الفصل 1
شكرا لمروركم الذي اسرني
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
قال رسول الله صلى الله عليه واله :
من كنت مولاه فعلي مولاه
ان هناك فروق كبيرة جدا بين الكتاب والانترنيت ولذلك لابد ان نقرء الفروق بدقة ونرى ايهما اصوب او انه يمكن الجمع بينهما ولعله قد نصل للعلة التي لا يرغب فيها البعض ان يكتب في المواقع مواضيعه..
بالحقيقة هناك قصة حدثت لي مع والدي رحمة الله عليه احب ان انقلها لكم لانني كلما فكرت في التطور العلمي وعدم الاستفادة الصحيحة منها اتذكر قصتي مع والدي .
كنا نعيش في مدينة الكوفة العلوية المباركة؛
كوفة الرمح في صدر اعداء اهل البيت عليهم السلام ؛
كوفة السهم في اعين الاعداء لآل محمد عليهم السلام :
(1)عن حنان بن سدير عن أبيه قال : دخلت أنا و أبي و جدي و عمي حمام المدينة فإذا رجل في المسلخ فقال : ممن القوم؟؟
فقلنا : من أهل العراق
قال: من أي العراق؟؟
فقلنا: من أهل الكوفة
قال :
مرحبا و سهلا و أهلا يا أهل الكوفة أنتم الشعار دون الدثار
(للحديث تتمة طويلة)
وكان السائل هو الامام زين السماوات والارضين الامام زين العابدين عليه السلام وولده بهجة قلب العارفين بالامامة ؛ امامنا الباقر عليه السلام .
على اي حال
كان في تلك الايام في الكوفة من اقبح القبح ان يركب الشاب مثلي وانا في الثاني عشر من عمري الدراجة الهوائية (البايسكل) وكأنه ارتكب ذنبا غفرانه لايجوز
بل
هو ذنب يحتاج الى التوبة النصوح ؛
وكان الوالد رحمة الله عليه يملك دراجة هوائية جميلة وكان بريقها يغازل هوى النفس وارتياح نشوة الشباب؛
نأمل ان نلمسها ونخاف من عاقبة الغسل في برد الهواء لانها من موجبات غسل التوبة لذنب لمس حبيبة الهوى؛
وامل العارفين بلذة السير عليها جنب نهر الفرات
وبعد ان توفيت الوالدة رحمة الله عليها بقي الوالد بلا زوجة خمسة سنوات احتراما للعلوية المتوفاة ؛ ولاننا صغار الى ان حان وقت زواجه فقدموا له شابة دون عمره بكثير فتزوجها والحمد لله .
كان بين مدينة الكوفة المركزية ومسجد الكوفة العظيمة طريق لعله نصف كيلو متر او يزيد وكله ذات حديقة وازهار وورود لذة للناظرين؛ ويلوح لمشامك عطر الياسمين وكأنها تهب من العليين لانها في مدينة علي امير المؤمنين عليه السلام .
في ليلة من الليالي اراد والدي رحمه الله تعالى ان يساير حبيبته العروس في هذا الطريق بين الورود والازهار والياسمين وانا غافل عن تحليق العاشقين في اجواء الروح ونيل الرهيف من المعاني في جنح الظلام تحت بريق الكواكب والنجوم
لاني صغير فتعلقت بوالدي
اني اريد ان اخرج معكم؛
وهو يريد التخلص مني وكأنه شعر بصاعقة نزلت تريد ان تسلبه ما يتمناه من ارتشاف طعم الهنا في حنادس تلك الليلة ؛
ولكنه كان ذكيا لانه يعرف دغدغة افكار الشباب فقال:
تعال يا ولدي اهلا بك؛
فمسح بيد الحنان على فوهة البركان الهائج من اعماق الجنان؛
ولكنه اخرج معه الحبيبة الاخرى لكنها اليوم هي حبيبتي تريد معانقتي وانا اخاف من ان المسها وهي الدراجة ذات البريق واللمعان ؛
فلما توسطنا بين تلك الزهور والشارع فارغ من ان يكون فيه من يجول ؛ فقال لي ليتخلص مني ومن استراق السمع من شياطين الانس
ولدي :
اركب الدراجة والعب بها .
سبحان الله !!
اهتز عرش القلب من كلامه بامواج الاضطراب !
هل هو صادق في تصريح الاذن لي ؟!
ام انه يريد ان يختبرني
هل اركبه في غيابه ام لا!
فصممت ان لا المسها وابقى معهم
مسكين يا والدي رحمة الله عليك
اراد ان يتخلص مني وانا اردت ان اثبت له حقيقة اكرهها ولكنني اتملق في اثبات ما يخالف هواي المتارجح بين الرد والقبول
وهكذا الوالد يصر ان ابتعد عنهم تخلصا من رمال العواصف التي تلج العيون فتمنع النظر الى الحبيب
وانا اصرّ بان لا زوال لي عن مرافقتهما .
واخيرا :
فررت مع الدراجة خوفا من بريق عينيه وهو يقول لي :
اذهب مع الدراجة وابتعد اينما تريد
قضيتي هذه هي قضية المثقفين من المؤمنين مع النت والكتاب وسياتي توضيحه مفصلا
. (لايجوز وحرام شرعا نقل الموضوع بدون ذكر الكاتب )
((سيد اويس الحسيني النجفي))
المفضلات