من علامات المحبّة
المؤمن 15 ـ 16، ب 1، ح 4:
عن سعد بن ظريف قال: كنت عند أبيجعفر (عليه السلام) فجاء جميل الأزرق، فدخل عليه قال: فذكروا بلايا الشيعة وما يصيبهم، فقال أبو جعفر (عليه السلام): أن اناساً اتو علي بن الحسين (عليه السلام) وعبد الله بن عباس، فذكروا لهما نحوا مما ذكرتم، قال: فاتيا الحسين بن علي (عليه السلام)، فذكرا له ذلك، فقال الحسين (عليه السلام):
والله البلاء والفقر والقتل اسرع إلى من أحبنا من ركض البراذين ومن السيل إلى صمره.
قلت: وما الصمر؟
قال: منتهاه، ولو ﻻ ان تكونوا كذلك، لرأينا انكم لستم منّا.
خير المذاهب
المحاسن 147، ب 16، ح 55: أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه وابن أبي نجران، عن حمّاد بن عيسى، عن الحسين بن مختار، عن عبدالرحمان بن سيابة، عن عمران بن ميثم،
عن حبابة الوالبية قال: دخلت عليها فقالت: من أنت؟ قلت: ابن أخيك ميثم، فقالت: أخي والله لاحدّثنّك بحديث سمعته من مولاك الحسين بن عليّ بن أبيطالب (عليه السلام) أني سمعته يقول:
والذي جعل أحمس خير بجيلة وعبد القيس خير ربيعة وهمدان خير اليمن انكم لخير الفرق.
ثمّ قال: ما على ملة إبراهيم إلاّ نحن وشيعتنا وسائر الناس منها برآء.
هذا السعيد حقّاً
معاني الأخبار 197 ـ 200، ح 4. أمالي الصدوق 321 ـ 323، المجلس 63، ح 4. أمالي الشيخ الطوسي 2/49، ب 15، ح 31: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق، عن أحمد بن محمّد الهمداني، عن الحسن بن القاسم قراءة، عن علي بن إبراهيم بن المعلّى، عن أبي عبد الله محمّد بن خالد، عن عبد الله بن بكر المرادي، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن علي بن الحسين، عن أبيه (عليه السلام) قال:
بينا أمير المؤمنين (عليه السلام) ذات يوم جالس مع أصحابه يعبّئهم للحرب إذ اتاه شيخ عليه شجبة السفر، فقال أين أمير المؤمنين؟
فقال هو ذا فسلّم عليه ثمّ قال: يا أمير المؤمنين اني اتيتك من ناحية الشام وانا شيخ كبير قد سمعت فيك من الفضل ما ﻻ أُحصى، واني اظنّك ستغتال فعلمني مما علمك الله.
قال: نعم، يا شيخ! من اعتدل يوماه فهو مغبون، ومن كانت الدنيا همّته اشتدت حسرته عند فراغها، ومن كان غده شرّ يوميه فمحروم ومن لم يبال ما رزء من آخرته إذا سلمت له دنياه فهو هالك، ومن لم يتعاهد النقص من نفسه غلب عليه الهوى، ومن كان في نقص فالموت خير له.
يا شيخ: ارض للناس ما ترضى لنفسك، وات الى الناس ما تحب ان يؤتى اليك.
ثمّ أقبل على أصحابه فقال: ايها الناس اما ترون إلى أهل الدنيا يمسون ويصبحون على أحوال شتّى، فبين صريع يتلوّى وبين عائد ومعود وآخر بنفسه يجود، وآخر ﻻ يرجى وآخر مسجّى وطالب الدنيا والموت يطلبه، وغافل ليس بمغفول عنه، وعلى اثر الماضي يصير الباقي.
فقال له زيد بن صوحان العبديّ: يا أمير المؤمنين ايّ سلطان اغلب واقوى؟
قال: الهوى.
قال: فأيّ ذلّ اذل؟
قال: الحرص على الدنيا.
قال: فأيّ فقر اشدّ؟
قال: الكفر بعد الإيمان.
قال: فأيّ دعوة اضلّ؟
قال: الداعي بما ﻻ يكون.
قال: فأيّ عمل أفضل؟
قال: التقوى.
قال: فأيّ عمل انجح؟
قال: طلب ما عند الله.
قال: فأيّ صاحب شرّ؟
قال: المزيّن لك معصية الله.
قال: فأيّ الخلق اشقى؟
قال: من باع دينه بدنيا غيره.
قال: فأيّ الخلق اقوى؟
قال: الحليم.
قال: فأيّ الخلق اشحّ؟
قال: من اخذ المال من غير حلّه فجعله في غير حقّه.
قال: فأيّ الناس اكيس؟
قال: من ابصر رشده من غيّه فمال إلى رشده.
قال: فمن احلم الناس؟
قال: الذي ﻻ يغضب.
قال: فأيّ الناس اثبت رأياً؟
قال: من لم يغرّه الناس في نفسه ولم تغرّه الدنيا بتشوفّها.
قال: فأيّ الناس احمق؟
قال: المغترّ بالدنيا وهو يرى ما فيها من تقلّب احوالها.
قال: فأيّ الناس اشدّ حسرة؟
قال: الذي حرم الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين.
قال: فأيّ الخلق اعمى؟
قال: الذي عمل لغير الله، يطلب بعمله الثواب من عند الله عزّ وجلّ.
قال: فأيّ القنوع أفضل؟
قال: القانع بما اعطاه الله.
قال: فأيّ المصائب اشدّ؟
قال: المصيبة بالدين.
قال: فأيّ الأعمال احبّ إلى الله عزّ وجلّ؟
قال: انتظار الفرج.
قال: فأيّ الناس خير عند الله عزّ وجلّ؟
قال: اخوفهم لله واعملهم بالتقوى وازهدهم في الدنيا.
قال: فأيّ الكلام أفضل عند الله عزّ وجلّ؟
قال: كثرة ذكره والتضرع إليه والدعاء.
قال: فأيّ القول اصدق؟
قال: شهادة أن ﻻ اله الاّ الله.
قال: فأيّ الأعمال اعظم عند الله عزّ وجل؟
قال: التسليم والورع.
قال: فأيّ الناس اصدق؟
قال: من صدّق في المواطن.
ثمّ أقبل (عليه السلام) على الشيخ فقال: يا شيخ ان الله عزّ وجلّ خلق خلقاً ضيّق الدنيا عليهم نظرا لهم، فزهّدهم فيها وفي حُطامها فرغبوا في دار السلام التي دعاهم اليها وصبروا على ضيق المعيشة وصبروا على المكروه، واشتاقوا إلى ما عند الله من الكرامة، وبذلوا نفسهم ابتغاء رضوان الله، وكانت خاتمة اعمالهم الشهادة فلقوا الله وهو عنهم راض، وعلموا انّ الموت سبيل من مضى ومن بقى، فتزوّدوا لآخرتهم غير الذهب والفضة، والبسوا الخشن، وصبروا على الذل وقدّموا الفضل واحبّوا في الله وابغضوا في الله عزّ وجلّ اولئك المصابيح في الدنيا وأهل النعيم في الآخرة والسلام.
فقال الشيخ: فأين اذهب وادع الجنة ـ وانا اراها وارى اهلها معك يا أمير المؤمنين ـ؟ جهزني بقوّة أتقوّى بها على عدوّك، فأعطاه أمير المؤمنين (عليه السلام) سلاحاً وحمله وكان في الحرب بين يدي أمير المؤمنين (عليه السلام) يضرب قدماً قدماً و أمير المؤمنين (عليه السلام) يعجب مما يصنع، فلما اشتدّت الحرب اقدم فرسه حتّى قتل ـ رحمة الله عليه ـ واتبعه رجل من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) فوجده صريعاً ووجد دابتّه ووجد سيفه في ذراعه، فلما انقضت الحرب اتى أمير المؤمنين (عليه السلام) بدابّته وسلاحه وصلّى عليه أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال:
هذا والله السعيد حقّاً فترحمّوا على اخيكم.
ولكلام ابو علي الأكبر روحي فداهم بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .
المفضلات