القسم السادس
ان مدينة قم المقدسة والمحروسة بعين الله سبحانه لها شأن من الشأن ؛
ولذلك اهتم بها
رسول الله صلى الله عليه واله
اشد الاهتمام ودعا لها ولاهلها في اوائل الاسلام كما نقل لنا الشيخ الصدوق رحمه الله تعالى في كتابه :
عللالشرائع ج 2 ص572
باب العلة التي من أجلها سميت قم...
1- عيسى بن عبد الله الأشعري عن
الصادق جعفر بن محمد قال:
حدثني أبي عن جدي عن أبيه
(عليهم السلام ) قال قال
رسول الله(صلى الله عليه واله)
لما أسري بي إلى السماء حملني جبرئيل على كتفه الأيمن فنظرت إلى بقعة بأرض الجبل حمراء أحسن لونا من الزعفران و أطيب ريحا من المسك فإذا فيها شيخ على رأسه برنس فقلت لجبرئيل ما هذه البقعة الحمراء التي هي أحسن لونا من الزعفران و أطيب ريحا من المسك؟؟
قال :
بقعة شيعتك و شيعة وصيك علي فقلت :
من الشيخ صاحب البرنس؟؟
قال: إبليس قلت: فما يريد منهم؟؟
قال: يريد أن يصدهم عن
ولاية أمير المؤمنين عليه السلام و يدعوهم إلى الفسق و الفجور فقلت:
يا جبرئيل أهو بنا إليهم فأهوى بنا إليهم أسرع من البرق الخاطف و البصر اللامع فقلت:
قم يا ملعون فشارك أعداءهم في أموالهم و أولادهم و نسائهم فإن شيعتي و شيعة علي ليس لك عليهم سلطان فسميت قم .
وان الامام الصادق عليه السلام اهتم بها وبعظيم منزلتها قبل ان يولد
ابو السيدة المعصومة فاطمة عليهم السلام حيث قال لمجموعة من اهل قم بان مدينة قم لها اهمية عظيمة بالنسبة لنا حيث ان مكة هي حرم الله سبحانه والمدينة حرم
رسول الله صلى الله عليه واله والكوفة حرم امير المؤمنين عليه السلام
بينما
مدينة قم هي حرم
لجميع
اهل البيت عليهم السلام
وهذا يعني ان مدينة قم المقدسة المحروسة هي حرم محمد وال محمد عليهم السلام؛
فطوبى لها ولمن وفقهم الله لسكناها ؛
ثم بين الامام الصادق عليه السلام بان أبنته ستدفن في حرمهم حيث بيّن دفنها روحي فداها بعد ان بيّن مقام المدينة التي ستدفن فيها ؛ وفيها اشارة بيّنة لمقام ابنته
الكريمة المعصومة عليها السلام ؛
ثم وضح مقدارا من مقامها باوضح تعبير حيث قال: بوجوب الجنة لمن زارها وهي لازالت لم تشرِّف الدنيا باقدامها بل لا زال ابوها الامام الكاظم عليهم السلام لم يولد . اللهم اكتبنا من زوارها العارفين بحقها .
والرواية هي كما اوردها صاحب :
مستدركالوسائل ج10 368 ص
باب استحباب زيارة فاطمة بنت ..
الحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحَسَنِ القُمِّيُّ فِي
تَارِيخِ قُمَّ، رَوَى عِدَّةٌ مِنْ أَهْلِ الرَّيِّ أَنَّهُمْ دَخَلوا عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(عليه السلام) وَ قَالوا نَحْنُ مِنْ أَهْلِ الرَّيِّ
فَقَالَ عليه السلام:
مَرْحَباً بِإِخْوَانِنَا مِنْ أَهْلِ قُمَّ
فَقَالُوا نَحْنُ مِنْ أَهْلِ الرَّيِّ
فَأَعَادَ عليه السلام الْكَلامَ قَالُوا ذَلِكَ مِرَاراً وَ أَجَابَهُمْ بِمِثلِ مَا أَجَابَ بِهِ أَوَّلا فَقَالَ :
إِنَّ لِلهِ حَرَماً وَ هُوَمَكَّةُ
وَ إِنَّ لِلرَّسُولِ صلى الله عليه واله حَرَماً
وَ هُوَ الْمَدِينَةُ
وَ إِنَّ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام حَرَماً وَ هُوَ الْكُوفَةُ
وَ إِنَّ لَنَا حَرَماً وَ هُوَ بَلدَةُ قُمَّ
وَ سَتُدفَنُ فِيهَا امْرَأَةٌ مِنْ أَوْلادِي تُسَمَّى فَاطِمَةَ فَمَنْ زَارَهَا
وَجَبَتْ
لَهُ الجَنةُ
قَالَ الرَّاوِي:
وَ كَانَ هَذَا الْكَلامُ مِنْهُ عليه السلام قَبْلَ أَنْ يُولَدَ الكَاظِمُ عليه السلام
(لايجوز وحرام شرعا نقل الموضوع بدون ذكر الكاتب )
((سيد جلال الحسيني النجفي))
المفضلات