القيلولة... متى واين ؟
==============
قلة من الأشخاص يأخذون قيلولة، لكن إذا أردت فعل ذلك، عليك إدراجها في قائمة عاداتك. إليك بعض النصائح.
أثبتت دراسات حديثة أن القيلولة مفيدة، فهي تحمي من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وبالنسبة إلى الذين لا ينامون بشكل جيد، يمكن لأخذهم قيلولة مساعدتهم في النوم بشكل أفضل ليلاً بخلاف الأقاويل الشائعة. كذلك فإن إيجاد وقت فراغ خلال اليوم لتخصيصه لأنفسنا أمر مبهج جداً. تمتد القيلولة على 20 دقيقة تقريباً، بذلك يمكن التنعم بها حتى في المكتب خلال استراحة الغداء. إذا كنت ترغب في التمتع بها اتبع نصائحنا هذه.
الإطار الملائم
-------------------
ليست الظروف الملائمة لأخذ قيلولة نادرة كما تعتقد. يمكنك مثلاً أخذها في المكتب، في وسائل النقل العام... وليس عليك إلا أن تطرح على نفسك أربعة أسئلة:
- كم الساعة؟ الوقت المثالي لأخذ قيلولة في بداية فترة بعد الظهر، مثلاً عندما تشارف استراحة الغداء على نهايتها...
- كم من الوقت لديك؟ 20 دقيقة، قيلولة ممتازة. إذا نمت لوقت أطول، ستستغرق وقتاً أطول للعودة إلى حالة اليقظة. كذلك يمكنك القيام بقيلولة صغيرة (10 دقائق تقريباً)، لكن ذلك يتطلب قليلاً من التمرين.
- هل من الأفضل أن أكون وحدي؟ لا تحتاج بالضرورة إلى حجرة خاصة بك لأخذ قيلولة. في وسائل النقل العام، أو حتى في منتزه في فصل الصيف، يكفي أن تكون بعيداً عن الضجيج (يمكنك استعمال سدادة للأذن) أو عن الضوء (استعمال قناع، أو أي غطاء للعينين). أما في المكتب فما عليك إلا أن تطلب من المحيطين بك عدم الازعاج لمدة 20 دقيقة.
المكان المناسب
-----------------------
كي تتمكن من النوم عليك أن تمنح جسمك حداً أدنى من الراحة. يتمثل الحل المثالي في أن تكون لديك كنبة أو أريكة مريحة بما أن الاستلقاء في السرير قد لا يكون ممكناً دائماً خلال اليوم. لكن في حال عدم توافر هذه الحلول ثمة بدائل:
- في وسائل النقل العام: ضع مرفقيك على ركبتيك، ورأسك بين يديك.
- في المكتب: كتف ذراعيك على طاولة مكتبك وضع جبينك على الجزء الأمامي من ذراعيك.
الاستيقاظ بارتياح
---------------------
لعل السبب الذي يدفعنا غالباً إلى التردد قبل المباشرة في أخذ قيلولة عدم تأكدنا من أننا سنكون منتجين بعد ذلك. ففترات القيلولة التي نأخذها خلال عطلة نهاية الأسبوع أو في العطلات تجعلنا خمولين وغير قادرين على استرجاع قدرتنا ونشاطنا حتى المساء. لكن لتفادي هذا التأثير المزعج، يتمثل الحل الأول في عدم إطالة مدة القيلولة: 20 دقيقة تسمح لنا بتفادي الانزعاج. كذلك تؤدي طريقة استيقاظنا دوراً في قدرتنا على التركيز. كيف يمكن الاستيقاظ بشكل جيد بعد أخذ قيلولة؟
- لا تنهض بسرعة وبشكل مفاجئ: لديك بضع دقائق للاستيقاظ.
- ركز منذ لحظة استيقاظك على فكرة ما أو شيء ما، كي تتفادى أن تغط مجدداً في النوم.
- اجلس ببطء، افرك وجهك بخفة، تنفس بطريقة تساعدك في اكتساب بعض الطاقة، ثم تمطى.
- أخيراً، انهض وها أنت مستعد للانكباب مجدداً على العمل.
قواعد
---------
10 قواعد عليك احترامها لتتمكن من النوم بشكل جيد:
- تعرّف إلى حاجاتك. لا تتردد في تدوين الأوقات التي تنام فيها. فترة العطلة مثالية لتحدد ما إذا كنت من عشاق النوم أو أنك تنام لحاجة جسمك إلى ذلك. استغل هذه الفرصة أيضاً لتحديد حاجات أولادك. هذه المعلومات قيمة لتتمكن من احترام نمط النوم الخاص بكل واحد وابتكار المناخ الملائم لذلك.
- احرص على أن تكون أوقات نومك منتظمة قدر الإمكان، خصوصاً ساعات الاستيقاظ.
- كي تحسن نشاطك وطاقتك، احرص على تطبيق عادات معينة بعد الاستيقاظ: أخذ دش، تناول الفطور، إضاءة الغرفة...
- انتبه إلى إشارات النعاس واحترمها. التثاؤب، ثقل الجفنين، التمطي، وخز العينين... اشارات تدل على أن جسمك متعب وأن وقت الراحة حان. لا تقاوم شعورك هذا، اخلد إلى النوم من دون تأخير.
- تجنب تناول المنبهات مساءً: القهوة، الشاي، التبغ، الفيتامين c، أنواع الشراب التي تحتوي على الكافيين...
- تفادَ تناول وجبات دسمة مساءً.
- لا تمارس الرياضة أو أي نشاطات منبهة أخرى مساءً. قبل ساعة من النوم على الأقل، آثر القيام بنشاطات هادئة تحث جسمك على الاسترخاء.
- ثمة عادات مفيدة تساعدك في النوم، من بينها: احتساء النقوع، شرب الحليب الفاتر، القراءة، الصلاة، الاسترخاء وغيرها. إذا كررت هذه العادات كل مساء ستتمكن من الحصول على نمط نوم منتظم وتقصر الفترة التي تستغرقها لتغط في النوم.
- تمتع بمناخ ملائم للنوم حيث الهدوء والسكينة: غرفة مهواة، معزولة عن الضجيج، تتراوح درجة الحرارة فيها بين 18 و20 درجة مئوية، ضوء خافت...
- احرص على تخصيص السرير للنوم فحسب: لا تضع في الغرفة جهاز تلفزيون أو كمبيوتر أو تمارس نشاطات فكرية.
مراحل
------------
في المراحل العمرية كافة يساعد النوم في إصلاح الجسم، إذ يحسن صحتنا ومعنوياتنا وحياتنا اليومية. لكن نوع النوم ومدته يختلفان بحسب المراحل العمرية التي نمر بها في حياتنا. بذلك فإن الأولاد الصغار لا ينامون كما البالغين، وهذا ينطبق على المسنين الذي لديهم نمط نوم مختلف من نواح متعددة.
معلومات
--------------------
لا بد من التذكير بأن ليلة من النوم لدى شخص بالغ تضم خمس دورات مدة كل واحدة 90 دقيقة. تنتهي كل دورة بيقظة وجيزة نتذكرها نادراً عند الاستيقاظ. تتضمن كل دورة خمس مراحل: النوم اليقظ، النوم الخفيف، النوم العميق، النوم البطيء والعميق (تباطؤ القلب، التنفس، انخفاض الضغط في الشرايين) والنوم العشوائي (الأحلام). عموماً، تتضمن مجموعة الدورات (ليلة من النوم) 16 في المئة من النوم البطيء العميق و20 في المئة من النوم العشوائي.
تبدّل الدورات
-----------------
مع التقدم في العمر يختلف تنظيم النوم:
- تقل فترات النوم البطيء والعميق والنوم العشوائي.
- تقسم الحاجة إلى النوم بشكل مختلف على 24 ساعة: ابتداءً من عمر الستين، تصبح الليالي أقصر، فيما تتضمن فترات اليوم أوقاتاً من التعب المفاجئ (خصوصاً بعد سن السبعين).
- يتطلب الاغفاء خلال الليل وقتاً أطول.
- يكون النوم خلال اليوم أسهل، من هنا الشعور المفاجئ بالتعب وفترات القيلولة التي يزداد عددها لدى المسنين.
- تكون فترات اليقظة الليلية بين كل دورة أكثر وأطول. بذلك يُستقطع نوم المسنين من خلال فترات يقظة {حقيقية} في الليل.
- تساهم اضطرابات النوم المتعددة والمنتظمة (متلازمة انقطاع التنفس أثناء النوم، متلازمة الساق المتململة) في فترات اليقظة الليلية المتعددة.
- تقلل فترات اليقظة الليلية مجموع النوم خلال الليل، وهو سبب الشعور بالحاجة إلى النوم التي يعوَّض عنها عبر أخذ قيلولة خلال اليوم.
- صعوبات الاغفاء وفترات اليقظة خلال الليل قد تترجم إلى أرق حقيقي. وينطبق ذلك على 25 إلى 40 في المئة من المسنين حول العالم. إذا كانت للأرق انعكاسات على الحياة الاجتماعية وإذا تكرر ذلك أكثر من ثلاث مرات أسبوعياً على مدى شهر، لا بد من استشارة طبيب للتوصل إلى حل. يُشار في هذا السياق إلى أن بعض الأمراض قد يكون سبباً للأرق (مشاكل في البول، داء السكري، قصور في الشريان التاجي، قصور في التنفس، ربو، اكتئاب، سرطان...).
يتبع ....
المفضلات