بالفكر .

* في الإصطلاح :
- لا يبتعد معناه الإصطلاحي عن معناه اللغوي كثيراً ؛ فإذا كان هناك بمعنى : بذل
المشقة والطاقة , فهو هنا كذلك ؛ ولذا عرفه العلماء بعدة تعريفات تتقارب فيما
بينها , فلننظر إلى ثلاثة نماذج ثم نأخذ النتيجة منها :

1 / العلامة الحلي (قده) : استفراغ الوسع من الفقيه لتحصيل ظن بحكم شرعي .

2 / المحقق الحلي (قده) : بذل الجهد في استخراج الأحكام الشرعية .

3 / ملكة يقتدر بها على استنباط الحكم الشرعي الفرعي من الأصل ، فعلاً أو قوة قريبة منه .

الناتج :
نستطيع أن نخرج من هذه التعاريف بنتيجة ، هي :

الإجتهاد : استفراغ صاحب الملكة وسعه في تحصيل الأحكام الشرعية عن أدلتها .

المجتهد :

إذاً هذا ما توصلنا إليه من تعريف للإجتهد ، وهو تعريف للسيد الفيروز آبادي (قده) .

ومن خلاله نعرف من هو المجتهد فنقول هو :

الإنسان القادر على استخراج الحكم الشرعي من الدليل المقرر له . ( السيد كامل الحسن ) .

أقسام الإجتهاد :

له قسمان هما :

1 / الإجتهاد المطلق : وهو أن يكون المجتهد قادراً على استنباط جميع الأحكام .

2 / الإجتهاد المتجزئ : أن يكون قادراً على استنباط بعض الأحكام فقط لا كلها .

ثم بماذا يثبت الإجتهاد ؟

لكي يثبت أن ( فلاناً ) مجتهد أو لا ؛ عندنا طرق وأساليب لذلك ، منها :

1 / العلم الوجداني : أي : أن الإنسان يكون بنفسه قادراً على تشخيص المجتهد ،
وطبيعي أن هذا لا يستطيع أن يقوم به أي احد ، بل هو مقتصر
على اهل الخبرة .
2 / البينة الشرعية : أي : شهادة عدلين من أهل الخبرة .
3 / الشياع المفيد للعلم : أي : أن ينتشر ويشيع بين أهل العلم والخبرة أن ( فلاناً ) مجتهد .

- هذه أهم الطرق التي يثبت بها الإجتهاد ، وبالتالي نحكم على أحد بأنه مجتهد أو لا .

و من خلالها نكون قد أجبنا على السؤال التالي :

من يحدد أن ( فلاناً ) مجتهد أو غير مجتهد ؟

فلا حاجة للتفصيل .

ولكن نسأل :

هل هناك شروط يجب توفرها ليكون الإنسان مجتهداً ؟

قبل الجواب لا بد من التنبه إلى أننا نتحدث عن الشروط العلمية ، ولا شأن لنا - حالياً - بالتقوى
أو الورع ، وربما نذكرها حين الوصول إلى [محور المرجعية ] فانتظر ...

إذاً ينبغي للمجتهد أن يكون عالماً بما يلي :
1 / علوم اللغة العربية :
أ - مادة و متن اللغة .
ب - النحو .
ج - الصرف .
د - البلاغة .
2 / علوم القرآن المجيد .
3 / علم الرجال .
4 / علم الحديث .
5 / علم الدراية .
6 / علم الكلام ( العقائد ) .

إشارة :
- مستوى ما يحتاج إليه المجتهد في هذه العلوم على درجات ، فمثلاً لا يطلب منه أن يكون أبلغ
من عبد القاهر الجرجاني في البلاغة ، و لا أنحى من سيبويه في النحو ... وهكذا .

وأما ما حكم الإجتهاد ؟ هل هو واجب ؟

فهذا نتركه لكم لتشاركوننا بآرائكم النيرة ..


آسف إن كنت أطلت عليكم ..

و أنبه إلى :
هذه صورة إجمالية وتقريبية فقط ، وربما يناقش في بعضها حوزوياً لذلك حاولت
أن أذكر العمومات فقط لتوضيح الصورة ، وما هو أكثر من ذلك فليس هذا محله ،
ومع ذلك من حقكم أن تطرحوا أي تساؤل و أنا أجيب عليها بإذنه تعالى ..



والآن أصبح من الواجب أن نرى ملاحظاتكم على ما سبق ؛ حتى نقدم المطلوب
بشكل سليم فنصل إلى الهدف المنشود بعونه تعالى . . .


كما يسرنا جداً أن تتفضلوا علينا بطرح التساؤلات

سواء في ما سبق أو غيره مما له علاقة بالحوزة ..


ونسألكم الدعاء ...