تبكيك عيني لا لأجل مثوبةٍ ... لكنَّما عيني لأجلكَ باكية
تبتلُّ منكُم كربلا بدمٍ ولا ..... تبتَلُّ منّي بالدّموع الجارية




مواسيا بذلك قلب إمامه صاحب الأمر والزمان (عج) ومنتظرا فرجه الشريف و راجيا رضاك ورضا الباري عز وجل وان يوفقني لخدمتك ما دمت حيا.
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين
والصلاةُ والسلامُ على أشرف الأنبياء والمرسلين..
أبي القاسم محمد .. وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين ..
واللعن الدائم على أعدائهم والناصبين لهم العداوة والبغضاء إلى قيام يوم الدين.

قال رسول الله (ص): { إنَّ الحسينَ مصباحَ هدىًٍ * وسفينة ُ نجاة * وإمام ُ خير ٍ و يُمن* و بحرُ عِلمٍ و ذُخر } عيون أخبار الرضا (ع) : 35.
صلى الله وبعد: في مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله (ص) سطع نور الحسين بن علي في الثالث من شعبان في سنة أربع من الهجرة فاستبشر الحبيب المصطفى (ص) بالوليد الثاني من علي وفاطمة حتى غمرته الفرحة وبدا عليه الارتياح وقام من ساعته إلى بيت ابنته فاطمة (ع) فجي‏ء به إلى رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏وآله وأذَّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى فلما كان اليوم السابع سماه حسيناً فأول ما سمع سبط رسول الله وريحانته صوت جده الكريم مكبرا الله اكبر لا اله إلا الله والله اكبر فكانت هذه الكلمات القصار لها الأ ثر الكبير في أعماق المولود الجديد حتى آخر لحظة من لحظات حياته و كان أشبه الناس برسول الله( ص) نشأ في ظل جده الرسول الأعظم عليه وآله، فكان الحبيب المصطفى هو الذي يتولى تربيته ورعايته .
رغم وجود علي وفاطمة سلام الله عليهما كان عليه السلام برعاية جده
وفي كنفه يغمره بحنانه وعطفه و يزقه العلم زقا مع أخيه الحسن المجتبى
فكان الحسن والحسين الذين أحبَّهما رسول الله( ص) حبا كبيرا حتى ربط حبه بحبهما حين اقبل الحسن والحسين يوما وهو يصلي وهما غلامان يثبان على ظهره إذا سجد واقبل الناس ينحوهما عنه فلما انصرف قال: ( ص)
( دعوهما بابي وأمي هما .. مَن أحبني فليحبب هذين ) (شرح الأخبار 76 )
ويوما اخذ النبي( ص ) بيد الحسن والحسين (ع ) في جمع من الصحابة فقال
(من أحبني وأحب هذين واباهما وامهما كان معي في درجتي في الجنة يوم القيامة )
ونعم من قال
أخذ النبي ّ يد الحسين وصنوه ... يوما وقال وصحبه في مجمع
من ودَّني يا قوم أو هذين أو ....أبويهما فالخلد مسكنه معي (البحار ج 43ص280 )
حتى التحق رسول الله ( ص) بالرفيق الأعلى فكان برعاية والده الكريم
أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب(ع) اخو الرسول وابن عمه وباب علمه
ووريث صفاته وكمالاته
وبرعاية أمه فاطمة الزهراء الصديقة الكبرى سيدة نساء العالمين بضعة المصطفى سيدة نساء أهل الجنة أشرف واطهر امرأة في الخلق ومعه أخوه السبط الأكبر لرسول الله الحسن بن علي(ع) .
فكان الحسين عليه السلام صورة للخلق المحمدي والكمال العلوي ومجمع الفضائل والمكارم والمثل الأعلى لجده وأمه وأبيه والمنزه عن الرجس بنص القرآن الكريم
(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)
الحسين (ع) في خلقه وأخلاقه وجهاده ومواقفه كلها من تلك الشجرة المباركة نسبا .. ذو الأصلاب الطاهرة والأرحام المطهرة ..
والتي وقفت في وجه الإعصار المارد الذي إثارته الوثنية العاتية في وجه الدين الإسلامي . ولم تشهد المواقف في التاريخ موقفا كموقف سيد الشهداء( ع) في طف كربلاء ...
( والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا افر منهم فرار العبيد )
ولقـــــد صدق من قال:


له النسب الوضاح كالشمس في الضحى ... ومجــــد عـلـــــى هـــــام السماء يطــول
فـــــما كـــــل جـــــد في الرجال محمد .... ولا كـــــل أم فـــــي النـــــساء بتـــــــول