النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: الجفاف الروحي ..موضوع جدا رائع

العرض المتطور

  1. #1
    عضو متميز الصورة الرمزية هديل
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    334
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    239

    الجفاف الروحي ..موضوع جدا رائع

    اعجبني الموضوع جداً فحبيت انقله علشان تستفيدو منه لانه بجد اكثر من رائع
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على محمد وعلى آله الطبين الطاهرين
    (( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله )) أيٌ منا لا
    يحب الخشوع؟ وأيٌ منا لا يحب أن يصل إلى درجة الخشوع ؟ (( قد
    أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون )) كل منا يحب أن يكون
    مصداق لهذه الآية المباركة ، أنه خاشع في صلاته . لكن كيف نصل
    إلى الخشوع ؟ الخشوع ضد الجفاف الروحي . فما دمت أنا مبتلى بمرض
    الجفاف فلن أصل إلى الخشوع . فإذا أردت أن أصل إلى الخشوع فعلينا
    أن نتخلص من مرض الجفاف الروحي . مرض الجفاف مرض قاتل ، مرض
    استشرى فينا وفي مجتمعاتنا . فبعض الناس يستفسر عن وجود هذا
    المرض . فالمرض له أعراض وأعراض مرض الجفاف الروحي هي:
    أعراض مرض الجفاف الروحي
    - العرض الأول : عدم الاكتراث بالذنب:
    الإنسان يذنب ولا يبالي أنه أذنب ، ولا يكترث لذلك الذنب ويقول
    أنه ليس الأول ولا الأخير الذي يرتكب الذنب ، فكل الناس يذنبون .
    يذنب ولكنه لا يبالي ولا يكترث بأنه أذنب . عدم الاكتراث بالذنب
    وعدم المبالاة بالذنب مهما كان كبيراً أو صغيراً يدل على وجود
    مرض الجفاف ، أي أن هذا الإنسان يعيش جفاف روحي . ورد عن الرسول
    محمد " صلى الله عليه وآله وسلم " أنه قال " من زائته سيئته
    وسرته حسنته فهو مؤمن " الإنسان إذا أذنب ندم والإنسان إذا أذنب
    حزن وصار عنده حالة من الضيق والتذمر لأنه أذنب ، فهذا هو
    الإنسان المؤمن. عدم الاكتراث بالذنب يكشف عن مرض الجفاف الروحي
    . والذي يعبر عنه القرآن الكريم بالقسوة (( ثم قست قلوبكم من بعد
    ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه
    الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وان منها لما يهبط من
    خشية الله وما الله بغافل عما تعملون )) أنا الذي لا أكترث
    بالذنب ولا أكترث بالمعصية أشد من قسوة الحجارة . الحجارة تلين
    ولكن قلبي لا يلين ولا يرق ولا يحزن نتيجة ممارسة المعصية .
    - العرض الثاني : عدم المبالاة بالموت ولا بالمصير الآخرة :
    لقد كثر الموت في مجتمعنا . مع التقدم الحضاري ازدادت الأمراض
    وازدادت الأوبة البيئية. مع التقدم الحضاري ازدادت الضغوط
    النفسية التي تودي بالموت فُجْأَةً ، فقد كَثُر الموت ومع هذا
    كله نحن نمارس هذه الأمور ممارسة جافة . نشيع الموتى وندفنهم ،
    ونحضر فواتحهم ، نمارس هذه الأمور ممارسةً جافةً جداً ، لا نأخذ
    منها العضة والعبرة . كأن هذه الأمور شيء عادي وشيء طبيعي ، تمر
    علينا هذه المظاهر ولا نستفيد منها عظةً ولا عبره . جاء أبو بصير
    أحد أصحاب الإمام الصادق "عليه السلام" جاء إلى الإمام وقال
    خوفني فإن قلبي قد قسا ، فالتفت إليه الإمام فقال له " يا أبى
    بصير استعد للدار الآخرة ، لقد جاء جبريل "عليه السلام" إلى رسول
    الله يوماً من الأيام وهو قاطب – عابس الوجه – التفت إليه الرسول
    " صلى الله عليه وآله وسلم " فقال له كنت تأتيني مبتسماً وجئتني
    الآن عابساً قاطباً فما جرى ؟ فقال لقد وضعت منافخ النار فقطب
    وجهي . فقال له الرسول وما هي منافخ النار؟ قال أمر الله بالنار
    حتى ابيضت ألف عام ، ثم احمرت ألف عام ، ثم اسودت ألف عام فهي
    سوداء مظلمة ، لو قطر من ضريعها قطرة واحدة على شراب أهل الأرض
    لماتوا من نتن ريحها . فبكى رسول الله ، فما رؤي متبسما بعد ذلك
    اليوم )) فعدم المبالاة بالموت يكشف عن مرض الجفاف الروحي .
    - العرض الثالث: خلاء بيوتنا من الجو الروحي :
    بيوتنا منازلنا فارغة من الجو الروحي . منازلنا وأسرنا خالية من
    الأجواء الروحية . أين بيوت أسلافنا ، أين بيوت آباءنا وأمهاتنا
    ؟ كان الإنسان إذا صحا قبل أن تطلع الشمس يسمع تلاوة القرآن من
    أبيه أو أمه تعمر المنزل. كان الإنسان يسمع قراءة الدعاء الذي
    يغمر المنزل بأصدائه وبنبراته . الآن ماذا يسمع ؟ جفاف ، سكوت ،
    تسمع الموسيقى ، تُشَاهَد شاشة التلفزيون مفتوحة من النهار إلى
    الليل ، هذا الذي يشاهد في الأسرة . غابت الأجواء الروحية عن
    منازلنا. غابت الأجواء الروحية عن أسرنا . نحن مستعدون أن نجلس
    مع أزواجنا وأولادنا لمشاهدة الفلم ، تجلس العائلة كلها لمشاهدة
    الفلم ، تجلس العائلة كلها لمشاهدة البرنامج ، لكن هل نجلس مع
    عائلتنا لقراءة دعاء كميل ؟ هل نجلس لقراءة دعاء التوسل ؟ نحن
    عندنا استعداد أن نجمع العائلة لمشاهدة التلفاز ولكن ليس لدينا
    استعداد أن نجلس لقراءة دعاء التوسل على نبرات وأصداء روحية تملأ
    قلوبهم قبل أن تملأ المنزل . ليس عندنا هذا الاستعداد . الأجواء
    الروحية غابت عن أسرنا ، وهذا مرض خطير ، وهذا هو مرض الجفاف
    الروحي . الجفاف الروحي دب في أجواء المنازل وفي أجواء الأسر ،
    وهذا مكمن الخطر ومرتع الخطر . أخطر الآثار التي تترتب على
    الجفاف الروحي فقدان المناعة . هل تريد ابنك أن تكون لديه مناعة
    بهذه الطريقة من الحياة . هذا الشاب يتعرض للإغراءات والإثارات
    الجنسية من خلال الشاشة ، من خلال السوق ، من خلال الطريق ، من
    خلال التلفون ، من خلال إي نافذةٍ أخرى . الشاب يتعرض للإغراءات
    والإثارات الجنسية ، فإذا لم يمتلك الشاب مناعة روحية سوف ينهار
    أمام هذه الإغراءات ، سوف ينهار أمام هذه الإثارات (( وما أبرئ
    نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي )) الإنسان ينهار
    أمام الإغراءات إلا إذا ملك مناعة روحية ومناعة نفسية . المصدر
    الوحيد للمناعة هو الأجواء الروحية . لا يصرع الأجواء إلا
    الأجواء . أجواء الإثارة أجواء الإغراء أجواء الشيطنة ، هذه
    الأجواء التي تنعكس عبر الشاشة وفي جو السوق وفي الأماكن العامة
    لا يقتلها إلا الأجواء الروحية في المنزل ، والأسرة هي التي تنمي
    المناعة الروحية في النفس. وبالمناعة يقاوم الإنسان قوة الإغراء
    وقوة الإثارة . إذاً مكمن الخطر هو هنا . فلما غابت الأجواء
    الروحية عن منازلنا وأصبنا بمرض الجفاف الروحي ، فلا دعاء ولا
    توسل ولا قراءة قرآن ، ولا نافلة . وأصبحت الصلاة في المنزل مجرد
    صلاة واجبة جافه. أصبح المنزل روتين . فعندما يأتي وقت الصلاة
    أُؤدي الصلاة الواجبة وكذلك الأولاد يؤدون الصلاة الواجبة وينتهي
    الروتين . فلا يوجد جو روحي أسري في المنزل . غياب هذه الأجواء
    الروحية خلق عندنا مرض جفاف الروح . ومرض الجفاف أدى إلى فقدان
    المناعة ، وفقدان المناعة أدى إلى الاستسلام إلى الإغراءات
    والإثارات الجنسية المتنوعة والمختلفة .
    إذاً يا أخي اتضح ما أقصد . هناك مرض يسمى بمرض الجفاف الروحي .
    وكلنا يريد أن يتخلص من هذا المرض . ويريد أن يسرع في الوقاية
    والعلاج من هذا المرض . فإذا عرفنا أسباب المرض عرفنا طرق علاجه
    ،أو طرق الوقاية منه .
    طرق الوقاية والعلاج من مرض الجفاف الروحي
    السبب الأول : التسويف التوبة :
    لا يوجد أحد لا يذنب ، كلنا نذنب ، صغيرنا وكبيرنا نذنب ذنوبً
    صغار وذنوبً كبار ، طبيعة الإنسان هكذا ، ولكن المشكلة ليست في
    أننا نذنب ، بل في أننا نسوف التوبة . فنترك التوبة يوم بعد يوم
    ، ونتثاقل عن انتقاد الذات ومحاسبة النفس . تسويف الذنوب يوجب
    تراكمها ، فإذا تراكمت الذنوب على النفس صبغت النفس بظلمتها
    وألوانها المقيتة المنفرة فتصبح النفس فحمة سوداء . لا إحساس ولا
    نبض فيها (( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )) تسويف
    التوبة يخلق عندنا مرض الجفاف . فترى الإنسان الذي لا يتوب ولا
    يحاسب نفسه ، لا يحب أن يسمع أو يقرأ الدعاء ، لا يحب أن يقرأ
    القرآن ، لا يحب أن يصلي النافلة . ولا يتذوق الإنسان طعم الدعاء
    ولا يتذوق طعم المسجد وقراءة القرآن إذا كان مصرٌ على ممارسة
    الذنب ، وعندما لا أكون مستعداً في لحظة من اللحظات أن أتحدث مع
    داخلي وأن أتكلم مع نفسي وأن أنقد ذاتي ، فأنا مصاب بمرض الجفاف
    الروحي ، فلا أشعر بطعم أي شيء روحي . قال تعالى (( وتوبوا إلى
    الله توبةً نصوحا )) فلا تقول أتوب من ماذا وأترك ماذا ، الكبائر
    مترادفة والذنوب متتابعة ، فأنا خرجت من هذا العالم ، فأنا ورحمة
    الله ، فأتوب من ماذا قال تعالى (( يا عبادي الذين أسرفوا على
    أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه
    هو الغفور الرحيم ))
    السبب الثاني : الترف :
    الترف لا يجتمع مع الطعم الروحي أبداً . فإذا أردت أن تكون إنسان
    متذلل خاشع . وكان همك أن تنام على أحسن وسادة ، وتجلس على أحسن
    كنب ، و تركب أحسن سيارة ، و تلبس أحسن اللباس ، و تبني منزلك
    بأحسن البناء ، وتفرشه بأحسن الأثاث . فإذا كان همك هو الترف
    فكيف يكون همك الخشوع والخضوع ؟ (( ما جعل الله لرجل من قلبين في
    جوفه )) نحن لا ندعو الناس أن يرجعوا إلى خمسين سنه إلى الوراء ،
    ولا نقول لهم تعالوا وعيشوا في الأعشاش ، ولا أن يلبسوا الخشن من
    اللباس ويأكلوا الجشب من الطعام . ولكن نقول الزهد كما قال
    الرسول الأكرم " صلى الله عليه وآله وسلم " جمع الزهد كله في
    كلمتين ، أن لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم " هذا
    هو الزهد ، أي أن لا يكون همك هو المظهر ، أن لا يكون همك هو
    الملبس ، أن لا يكون همك هو المنزل ، أن لا يكون همك هو الدنيا .
    أنا عندما أصرف جل وقتي في لباسي ، خصوصاً المرأة ، وهذه المشكلة
    مبتلاة بها المرأة أكثر من الرجل فعندما أصرف جزء كبير من وقتي
    في لباسي في منامي في بطني في جيبي في سيارتي في منزلي في أثاثي
    في مجلسي في مشاهدتي للتلفزيون ، أن أصرف جل وقتي في هذا إذاً
    ماذا بقي من الوقت لتنظيف الروح ؟ ماذا بقي من الوقت لغسل الذنوب
    ؟ ماذا بقي من الوقت لمحاسبة النفس ونقد الذات ؟ فلا يجتمع
    الهمان معاً . فعش بالحالة المتوسطة التي يعيشها الناس . أما إذا
    نظرنا إلى الناس ، ماذا تأكل وماذا تشرب ، ونسير على ما يسير
    عليه الناس ، وليست لدينا إرادة التغير ، إنما نملك روح
    الاستسلام . كل ما صنعه الناس فنحن معهم ، بروح الاسترسال وبروح
    الاستسلام . أما أن نملك إرادة نقف بها أمام هذا الاسترسال وأمام
    هذا الاستسلام فلا ، (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما
    بأنفسهم )) هذه الأجواء المترفة التي أنت تصر على أن تخلقها وعلى
    أن تعيش فيها . تصر على وسائل الراحة كيف ما كان ، لا تجتمع مع
    روح الخشوع والخضوع ، لا تجتمع مع كون التذلل والخشوع والخضوع
    يملأ قلبك ويملأ جوانحك . ولذلك يقول القرآن الكريم (( كلوا
    واشربوا )) فليس حرام الأكل والشرب (( ولا تسرفوا إنه لا يحب
    المسرفين )) ويقول الرسول الأعظم " صلى الله عليه وآله وسلم " لا
    تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب فإن القلوب كالزرع يموت إذا
    كثر عليه الماء " فليس المقصود الطعام والشراب بحد ذاته ، ولكن
    المقصود كل حالات الترف إذا بالغ منها الإنسان وركز عليها بَعُدَ
    عن الطعم الروحي واقترب من الجفاف الروحي .
    السبب الثالث : عدم الخلوة :
    كثير من الناس مع الأسف ينظر إلى الخلوة نظرة اشمئزاز . ويعتقد
    بأن الخلوة هي عبارة عن الاعتزال ، أي يصبح الإنسان معتزل . ولكن
    الخلوة ضرورية لكل إنسان وليست اعتزال . الخلوة هي عبارة عن
    تطهير وتنظيف . أنت في زحام العمل ، فتخرج مبكراً إلى العمل ،
    وفي وقت الظهيرة متعب ، وربما عندك عمل مسائي ، وترجع في الليل
    متعباً ، وهذا يتكرر يوميا أي أصبح روتين يومي . ثم تأتي أيام
    العطلة ، فتقضي وقتك مع أصدقائك ومع المجالس ومع الآخرين ،
    والنهاية تصاب بمرض الجفاف الروحي من حيث لا تشعر ، تبدأ لا
    تتذوق شيء ، لا تتذوق دعاء ولا عبادة ولا نافلة ولا قرآن . إذاً
    ما هو الحل ؟ إن الحل في الخلوة ، لا بد أن تخلو بنفسك ولو عشر
    دقائق في اليوم أو ساعة في الأسبوع . الخلوة مع النفس ضرورية
    لبناء النفس . نقد الذات ضروري لخلق ذات فاضلة " حاسبوا أنفسكم
    قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا " فمتى أحاسب نفسي ؟ هل
    تحاسبون أنفسكم في العمل أو في السيارة ؟ إذا كنت دائما في عمل
    أو مع أصدقائك أو مع أطفالك أو مع أهلك ، فمتى تحاسب نفسك ؟ فمن
    هنا لا بد أن تكون لك خلوة تجلس فيها بدون أهل ولا أولاد ولا
    أصدقاء ، تخلو فيها مع نفسك ، وتتحدث فيها مع نفسك (( لا أقسم
    بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة )) نحن نحتاج إلى النفس
    اللوامة . النفس اللوامة هي حالة الخلوة ، فإذا خلوة بنفسك بدأت
    نفسك تتحدث . تذكر الماضي ، تذكر الشريط الذي انتهى ، تذكر ماضيك
    وادرسه فصلاً فصلا ، خطوةً خطوة ، مقطعاً مقطعا ، ادرس هذا
    الماضي حاسب هذه الخطوات . ورد عن الكاظم "عليه السلام" أنه قال
    " ليس منا من لم يحاسب نفسه كل يوم فإن عمل حسنة استزاد الله وإن
    عمل سيئة استغفر الله ". إذا أنت خلوت بنفسك ونقدت ذاتك وحاسبت
    نفسك ولو عشر دقائق في اليوم لتطورت نحو الأفضل . فالخلوة ليست
    اعتزال وإنما هي تطهير ، تطهيرٌ للقلب وتطهيرٌ للروح من الأدران
    ومن الرذائل .
    السبب الرابع : المجالس :
    مجالسنا – مع الأسف _ خالية من الطعم الروحي . نحن نذهب إلى
    المجالس فقط حتى نشاهد التلفزيون ، أو نذهب إلى مجالس لمناقشات
    مناقشات فكرية مناقشات أدبية مناقشات علمية مناقشات اجتماعية
    وهكذا ، فأين مجالس الذكر ؟ لماذا لا نضع في قاموسنا مجالس الذكر
    ، ذكر الله ؟ المجالس التي تذكرنا بالله ؟لماذا لا تكون جزء من
    مجالسنا فيه ذكر الله ؟ أي مانع من أن تتخلل هذا المجلس عشر
    دقائق لا بل خمس دقائق ذكرٌ لله " عز وجل " ؟ الإمام الباقر
    يتحدث لفضيل بن يسار " يا فضيل أتجلسون وتتحدثون ؟ قلت بلى يا
    سيدي " تتحدثون بماذا؟ بالمعاصي ، بالأفلام ، بمشاكل الناس ؟
    ماذا حدث في الشيشان ، وماذا حدث في الانتخابات ؟ فهذه أخبار
    جيدة ، ولكن هنالك شيء آخر مهم ، غير أخبار الشيشان ومفاوضات
    سوريا ، ألا وهو ذكر الله " تجلسون وتتحدثون ؟ قال نعم جعلت فداك
    قال إن تلك المجالس أحبها ، فأحيوا أمرنا يا فضيل ، فرحم الله من
    أحيا أمرنا "" وقال الرضا "عليه السلام " من جلس مجلساً يحيى فيه
    أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب " إذا المجالس طريق للمرض أو
    طريق للصحة .
    والنتيجة ، علاج مرض الجفاف الروحي يتغير بتغير منهجه ، بأن تخلو
    مع نفسك . بتغير أسرتك ، بأن تنشر الجو الروحي داخل الأسرة .
    وكذلك بتغير مجلسك ، بأن تعلم مجالسك بأن يكون فيها شيئاً من ذكر
    الله " تبارك وتعالى " . والمهم كل المهم الصحيفة السجادية . نحن
    عندنا نعمة ليست عند غيرنا ، نحن عندنا نعمة ليست عند أحد من
    المسلمين ، أدعية الأمام زين العابدين في الصحيفة السجادية . لو
    سألك ساءل ما هو الدليل على إمامة زين العابدين فقل صحيفته
    السجادية ، فصحيفته دليل إمامته . إن من يقرأ أدعية زين العابدين
    في الصحيفة السجادية يكتشف هذا الإنسان . فيه كلمات تلامس الروح
    ، تخاطب الداخل مخاطبة دقيقة ، تنبهك على أدق العيوب وعلى أخفى
    الأسرار . مكنونات النفس ، أسرار تكتشفها عندما تقرأ الصحيفة
    السجادية . الصحيفة السجادية تتكلم مع عمق النفس ، تتكلم مع عمق
    الداخل ، تتكلم عن عيوب دقيقة وعيوب خفية لا يتنبه لها الإنسان
    في نفسه إلا عندما يقرأ الصحيفة السجادية . صحيفةٌ تجعل صحيفتك
    بيضاء ، صحيفةٌ تغير صفحة نفسك من الظلمة إلى النور . صحيفة
    تنقلك من حضيض الذنوب إلى أوج الطهارة والنقاء . صحيفة تنقلك من
    كونك إنساناً إلى كونك روحانياً متعلقاً بالله . صحيفةٌ تربطك
    بالسماء وأنت تعيش على الأرض . صحيفة تجعل لسانك وشفتيك وكلماتك
    أصداء تتناقلها الملائكة ، وتتحدث عنها الملائكة . فلندرب
    أطفالنا عليها . لنعلم أطفالنا عليها ، ولندرب أطفالنا عليها ،
    ولندرب أطفالنا على أن يحفظوا منها ، ولنعلم أطفالنا على أن
    يألفوها . يستطيع الأطفال أن يألفوها إذا سمعوني أنا الأب أقرأ
    الصحيفة ، فإذا سمعني أطفالي أقرأ الصحيفة وأتلوها وأقول بني
    الإمام يقول كذا ، بنيتي الإمام يقول كذا ، ألفوا الصحيفة ،
    ألفوا أجواءها ، أَنِسوا مضامينها وأَنِسوا آفاقها ، حتى يتربوا
    وهم سجاديون ، نهلوا طعم العبادة ، ونهلوا طعم الأجواء الروحية
    من شفتي مصدر العبادة زين العابدين وسيد الساجدين "عليه السلام"
    . أئمتنا كانوا يركزون على الدعاء الجمعي . بالإضافة إلى حالات
    العزلة في قراءة الدعاء كان لهم أيضاً حالات جمع في قراءة الدعاء
    . نحن نقرأ في التاريخ أن الحسين كان يخرج من خيمته يوم عرفة
    ويجمع أهله وعياله ومحبيه ومن معه ويتلو عليهم دعاءه الشفاف يوم
    عرفة ، ليسبغهم بأجوائه وبمعانيه الروحية . الحسين الذي صار
    حسيناً بالدعاء وصار حسيناً بمناغاة الروح ، وصار حسيناً بمناجاة
    الله . الحسين الذي ما فتئ عن الدعاء ولم يبتعد عن الدعاء ، ولا
    إنفصل عن الدعاء حتى آخر لحظة من حياته .


    تحياتي للجميع
    هديل


    أنا شيعي لا أشايع إلا محمد وآل النبي
    أنا جعفري أحيا على محيي الصادق وجده النبي
    أنا رافضي أرفض مبايعة أعداء الله والنبي
    تباً لكل مولى فالولاء لمولاي علي ابن عم النبي

  2. #2
    عضو محترف الصورة الرمزية بنت العواميه
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    475
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    242

    رد : الجفاف الروحي ..موضوع جدا رائع

    سلمت اناملك ياهديل على مانقلتيه...
    فعلا موضوع نستشفي منه الكثير...
    بوركت....
    ولك خالص تحياتي...
    ,,لا يوم كيومك يا أبا عبد الله,,
    ,,فكل مكسور ميت,, إلا
    قلبٌ إنكسر فيك و لأجلك,,,
    ,,,فهو نابض بالحياة,,,
    ,,, بنت العواميه,,,

  3. #3
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية بنوتة توتة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    2,287
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    304

    رد : الجفاف الروحي ..موضوع جدا رائع

    مشكورة عزيزتي
    موضوع في غايه الروعه


  4. #4
    عضو متميز الصورة الرمزية هديل
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    334
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    239

    رد : الجفاف الروحي ..موضوع جدا رائع

    مشكورين اخواتي على التواجد الرائع

    نورتو

    تحياتي لكم


    أنا شيعي لا أشايع إلا محمد وآل النبي
    أنا جعفري أحيا على محيي الصادق وجده النبي
    أنا رافضي أرفض مبايعة أعداء الله والنبي
    تباً لكل مولى فالولاء لمولاي علي ابن عم النبي

  5. #5
    عضو نشط الصورة الرمزية الملاك راحيل
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    الدولة
    جار القمر
    المشاركات
    190
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    237

    رد : الجفاف الروحي ..موضوع جدا رائع

    سلمت يداك اختي (( هديل )) علي ماكتبت وبصراحة الموضوع اروع من الرائع

  6. #6
    عضو فيروزي الصورة الرمزية نور الهدى
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    الدولة
    البحرين
    المشاركات
    11,187
    شكراً
    103
    تم شكره 88 مرة في 63 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    1418

    رد : الجفاف الروحي ..موضوع جدا رائع

    سلمت يداك اختي على الموضوع الاكثر من رائع
    ام محمد

  7. #7
    نائبة عامة الصورة الرمزية شمعه تحترق
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    الدولة
    عالم العطاء
    المشاركات
    10,837
    شكراً
    0
    تم شكره 23 مرة في 23 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    2748

    رد : الجفاف الروحي ..موضوع جدا رائع

    أكبر مسبب للجفاف الروحي هي الاجواء اللتي نضع انفسنا فيها

    متابعة البرامج التافهه واللتي تستهلك وقتنا .. الوقت الذي نهدره بلا فائده

    الوقت الذي لن نعرف له قيمه إلا حين يأتينا رسول الموت ليعلن لنا أن وقتنا في هذه الدنيا

    قد انتهى ..................... حينها سندرك قيمة الوقت الذي اهدرناه في أمور ضررها أشد من نفعها

    والاستماع للغناء ذلك السم الذي ينساب في اسماعنا ليتحول الى رسل للشيطان يعبث في عقولنا

    ويجرنا الى الهاويه من حيث لا نشعر ..وهجر القرآن والادعيه والمجالس الحسينيه

    لايوجد أي عذر للبعد عن الاجواء الروحانيه بعد قيام بعض القنوات جزاها الله ألف خير بتوفير المحاضرات الدينيه

    والادعيه والزيارات بشكل يومي وكل ماعلينا فعله هو فتح زر التلفاز وتوجيهه على قناة معينه ..بلا جهد ولاعناء

    لو اننا نفكر كم من الاشياء متاحه لنا لسلوك دروب الهدى ولو اننا نستغلها قبل أن تأتي الساعه اللتي

    ينقطع فيها عملنا من الدنيا ونتمنى لو عدناولو ساعه.. ساعه فقط لنعمل عمل يقربنا من الله.

    نسأل الله أن يشملنا برحمته وأن يرضى عنا

    احسنتي هديل ..بارك الله فيك ِ



    صغيره حروفي يازهرا
    إذا توصف كراماتك
    ويعجز حرفي بصغره
    ولايوصل عظم ذاتك
    ::بقلم شمعه::

    لازال في قلبي سؤال
    لا أجيزولا أحل لأحد نقل أو استخدام أو نسخ كتاباتي بلا اذن مني

  8. #8
    مشرف منتدى كرامات أهل البيت(ع) الصورة الرمزية ابو طارق
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    لبنان العزة والكرامة
    المشاركات
    18,525
    شكراً
    398
    تم شكره 212 مرة في 176 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    80794

    رد : الجفاف الروحي ..موضوع جدا رائع

    بسم الله الرحمن الرحيم

    موضوع جميل ورائع ومفيد

    نسأل الله أن يشملنا برحمته وأن يرضى عنا

    كل الشكر لك يا هديل ..بارك الله فيك ِ




  9. #9
    موقف الصورة الرمزية الدمعة الحزينة
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    المشاركات
    308
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد : الجفاف الروحي ..موضوع جدا رائع

    شكرا على الموضوع والله يعطيك العافية والله لايحرمنا من مواضيعك وبانتظار جديدك

  10. #10
    عضو متميز الصورة الرمزية هديل
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    334
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    239

    رد: الجفاف الروحي ..موضوع جدا رائع

    الاروع تواجدكم

    مشكورين على التواصل

    نورتو

    تحياتي لكم


    أنا شيعي لا أشايع إلا محمد وآل النبي
    أنا جعفري أحيا على محيي الصادق وجده النبي
    أنا رافضي أرفض مبايعة أعداء الله والنبي
    تباً لكل مولى فالولاء لمولاي علي ابن عم النبي

  11. #11
    عضو فضي الصورة الرمزية عبير الزهراء
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    652
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    244

    رد: الجفاف الروحي ..موضوع جدا رائع

    جزاااااك الله ألف خير أختي هديل
    موضوع رائع وهاااااام جدااااااا
    أنار الله دربك بنور العلم والمعرفه

  12. #12
    عضو سوبر مميز
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    المشاركات
    2,786
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    296

    رد: الجفاف الروحي ..موضوع جدا رائع

    السلام عليكم

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجه
    طـــــــــرح راائع منك وقيم
    كل الشكر لكِ عزيزتي}}{{ هديل}}{{ لطرحك الرائع
    وربي يعطيك الف عافيه
    وما ننحرم من هاالتواصل الجميل
    دمتم في حفظ الله ورعايته
    تحياتي لكِ


    اختك ,,, نور علي
    ما فيه توقيع



  13. #13
    مشرفة سابقة تستحق التقدير الصورة الرمزية الولاء الفاطمي
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    في قبر أمي
    المشاركات
    2,146
    شكراً
    0
    تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
    معدل تقييم المستوى
    286

    رد: الجفاف الروحي ..موضوع جدا رائع



    الموضوع جداً في غاية الروعه

    سلمت يداكِ اختي هديل

    وربي يعطيش الف عافيه

    مع تحياتي
    الولاء الفاطمي


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. لغة الاشارة رائع بصور متحركة ...موضوع متجدد...
    بواسطة فرح في المنتدى منتدى ذوي الإحتياجات الخاصة
    مشاركات: 60
    آخر مشاركة: 12-08-2010, 07:08 AM
  2. ،، أقـــــــرأ وتخيــــــــل 00 موضوع رائع أنصح الجميــــــــع بقرأته ،،،
    بواسطة كاظمي أحسائي في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 02-25-2008, 08:43 PM
  3. موضوع رائع في ( تدريب الذاكرة ) ..
    بواسطة نور علي في المنتدى منتدى تطوير الذات
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 03-01-2007, 01:15 PM
  4. موضوع رائع و مهم
    بواسطة زهرة القدس في المنتدى منتدى المواضيع المكررة والمحذوفة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-22-2006, 05:51 PM
  5. الجفاف الروحي ..موضوع جدا رائع
    بواسطة هديل في المنتدى منتدى الصحة والسلامه
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-07-2006, 08:16 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •