مع ابن العاص
مناقب ابن شهر آشوب 4/67: محاسن البرقي:
قال عمرو بن العاص للحسين (عليه السلام): يابن علي ما بال أولادنا أكثر من أولادكم؟ فقال (عليه السلام):
بغاث الطير أكثرها فراخاً *** وامّ الصقر مقلاة نزور
فقال: ما بال الشيب إلى شواربنا أسرع منه في شواربكم؟
فقال (عليه السلام): إنّ نساءكم نساء بخرة فإذا دنا أحدكم من امرأته نكهت في وجهه فيشاب منه شاربه.
فقال: ما بال لحاؤكم أو فر من لحائنا؟
فقال (عليه السلام): (والبلد الطيّب يخرج نباته بإذن ربّه والّذي خبث ﻻ يخرج إلاّ نكدا).
فقال معاوية: بحقّي عليك إلاّ سكتّ فأنّه ابن عليّ بن أبيطالب.
فقال (عليه السلام):
إن عادت العقرب عُدنا لها *** وكانت النعل لها حاضرة
قد علم العقرب واستقينت *** أن لالها دنيا ولا آخرة
مع ابن سعد
إرشاد المفيد 251، وكشف الغمّة 2/ 178: روى سالم بن أبي حفصة قال:
قال عمر بن سعد للحسين (عليه السلام): يا أبا عبد الله انّ قبلنا ناساً سفهاء يزعمون أنّي أقتلك، فقال له الحسين (عليه السلام):
إنّهم ليسوا بسفهاء ولكنّهم حلماء، أما انّه تقرّ عيني أن ﻻ تأكل من برّ العراق بعدي إلاّ قليلاً.
إلى معاوية
رجال الكشي 1/ 250 ـ 259، ح 97 ـ 99:
روي أنّ مروان بن الحكم كتب إلى معاوية وهو عامله على المدينة: أمّا بعد، فإنّ عمرو بن عثمان ذكر أنّ رجالاً من أهل العراق ووجوه أهل الحجاز يختلفون إلى الحسين بن علي، وذكر أنّه ﻻ يأمن وثوبه، وقد بحثت عن ذلك فبلغني أنّه ﻻ يريد الخلاف يومه هذا، ولست آمن أن يكون هذا أيضاً لما بعده فاكتب إليّ برأيك في هذا، والسلام. فكتب إليه معاوية: أمّا بعد، فقد بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت فيه من أمر الحسين، فإيّاك أن تعرّض للحسين في شيء، واترك حسيناً ما تركك، فإنّا ﻻ نريد أن نعرّض له في شيء ما وفى ببيعتنا، ولم ينزل على سلطاننا، فاكمن عنه مالم يبد لك صفحته، والسلام. وكتب معاوية إلى الحسين بن علي (عليه السلام): أما بعد فقد انتهت إليّ امور عنك إن كانت حقّاً فقد أظنّك تركتها رغبة فدعها، ولعمر الله إنّ من أعطى الله عهده وميثاقه لجدير بالوفاء، وإن كان الّذي بلغني باطلاً فإنّك انت أعزل الناس لذلك، وعظ نفسك فاذكره، ولعهد الله أوف، فإنك متى ما تنكرني أنكرك، ومتى ما تكدني أكدت، فاتّق شقّ عصا هذه الامة، وأن يردّهم الله على يديك في فتنة، فقد عرفت الناس وبلوتهم، فانظر لنفسك ولدينك ولامّة محمد (صلى الله عليه وآله) ولا يستخفنّك السفهاء والذين ﻻ يعلمون. فلمّا وصل الكتاب إلى الحسين صلوات الله عليه كتب إليه:
أمّا بعد فقد بلغني كتابك، تذكر أنّه قد بلغك عنّي امور أنت لي عنها راغب، وأنا لغيرها عندك جدير فإنّ الحسنات ﻻ يهدى لها، ولا يرد إليها إلاّ الله.
وأمّا ما ذكرت أنّه انتهى إليك عنّي، فإنّه إنّما رقاه إليك الملاقون المشّاؤون بالنميم، وما اريد لك حرباً ولا عليك خلافاً، وأيم الله إنّي لخائف لله فيترك ذلك وما أظنّ الله راضياً بترك ذلك، ولا عاذراً بدون الإعذار فيه إليك، وفي أوليائك القاسطين الملحدين حزب الظلمة وأولياء الشياطين.
ألست القاتل حجر بن عدي أخا كندة والمصلّين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم ويستعظمون البدع، ولا يخافون في الله لومة لائم؟ ثم قتلتهم ظلماً وعدواناً من بعد ما كنت أعظيتهم الإيمان المغلّظة والمواثيق المؤكّدة ﻻ تأخذهم بحدث كان بينك وبينهم، ولا باحنة تجدها في نفسك.
أولست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) العبد الصالح الذي أبلته العبادة فنحل جسمه وصفرت لونه؟ بعد ما آمنته وأعطيته من عهود الله ومواثيقه ما لو أعطيته طائراً لنزل إليك من رأس الجبل، ثم قتلته جرأة على ربّك واستخفافاً بذلك العهد.
أولست المدّعي زياد بن سميّة المولود على فراش عبيد ثقيف؟ فزعمت أنّه ابن أبيك، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (الولد للفراش وللعاهر الحجر) فتركت سنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله) تعمّداً وتبعت هواك بغير هدىً من الله، ثم سلّطته على العراقين يقطع أيدي المسلمين وأرجلهم، ويسمل أعينهم، ويصلبهم على جذوع النخل، كأنّك لست من هذه الأمّة وليسوا منك.
أولست صاحب الحضرميين الّذين كتب فيهم ابن سمية أنّهم كانوا على دين علي (عليه السلام)؟ فكتبت إليه أن اقتل كل من كان على دين علي فقتلهم ومثّل بهم بأمرك، ودين علي (عليه السلام) سرّ الله الذي كان يضرب عليه أباك ويضربك، وبه جلست مجلسك الذي جلست، ولو ﻻ ذلك لكان شرفك وشرف أبيك الرحلتين.
وقلت فيما قلت: (انظر لنفسك ولدينك ولامّة محمد، واتّق شقّ عصا هذه الامّة وأن تردّهم إلى فتنة) وإنّي ﻻ أعلم فتنة أعظم على هذه الامّة من ولايتك عليها، ولا أعظم نظراً لنفسي ولديني ولامّة محمد (صلى الله عليه وآله) وعلينا أفضل من أن اجاهدك فإن فعلت فإنّه قربة إلى الله، وإن تركته فإنّي أستغفر الله لديني، وأسأله توفيقه لإرشاد أمري.
وقلت فيما قلت: (إنّي إن أنكرتك تنكرني وإن أكدك تكدني) فكدني ما بدا لك، فإنّي أرجو أن ﻻ يضرّني كيدك فيّ، وأن ﻻ يكون عليّ أحد أضرّ منه على نفسك لانّك قد ركبت جهلك وتحرّصت على نقض عهدك ولعمري ما وفيت بشرط، ولقد نقضت عهدك بقتلك هؤلاء النفر الذين. قتلتهم بعد الصلح والإيمان والعهود والمواثيق، فقتلتهم من غير أن يكونوا قاتلوا وقتلوا، ولم تفعل ذلك بهم إلاّ لذكرهم فضلنا، و تعظيمهم حقّنا، فقتلتهم مخافة أمر لعلّك لو لم تقتلهم متّ قبل أن يفعلوا أو ماتوا قبل أن يدركوا.
فأبشر يا معاوية بالقصاص، واستيقن بالحساب، واعلم أنّ لله تعالى كتاباً ﻻ يغادر صغيرةً ولا كبيرة إلاّ أحصاها، وليس الله بناس لأخذك بالظنّة، وقتلك أولياءه على التهم ونفيك أوليائه من دورهم إلى دار الغربة وأخذك للناس ببيعة ابنك غلام حدث، يشرب الخمر ويلعب بالكلاب، ﻻ أعلمك إلاّ وقد خسّرت نفسك وتبرّت دينك وغششت رعيّتك وأخربت أمانتك وسمعت مقالة السفيه الجاهل وأخفت الورع التقيّ لأجلهم، والسلام.
مع الراضين بقتل الحسين (عليه السلام)
غيبة النعماني 155: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، عن القاسم بن محمّد بن الحسين بن حازم، عن عبيس بن هشام، عن عبد الله بن جبلة، عن عليّ بن أبي المغيرة، عن عبد الله بن شريك العامري، عن بشر بن غالب الأسدي قال: قال لي الحسين بن عليّ (عليهما السلام):
يا بشر ما بقاء قريش إذا قدّم القائم المهديّ منهم خمسمائة رجل فضرب أعناقهم ثمّ قدّم خمسمائة فضرب أعناقهم صبراً خمسمائة فضرب أعناقهم صبراً؟
قال: فقلت له: أصلحك الله أيبلغون ذلك؟
فقال الحسين بن عليّ (عليهما السلام): انّ مولى القوم منهم.
قال: فقال لي بشير بن غالب أخو بشر بن غالب: أشهد أنّ الحسين بن عليّ عدّ على أخي ستّ عدّات.
ما يبدي يزيد
كشف الغمة 2/210: قال (عليه السلام):
الله يعلم ان ما يبدي يزيد لغيره *** وبأنه لم يكتسبه بغيره وبميره
لو انصف النفس الخؤن لقصّرت من سيره *** ولكان ذلك منه ادنى شره من خيره
ينازعني يزيد
كشف الغمة 2/210 ـ 211: قال (عليه السلام):
إذا استنصر المرء امرءاً ﻻ يدى له *** فناصره والخاذلون سواء
انا ابن الذي قد تعلمون مكانه *** وليس على الحق المبين طخاء
اليس رسول الله جدّي ووالدي *** أنا البدران خلا النجوم خفاء
الم ينزل القرآن خلف بيوتنا *** صباحاً ومن بعد الصباح مساء
ينازعني والله وبيني وبينه *** يزيد وليس الأمر حيث يشاء
فيا نصحاء الله أنتم ولاته *** وأنتم على اديانه امناء
بأي كتاب أم بأيّة سنّة *** تناولها عن أهلها البعداء
ولكلام ريحانة المصطفى روحي فداهم بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .
المفضلات