ووجدت روحي الضائعه (قصة استبصاري)


هذه قصه بحثي عن الحقيقه
قصه نجاتي من أنياب الباطل




تحذير :ممنوع الدخول لأصحاب القلوب الضعيفة لاحتواء القصة على لحظات عنف و دماااء






كنت في السابعه عشرة من عمري عندما استبصرت شقيقتي "أم علي" واعتنقت مذهب الحق..
وكنت أيضا شاهدة على المعارك غير المتكافئه بين "أخي الوهابي" من جهه و شقيقتي "ام علي" من جهه اخرى،،
فقد كانت فتاه ضعيفه تتلقى الشتائم و التهديد و الذل من زمرة الباطل..
ولأنني كنت قريبه جدا من شقيقتي بحكم أننا ننام في نفس الغرفه ، أحست العائله الكريمه بالخطر الذي يهدد أمنها و يزعزع عقيده أبنائها، فما كان منهم الا أن:
أعطوا "أخي الوهابي" الصلاحيه بأن يكون مسؤولا مباشرا علي حتى لا يصيبني "انفلونزا التشيع" ، فأصبح "أخي الوهابي" كالعظم في البلعوم!!



( للعلم فأنا لدي 3 أخوة ذكور غير "أخي الوهابي" ،
وهم ليسوا وهابيين و كلهم مثقفين)




البداية



كنت طالبه متفوقه وأجتهد كثيرا في دراستي لا سيما أنني كنت في مرحله الثانويه العامه،،
وقد حصلت على المركز الأول في مدرستي آنذاك


وفي كل يوم ثلاثاء عصرا من كل أسبوع ، كان أخي الوهابي يذهب بي الى محاضره فقهيه نسائيه تستمر حتى صلاه المغرب ، أما في أيام العطله الاسبوعيه كان يجبرني كل يوم خميس صباحا على النهوض باكرا ليعطيني دروسا فقهيه وهابيه ، وفي مساء نفس اليوم يجبرني أيضا على الذهاب الى المحاضرات الدينيه التي يلقيها الشيوخ ذوي اللحى الحمراء..
و الذين كانوا يكثرون من لعن الشيعه "الرافضيه" ..


كنت اطيع اوامره بلا عصيان , فكان هذا هو جدولي الاسبوعي :
في المدرسه "جد واجتهاد"، و في المحاضرات الوهابيه "ضجر و ملل"..
حتى انني كنت أغفو في بعض المحاضرات بلا ذنب ، فكلامهم متكرر ولعناتهم على الرافضه تتردد في أذني ليلا و نهارا ..
وفي صباح كل يوم دراسي كان أخي الوهابي يقوم بتفتيشي فكان يرفع ملابسي ليتأكد "هل لبست السروال" ؟ "هل لبست الجوارب و القفازات"؟ "هل و هل .... " أسئله تفتيشيه أخجل من ذكرها و الله أعلم بها ..




أنا والمزهرية !!



ومن وقت لآخر أكون موجوده "صدفه" في المواجهات بين شقيقتي أم علي و "اخي الوهابي" حين كان يسبها و يذلها ،
ولكن في احدى المرات قام بضربها أمامي
فهجمت عليه كالثور الهائج وكسرت على رأسه مزهريه كانت موجوده بغرفتي !!


استغرب أهلي كثيرا من ردة فعلي..
استغربت من نفسي أيضا!!
سألني ابي العزيزعن سبب تصرفي الوقح، فأجبته بقوة "هل أقف بلا حراك و أختي يضربونها ، و أنت لا تفعل شيئا" ؟




شعور فظيع



وبعد هذه الحادثه أحسست بشعور فظيع ، كنت أشعربعدم الامان و بالضياع ..
فأنا أصلي و أذهب للمحاضرات و عائلتي متدينه ولكن ينقصني شيء لا أعرف ما هو بالضبط ؟؟ كنت ضائعه ، أجل ضائعه كأنني في صحراء قاحله أهيم على وجهي وانا أبحث عن شيء لا أدري ما هو ؟؟ ربما كنت أبحث عن نفسي !! أجل فقد أضعتها في وسط انشغالي بدراستي من جهه و بالمحاضرات الارهابيه من جهه اخرى..




أنا والانجيل



و بعد أيام ذهبت الى المكتبه العامه لاجراء بعض البحوث المدرسيه ، التي انتهيت منها و كان لدي الوقت لبعض الاطلاع ، بحثت و بحثت وفي ركن مهجور شد انتباهي كتاب ضخم ذا مجلد عتيق ، أخرجته من بين الرفوف و كان " الانجيل المقدس" بعينه
و قلت: "لماذا لا اقرأ كتاب المسيح ، لعلني أجد ما كنت أبحث عنه"!!
وهنا زادت قراءاتي واطلاعاتي على الفكر المسيحي ، وقرأت عن الثالوث و المسبحه الورديه و شاهدت فيلم "آلام المسيح" الذي أظهر كثيرا من ظلم اليهود لسيدنا عيسى ع أو اليسوع كما يسمونه ، فتأثرت كثيرا وبكيت أيضا ثم حرصت على لبس الصليب "طلبا للأمان"حيث انه الحرز الواقي عند المسيحيين او هكذا اعتقدت !!


وأول ما فعلته بعد ذلك هو رفض الذهاب الى المحاضرات الارهابيه و رفض تسلط أخي الوهابي علي، وعندما أبديت اعتراضي ضربت أنا أيضا !!


" هل الاسلام عندكم بالغصب و القوة " ؟
وهكذا كرهت الاسلام الذي يدعونه و أصررت على رأيي بعدم الذهاب للمحاضرات بالرغم من الاذى و الضرب الذي كنت " آكله " ...
وهنا بدات الطااامه الكبرى ، زاد تمردي و توقفت عن الصلاة والصيام،، فكنت أفطر في رمضان بدون عذر و أمام مرأى الجميع بحجه أنني "حائض" !! و المساكين كانوا يصدقون !!


وعشت الايام والليالي كالبهائم لا صلاة و لا عبادة ... كنت أحس بعدم الامان والخوف ونسيت قول الله تعالى (( ألا بذكـر الله تطمئن القلوب ))حتى ابتلاني الله عزوجل بمرض السكري فكنت أراجع الأطباء أملا في الشفاء و نسيت ان الطبيب هو الله عزوجل ..


وفي مرضي كنت أقضي أيامي في السرير لا أستطيع الحراك ، حتى الطعام كنت لا أطيقه، و الاستحمام كانت أختي "ام علي" تساعدني فيه ..


مرت الأيام ببطىء وكان المرض يفتك بي وينهشني حتى نحل جسمي و ذبل وجهي ..




معجزة في عالم الرؤيا



وفي احدى الليالي المظلمه أحسست بالملل من السرير وأخذت بالبحث عن شيء يسليني..
فوجدت كتابا بين أغراض أختي "ام علي" وله غلاف جذاب، وكان عنوانه "مأساه الزهراء ع "


أثارني الفضول لقراءته ، وقلت لنفسي "لم لا أقرأه ، على الأقل أحسن من لا شيء" ؟


بدأت بقراءة الكتاب حرفا حرفا ، وصعقت مما قرأت وكأن أحدا ضربني على رأسي !!


هطلت دموعي أمطارا على وجنتي الشاحبتين من المرض ، واحسست بالألم يعتصر جسدي النحيل ثم غفيت و لا تزال دموعي تجري..

يتبع..~