القسم = 5
حياة الإمام الرضا (عليه السلام ) -
السيد جعفر مرتضى - ص 427 - 430
كما أن بعض المصادر التاريخية تذكر : أن " أحمد بن موسى " أخا الإمام الرضا . . لما بلغه غدر المأمون بأخيه الرضا ، وكان آنذاك في بغداد ، خرج من بغداد للطلب بثأر أخيه ، وكان معه ثلاثة آلاف من العلوية .
وقيل : اثنا عشر ألفا .
وبعد وقائع جرت بينه وبين " قتلغ خان " ، الذي أمره المأمون فيهم بأمره ، والذي كان عاملا للمأمون على شيراز . .
استشهد أصحابه ، واستشهد هو ، وأخوه " محمد العابد " أيضا.
وأيضا . .
فإن شرطة المأمون قد قتلوا
" هارون بن موسى " أخا الرضا ، حيث إن هارون هذا كان في القافلة التي كانت تقصد خراسان ، وكانت تضم علويا ، وعلى رأسها السيدة فاطمة أخت الرضا
( عليها السلام ).
فأرسل المأمون إلى هذه القافلة ، فقتل وشرد كل من فيها ، وجرحوا هارون المذكور ،
ثم هجموا عليه وهو يتناول الطعام فقتلوه. وأما زعيمة القافلة
السيدة فاطمة بنت موسى
( عليهما السلام )
فيقال إنها هي الأخرى قد دس إليها السم في ساوة ،
ولهذا لم تلبث إلا أياما قليلة
واستشهدت.
وآخر من يذكره المؤرخون من ضحايا المأمون : " حمزة بن موسى " ،
أخا الإمام
( عليه السلام ) ،
حيث ذكروا أنه كان من جملة من قتلهم أتباع المأمون. فيكون المأمون قد قتل ستة ، بل سبعة من إخوة الإمام ( عليه السلام ) ، لأنهم طالبوه بدم أخيهم ، أو كادوا .
وألحق بهم ما شاء الله ممن تابعهم ، أو خرج معهم . ويقول الكاتب الفارسي ،
علي أكبر تشيد : "
إن كثيرا من العلويين كانوا قد قصدوا خراسان ، أيام تولي الإمام العهد من المأمون ، لكن أكثرهم لم يصل ، وذلك بسبب استشهاد الإمام ( عليه السلام ) ، وأمر المأمون الحكام ، وأمراء البلاد بقتل ، أو القبض على كل علوي . "
وفي الشعر أيضا نجد ما يدل على ذلك :
بل إن دعبلا المعاصر للإمام والمأمون ، يرثي الإمام
( عليه السلام ) فيقول :
شككت : فما أدري أمسقي شربة *
فأبكيك أم ريب الردى فيهون
أيا عجبا منهم : يسمونك الرضا *
ويلقاك منهم كلحة وغضون
فدعبل لم يكن شاكا في الأمر ، بدليل البيت الثاني ، أعني قوله : أيا عجبا منهم يسمونك إلخ . . وبدليل مرثيته الأخرى للإمام ، التي يقول فيها :
لم يبق حي من الأحياء نعلمه *
من ذي يمان ولا بكر ولا مضر
إلا وهم شركاء في دمائهم *
كما تشارك أيسار على جزر
إلى آخر الأبيات . .
ومهما شككت في شئ ، فإنني لا أشك في أن أقوال دعبل هذه هي التي دعتهم لاتهامه بالزندقة ، والمروق من الدين . . ويقول السوسي :
بأرض طوس نائي الأوطان *
إذ غره المأمون بالأماني
حين سقاه السم في الرمان
والقاضي التنوخي أيضا يقول :
ومأمونكم سم الرضا بعد بيعة *
فآدت له شم الجبال الرواسب
وأبو فراس أيضا يقول في شافيته :
باءوا بقتل الرضا من بعد بيعته *
وأبصروا بعض يوم رشدهم وعموا
عصابة شقيت من بعدما سعدت *
ومعشر هلكوا من بعدما سلموا
لا بيعة ردعتهم عن دمائهم *
ولا يمين ، ولا قربى ، ولا ذمم
وهكذا . . يتضح بما لا مجال معه للشك :
أن كون المأمون هو الذي اغتال الإمام
قد كان معروفا لدى الناس ، وشائعا بينهم منذ ذلك الحين . .
ولا غرابة في ذلك فلقد كان وعد حاجبه ، وجمعا من العباسيين بأنه سوف يدبر في الإمام بما يحسم عنه مواد بلائه ! .
الإمام وآباؤه عليهم السلام يخبرون بشهادته : وبعد كل ما تقدم . . نرى أنه لا بد لنا قبل أن نأتي على آخر هذا الفصل من الإشارة إلى أن الإمام نفسه قد أخبر أكثر من مرة بأنه سوف يقضي شهيدا بالسم ، بل لقد أخبر بذلك آباؤه الطاهرون ، وغيرهم ممن عاشوا في ذلك الزمان
((سيد جلال الحسيني النجفي))





رد مع اقتباس
المفضلات