وفي عالم الرؤيا وجدت نفسي في منزل صغير..
ورحت التفت يمينا و شمالا و أسأل نفسي " أين أنا "؟
ثم دخلت الى حجرة صغيرة ، ورأيت امرأه شابه تلبس السواد وكانت تبكي وتنوح ، استغربت من انحناء ظهرها و دهشت من وجهها الذي كانت به آثار ضرب ودماء..
اقتربت منها بحذر وعندما رأتني توقفت عن البكاء ، فسألتها " أختي ، من أنت و لماذا تبكين" ؟
ردت علي بصوت قطع قلبي : "أنا فاطمة" ..
عندها أقبل رجل وقور يلبس عمامه خضراء ، فأشارت عليه و قالت : "وهذا زوجي علي " ..
ثم أفقت من نومي و أخذت أبكي و أصرخ ، فانتبهت لي أختي "أم علي" و أعطتني دوائي و كأسا من الماء ظنا منها أن الآلام ظلت تعاودني ولا تدري أني رأيت شيئا فظيعا ..
وتوالت الايام والليالي و أنا طريحه الفراش و هزل جسدي و ازداد وجهي شحوبا و أحسست أني لا أستطيع التحرك بتاتا وكأني أصبت بشلل في أطرافي ، حزنت علي عائلتي ولم يعرف الاطباء علاجا لي ..
وفي احدى الليالي أحسست بنوع من السكينه و خلدت الى النوم ، و استيقظت فجأه لأرى امراه تجلس جنبي و معها ولدان ،
ففزعت ظنا مني انهم من الجن!!
همست لي قائله "لا تخافي ، اسمي زينب وقد جئت لأداويك" !!
فأخرجت كساء أسود اللون غطتني به مرة، وفي المره الثانيه غطتني به بقوة فغشي علي..
ولم استيقظ الا في الصباح..
وفي صباح ذلك اليوم شعرت بنشاط غير عادي قمت واغتسلت ، تناولت فطوري بنهم وسط دهشه عائلتي ، الذين أصروا على اصطحابي للطبيب الذي صاح : " الله أكبر ، ابنتكم شفيت ولا أثر للمرض بجسدها " !!
هنا تذكرت تلك المرأه " زينب " ، و في المساء أخبرت أختي " أم علي " بما رأيت ..
في البداية لم تستوعب كلامي .. ولكن بعد لحظات اغرورقت عيناها بالدموع وبصوت متقطع قالت : "هذه زينب بنت علي بن أبي طالب و قد أرسلتها أمها الزهراء لمداواتك " !!
وهنا حضنت أختي بقوة و أخذت أنحب على صدرها كطفل يتيم و ضمتني حتى هدأت نفسي ..
" أشهد ان لا اله الا الله ، محمد رسول الله ، علي ولي الله "
وبعد شفائي من المرض عدت لممارسه حياتي الطبيعية ..
عدت للمدرسة وأكملت دراستي بشكل طبيعي ، و لم أنس أن أستعير كتاب "ثم اهتديت للتيجاني" من شقيقتي والذي أخفيته في حقيبتي المدرسية
حيث كنت أطلع عليه أثناء وجودي بالمدرسة بين الحصص وفي الفسحه و عند أوقات الفراغ ..
حقيقة أعجبني الكتاب كثيرا وأعجبت بثقافة التيجاني ورحلته الشاقة في البحث عن الحقيقة .. وببركه الله عزوجل أنهيت الكتاب و قلت لشقيقتي : " أشهد ان لا اله الا الله ، محمد رسول الله ، علي ولي الله "
فرحت شقيقتي جدا وحزنت علي أيضا ..
حيث أنها تعلم ما سوف أعانيه، و قالت لي " أنت صغيرة واخترت طريقا صعبا وعليك الثبات الى النهايه "..
وبدأت في تعلم الوضوء و الصلاة من جديد
قرأت الأدعية والزيارات من كتاب"مفاتيح الجنان" و شعرت لأول مرة بحلاااوة الايمان !!
استبدلت أشرطه المحاضرات الوهابيه بأشرطة محاضرات دينية لسماحه السيد" محمد باقر الفالي" والذي أدهشني أسلوبه العقلاني المدعم بالبراهين و الحجج و عشقت كلامه المنطقي و القصص الغريبه التي صاغها بطريقه مبسطه تصل فكرتها لكل العقول !!
وأيضا استمعت لمحاضرات سماحة المرحوم الوائلي "طيب الله ثراه" و التي انتهلت منه العلم والمعرفة ..
و استبدلت أشرطه الأغاني بأشرطه العزاء و اللطميات الحزينه ..
أقول لكم !!
أن اللطميات الحزينه كان لها دورا كبيرا في تعريفي بمأساة أهل البيت "عليهم السلام" حيث أنها كانت تترجم مظلوميات أهل البيت "عليهم السلام" عن طريق سرد سيرة حياتهم و استشهادهم ..
ومن الرواديد "جمع رادود" الذين تركوا أثرا عميقا في روحي :
"يا ريح الهاب وياك وديني .. أزور أحباب غياب عن عيني،سفرهم طال وانا بهالحال ، أزور أحباب غياب عن عيني"
واستمرت صلاتي وأدعيتي سريه لا يعلمها الا الله و شقيقتي..
بدايه دراستي الجامعيه
و الحمد لله أكملت الثانوية العامه بامتياز و انتسبت لجامعة اللغة العربية والأدب العربي التي لطالما كانت حلما بالنسبة لي ..
و في مرحلتي الجامعيه كانت مادة الدين والفقه الاسلامي أساسيتان ضمن المنهج ، لم أمانع و كنت مثالا للطالبة المجتهدة وكان أساتذتي يستغربون من سرعة بديهتي خاصة في مادة النحو و كانوا يلقبونني ب "سيبويه" نسبه الى عالم النحو المشهور ..
وفي حقيبتي الجامعية كنت دائما أجد مكانا للكتب الشيعية و قرأت المئات منها و كنت أتلذذ و لم أتعب أوأحسست بالملل أبدا ..
كتب قرأتها
- نهج البلاغه لأمير المؤمنين "عليه السلام"
( الإمام علي "عليه السلام"من المهـد الى اللحــد)
( فاطمه الزهراء "عليها السلام"من المهـد الى اللحــد)
(المراجعات)الامام السيد عبد الحسين شرف الدين
الطريق إلى مذهب أهل البيت - المستبصر : الدكتور أحمد راسم النفيس
بنور فاطمة اهتديت - المستبصر : عبد المنعم حسن
الخلافة المغتصبة - المستبصر : إدريس الحسيني المغربي
أخيراً أشرقت الروح - المستبصرة : لمياء حمادة
واستقرى بي النوى - المستبصر : السيد محمود بن حمود العمدي
كتب التيجاني في (رحلته في التشيع) بأجزائها :
ثم اهتديت ، لأكون مع الصادقين ، اعرف الحق ، اسألوا اهل الذكر ، الشيعة هم أهل السنة وغيرها .
كتاب ( لماذااخترت مذهب الشيعـة مذهب أهل البيت ( عليهم السلام )) للأنطاكي .
كتاب ( الخدعـــــة ) لصالح الورداني .
كتاب (أهل السنــة شعب الله المختـار) لصالح الورداني
واطلعت على الكثيرو الكثير من كتب المرثيات ومنها:" مجنون كربلاء في رثاء سيد الشهداء"
صفعني أبي
وفي مرة من المرات سقطت حقيبتي أمام أبي الذي استغرب من وجود كتاب لا علاقة له بدراستي والكتاب هو "مقتل الحسين"
هنا عرف أبي السر الذي اجتهدت في اخفائه ..
وهنا بدأت رحلة المعاناة :
عقد أبي العزيز اجتماعا طارئا واستدعوني كمذنبة في محكمة الظلم ، سألوني سؤالا واحدا:
"هل غيرت عقيدتك أنت أيضا " ؟
أجبت بشجاعة : "نعم"
وهنا استدعوا شقيقتي " أم علي" و اتهموها بأنها سحرتني وأثرت على مخي فقد كنت في نظرهم بنت صغيرة و لا تفهم في هذه الأمور..
صرخت في وجوههم :" شقيقتي ليس لها أي دخل في الموضوع"
هنا صفعني أبي صفعة قوية على وجهي ،،
و بصق علي أخوتي و خرجوا من الغرفة ...
لم أصدق ما حدث ، أبي الحبيب لم يرفع يده علي أبدا في حياتي ، وقد صفعني على وجهي ، نعم صفع ابنته المدللة على وجهها !!
هنا عرفت أنها البداية فقط ، و المقدمة لقصة معاناة وألم ..
وأقبل شهر محرم
و اقبل شهر محرم الحرام حاملا معه الحزن والاسى .. وكنت أتظاهر بالذهاب للجامعه ومن هناك كانت شقيقتي تمر علي و نذهب معا الى مجالس العزاء التي تقام صباحا ..
و لحسن حظي ان المجالس الحسينيه الحزينه كان يحييها سماحه" السيد محمد باقر الفالي" :
لحظه اعتراف
أعترف و أنا بكامل قواي العقليه ان
" السيد الفالي" ترك أثرا واضحا في حياتي
السيد الفالي هو من عرفني بالامام الحسين الشهيد قتيل العبرات الذي مات عطشانا
السيد الفالي هو من عرفني بساقي العطاشى ابي الفضل العباس قطيع الكفين
السيد الفالي هو من أخبرني عن زينب و غربتها بعد مقتل اخيها الحسين
و يا لها من غربه موحشه!!
السيد الفالي هو من عرفني ب عبدالله الرضيع المقتول بالعراء ولعنت حرمله بكافه جوارحي..
السيد الفالي هو من عرفني ب رقيه..
آآآه و ما ادراك ما رقيه ؟!
وسكينه و العليله وخوله و...و....
"ويحكم يا مسلمين، ان ملحمه كربلاء اذابت قلبي من الحزن , و أعمت عيني من البكاء"
أقسم اني دعيت على نفسي بالموت مرارا و تكرارا عند كل مصيبه من مصائب العترة الطاهرة ع
تسرب الخبر
تسرب خبر حضورنا أنا وشقيقتي للمجالس الحسينيه الى مسامع اخي الوهابي فما كان منه الا ان اضمر الشر، وانضم الى دورات مكثفه في
" رياضه الكونغ فو القتاليه" تمهيدا للانتقام من الرافضيه!!
وجاءاليوم المشؤوم
كنت عائدة من الجامعة متعبه ولم يكن أحد في البيت غيري فقد كان اخوتي جميعهم في العمل
دخلت غرفتي اغتسلت و صليت و جلست على سجادة الصلاة أقرا الادعيه من "مفاتيح الجنان" و التسبيحات ، ثم وصلت شقيقتي "ام علي" سلمت علي ودخلت لتغتسل استعدادا للصلاه
وبعد عدة ثوان سمعت طرقا قويا على الباب ،، أصابني الذعرفلا أحد في البيت غيرنا
قمت مسرعه باخفاء التربه الحسينيه و كتاب مفاتيح الجنان لكن ابليس"أخي الوهابي" كسر الباب وأقبل نحوي
يتبع..~
المفضلات